الحلم هو القاسم المشترك بين جميع الذين نجحوا نجاحاً فوق العادة.
كان أبو جعفر المنصور يحلم بالملك وأدركه ، وكان عمر بن عبد العزيز الخليفة الخامس يقول: إن لي نفساً تواقة ما اشتاقت إلى شيء إلا وحصلت عليه، فقد تاقت نفسي إلى الزواج بفاطمة بنت عبد الملك بن مروان وتزوجتها، وتاقت للإمارة فصرت أميراً على المدينة، وتاقت إلى الملك فأصبحت خليفة، وإنها اليوم تتوق إلى الجنة، وأسأل الله أن يبلغه إياها برحمته
إن أول ما بناه القائد الأعظم والإيجابي الأكبر محمد الحبيب صلى الله عليه وسلم في أصحابه ليواجهوا الصعاب ويكملوا المسيرة من بعده، هو الإيمان والحلم حيث واجه، بأبي هو وأمي، خوف الصحابة في غزوة الخندق عندما بلغت القلوب الحناجر بأن أطلق لمخيلته العنان واستلهم الرؤية من ربه و أخبر الصحابة بالحلم البعيد الذي هو منه صلى الله عليه وسلم يقينٌ لا شك فيه، لأنه لا ينطق عن الهوى، إذ راح يخبر أصحابه عندما ضرب الصخرة العظيمة ليكسرها أثناء حفر الخندق وانطلق منها شرارات ثلاث مرات بثلاث بشارات، منها فتح بلاد الفرس وبلاد الروم..
إن تلك البشائر العظام في قلب الموقف العصيب المتمثل في خوف قلة قليلة من سحق المشركين لهم،بينما قائدهم يقودهم لحلم يبدأ باجتياز المحنة القائمة ويصل إلى فتوحات لا تخطر على بال، قد حرّك العزيمة في نفوس الصحابة وقلوبهم و لامس منهم تصديقاً و إيماناً جعل الحلم حقيقة.
)هذه القصة حدثت في الاندلس عندما كانت في ايدي المسلمين).
كان هناك حمالي يحمل أمتعة الناس من السوق إلى بيوتهم بواسطة حمار له وكان كل يوم على تلك الحالة يعمل في حمل أمتعة الناس وفي إحدى الأيام وبعد تعب الدوام سأل صاحبنا أصحابه ماذا يتمنى كل واحد منكم ان يكون في المستقبل؟
لم يجبه احد منهم والسبب أنهم كانوا متعبين ولم يكن عندهم الاستعداد عن الاجابه عن السؤال فقال لهم: اما أنا فأتمنى ان أكون حاكم للأندلس.فأجابوه باستغراب حاكم للأندلس!
فقال لصاحبه الذي عن يمينه ماذا تتمنا أن اصنع لك لو أصبحت إنا حاكم للأندلس
قال إذا أصبحت أنت حاكم للأندلس أريدك ان تضعني على ظهر حماري وتجعل ظهري للخلف وتجعل جنودك يضربونني بالعصي ويقولون هذا الكذاب هذا الكذاب
فقال صاحبنا الحمالي حسنا.
وسأل صاحبه الذي عن يساره ماذا تتمنا أنت قال انا اتمنا اذا أصبحت انت حاكم للأندلس ان تعطيني قصرأ كبير وحصانا ابيض وجواري حسان وبدأ صاحبنا يعدد امانيه
وتمر الأيام ويبدأ صاحبنا بوضع يده على الخطوة الصحيحة..لن اطيل في هذا الجانب الذي يهمني ان صاحبنا استطاع ان يحقق حلمه ويحكم الأندلس بل هو الحاكم الذي توسعة فيه ارض الأندلس الى اكبر سعه وحققت على ايديه الفتوحات ووسعت المساجد انه الحاكم الحاجب المنصور وبعد مرور الايام والسنين امر الحاجب المنصور وزيرة ان يبحث عن صاحباه فوجدهم في السوق كل منهم يعمل في نقل الامتعه بحماره كما كان
فلما حضروا للحاجب المنصور قال لصاحبه الاول الذي كان عن يمينه ماذا كنت تتمنا في أيامنا الغابر فقال انا..انا انما كانت احاديث ولت وانتهت فقال لا لم تنتهي فقال هوا ذالك فقال لوزير اجعله على حماره وفعل به كما اراد
وقال لصاحبه الثاني ماذا تمنيت فقال الجواري الحسان وان تعطيني قصرا وسط بستان وحصان ابيض فقال لوزيره اعطوه ما اراد0
فسأل الوزير الحاكم الحاجب المنصور كأنك قسيت على صاحبك الأول بقدر ما عطفت وأكرمت الثاني
فقال ليعلم ان الله على كل شيء قدير.
هناك كثير من الأحلام ربما لا تتحقق ولكنه يجعلنا سعداء إيجابيين و القليل الذي يمكن أن يتحقق يكون كافياً لأن يجعلنا متفوقين ناجحين.
والسؤال ما هو حلمك أنت فأنت على قدر حلمك..وإياك أن تحقر نفسك إذا قادتك أحلامك إلى معالي الأمور لأن حلمك سيصبح غداً حقيقة بشرط أن تتشبث به.
انتهى الموضوع وأتمنى أن يكون مفيداً وممتعاً .. اختكم بسمة الحياة