قال أبو العيناء - رحمه الله - أن الشعبي مر بإبل قد أنتشر فيها الجرب فقال : { يا فتيان : آلا تداوون إبلكم هذه ؟ }
قالوا : { إن لنا عجوزا نتكل على دعائها } فقال : { أحب أن تضيفوا إلى دعائها شيئا من القطران } ! فكما أن الله حثنا على الدعاء إلا أنه قال : { فليستجيبوا لي } وبذل الأسباب الشرعية والحسية من الاستجابة لله - تعالى - فالدعاء وحده قد لا يكفي في تجاوز المشكلات وإزالة الابتلاءات بل لابد من العمل وبذل الأسباب كان الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول : { إني لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه } كلمات جميلة سطرها أمير المؤمنين -رضي الله عنه - فألحي - أختاه - في الدعاء ولا تسبطئي الإجابة وكما تسألينه تعالى بعض حوائجك ابتهلي إليه أيضا أن يديم عليك دعءه وسؤاله ومناجاته في كل حين من فضائل الدعاء 1- أن أهل الجنة عللوا نجاتهم من عذاب النار بدعائهم الله فقالوا { فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم } الطور 27-28 2- أن الله - تعالى - أمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يجالس ويلازم أهل الدعاء وألا يعدوهم إلى غيرهم بالنظر فضلا عما هو فوقه قال الله - تعالى - { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا 000 } الكهف : 28
يقول ابن القيم { وإذا اجتمع مع الدعاء حضور القلب وجمعه بكلتيه على المطلوب وصادف وقتا من أوقات الإجابة الستة وهي : وهي الثلث الأخير من الليل وعند الأذان وبين الغذان والإقامة وأدبار الصلوات المكتوبات وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضي الصلاة وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم وصادف خشوعا في القلب وانكسارا بين يدي الرب وذللا وتضرعا ورقة واستقبل الداعي القبلة وكان على طهارة 00 ورفع يديه إلى الله تعالى وبدأ بحمدالله والثناء عليه ثم بالصلاة على محمد عبده ثم قدم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار ثم دخل على الله وألح عليه في المسألة وتملقه ودعاه رغبة ورهبة وتوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده وقدم بين يدي دعائه صدقه فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبدا ولا سيما إن صادف الأدعية التي أخبر النبي أنها مظنة الإجابة أو أنها متضمنة للأسم الأعظم } الجواب الكافي
أسألي ربك أن يذيقك برد عفوه ولذة طاعته وحلاوة مناجاته 00 قال شيخ الإسلام ابن تيمية { إذا أديت لله طاعة ولم تجد أثرها في قلبك فاتهم عملك فإن المعبود كريم أكرم من أن يتقرب إليه عبد بطاعة ثم لا يثيبه عليها }
