فأين الخوف من الله؟

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : || (أفنان) l|
-
178.gif







1094812030.gif


لقد نثر طول الأمل رداءه على البعض فأصبح الكثير من الناس يقترف المحرمات، ويتهاون في الطاعات وأمسى التسويف حاجزًا لهم عن التوبة، والفرح بهذه الدنيا منسيًا لما أمامهم من الأهوال والعقبات.

فلم يطرق الخوف قلوبهم، ولم يلازم الوجل نفوسهم. فانهمكوا في الفرح والترح، وكأنهم مخلدون في هذه الدنيا..
تجاهلوا سيرة من كانوا قبلهم في تذكر الموت والخوف مما بعد الموت.. فقد كان يقرأ على بعض السلف ما يلين القلوب ويحيي النفوس..
يشحذ الهمم، ويقوي العزائم ويزيل ران الغفلة والسفه.. فهذا ابن المبارك إذا قرئ عليه كتاب الزهد كأنه ثور قد ذبح؛ لا يقدر أن يتكلم.

161.gif

والخوف : عبارة عن تألم القلب واحتراقه بسبب توقع مكروه في المستقبل.
ومن توقع مكروهًا في المستقبل سعى إلى الاستعداد له، والمثابرة على اجتيازه.
وقد جمع الله للخائف منه فضلاً عظيمًا،
فقال تعالى: { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [ الرحمن ] .

161.gif

قال ابن كثير رحمه الله: أي خاف القيام بين يدي الله عز وجل، وخاف حكم الله فيه، ونهى النفس عن هواها، وردها إلى طاعة مولاها {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}

أي منقلبه ومصيره ومرجعه إلى الجنة الفيحاء

وقال مجاهد والنخعي رحمهما الله: هو الرجل يهم بالمعصية، فيذكر الله فيدعها من خوفه.

وقال محمد بن علي الترمذي رحمه الله: جنة لخوفه من ربه، وجنة لتركه شهوته.

ومن فضل الله ومنه على عباده الطائعين المنيبين ما جاء في الحديث القدسي،

قال الله تعالى:
«وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين، إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع عبادي، وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع عبادي».
أخرجه ابن حبان في صحيحه

وعن أنس -رضي الله عنه- قال: خطبنا رسول الله sala.gif خطبة ما سمعت مثلها قط.
قال:
«لو تعملون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا، فغطى أصحاب رسول اللهsala.gif وجوههم ولهم خنين» [متفق عليه].

161.gif

ومن ثمرة الخوف من الله جل وعلا في الدنيا ما ذكره عامر بن قيس بقوله:
من خاف الله أخاف الله منه كل شيء, ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء.

وانظر إلى أهل الوجل والخوف من الله؛ إنهم أهل القدوة، وأصحاب الكلمة المسموعة.

أما من عصى الله وفرط في حدوده، فإنه زائغ النظرات، يترقب وقوع المصيبة..
بل هو في قلق وحسرة وندامة.

ويظن البعض أن الخوف هو خوف الدنيا الطبعي من الوحوش والسباع والظلام والوحدة، وما علموا أن ما قطع قلوب المؤمنين الصادقين
إنما هو الخوف من عذاب الله ورجاء رحمته وعفوه ومغفرته..

قال عمر بن عبد العزيز: اللهم إن كنت تعلم أني أخاف شيئًا دون يوم القيامة فلا تؤمن خوفي.

قال يزيد بن حوشب محدثًا بما كان يراه من صلاح القوم وخوفهم:
ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز كأن النار لم تخلق إلا لهما.

وعن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال:
سمعت عبد الله بن حنظلة يومًا وهو على فراشه، وعدته من علته،
فتلا رجل عنده هذه الآية:{لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ}
فبكى حتى ظننت أن نفسه ستخرج،
وقال: صاروا بين أطباق النار ثم قام على رجليه،
فقال قائل: يا أبا عبد الرحمن اقعد
قال: منعني ذكر جهنم القعود، ولا أدري لعلي أحدهم.

161.gif

فإن هذا هو الخوف المحمود الذي يحرك النفس البشرية إلى الاستعداد والعمل والاستقامة والإنابة.

وهذا هو الخوف الحقيقي والوجل الصادق..

كان عمر بن الخطاب يسأل حذيفة..
أنشدك الله: هل سماني لك رسول الله sala.gif ، يعني في المنافقين؟
فيقول: لا، ولا أزكي بعدك أحدًا.

نعم هذا وهو عمر بن الخطاب.. أمير المؤمنين الفاروق وثاني الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة.

بل ها هو قد جعل نقش خاتمه: كفى بالموت واعظًا يا عمر.

مستـوفدين على رحـل كأنهم *** ركب يريدون أن يمضوا وينتقلـوا
عفت جوارحهم عن كل فاحشة *** فالصدق مذهبهم والخوف والوجل

إن اتباع الهوى وطول الأمل مادة كل فساد.
فإن اتباع الهوى يعمي عن الحق معرفة وقصدًا، وطول الأمل ينسي الآخرة ويصد عن الاستعداد لها.

161.gif

قال الفضيل بن عياض: إذا قيل لك: هل تخاف الله؟
فاسكت، فإنك إن قلت: نعم، كذبت، وإن قلت: لا، كفرت.

والكثير لو سئل هذا السؤال لأجاب بالجواب الأول، وهو مقيم على معصية،
مصر على كبيرة، مستغرق في صغيرة؟!

فأين الخوف من الله؟ وأين التفكر في المآل والمعاد والجزاء والحساب..

وإن حضر الخوف ممن يكون ؟! وعلى ماذا يكون ؟!


منقول

145.gif
كتبت : بنتـي دنيتـي
-
كتبت : سنبلة الخير .
-
بارك الله فيكِ
طرح قيم
سلمت يداكِ على هذا النقل الرائع
ولاحرمك الله الاجر والثواب
كتبت : || (أفنان) l|
-
جزاكنّ الله خيرا على مروركنّ ،
بارك الله فيكنّ ووفقنا وإياكنّ لما يحب ويرضى



كتبت : سارة الحارثي
-
موضوع رااائع يا الغلاااا
الله يجزاااك الف خير أن شاء الله وجعله في موازين حسناتك يارب
كتبت : || (أفنان) l|
-

جزاك الله خيراً غاليتي على ردك القيم ودعائك الصادق
جمعني الله بكِ في الفردوس الاعلى ............

اللهم آمين


الصفحات 1 2 

التالي

موقف المسلم من الفتن في ضوء الكتاب والسنة

السابق

أختي الفاضلة / هويتنا الإسلامية إلي أين؟

كلمات ذات علاقة
الله؟ , الخوف , فأين