جنون الحياة

مجتمع رجيم / مسجات الجوال
كتبت : تايجر
-


جنون الحياة
ليس بالأمر المدهش ولا الخارق أو المثير أن يقف طفل ما أمام كاميرا التلفزيون، فيلقي قصيدة شعر مقفى ملوّحاً بيديه، ضاغطاً على مخارج الحروف دون أن يفهم شيئاً ممّا يقول...

وليس رائعاً أن تتصدّر طفلة ساحة رقص في حفل أو زفاف، فتبدأ بالتمايل والتثني على طريقة راقصة شرقيّة محترفة، وأن تهرع النسوة المبهورات لتهنئة والدتها على الموهبة الواعدة للصغيرة الجريئة! لا يهم أبداً أن ندفع أطفالنا لإتقان ما يفوق قدراتهم الطبيعيّة والحكم على مواهبهم بالقدر الذي ينجحون فيه بتقليد الكبار دون أدنى مراعاة لأحكام فطرتهم وتلقائيّتهم ونقائهم.

فكل ما سبق لا يفترض أن يدهش ولا أن يدل على شيء، إلا على حجم قدراتنا الطاغية في طمس الطفولة والبساطة واغتيال البراءة والتلقائيّة أوّلاً بأوّل من خلال جر الأطفال قسراً نحو عالم الكبار المشبع غالباً بالتصنّع والتزييف والافتعال.

من هنا أقول بمقابل ما سبق: - من المدهش والرائع والخارق حقاً، أن تجد رجلاً بالغاً عاقلاً مثقلاً بالأعباء والهموم والمسؤوليّات، ما زالت لديه قدرة طفل على تأمّل مشهد غيمة هاربة، أو عشبة نمت واستطالت على طرف الشارع قبل موسم الربيع، أو الجرأة للقفز عن سور دائرته بدل الدخول من بابها بوقار وبرود وآلية واستعمال المصعد بآلية تفوق آلية المصعد نفسه! ومن الخارق للغاية أن تجد امرأة ناضجة تداهم أطفالاً يلعبون الكرة في ساحة مجاورة لبيتها، فتطلب منهم ببساطة وكياسة السماح لها بمشاركتهم اللعب، وتبدأ بالقفز بينهم برعونة، رغم احتجاج بعضهم الصامت على عدم إتقانها ضربة الرأس... أو ملاحقة الكرة السريعة بالرشاقة المطلوبة! ومدهش جدّاً أن تفعل كل هذا تاركة جارتها المتفذلكة تتطلّع من النافذة بفضول وهي تبرم شفتيها سخرية وامتعاضاً... والأخرى البدينة تشهق باستغراب وتدق على صدرها باستنكار، وزوجها الوقور جدّاً في حالة غياب تام عن الوعي! وبعد، قد نكون نحفظ عن ظهر قلب كل الإرشادات الطبية التي تقينا من أمراض البرد والحر وغيره، لكن أيّة وصفة ترى يتحتّم علينا مراعاتها للحفاظ على سلامة النفس وحماية الروح من التمزّق الذي يهدّدها كل يوم ولحظة.

أي وصفة تعيد لنا بعض مرحنا المفقود... وتبعدنا عن شبح الشيخوخة حين يتبيّن أنّ الشيخوخة حالة تصيب المشاعر أكثر ممّا هي حكاية أرقام مجرّدة، والتي
يبدو أنّنا نبدأ في الاقتراب منها بالقدر ذاته الذي تبدأ مساحة الطفولة الخضراء الخصبة في التقلّص داخل أرواحنا، هذه المساحة التي قد تحول دون منعها من الاضمحلال فيما إذا امتلكنا القدرة على تقدير وفهم العلاقة الرحبة ما بين المرح والطفولة، ثمّ ترجمنا هذا الفهم بتصرّفات طفوليّة تلقائيّة قد تبدو بعيدة عن الرصانة والاتزان، وقد توحي للآخرين ببعض الجنون... إلا أنّها أمام الضغوط النفسيّة تبدو أفضل صمّام أمان... وأفضل وسيلة ممكنة للوقاية من الجنون!
كتبت : KEERA
-
حببتى تايجر موضوعك جميل ولكن اعتقد منك انه يجب عليك تغير اسم الموضوع باسم يدل على مضمونه
كتبت : hana98
-
اعتقد منك انه يجب عليك تغير اسم الموضوع باسم يدل على مضمونه

وشكرا لموضوعك الجميل
كتبت : سحر هنو
-



كتبت : دفاعمري
-

موووضوع جميل

بارك الله فيك
كتبت : flower1
-
الصفحات 1 2 

التالي

بليز بليز بليز ياريت فية اجابة

السابق

النجاح فى حياتنا

كلمات ذات علاقة
الحياة , جنون