الباقة الثانية : زهرات الأخلاق ؟!
مجتمع رجيم / التنمية البشرية وتطوير الذات
كتبت :
عبير ورد
-
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزهرة الأولى : وطني نفسك على مزيد من الصبر والتحمل والتغاضي :
فحياتك الزوجية ستكون شقاء في شقاء إن كان خلقك التأفف من كل موقف والغضب من زوجك عند كل كلمة والجزع من تصرفه عند كل مشكلة فما أحوجك إذن إلى الصبر والتحمل لأخطاء زوجك والتغاضي عنها وإلا هربت السعادة من بيتك
كأني أسمعك تهمهمين : ولماذا أتحمل وأتغضى ؟!
والجواب : 1- لأن كل بني آدم خطاء
2- ولأنك أنت أيضا لست خالية من الأخطاء
3- ولأنك لست في فيلم بل في حياة واقعية الكبد والمكابدة والعناء جزء منها أوما سمعت قول ربك جل جلاله :
{ لقد خلقنا الإنسن في كبد } سورة البلد :4
والآن لنقف معا عند هذا السؤال :
كيف تحبين أن يكون موقف زوجك معك حين تخطئين ؟
الصبر والاحتمال ؟! أم الغضب والانفعال ؟!
لا شك أنك تتمنين أن يصبر ويتحملك أليس كذلك ؟!
وما دمت تحبين ذلك لنفسك فافعليه أيضا بنفسك وأحبي له ما تحبين لنفسك وتذكري أن ذلك من الإيمان قال صلى الله عليه وسلم :{ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه }
أن توطين النفس على الصبر يجعل المواقف العاصفة سهلة عليك عند ذلك لن تهرب السعادة من بيتك وقلبك عند كل موقف !!!
وتخيلي كيف ستقف الملائكة - إن شاء الله - على أبواب الجنة محيية لك مهنئة إياك على صبرك قائلين :{ سلم عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } سورة الرعد 24
الزهرة الثانية : أغفري أخطاء زوجك :
هذه الزهرة اغرسيها سريعا قبل أن تذبل فهذه الزهرة لا يستطيع غرسها في خلقه إلا الموفقون 00 ها قد صبرت واحتملت أخطاء زوجك لأنك غرست الزهرة الأولى زهرة الصبر أما هذه الزهرة فهي المغفرة مغفرة أخطاء زوجك بعد التغاضي عنها والصبر عليها
هذه المغفرة - أيتها الحبيبة - هي مركبك إلى السعادة الزوجية فالسعادة تهرب من الزوجة المثقلة بالشعور بأن زوجها يخطئ في حقها كثيرا وتفر من الزوجة التي يمتلئ قلبها بالمآخذ على زوجها
لا بد أنك تشعرين أن هذا صعب جدا !
لا عجب فهذه الزهرة تحتاج إلى عزم فكوني أهلا له !!
أما قرأت قول ربك { ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور } سورة الشورى : 43
الزهرة الثالثة : ليكن قولك لينا دائما :
وتذكري أن طريقك إلى السعادة الزوجية يبدأ من لسانك وأن اكبر سبب لهدم السعادة الزوجية هو اللسان فاجعلي اللسان الطيب عادة فيك فكلمة لينة منك قد تمحو موقفا عظيما ما كنت تظنين أنها تمحوه وكلمة سيئة منك قد تهدم سعادتك للأبد !
وإذا كان أكفر كافر وأكبر مدع للألوهية فرعون قد قال الله لموسى وهارون - عليهما السلام - : { فقولا له قولا لينا } سورة طه :44 فزوجك من باب أولى
وتذكري أن ربك أمرك فقال تعالى : { وقولوا للناس حسنا } سورة البقرة :83
فلماذا تستثنين منه زوجك ؟!
وكم من بيوت كان المعول الذي هدمها هو اللسان !
وكم زوجة قتيلة لسانها !
تعض بنانها ولكن هيهات لها 00 لقد هدمت بيتها 00 لذا 00 أتمنى - أيتها الحبيبة - أن تنقشي هذه العبارة في سويداء قلبك : { الكلمة طيبة : شجرة طيبة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها } فلا تبخلي على نفسك بثمارها الشهية كل آن !
