الطلاق في الإسلام ... لماذا؟

مجتمع رجيم / شبهات وردود
كتبت : زهره الاسلام
-
hrikfvjvd65yvp726jl.


هل إباحة الطلاق تعني استهانة الإسلام بالمرأة وبقدسية الزواج؟ أم هو تشريع قُصد به صون المرأة، والحفاظ على كرامتها ومكانتها في المجتمع المسلم؟

في البدء لابد أن نبين أن الإسلام ليس أول من شرع الطلاق، فقد عرفه العالم قديمًا وجاءت به الشريعة اليهودية من قبل، ولا تزال نصوصه موجودة في العهد القديم، والإسلام يفترض أولًا أن يكون عقد الزواج دائمًا، وأن تستمر الزوجية قائمة بين الزوجين، حتى يفرق الموت بينهما؛ ولذلك لا يجوز في الإسلام توقيت عقد الزواج بوقت معين.

ثم إن الإسلام قد وضع التدابير والضوابط والقيود الشرعية، التي تحافظ على الزاوج، وتضمن له الاستمرار والدوام، من حسن الاختيار وحسن المعاشرة وحفظ الجميل والفضل، والنهي عن كل ما يوغل صدر أحد الأزواج من زوجه، وانتداب أهل الخير والإصلاح للإصلاح بين الزوجين حال الخلاف، إلى غير ذلك من الضوابط الكثيرة، التي لو التزمها الزوجين لطابت معيشتهم على الدوام.



ومع هذا، فحين يقع الطلاق فقد قيده الإسلام بضوابط تضيق نفاذه وتعسره، ومنها:

1 .عدم اعتبار طلاق المغلق الذي استبد به الغضب، فلا يدري ما يقول.

2. عدم اعتبار طلاق المكره، الذي أُكره على طلاق زوجته بغير إرادته.

3 . عدم اعتبار الطلاق في الحيض.

4. عدم اعتبار طلاق فاقد الوعي، والمغيب عقله.



على خلاف بين الفقهاء في بعض هذه القيود, وإذا وقع الطلاق في غير هذه الحالات؛ جعل له الشرع ردة ووفر لها الأجواء المناسبة، ومنها:


1.عدة تعتدها المرأة، لا يجوز لها الزواج أو الخطبة، ويجوز للرجل ردها إليه بلا عقد أو مهر جديد.

2.لا تخرج المرأة من بيتها إلى بيت أبيها، بل تعتد في بيت زوجها؛ فإن هذا أدعى لرده لها.

3. جعل الشرع المعتدة في بيت زوجها كالزوجة؛ من حيث علاقتها بزوجها وخلطتها به، وله ردها بكلمة أو جماع، فإذا لم يردها خلال عدتها؛ حُرمت عليه ورجعت لبيت أبيها، ويجوز له أن يراجعها بعقد ومهر جديد، وهكذا حتى تطلق ثلاث مرات لتكون الأخيرة طلقة بائنة فتحرم عليه.

فإذا كان الإسلام قد اتخذ كل هذه التدابير لحماية الأسرة المسلمة، فلماذا شرع الطلاق؟

إن الإسلام لا يضع نظريات وهمية ثم يلزم بها الخلق، وهو يعلم تمامًا عجزهم عن القيام بها، ولكنه شريعة ربانية أُنزلت لتنظيم شئون الخلق وفق قدراتهم النفسية والجسدية، وطبائعهم البشرية التي خلقهم الله بها، فراعى ضعفهم وإنسانيتهم.

ومع كل هذه التدابير والضوابط فقد تستحيل الحياة الزوجة ويتعثر العيش، وتضيق السبل، وتفشل الوسائل للإصلاح، وهذا واقع في حياة البعض من كل الأمم والأديان، وحفاظًا على كرامة المرأة أن يمسكها من لا يحبها ولا يقدرها ولا يصون لها رقتها ومشاعرها؛ شرع الإسلام لهذه المرأة الطلاق، ووعدها بسعة من الله تعالى وخير مما فارقت: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ} [النساء: 130].

وأيهما أكرم للمرأة؛ أن تفارق زوجها بالمعروف، كما قال تعالى: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة: 237]، كريمة عزيزة ترجو سعة الله الموعودة لها مع رجل آخر؟ أم تبقى في عصمة من لا يريدها ولا يكرمها ولا يحسن معايشتها؟

ولو ألزم الإسلام الزوجان بالبقاء؛ لأكلت الضغينة قلبيهما، ولكاد كل منهما لصاحبه، وسعى للخلاص منه بما يتهيأ له من وسائل، وقد يكون ذلك سببًا في انحراف كل منهما، ومنفذًا لكثير من الشرور والآثام؛ لهذا شُرع الطلاق وسيلة للقضاء على تلك المفاسد، وللتخلص من تلك الشرور، وليستبدل كل منهما بزوجه زوجًا آخر، قد يجد معه ما افتقده مع الأول، فيتحقق قول الله تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا} [النساء: 130].

ومع واقعية هذا التشريع وحاجة البشر إليه، فقد حذر الإسلام منه ورغب الزوج في الصبر والتحمل على الزوجات، وإن كانوا يكرهون منهن بعض الأمور، إبقاء للحياة الزوجية، {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].

وحرم على المرأة أن تسأل الطلاق بغير بأس، فقال صلى الله عليه وسلم: (أيماامرأة سألت زوجها طلاقًا فى غير ما بأس، فحرام عليها رائحة الجنة) [رواه أبو داود، (2228)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، (2226)].

وأرشد الزوج إذا لاحظ من زوجته نشوزًا إلى ما يعالجها به من التأديب المتدرج: الوعظ ثم الهجر، ثم الضرب غير المبرح، {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء: 34].

ولا بأس أن نورد ما قاله رجل القانون الإنجليزي الشهير "بيتام"، لندلل لللاهثين خلف الحضارة الغربية ونظمها: أن ما يستحسنونه من تلك الحضارة، يستقبحه أبناؤها العالمون بخفاياها، والذين يعيشون نتائجها.
يقول "بيتام": (لو وُضع مشروع قانون يحرم فض الشركات، ويمنع رفع ولاية الأوصياء، وعزل الوكلاء، ومفارقة الرفقاء؛ لصاح الناس أجمعون: أنه غاية الظلم، واعتقدوا صدوره من معتوه أو مجنون، فيا عجبًا أن هذا الأمر الذي يخالف الفطرة، ويجافي الحكمة، وتأباه المصلحة، ولا يستقيم مع أصول التشريع، تقرره القوانين بمجرد التعاقد بين الزوجين في أكثر البلاد المتمدنة، وكأنها تحاول إبعاد الناس عن الزواج، فإن النهي عن الخروج من الشيء نهي عن الدخول فيه، وإذا كان وقوع النفرة واستحكام الشقاق، والعداء ليس بعيد الوقوع، فأيهما خير؟ ربط الزوجين بحبل متين، لتأكل الضغينة قلوبهما، ويكيد كل منهما للآخر؟ أم حل ما بينهما من رباط، وتمكين كل منهما من بناء بيت جديد على دعائم قوية؟ أو ليس استبدال زوج بآخر خيرًا من ضم خليلة إلى زوجة مهملة، أو عشيق إلى زوج بغيض؟!).

ولهذا، فقد التفت الشعوب النصرانية على دينها فشرعت "الطلاق القانوني"، الذي ظلم الرجل والمرأة معًا، فجعل الطلاق لأهون الأسباب، ففي الولايات المتحدة مثلًا، يمكن أن يحصل الزوج على الطلاق إذا كان شريكه يدمن الكمبيوتر، أو متابعة برامج التلفزيون أو مباريات كرة القدم على الشاشة الصغيرة، أو كان يحب اللعب بمكعب روبيك، والطلاق في أمريكا يتيح للمرأة الحصول على نصف ثروة زوجها بالطبع، وإذا كان الزوج يهوى أحد هذه الأشياء؛ فإنه يخسر زوجته، ونصف ثروته.

وفي بريطانيا، يُعتبر الاستخفاف بشئون الزوج مبررًا للطلاق، وقبل مدة حصل أحد هواة كرة القدم على حكم بالانفصال عن زوجته؛ لأنها غسلت قميصه المفضل الذي يحمل اسم فريقه مع باقي الغسيل، وكان في جيب القميص ورقة تحمل توقيعًا من نجمه المفضل، إضافة إلى أوراق أخرى!!

ونظرة واحدة إلى أحوال الأديان التي حرمت الطلاق وقضت على الزوجين أن يتعايشوا رغم أنوفهما، وعلى كره منهما؛ ففسدت حياتهما وحياة الأبناء، بل والمجتمع بأسره، جرَّاء هذا الإجبار الزائد عن حمل النفس البشرية.

فقد انفكت الأسرة وتحللت وصارت العلاقات السرية والغير شرعية هي البديل لكل من الزوجين لإشباع عاطفته وغرائزه؛ مما أفسد المجتمع بأسره، وأشاع فيه الخيانة والزنا، وفي هذه البيئة المسمومة خرج الأبناء لا يوقرون أبًا، ولا يحترمون أمًّا، وصار البيت باردًا جافًّا خاليًا من العاطفة المطلوبة، وأصبح مصدر تعاسة لهم.


align="left">لواء الشريعه
ywm7fm8hzdsj6pfqrr.g
كتبت : ✿ موكآ فرآولة ✿
-


جزاك الله كل خير اختي زهرة الاسلاام

:)


كتبت : سحر هنو
-
كتبت : بنتـي دنيتـي
-
كتبت : || (أفنان) l|
-
نسأل الله السلامة من الفتن والثبات على المنهج السليم
جزاك الله خير الجزاء


كتبت : سنبلة الخير .
-
الصفحات 1 2 

التالي

شبهة : سجود المرأة لزوجها

السابق

شبهة وجوابها حول ما يُزعم أنه مجاراة للقرآن الكريم

كلمات ذات علاقة
لماذا؟ , الإسلام , الطلاق