فهاتان الآيتان وصية ربانية عظمى للتعامل مع الأعداء من الإنس والجن ؟!

مجتمع رجيم / الأمومة و الطفولة
كتبت : عبير ورد
-
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

{ وإما ينزغنك } جزء من آية من سورة الأعراف وتمامها :{ وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم }

وقبلها قوله - تعالى - :{ خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين }
فهاتان الآيتان وصية ربانية عظمى للتعامل مع الأعداء من الإنس والجن ولهما نظير في موضعين من القرآن الكريم أحدهما : في سورة المؤمنين وهو قوله :
{ ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون * وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين }
والثاني : في سورة فصلت وهو قوله - تعالى -:
{ ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم * وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم }

والمقصود بيانه ههنا قوله - نعالى - في سورة الأعراف : { وإما ينزغنك 000 } الآية

ولقد تكلم المفسرون - رحمهم الله - عن هذه الآية كغيرها فأوضحوا معناها بيانا شافيا

ومما قيل في ذلك : إن النزغ والنغز بمعنى واحد ومعناه : النخس
فجاء تعبير القرآن البليغ بكلمة النزغ لما فيها من معنى النغز والنخس فكأن الشيطان يأتي بشيئ محدد ينخسه في الإنسان الآيتان الأعداء smile05.gif ويغرزه فيه ليثيره إلى ما لا يرضي الله - عز وجل - فذلك هو شعور الإنسان بالوسوسة والتثبيط عن الخير أو الحث والإزعاج إلى الشر فأمر - إذا وجد في نفسه تلك الخواطر - أن يستعيذ بالله فقد ضمن - جل وعلا- له أن يعيذه إذا استعاذ لأنه هو الذي أمر بهذا فبذلك تسلم نفسه من أن تغشاها غواشي السوء فهذا معنى الآية

وهذه إشارة إلى أن نزغات الشيطان قد تزداد ثورتها في بعض الأحيان إذا صادف من الإنسان غفلة أو شهوة أو غضبا أو فراغا أو أي نوع من المثيرات التي تحرك فيه نوازع الشر

علينا أن نفزع إلى الاستعاذة بالله وألا يستسلم ويسترسل مع تلك الخواطر وكلما أشتد فليلجأ إلى الله طالبا منه العوذ والنجاة

واعلم أن وطأة اشتداد الشيطان فترة ثم يزول بإذن الله تعالى ولا يقدم على ما زينه له الشيطان
وإذا هممت بأمر سوء فاتئد 00 وإذا هممت بأمر خير فاعجل

وللإمام ابن القيم في كتابه الفوائد ص 249-251 كلام جميل في هذا الشأن يقول - رحمه الله : { مبدأ كل علم نظري وعمل اختياري هو الخواطر والأفكار فإنها توجب التصورات والتصورات تدعو إلى الإرادات والإرادات تقتضي وقوع الفعل وكثرة تكراره تعطي العادة فصلاح هذه المراتب بصلاح الخواطر والأفكار وفسادها بفسادها فصلاح الخواطر بأن تكون مراقبة لوليها وإلهها صاعدة إليه دائرة على مرضاته ومحابه - فإنه - سبحانه - به كل صلاح ومن عنده كل هدى ومن توفيقه كل رشد ومن توليه لعبده كل حفظ ومن توليه وإعراضه عنه كل ضلال وشقاء }

وقال : { واعلم أن الخطرات والوسواس تؤدي متعلقاتها إلى الفكر فيأخذها الفكر فيؤديها إلى التذكر فيأخذها التذكر فيؤديها إلى الإرادة فتأخذها الإرادة فتؤديها إلى الجوارح والعمل فتستحكم فتصير عادة فردها من مبادئها أسهل من قطعها بعد قوتها وتمامها

ومعلوم أنه لم يعط إماتة الخواطر ولا القوة على قطعها فإنها تهجم عليه هجوم النفس إلا أن قوة الإيمان والعقل تعينه على قبول أحسنها ورضاه به ومساكنته له وعلى دفع أقبحها وكراهته له وأنفته منه }

إلى أن قال - رحمه الله - : { وقد خلق الله - سبحانه - النفس شبيهة بالرحى الدائرة التي لا تسكن ولا بد لها من شيئ تطحنه فإن وضع فيها حب طحنته وإن وضع فيها تراب أو حصى طحنته فالأفكار والخواطر التي تجول في النفس هي بمنزلة الحب الذي يوضع في الرحى ولا تبقى تلك الرحى معطلة قط - بل لا بد لها من شيئ يوضع فيها فمن الناس من تطحن رحاه حبا يخرج دقيقا ينفع به نفسه وغيره وأكثرهم يطحن رملا وحصى وتبنا ونحو ذلك فإذا جاء وقت العجن والخبز تبين له حقيقة طحينه }

وقال - رحمه الله - { فإذا دفعت الخاطر الوارد عليك اندفع عنك ما بعده وإن قبلته صار فكرا جوالا فاستخدم الإرادة فتساعدت هي والفكر على استخدام الجوارح فإن تعذر استخدامها رجعا إلى القلب بالتمني والشهوة وتوجهه إلى وجهة المراد

ومن المعلوم أن صلاح الخواطر أسهل من إصلاح الأفكار وإصلاح الأفكار أسهل من إصلاح الإرادات وإصلاح الإرادات أسهل من تدارك فساد العمل وتداركه أسهل من قطع العوائد

فأنفع الدواء أن تشغل نفسك بالفكر فيما يعنيك دون ما لا يعنيك فالفكر فيما لا يعني باب كل شر ومن فكر فيما لا يعنيه فاته ما يعنيه واشتغل عن أنفع الأشياء له بما لا منفعة له فيه }

إلى أن قال : { وإياك أن تمكن الشيطان من بيت أفكارك وإرادتك فإنه يفسدها عليك فسادا يصعب تداركه ويلقي إليك أنواع الوساوس والأفكار المضرة ويحول بينك وبين الفكر فيما ينفعك وأنت الذي أعنته على نفسك بتمكينه من قلبك وخواطرك فملكها عليك }


ودمتم بخيرالآيتان الأعداء ninja.gif
كتبت : || (أفنان) l|
-
بــارك الله فــيـكِ
وجــزاكِ الله كـل خيـــــر

كتبت : سحر هنو
-
كتبت : دفاعمري
-
كتبت : عبير ورد
-
كتبت : طالبة الفردوس
-
جزاكِ الله خير ونفع بك
ورزقك الفردوس الاعلي من الجنة

الصفحات 1 2 

التالي

ماالذي يجب عليك اتجاه ابنك أوأبنتك الناشئة ؟!

السابق

هل فكرت أن تدفعي أبنائك لكسب مصروفهم من عرق جبينهم ؟!

كلمات ذات علاقة
للتعامل , مع , الآيتان , الأعداء , الإنس , ربانية , عظمى , فهاتان , والجن , وصية