دعونا نتفكر فى اسم الله العليم
الْعَلِيمُ
الْعَلِيمُ : صيغة مبالغة من العالم، وهو العارف بنفسه وبما يحيطه
جمالا و تفصيلا.
والله تعال هو العليم والعالم الحق : لأنه هو العالم بنفسه وبكل
جمال و
جلال يصدر منه ، وإن علم لله
تعالى هو ذاته من غير كثرة كما عرفت ، ولذا كان علمه التفصيلي عين العلم ال
جمالي له
تعالى ، وهو يعلم بكل شيء ، ولا يتغير علمه
سبحانه ولا يستفيد علما جديدا ، وإن علمه بالأشياء قبل وجودها وحين وجودها وبعد وجودها واحد لا يتغير ، فهو
سبحانه العالم والعليم والأعلم . وهو تعالى : بكل شيء
عليم ، و
أعلم من كل عليم ، وهو بمن أراده
عليم ،
والعالم بالسر والخفيات والهمم ، ولا يخفى ولا يعزب عن
علمه شيء ، و
عالم لا يجهل ، فهو
أعلم العالمين ، و دبر الكون
بعلمه ، وأحاط بكل شيئا
علما ، وهو عالم الغيب والشهادة ، ولحق
علمه كل شيء ، فهو
أعلم بالمهتدين ،
وأعلم بمن ضل عن سبيله ، وبكل شيء في الكون من فعله وهو
أعلم به ، فكل
ظهورا في الكون وبطون مشرق من
نور أسمائه الحسنى يعبر عن
ظهور علمه
تعالى وبيانه لعلمه الواسع العظيم الكبير .
فاسم الله الحسن العليم : هو من أمهات
الأسماء الحسنى الإلهية الذاتية كالحي والقدير والغني ، وهو اسم له معنى واسع يدخل في كثير من
الأسماء الحسنى ويبطن فيها وله إحاطة بها في معناها أو م
تجلي ظاهر بها ، وهي تعبر عن شؤون العظمة والكبرياء والمجد
اللهي ، كالسميع ، والبصير ، والخبير ، والحكيم ، والحسيب ، والحفي وغيرها ، بل يدخل في كل
الأسماء الحسنى التي لا تتحقق إلا بمن يكون عليم بفعله المتقن حتى يحسن ويصل لغايته بأحسن ما يمكن .
فقد قال
عز من قائل وقوله الحق :
{ قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله } النحل : 65
فهذه آية من آيات كثر في القرآن صريحة وواضحة بأنه لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه .. !!
بل خاطب الله عزوجل نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى :
{ ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون } الأعراف : 160
فهذه الآية صريحة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب.. !!
وكذلك
نبي الله عيسى صلى الله عليه وسلم يقول عنه المولى عز وجل عندما يسأله سبحانه يوم القيامة إن كان دعا الناس لعبادته وإشراكه بالله :
{ تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما نفسك وأنت علام الغيوب } المائدة : 116
ونأتي للآية التي هي موضوعنا ، في قوله تعالى :
{إن الله عنده علم الساعة وينزّل الغيث ويعلم مافي الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وماتدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير } لقمان : 34
ففي هذه الآية منه سبحانه صريحة بأن
هذه الأمور الخمسة الغيبية لا يعلمها إلا هو عز وجل .. !!