تاءهو الشوارع

مجتمع رجيم / مسجات الجوال
كتبت : عاشقة الجنه
-

لم يستوعبوا ما حدث لهم ففقدوا «المال» وربما «العقل»
تائهو الشوارع.. «يبسطون» الحياة بـ«قصة» و«عبرة» و«نكتة»
أبو سامي: لا أريد مساعدة.. اتركوني وشأني
اليـــــــــــــوم

الشوارع 752948_1.jpgالشوارع 752948_2.jpgيستطيع الواقف عند إشارة المرور، أو السائر على قدميه على أحد الأرصفة أو في الأزقة والحارات، أن يكتسب عبرة لا تقدر بمال، هذه العبرة ليست موجودة بالطبع لدى الأكاديميين أو العلماء أو حتى الحكماء، وإنما أناس "بسطاء" و"فقراء"، ربما لدى فئة "فاقدي العقل"، الذين يهيمون على وجوههم في الشوارع والطرقات، ليس لسبب، سوى أن وراء كل واحد من هؤلاء قصة مأساوية، أفقدته المال والجاه والعزوة، وربما العقل، ووراء كل قصة "عبرة".. لمن يعتبرون. ومن يمعن النظر في حياة هؤلاء التائهين، يلحظ أنهم لا يبحثون عن شيء معين، سوى "الستر" في الحياة، إلى أن يرحلوا منها، ويودعوها الوداع الأخير، بعد أن منحتهم آخر ما لديها من قسوة ومعاناة.. ومن يمعن النظر أكثر وأكثر.. يجد أن بعض هؤلاء من فئة المثقفين، الذين يتكلمون لغات أجنبية، ويستطيعون تقييم العالم من حولهم، والبعض الآخر كانوا أثرياء ولديهم المال والولد.. إلا أنهم أخطأوا خطأ ما، أطاح بهم إلى الشارع، يبقون فيه ولا يبرحونه إلا إلى مثواهم الأخير..
دون رجعة
البداية كانت مع "أبوسامي"، وهو يجلس بجوار حاوية القمامة، ويرتدي ملابس متسخة، ويبدو شكله غريباً، نظر إلينا ورفض أن نقترب منه، ولكنا حاولنا تهدئته وطلبنا منه ألا يخاف، وأكدنا له اننا جئنا لمساعدته، فأطلق ضحكة قوية، وقال: "لا أريد مساعدة، فكل شيء ذهب دون رجعة". حاولنا معرفة تفاصيل حياته الطويلة لكنه تمتم بكلمات غير مفهومة، تشير إلى رغبته في عدم الحديث معنا، ولكننا اقتربنا منه أكثر.. فسأل ماذا تريدون؟
أخبرناه أننا نريد معرفة قصته كاملة من أجل مساعدته، فسكت وقتاً طويلاً، وقال: وهل قصتي سوف تهمكم أو سوف تهم الناس؟، اتركوني وشأني، وحاولنا معرفة ولو جزء بسيط من حياته وتفاصيلها التي انتهت به إلى الشارع، لكنه كرر رفضه القاطع للحديث معنا، فذهبنا وودعناه وهو ينظر إلينا بنظرات غريبة.

وعلى العكس من "أبوسامي"، شاهدنا في أحد أحياء الهفوف القديمة، رجلاً تجاوز عمره الـ80 سنة، توقفنا أمامه، لكنه لم يبال لوجودنا، فلم نكن نتوقع أن هذا الطاعن في السن ضرير، سألناه هل تريد مساعدة، فقال من أنتم، فقلنا له صحافيون، فسأل.. كيف؟ فقلنا له هل من الممكن أن نتحدث معك قليلاً، فوافق على الفور، لا ندري سبب هذه الموافقة الفورية، ولكن ربما بسبب العزلة التي يعيشها، سألناه كيف يقضي حياته وكيف يؤمن سبل عيشه؟ فقال: "اعذروني، لن أذكر اسمي لكم، وعن قصتي، فقد أصبت بمرض منذ كان عمري 22 سنة، فقدت على أثره البصر، فلم أر النور منذ 60 سنة، وأصبحت الحياة سوداء، بحثت عن زوجة تقبل بي، وبحثت عن وظيفة، وبحثت عن مكان ألجأ إليه، فلم أجد، فنمت في الطرقات، وأذهب إلى المساجد لقضاء الحاجة وأهل الخير، كثيرون يعطفون علي، ويمنحونني بعض المال كمساعدة، وهناك من يعطونني فاكهة أو طعاما، وهكذا كل يوم حتى يأتي المساء، فأبحث عن رصيف آمن بعيد عن ضجيج السيارات وخطرها، وهذا هو برنامج يومي طيلة سنوات وسنوات".
أهل الخير
وأثناء حديثنا معه، لم يخل حديث الرجل من الطرافة حيث ألقى عدداً من القصائد الغزلية والهجائية والرثائية، وقال: "أنا رجل مثقف، أحفظ عشرات القصائد من جميع العصور، بدءاً بالعصر الجاهلي، ثم العصر الإسلامي والعباسي والفاطمي، أتابع أخبار العالم من حولي، عبر جهاز الراديو، ولولا أنني طيب القلب، وأثق فيمن حولي، لما كان هذا حالي اليوم". فسألناه لماذا: فأطلق شهقة من صدره، وقال: "تخلى عني الجميع، فلم يبق لي سوى الله سبحانه وتعالى، ثم أهل الخير، الذين يتأثرون لحالي، ويشفقون علي"، فسألناه أين دور الجمعيات الخيرية عنك، فقال لم أذهب إليها، وأتمنى من الله أن يحسن خاتمتي وان يعوضني في الآخرة ما فقدته في الدنيا".

سؤال الناس
في أحد الأسواق الشعبية، وجدنا رجلاً كبيراً في السن، يقوم ببيع بعض المستلزمات، فطلبنا منه التحدث إليه، فوافق، وعندما سألناه عن طفولته، قال: "منذ نعومة أظافري، وأنا أعمل في هذا السوق، بعد أن فقدت الأمل في العثور على وظيفة، فقررت العمل هنا، وبيع بعض المأكولات الخفيفة، والحلويات، التي أكسب منها بعض المال، الذي بالكاد يكفيني، فأنا أرفض أن أمد يدي لسؤال الناس، ورغم أن حالتي الصحية والاجتماعية يرثى لها، إلا أنني لا أطيق أن أمكث بدون عمل، وأحمد الله على ما يرزقني به من رزق".
22 سنة
كتبت : ( دلوعة حبيبي )
-
كتبت : ღ♥ بسمة الحياة ღ♥
-
قصةمؤثرة جداً 00 موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية


كتبت : flower1
-
كتبت : عبير ورد
-
لا تعليق إن العين لتدمع الله يرزقهم من حيث لا يعلمون اللهم آمين يا أرحم الراحمين
بارك الله فيك لهذا الطرح المميز
رغم الأسى وقساوة العيش إلا إنهم حامدين وشاكرين
كتبت : عاشقة الجنه
-
دلوعه بسمه فلور عبير شكرا لمروركم الغالي نورتو الموضوع
الصفحات 1 2 

التالي

الأكذوبة كتاب السر تزعم صاحبته أن سر الوجود الأعظم ؟!

السابق

مساعدة

كلمات ذات علاقة
الشوارع , تاءهو