يهتمّ الشبّان بمظاهرهم ، وتولي الفتيات مظاهرهنّ عناية فائقة كجزء من لفت أنظار بعضهم لبعض .. وقد يأتي الاهتمام بالمظهر الخارجي كصورة من التفاخر والتباهي على الأقران أصدقاء أو صديقات ..
وإذا سألت أحدهم ، أو إحداهنّ عن السبب في المبالغة بالاهتمام بالمظهر ، يأتيك الردّ : « الدنيا مظاهر»
والقرآن قد وصف الدنيا بأنّها دار لهو وغرور وزينة وتفاخر وتكاثر .. لكنّه أراد بهذا الوصف أن يذمّ هذا الوجه منها ، وإلاّ فهو قد دعا إلى الأخذ بنصيب الدنيا .. ( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسَ نصيبك من الدنيا ) (القصص 77)
أي التمتع بملذاتها في غير محرّم ، واغتنامها كفرصة للطاعة وللإبداع الإنساني الذي يخدم الإنسانية ، ويعمر الأرض بالحق والخير والجمال والعدل ..
إنّ تعبير (الدنيا مظاهر) ينمّ عن حالة ثقافية واجتماعية تولي العناية بالمظهر اهتمامها الأوّل ! بحيث يصبح مظهر الإنسان لا جوهره هو القيمة ! قمة الجهل ..
ولا بدّ من التنبّه إلى أنّ(الفخر) هناك و (الرقيّ) هنا ..ليسا حقيقيين .. وإنّما اعتباريان .. أي أنّ الناس وبسبب التخلّف الثقافي يعتبرون المظاهر فخراً ورقيّاً ..
لنذكر هنا .. قصّة ذلك الرجل الذي دخل إلى مأدبة ، فلم يأبه به أحد لأنّ الدعوة كانت مخصّصة لذوي المظاهر .. وحين ارتدى ملابس فاخرة لفت الأنظار وجذب الاهتمام ! ، معروفة ، حتى أنّه حينما جيء له بالطعام لم يتناول منه شيئاً .. بل قدّمه إلى ملابسه ، وقال لها : كلي ، فهذا لك ! فتعجّب الحاضرون من هذا المشهد ، الذي يكشف عن أنّ الاهتمام كان منصباً على المظهر وليس على صاحب المظهر !
ولو أردنا أن نعرف حقيقة (الفخر) ، لقلنا أنّ من حقّ الإنسان أن يفخر بقدراته ومواهبه وأفكاره وإبداعاته ومساهماته في خدمة المجتمع ..
وأنّ(الرقيّ) الحقيقي هو .. في النمو المطرد الذي نلحظه على تفكير الإنسان وتعامله .. أو تعاطيه مع الأشياء والأشخاص والأحداث ..
ولنا في الحجّ واحدةً من أبلغ الرسائل التي يقدّمها الإسلام لأتباعه .. وهي أنّ الله لا يعبأ بأشكال الناس و ملابسهم ، بل بما انطوت عليه قلوبهم وسرائرهم .. ورسالة ثوبي الإحرام شبيهة إلى حدّ كبير بالكفن الذي يلفّ به جثمان الإنسان في آخر المطاف ..
إنّها رسالة تقول للإنسان .. أنّ ما يميِّزك عن أخيك الإنسان هو عملك وعلمك وتقواك .. وما عدا ذلك فلا قيمة له ولا اعتبار سواء لبست الحرير أو ارتديت الأسمال ..
.. وهذا هو أحد جوانب الصورة ..
.. أمّا الجانب الثاني .. فإنّنا لا نريد من الحديث عن المظاهر أن نهمل مظاهرنا ، وأن نرتدي الثياب المرقعة البالية .. فالزيّ الجميل والنظيف يضيف على حسن الإنسان حسناً آخر ، والله جميل يحب الجمال ..
لكنّنا نؤكد ونركز على الجوهر والمضمون أكثر من التركيز على المظهر والشكل ..
فالثياب والزينة ـ حتى الفاخر والغالي منها ـ تبلى ، وتتغيّر ألوانها ، وتهبط أسعارها ، وربّما تسقط موديلاتها ـ إذا جارينا النظرة إلى الموضة ـ .. لكنّ أخلاق الإنسان وفكره وأسلوب تعامله وشمائله لا تبلى ، بل يمكن أن تتجدّد وتزداد قيمتها مع الأيام ، فالله لا ينظر إلى أجسامنا وأشكالنا وأزيائنا وإنّما ينظر إلى قلوبنا ، أي المحتوى الداخلي لكلّ منّا .. وفي ذلك يقول الشاعر :
إذا المرءُ لم يدنس من اللؤم عرضه ,,, فـــــــكلّ رداء يرتديـــــه جميلُ
كتبت :
ام فرح وجودي
-
حبيبة دفا عمري يسلمو ايديك على كل كلمة كتبتها انا معك مية بالمية
كتبت :
سحر هنو
-
كتبت :
%nano%
-
كتبت :
فطومة محمد
-
ورسالة ثوبي الإحرام شبيهة إلى حدّ كبير بالكفن الذي يلفّ به جثمان الإنسان في آخر المطاف