~~~ العقم من الجانب الـنفـسي ~~~

مجتمع رجيم / مقالات طبية متنوعة
كتبت : الامومه حلمي
-
بسم الله الرحمن الرحيم


عديدة هي المشاكل والأمراض التي قد تصيب المتزوجين ولكن ليس كلها لها نفس الأثر على نفسياتهما وحياتهما وعلاقتهما الزوجية بل وحتى على ارتباطهما بأهليهما وأقربائهما والمجتمع،
على الرغم من إن هذا «المرض» هو كسائر الأمراض الكثيرة الأخرى يصاب به كثير من الناس، نساء أو رجال، وقد شفي منه عدد غير قليل منهم، ولعل ذاكرتنا تختزن العديد من القصص



عن أولئك الذين ابتلوا بهذه «المشكلة» ودون علاج أو حتى مراجعة طبيب وبعد سنوات طويلة من زواجهما رزقهم الله تعالى بالأولاد وكأن شيئاً لم يكن لعلمهم ويقينهم بأن الذي بيده الأمر إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون حسن ظنهم بالله تعالى مفتاح الفرج.


في العديد من حالات العقم لا يوجد تفسير واضح من الناحية الطبية وقد يدخل الطب النفسي ليدرس العوامل والاضطرابات التي تسود العلاقة الزوجية لعله يظفر بجواب.


إن حالات العقم هي من المشكلات الطبية الشائعة في جميع المجتمعات. ويحتاج زوج واحد من كل ستة أزواج إلى مراجعة أخصائي العقم خلال فترة الزواج. حيث تقدر نسبة انتشار العقم بحوالي 10-15% من الناس. وتتعدد الأسباب العضوية في المرأة والرجل التي تؤدي إلى عدم الإنجاب. ويقل احتمال الإنجاب كلما طالت فترة العقم وأيضا إذا كانت الأسباب غير قابلة للعلاج. وتدل الإحصاءات على أن حوالي 30% من الحالات يحدث فيها الحمل والانجاب خلال السنوات الثلاث الأولى بعد تشخيص العقم (الذي يتطلب مرور عام كامل على العلاقة الطبيعية للرجل والمرأة).


والحقيقة أن الفرضية التي تقول بأن (الآلام النفسية والتعب النفسي هي إحدى العوامل المسببة للعقم) لا تزال موضوعاً للجدل والنقاش في الأوساط العلمية..


وقد أوضح بعض الأطباء أن معدلات الحمل تزداد بعد أن يحدث التبني والاستقرار النفسي الناتج عنه.. ولكن أبحاثاً أخرى لم تؤكد ذلك، كما بينت دراسات أخرى على حالات فردية أن البحث في العقد النفسية المرتبطة بالأمومة والأسرة وذلك من خلال العلاج النفسي قد أدى إلى الخصوبة والحمل.


تأنيب الضمير


ومن الملاحظ أن بعض الأزواج والزوجات ينظرون في ماضيهم الشخصي بحثاً عن ذنب أو عمل قد ارتكبوه كي يفسروا حالة العقم عندهم. وقد يرتبط ذلك ببعض الأمور النفسية مثل تأنيب الضمير وعقد الذنب.


كما أن المجتمع وقيمه العامة تنظر سلبياً إلى فشل الزوجين في إنجاب الأطفال حيث يعتبر ذلك نوعاً من عدم الكفاءة الشخصية. إضافة لاعتبار العقم نوعاً من الوصمة السلبية.


وأبسط دليل على تأثير العوامل النفسية على وظيفة الإنجاب هو اضطراب الوظائف الجنسية المتعلقة بالجماع الناتج عن أسباب نفسية. ولكن هؤلاء المرضى ربما لا تتجاوز نسبتهم 5% من مجموع مرضى العقم.


ومن المعروف أن هناك العديد من هرمونات الجسم تتأثر بالتوتر والحالة النفسية عند الإنسان
. ومنها هرمون البرولاكتين (pro-lactin) والهرمون المحرض للرحم. وأيضا الأدرينالين والنورأدرينالين والدوبامين والبروستاغلادين. ويمكن لبعض هذه الهرمونات أن يؤثر على طلائع الهرمونات الجنسية التناسلي (Gonadotrophin Releasing Frctor) في منطقة ما تحت المهاد (Hypothalamus) في الدماغ الإنساني. وهذه الطلائع بدورها تؤثر على الهرمونات الجنسية. وهي الهرمون المولد للجريبات في المبايض والهرمون اللوتيني الأصفري الذي يساهم في انضاج البويضة وتطويرها.


مشكلة العقم


والحقيقة أن تشخيص العقم بحدّ ذاته له وقع نفسي كبير. وهو يسبب آلاماً وعذاباً. ويشبه الوقع النفسي لهذا التشخيص ردود الفعل الناتجة عن موت أحد الأقرباء وغير ذلك من تجارب الفقدان. حيث تتميز عادة بالشعور بالصدمة والمفاجأة والذهول وإنكار التشخيص وعدم تصديقه.. إضافة إلى الانزعاج والغضب والميل إلى الانطواء والوحدة وظهور مشاعر الذنب والحزن ثم تلي ذلك مرحلة التقبل والتسليم والرضا بما حدث.


والعقم يشكل أزمة حياتية معقدة تهدد كيان الإنسان وتشكل ضغطاً انفعالياً شديداً.

وتتنوع ردود الفعل النفسية وتظهر عند البعض أعراض القلق والتوتر والاكتئاب والقنوط واليأس والشعور بالإخفاق والفشل..


كما يؤدي العقم إلى اضطراب العلاقة الزوجية في حالات أخرى وقد تصل نسبة الذين تتوتر علاقاتهم إلى 37% من مراجعي عيادات العقم في الدول الغربية.

كما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على صورة الإنسان عن نفسه بما فيها هويته الجنسية. وترتبط الأساليب الحديثة في علاج العقم مثل التلقيح داخل الرحم وأطفال الأنابيب بدرجات متفاوتة من التوتر والضغوط النفسية بسبب الفحوصات العديدة ومتطلبات العلاج الجراحية وضرورة الانتظار وتكرار المحاولات.

وترتبط ردود الفعل النفسية بدرجة التكيف في مرحلة ما قبل إجراء العمليات، حيث نجد أن النساء اللاتي كان تكيفهن ضعيفاً، كانت ردودهن النفسية سلبية وشديدة بعد فشل المرحلة الأولى من العلاج. وقد اتصفت طريقة تفكيرهن بشدة التعلق بضرورة تحقيق الوظائف الأنثوية ومتطلبات الأنوثة من حيث الإنجاب وغير ذلك.


وقد أوضح الأطباء النفسيون أنه يجب التذكر دائماً عند علاج حالات العقم (أننا نعالج أناساً وأشخاصاً لديهم مشكلة العقم ولا نعالج العقم نفسه).


التوتر النفسي

وقد اعتبر بعض الأطباء أن التوتر النفسي وما يتعلق به من اضطرابات قد يكون سبباً في فشل المحاولات العلاجية للعقم. وقامت عدد من الدراسات لتبيين مدى فعالية بعض أساليب العلاج النفسي المتضمن في برامج علاج العقم الطبية والجراحية. وكانت النتائج مشجعة حيث تبين أن معدلات الخصوبة والحمل قد ازدادت.


وفي هذه الدراسات نجد أن العلاج النفسي الجنسي والأسري الموجه نحو القلق أدى إلى تحسن الحياة الزوجية مما جعل الأزواج أكثر راحة واطمئناناً كما أدى إلى ازدياد نسبة حدوث الحمل خلال الأشهر التالية للبرنامج العلاجي.
وقد تضمنت الأساليب العلاجية الأخرى أساليب سلوكية مثل التثقيف الطبي النفسي والاسترخاء وتمارين التنفس العميق وحل الصراعات النفسية المرتبطة بالأمور الجنسية والحمل والمشكلات الزوجية أو التخفيف منها،

وتصحيح طرق التفكير الخاطئة من خلال الأساليب المعرفية وأيضاً زيادة تقدير الذات والتوافق معها والإيحاء الذاتي، إضافة للغذاء المتوازن والتمارين الرياضية.


وتتضمن الموضوعات التي يتطرق إليها العلاج النفسي في مثل هذه الحالات الضغوط والمشاكل الاجتماعية المحيطة ـ الحزن والاكتئاب ـ اللوم ومشاعر الذنب ـ الخوف من الاختبارات والاستقصاءات الطبية والعلاجات المتنوعة، وأيضا مشاعر الغضب والنقص واضطرابات الوظيفة الجنسية. كما تجري مناقشة الأساليب الأخرى التي يمكن من خلالها تحقيق الأبوة والأمومة عن غير طريق الإنجاب كرعاية الأيتام وتربية الأطفال وغير ذلك.


وكما يتبين مما سبق فإن دور العوامل النفسي المتعلقة بمشكلة العقم قد لاقى مزيداً من الاهتمام في الآونة الأخيرة.


وقد أوضح الباحثون
«أنه لا توجد دراسات دقيقة حول الأساليب النفسية المستعملة ونتائجها.

كما أن كثيراً من الدراسات لم تستعمل عينة مقارنة من المرضى ولم تتلق العلاج النفسي». وأكدوا على ضرورة إجراء مثل هذه الدراسات بشكل دراسات مستقبلية متابعة،
إضافة لدراسة الأساليب التكيفية الناجحة التي يمكن أن يتبناها الأزواج للسيطرة على مشاعرهم السلبية الناتجة عن العقم،
وتجعلهم يتخذون القرارات المناسبة في أمور العلاج وبما يتعلق بعلاقتهم الزوجية والطرق الأخرى البديلة عن الإنجاب الطبيعي.


كما بين ضرورة تفهم المؤسسات الطبية والأجهزة الصحية للمساهمات الممكنة من قبل الاخصائيين النفسيين وأخصائيي التوجيه والإرشاد النفسي وغيرهم في تفهم حالات العقم والعلاج.

وبشكل عام فإنه يمكننا في الوقت الحالي أن نقول إن العوامل النفسية ربما تساهم في نشوء حالات العقم الغامضة والتي لا يوجد لها تفسير طبي واضح. وإنه من الأكيد أن أموراً نفسية عديدة تنتج عن تشخيص العقم.. وتبقى أسئلة مهمة تحتاج إلى مزيد من الإجابات..
هل يؤدي التوتر والضغط النفسي والاضطرابات النفسية الأخرى إلى التأثير على عملية الإباضة نفسها؟ أو نقل البويضة أو تثبيت الجنين أو إنتاج الحيوانات المنوية؟ ربما يكون ذلك بواسطة الطريق العصبي الهرموني..
وإذا كان الأمر كذلك فما هو دور الأساليب العلاجية النفسية وأساليب تخفيف التوتر والقلق وأساليب العلاج الجنسي والأسري في هذا المجال؟


على الأزواج والزوجات المصابون بالعقم أن لا ينسوا أن من بيده أمر الإنجاب: متى، أين، وكيف، هو الله تعالى فقط، فهو الذي يعطي وهو الذي يمنع، يعطي فيزيدنا فضلاً ويمنع عنا ليختبرنا «ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور».


وهل غير ذلك، فليس من الممكن أن نتصور لمجرد التصور أن يكون منعه لبخل، فخزائنه لا تنفد ولا يزيده كثرة العطاء إلاّ جوداً وكرماً، وبالتأكيد فإن حرماننا لا يأتي بعنوان العقوبة، فالله تعالى يحب العفو وهو أرحم الراحمين،
فما على الأخوة والأخوات الذين يعانون من مشكلة العقم وآثاره إلاّ التوجه إلى الله تعالى أولاً وقبل كل شيء وحسن التوكل عليه والتفويض له ومن ثم مراجعة الأطباء والالتزام بما يقولونه والله ولي التوفيق.


منقول للأهمية
كتبت : فارسة التحدي
-
الأمومه حلمي

دوم تتحفينا بالجديد والمواضيع الهادفه

تسلم يمينك والله يرزقك وكل محرومه
كتبت : الامومه حلمي
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة فارسة التحدي:
الأمومه حلمي

دوم تتحفينا بالجديد والمواضيع الهادفه

تسلم يمينك والله يرزقك وكل محرومه
تسلمين قلبي يشرفني اني افديكم بما يهم كل متأخره بالحمل
اسعدني مرورك العطر
ربي يسعدك
كتبت : سحر هنو
-
طرح رائع ومميز جدا
واشكرك على ابداعك
في الموضوع
مع خالص الشكر والتقدير ..
دمتي بود
كتبت : الامومه حلمي
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة بنت اسكندرية:
طرح رائع ومميز جدا
واشكرك على ابداعك
في الموضوع
مع خالص الشكر والتقدير ..
دمتي بود
فرحت كثير بردك الطيب ربي يسعدك
ان شاء الله المزيد من المواضيع الهادفه بهذا القسم
تسلمين قلبي مشكوره على المرور العطر
كتبت : الامومه حلمي
-
رفع للفائده
الصفحات 1 2 

التالي

7 فوائد صحية للشومر الطازج

السابق

قثاء الحمار علاج مرض التهاب الكبد

كلمات ذات علاقة
الدانة , العقل , الـنفـسي