ألا تحبين أن تكوني:من " فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْب

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : || (أفنان) l|
-




تكوني:من " فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ 00004154.gif
نقلت لكم من بريدي هذا الموضوع
جزي الله الكاتبة كل خير


فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْب

قالت إحداهن: أنا لا أكوى له ملابسه أليست له يد ليكوي بها؟

وإن كان لا يعرف، فليرسلها إلى إحدى محلات 'دراي كلين' المخصصة لهذا الغرض.


وقالت الأخرى: أمسح له الحذاء' هذا مستحيل!! وهل أنا خادمته أليس عندي كرامة؟


وقالت الثالثة: 'كل شيء على رأسي في هذا البيت ليتني لم أتزوج، وكنت مرتاحة من هذه الهموم ومن هذا الزوج المتعب كثير الطلبات، وهو لا يحب راحتي'.

عزيزتي الزوجة المسلمة...

أكتب إليك وأنا امرأة مثلك متزوجة وأشعر في بعض الأحيان بما تشعر به النساء من الضجر والحنق على أعمال البيت وطلبات الزوج والأولاد, ولكن تعالي معي لنفق وقفة صادقة مع هذه الآية العظيمة من آيات القرآن الكريمة الذي أنزل من لدن حكيم عليم: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ} [النساء: 34].

نتلمس عزيزتي المرأة المسلمة في هذه الآية جناحي السعادة الزوجية القنوت وحفظ الغيب قد نبعا من الصالحات من النساء دون غيرهن.

{قَانِتَاتٌ} صفة يرغبها الزوج في الزوجة وهو حاضر.
{حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ} صفة يطلبها الزوج وهو غائب.
وبهما تهنأ حياة الأزواج وتنعم الأسر والمجتمعات وفي هذا المقام نتحدث عن الجناح الأول للسعادة الزوجية 'القنوت'
وفي مقام آخر نتحدث عن الجناح الثاني للسعادة الزوجة ' حفظ الغيب'.

فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ 1

عزيزتي الزوجة المسلمة

' فالصالحات ' من النساء ' قانتات ' قال ابن عباس وغير واحد: يعني مطيعات لأزواجهن
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'خير النساء امرأة إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك'.
عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ' إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي الأبواب شئت'[1].
فالقَانِتَاتٌ هن المطيعات لله القائمات بحقوق الأزواج[2]{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَات} إن من طبيعة المرأة المؤمنة الصالحة ومن صفتها الملازمة لها بحكم إيمانها وصلاحها أن تكون قانتة مطيعة.

إشارة بليغة وتأمل بديع:
والقنوت: الطاعة عن إرادة وتوجه ورغبة ومحبة، لا عن قسر وإرغام وتفلت ومعالظة، ومن ثم قال: قانتات ولم يقل طائعات لأن مدلول اللفظ الأول نفسي وظلاله رضية ندية، وهذا هو الذي يليق بالسكن والمودة والستر بين شطري النفس الواحدة[3].

عزيزتي الزوجة المسلمة:
نفهم من ذلك أن أصل القنوت دوام الطاعة غير أنه طاعة خاصة يوحى بذلك ظل الكلمة وإيحاؤها المبدع وسمتها الرائق الأخاذ فالمرأة الطائعة دون قنوت .. تعير زوجها استجابة دون روح، وانقيادًا دون قناعة، فقد تطيع لغاية تبغاها أو لهدف تريد الوصول إليه، وبمجرد وصولها لهدفها فلا طاعة ولا معروف.

أما المرأة القانتة فهي تطيع حبًّا للطاعة ذاتها، وتقربًا إلى بعلها، وتوددًا إلى من يقاسمها الحياة، ورغبة في إقامة الأسرة الفاضلة وقبل هذا طاعة الله ورضاه.
القانتة تمنح زوجها حسن السمع، وصدق المشاعر، وصفاء السريرة، ولطف العشرة ولين الجانب، كما تهبه نقاء الود وعذب الكلام لا تكون عصية متبطرة، ولا تعرف النشوز والخصام ... بل هي حامدة شاكرة وصابرة ومحتسبة، وهي أيضًا لا تكفر العشير ولا تنسى المعروف أو الجميل ... ووقتئذٍ تكون عند زوجها ملء السمع والبصر، فالطيبون للطيبات، فيعرف قدرها وتزيد مكانتها عنده.
وإذا سألت أيتها الزوجة لماذا أكون قانتة طائعة طوال الوقت ؟ هل هو أفضل مني ؟ هل أنا خادمته المشتراة ؟ لماذا هذا العذاب ؟

أجيبك بأن أول الطريق لتصلي للإجابة الصحيحة لترضي بها نفسك وتسكن ثائرتك أن تنفضي من رأسك دواعي التحرر وأفكار المتحررات من النساء الغافلات الشقيات اللاتي لا يشعرن بنعمة الحياة الحقيقية، والعجيب أنها تحمل في قلبها كل الحقد على الرجل والبيت وكأنه هو العدو الأول في حياتها الذي حرمها من متع الدنيا ونسمة الهواء بحقوق ... حقوق ... حقوق ... لا تنتهي.
وأنا أؤكد لك وأنا امرأة مثلك أن الإسلام أعطى المرأة حقوقًا أكثر من الأديان الأخرى وحباها من التقدير والتكريم ما تحسدها عليه المرأة الغربية وما يكون أحيانًا من تعسف من الرجل تجاه المرأة إنما مردوده إلى الجهل بتعاليم الإسلام السمحة، والجهل علاجه التعلم والسؤال.

فتعلمي عزيزتي المرأة حقوقك وأيضًا واجباتك، وعلميها لمن لا تعرف، ولزوجك أيضًا ولا عيب في ذلك ولكن بأدب واحترام وود وصفاء وإذا علمت عزيزتي أن زوجك امتداد لك وأنتما كالجسد الواحد والقلب الواحد
قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}[4]
وأنت وزوجك لباس واحد {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}[5]
لكانت من صفاتك الإتقان والزيادة والإخلاص في أي عمل ولو كان شاقًا ولزاد حبك لزوجك، وزادت رعايتك لأولادك ولأسرتك.

ولقد أعجبني شعر هذه المرأة لزوجها وتأمليه معي حين قالت:

قُصَارُك مني النصحُ ما دمتُ حيَّة وودٌ كماءِ المزن غير مشوب
وآخر شيء أنت لي عند مرقدي وأول شيء أنت عند هبوبي

عزيزتي الزوجة المسلمة:

هذه أسئلة أبحث عن الإجابة عنها ولكن من القرآن الكريم وأحاديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ولا أريد الإجابة من عقول من يزعمون بالتحرر والتقدم الواهم.

ألا تحبين أن تكوني:
1 . زوجة قانتة مطيعة لزوجها بارة به؟
2. زوجة قانتة تتودد إلى زوجها وتحرص على رضاه؟
3. زوجة قانتة تبري أمه وتكرمي أهله؟
4. زوجة قانتة تعينه على طاعة الله
5. زوجة قانتة تملأ نفسه وتتزين له وتلقاه مرحة مؤنسة شاكرة؟
6. زوجة قانتة تحققي له الهدوء والسكن والراحة؟

تكوني:من " فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ 00004154.gifتابع إن شاء الله

تكوني:من " فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ 2rsvrgnedcsjv6wm40h.
كتبت : عبير ورد
-
كتبت : || (أفنان) l|
-
عزيزتي الزوجة المسلمة:
هذه أسئلة أبحث عن الإجابة عنها ولكن من القرآن الكريم وأحاديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ولا أريد الإجابة من عقول من يزعمون بالتحرر والتقدم الواهم.

ألا تحبين أن تكوني:
1. زوجة قانتة مطيعة لزوجها بارة به؟
2. زوجة قانتة تتودد إلى زوجها وتحرص على رضاه؟
3. زوجة قانتة تبري أمه وتكرمي أهله؟
4. زوجة قانتة تعينه على طاعة الله؟
5. زوجة قانتة تملأ نفسه وتتزين له وتلقاه مرحة مؤنسة شاكرة؟
6. زوجة قانتة تحققي له الهدوء والسكن والراحة؟


كانت هذه نهاية الجزء الأول من هذا المقال وقد وعدتك في خاتمتها أن أساعدك في الإجابة عليها وها هي الإجابة تأتي تباعا:
أول هذه الإجابات من كتاب ربي عز وجل يقول تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ}
وأنت إن شاء الله من الصالحات


ويقول تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم:21]

إذن زوجك هو نفسك وعليك أن تمنحيه كل الحب والود والرحمة وما هو أكثر من ذلك لما تضيفه هذه الآيات من معانٍ وظلال
وأما من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته الكريمة فالإجابات كثيرة اصطفي منها ما يلي:


1ـ الزوجة المسلمة مطيعة لزوجها بارة به:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'لو كنت آمرًا لأحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها'

[حديث حسن صحيح. رواه الترمذي]

لماذا ؟ لعظم حقه عليها.
عن أم سلمة رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة'.

[رواه بن ماجه].

ألا تحبين أن تكون من أهل الجنة ؟

بالطبع: نعم.
فلماذا المكابرة والعناد ؟

ويحضرني هنا عزيزتي الزوجة ما رأيته في أحد برامج المرأة على إحدى الفضائيات عن كيفية تغسيل المرأة، ما حكته إحداهن عن شابة ماتت وهي تلد مولودها الثاني أنها عند تغسيلها كانت عبارة عن نور يذهل العقول، وعندما سألت من تغسلها عن حياتها


قالت لها حماتها: إنها كانت امرأة صالحة بارة بزوجها وأم زوجها، فكان جزاؤها هذه البشارة من الله بحسن الخاتمة ومن بعدها الجنة في الآخرة.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح'.

[فتح الباري 9/294 كتاب النكاح].

فتلبية نداء الزوج من أحق حقوقه وهو من طرق إرضائه فلا تتهاوني في حقوق الفراش وفي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ما يبهج النفس عن السيدة عائشة وكيف كانت تتودد وتحب زوجها الرسول صلى الله عليه وسلم

وهذا حديثها تقول فيه:
'يا معشر النساء لو تعلمن بحق أزواجكن عليكن، لجعلت المرأة منكن تمسح الغبار عن قدمي زوجها بخد وجهها'
[رواه بن حبان في صحيحه]


2ـ الزوجة المسلمة تبر أمه وتكرم أهله:
ومن بر الزوج بر أمه وإكرام أهله، وفي هذا يقول رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم: 'البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت افعل ما شئت فكما تدين تدان' فاجعلي عزيزتي الزوجة برك لأم زوجك وأقاربه طريقًا لسعادتك في تلك الدنيا والآخرة، وليس العكس.

3ـ تتودد لزوجها وتحرص على رضاه:
ولا تنسي عزيزتي الزوجة قصة أم سليم بنت ملحان زوجة أبي طلحة الأنصاري عندما فجعت بابنها وكان زوجها مسافرًا، وموقفها الفريد لولا ثبوته في صحيح مسلم لعددناه من الأساطير عندما تهيأت له أجمل ما تكون وقربت إليه العشاء وقضوا ليلتهما

هذا وحسن التبعل والتودد للزوج مع الاحتساب والصبر وابتغاء مرضاة الله تعالى ثم رضاء الزوج، أتمنى أن أكون أنا وأنت مثل أم سليم.

4ـ الزوجة المسلمة تعينه على طاعة الله:
وانظري إلى هذه الصورة الجميلة التي رسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم للزوجين المتعاونين على الطاعة، الداخلين في رحمة الله، وذلك في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهه الماء ورحم الله امرأة قامت فصلت، وأيقظت زوجها فصلى،

فإن أبى نضحت في وجهه الماء'.
[أخرجه أبو داود 2/ 45 في كتاب الصلاة]


إلى دعاة التحرر، إلى من يدعون أن المرأة المسلمة لا قيمة لها ولا رأي ولا مشاركة في بيتها، أسوق هذا الحديث

وليفهم كل ذي لب وعقل كيف منح الإسلام المرأة أدوارًا وأدوارًا في بيتها وفي حياة زوجها.

5ـ الزوجة المسلمة تملأ نفسه وتتزين له وتلقاه مرحة مؤنسة شاكرة:


يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:'الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة'


[صحيح مسلم 10/ 56 كتاب الرضاع]

ويقول عليه الصلاة والسلام: 'من سعادة بن آدم ثلاثة، ومن شقوه ابن آدم ثلاثة: من سعادة ابن آدم، المرآة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح. ومن شقاوة ابن آدم: المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء'
[رواه أحمد1/168]

فكوني عزيزتي بابًا من أبواب السعادة لنفسك ولزوجك.
وفي أحكام النساء لابن الجوزي: دخلت بكرة بنت عقبة على أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها فسألتها عن الحناء فقالت: شجرة طيبة وماء طهور وسألتها عن الجفاف [أي إزالة الشعر]

فقالت لها: إن كان لك زوج فاستطعت أن تنتزعي مقلتيك فتضعيها أحسن مما هما فافعلي'.

عزيزتي الزوجة المسلمة:
ونرى الآن عجبًا حيث تتزين المرأة لمن هم خارج البيت والضيوف والأعزاب، وتهمل ذلك في بيتها ولزوجها وهو الذي يستحق هذا التزين والتعطر.
وتلقى الأغراب بكل فرح وبشر وسرور في حين تلقى زوجها عابسة ساخطة مهمومة، وهو الأحرى أن تقابله بالفرح والبهجة والظرف والابتسامة المشرقة والكلمة الطيبة شاكرة لله ولزوجها.
وعجبًا لمن لا تشكر زوجها وهي لا تستغني عنه, يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: 'لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه'.

[أخرجه الحاكم في مستدركه 2/190 كتاب النكاح]


عزيزتي الزوجة ... انتبهي!!

الزوجة تطيع زوجها في غير معصية، وإن أمرها زوجها بمعصية فمن تمام إيمانها عدم طاعتها له لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
أيضًا لا يعني قنوت الزوجة طاعتها لزوجها أنها ضعيفة ومسكينة ومغلوبة على أمرها ولا يعبر عن غبائها أو رداءة فكرها، بل يعبر عن رجاحة عقلها وقوة بصيرتها، فالمرأة الطائعة قوية الشخصية حكيمة وهي من أنجح الزوجات، لأنها بطاعتها تعلي من مكانتها لدى زوجها وتسهم في بناء الأسرة الناجحة الآمنة وتنال الاحترام والتبجيل من قبل زوجها وأولادها، فيحرصون على رضاها ويغمرونها بكل الحب والعطاء.



وفي السيرة موقفان اذكرنهما دليل على قنوت المرأة مع قوة شخصيتها:


السيدة خديجة بنت خويلد
رضى الله عنها

لقد ضربت السيدة خديجة رضي الله عنها أروع المثل للزوجة القانتة الودودة لزوجها، المؤثرة في حياة زوجها وهذا لم يمنعها أن تكون قوية الشخصية أيضًا ودليل ذلك أنها عند نزول الوحي على زوجها أخذته على ابن عمها ورقة بن نوفل، ليطمئن بما حدث له من أمر الوحي، وثبتته
وقالت له قولتها المشهورة البليغة: أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدًا، والله إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث، وتحمل الكل ,تكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق'.
حتى أن الوحي جاء الرسول وقال: فإذا هي أتتك أي خديجة فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب'
[متفق عليه].

وهذه صفعة أخرى على وجه من ادعى أن الإسلام قد أهان المرأة وأذلها بخدمة الرجل.

السيدة عائشة:
رضى الله عنها

فيما ترويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:'إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت عني غضبى،
قالت: ومن أين تعرف ذلك ؟
قال: أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد.
وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم قالت أجل: والله يا رسول الله لا أهجر إلا اسمك'.

وأنت أيضا عزيزتي إذا أردت التعبير عن رأيك فلا بأس ولكن في أدب وذوق واحترام وتوقير.
وفي حادثة الإفك وقد نالت براءتها من السماء فقال لها أبواها: قومي إلى رسول الله. فقالت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله'.

عزيزتي الزوجة
الآن أستطيع أن أقول: القانتة: عندما تقوم الزوجة بواجباتها تجاه زوجها تكون من أنجح الزوجات، ولا تنسي الحديث الجميل 'إن الله قد كتب الإحسان على كل شيء...'
[صحيح مسلم. ج13 باب الأمر بالإحسان الذبح والقتل]


فأحسني إلى زوجك تلقيه إحسانًا {هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ}, وحتى في وجود الخادمة أشعري زوجك بالرعاية الخاصة واتخذي رضاه طريقًا إلى الجنة وأسعدي نفسك وأسعديه ...
فالحياة قصيرة ويكفي ما فيها من كبد وعناء فهل تقضيها في مزيد من النكد والعناء والمشاكل أم نستمتع بما أحله الله لنا من الحب والود والصفاء والمشاعر الجميلة بيننا وبين أزوجنا؟!


وأحب أن أختم بهذا الحديث العجيب:

جاءت أسماء بنت يزيد الأنصارية للنبي صلى الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله أنتم معاشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات والجنائز وفوق ذلك الجهاد في سبيل الله، وإذا خرج الواحد منكم حاجًّا أو معتمرًا قعدنا في بيوتكم فربينا لكم أولادكم وغزلنا لكم أثوابكم فهل بقي لنا من الأجر شيء يا رسول الله ؟

[ لم تقل أين حقوق المرأة يا رسول الله ؟ ]

فسُرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بقولها والتفت إلى الصحابة وقال: هل سمعتم مقالة أفضل من هذه ؟
قالوا: ما ظننا أن امرأة تفطن إلى مثل ذلك يا رسول الله.
فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم ارجعي أيتها المرأة واعلمي من خلفك من النساء أن طاعة الواحدة منكن لزوجها

تعدل كل ذلك وقليل منكن تفعله'.
[صحيح مسلم]


وأترك التعليق على الحديث لك عزيزتي الزوجة

ولكن أود تذكيرك بأن أكثر أهل النار من النساء بنص حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:
'تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار'.

تصدقي بالكلمة الطيبة بالابتسامة المشرقة بالطاعة الصافية من النفس، تصدقي بالدعابة الحلوة والزينة المبهجة والهيئة الأنيقة
والبيت النظيف المرتب والحرص على توفير الهدوء والراحة والسكينة والاستقرار كل ذلك لمن ؟ وبكَم ؟

لزوجك أي لنفسك وبالتالي أيضًا لأولادك، وكل هذا يعود بالسعادة عليك وعليهم، وكل هذا لا يكلفك مالاً كثيرا أو عناءً شاقًا، واعلمي أن نقطة من العسل تصيد من الذباب أكثر مما يصيد برميل من العلقم.

فالعنف يولد العنف والغضب يولد الغضب، أما الهدوء والاحترام والأدب فإنه يطفئ الغضب كما يطفئ الماء النار وفقنا الله جميعًا لما يحب ويرضى.


تابع إن شاء الله
كتبت : || (أفنان) l|
-
اكمل معكم المقال وبتصرف ( حافظات للغيب )


وقالت إحداهن مازحة...

دعونا من أعمال البيت وهمومه، وتعالوا نضحك قليلاً لقد فعلت كذا وكذا أنا وزوجي البارحة!!
قال لي كذا وقلت له كذا في غرفة نومنا!!

عزيزتي الزوجة المسلمة:
هذا هو حال الزوجات المستهترات بأسرار فراش الزوجين، وما يحدث في الليل أو في أي وقت آخر في ستر، تسرع هي بهتك هذا الستر وكشفه للصديقات والجارات والأهل أيضًا... من باب الضحك وتضييع الأوقات.
وفي هذا المقام أتحدث عن الجناح الثاني للسعادة الزوجية 'حفظ الغيب'.

قال تعالى: {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ}
قال السدي وغيره: أي تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[[خير النساء امرأة إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك]].
[تفسير القرآن العظيم ـ لابن كثير]

{حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ}: ومن طبيعة المؤمنة الصالحة ومن صفتها الملازمة لها بحكم إيمانها وصلاحها كذلك أن تكون حافظة لحرمة الرباط المقدس بينها وبين زوجها في غيبته ـ وبالأولى حضوره ـ فلا تبيح نفسها في نظرة أو نبرة ما لا يباح إلا له، بحكم أنه الشطر الآخر للنفس الواحدة،
عزيزتي الزوجة المسلمة:
حفظ الغيب صفة يطلبها الزوج وهو غائب ـ وبالأولى وهو حاضر ـ وفي الآية يمدح الله تعالى الصالحات القانتات بأنهن حافظات للغيب أي يحفظن أنفسهن عن الفاحشة وأموال أزواجهن عن التبذير والإسراف، ويحفظن ما بينهن وبين أزواجهن من أسرار وخصوصيات.
نفهم من ذلك أن حفظ الغيب أن تحفظ الزوجة:
نفسها عن الفاحشة في غياب زوجها.
ما بينها وبين زوجها من أسرار وخصوصيات.
أموال زوجها عن التبذير والإسراف.



وسأبدأ أولاً بـ:
[1] أن تحفظ الزوجة وما بينها وبين زوجها من أسرار وخصوصيات:
لقد كان القرآن مبدعًا أيما إبداع حين سمى ما بين الزوج وزوجه من خصائص وحرمات 'غيبًا' ليضفى على الحياة الزوجية مسحة من القداسة، ويسبغ عليها لونًا من الصون والمهابة، وتكون هذه الأسرة آمنة على أسرارها حافظة لأعراضها حرية بالاحترام والتقدير.
وماذا في حال اختلاف الزوجين أو انفصالهما؟
من الوفاء والأمانة كذلك أن يظل هذا الغيب غيبًا إلى الأبد ومن الأمانة هنا عزيزتي الزوجة أن أفرق بين إفشاء أسرار الفراش بين الزوجين وبين مجرد ذكر نفس الجماع حتى لا يحدث لبس بين الأمرين.
أـ أما إفشاء أسرار الفراش.
فهو حرام بإجماع العلماء.
وقد أورد الشوكاني في 'نيل الأوطار' وجه التحريم في إفشاء أحد الزوجين لما يقع بينهما من أمور الجماع،
قيل: وهذا التحريم إنما هو في نشر أمور الاستمتاع ووصف التفاصيل الراجعة إلى الجماع.
وأما مجرد ذكر نفس الجماع فإن لم يكن فيه فائدة ولا إليه حاجة فمكروه لأنه خلاف المروءة أو من التكلم بما لا يعني
[[ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه]].
وهذا لا يعني أيضًا ـ حتى لا يفهم البعض خطأ ـ أننا لا نعلم من أمور دنيانا ومنها الجماع وأحكامه ما ينفعنا، وقد يظن بعض الناس أن الحديث عن الجماع وآدابه وحكمه مناف للوقار والورع، والحقيقة أن ذلك ظن في غير محله، ذلك أن الدين لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وأحاط بها إما تفصيلاً أو إجمالاً، فالحديث عنه ليس بدعًا من القول بل نطقت به أدلة الشرع وتكلم فيه علماء السلف بما يشفي ويلم. والذي ينافي المروءة والوقار والورع إنما هو الإسفاف وكثرة الكلام فيه بلا داع.

وهنا نقف ونسأل متى تكشف المرأة هذا الغيب؟
الأصل أن المرأة المسلمة تحفظ الغيب وتصون الحرمات وتمسك لسانها، فلا تكشف سرًا ولا تهتك غيبًا،

ولو إلى أقرب الناس إليها إلا:
[1] في حالات الضرورة التي بها تقام بها الحقوق وتستبين بها الأمور.
[2] عند حل مشكلة من المشاكل الزوجية بغرض إيجاد الحل المناسب لا بغرض التشهير وكشف عيوب الطرف الآخر،

ويقول تعالى: {وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة:237].
[3] إذا احتاج الإنسان للفتيا أو العلاج فله أن يتحدث عن أمر الفراش بما تدعو إليه الحاجة.
[2] أن تحفظ الزوجة نفسها عن الفاحشة في غياب زوجها:


حفظ الغيب عزيزتي الزوجة خاص بالزوج والزوجة, فلماذا اختص الله المرأة في القرآن بهذه الصفة

فقال: {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ} [النساء:34]
ولم يخص الرجل بآية بأنه حافظ للغيب، مع أنه شريك لها في هذا الغيب، ووارد أنه قد يتحدث فيه ويكشفه لغيره ؟
والجواب أنه لما كان الزوج كثير الغياب عن بيته، كثير الأسفار جعل القرآن حفظ هذا الغيب من خصوصيات الزوجة، لأنها تستطيع إن أرادت أن تعبث بهذا الغيب فتمارس الفاحشة أو تسرف في المال أو تهتك حجب الأسرار دون علم أحد.

ولا شك أن هناك من الرجال من لا يحفظ الغيب كاشف للسر، هاتك للعرض، ولكن تظل المرأة هي عصب هذا الأمر، لذلك بدأ الله بالمرأة عند توقيع العقوبة في هذا الأمر فقال: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} [النور:2].

والمرأة عزيزتي الزوجة درة مصونة في الإسلام لها كرامتها وحرمتها، لأنها الزوجة والأم والمحضن النفسي والعاطفي وأيضًا التربوي، فإن كانت خائنة للغيب اختلطت الأنساب وتفككت الأسرة وضاع المجتمع.
وفي زماننا نسمع ونقرأ ونشاهد من حالات الخيانة الزوجية واتخاذ الخدن والصديق وارتكاب الفواحش على أسرة الغائبين ما يحزن القلوب.
وخص الله أيضًا المرأة بحفظ الغيب لأن الله يعلم طبيعة المرأة {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14].
فنحن نجد من النساء من يحفظن أنفسهن عن الفاحشة، ويحفظن أموال أزواجهن عن التبذير والإسراف ولكن قل منهن ممن يحفظن أسرار بيوتهن، وذلك لأن من طبيعة المرأة حب الكلام والولع بالتفصيل والتحليل، فلا يستقر لديها خبيئة نفس ولا تطوي صدرها على سر فهي تعشق محادثة الأخريات دون اعتبار لقيمة الأوقات.

وهي كذلك سريعة الصحبة كثيرة الصداقات.
وهذا ليس تحاملاً على المرأة ولكن هذه هي الحقيقة ولا يمنع هذا أن هناك من النساء من يضربن المثل في قلة الحديث وحفظ السر، وصون الستر.
* عزيزتي الزوجة: كثير من النساء الآن يخرجن للعمل فكيف تحفظ المرأة العاملة الغيب؟

حفظ الغيب يكون داخل البيوت وخارجها، فالمرأة العاملة التي تركن إلى زملائها من الرجال في عصر الاختلاط فتكثر معهم الحديث وتوزع عليهم الابتسامات، وتمنحهم قدرًا من الاهتمام والإعجاب، هذه الزوجة غير حافظة للغيب.
بل إن المرأة المتزوجة المتبرجة التي تطلع الرجال على بعض مفاتنها، هذه الزوجة عابثة بالغيب لأن زينتها وإظهار مفاتنها يجب صرفه إلى زوجها دون غيره.
ولا يعني هذا أن المرأة لا تخرج للعمل ولا تشارك في الحياة الاجتماعية، لا. بل تعمل وتشارك ولكن في حدود الشرع، والالتزام بالزي الشرعي، وتجنب الاختلاط قدر المستطاع يقول تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم}.
[3] أن تحفظ الزوجة أموال زوجها عن التبذير والإسراف:
الزوجة المسلمة الحافظة للغيب تحفظ أموال زوجها عن التبذير والإسراف

قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} [الفرقان:67]
ولقد أعجبتني وصية امرأة عوف الشيباني لابنتها قبل زواجها في قولها:وأما السابعة والثامنة فالعناية ببيته وماله والرعاية لنفسه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التدبير.
ماذا تفعل الزوجة في حال بخل الزوج ؟



على الزوجة المسلمة أن تأخذ من أموال زوجها بالمعروف وما يكفي فقط دون علمه، ولا يعتبر هذا خيانة للأمانة ، كما في الحديث أن هند امرأة أبي سفيان جاءت الرسول صلى الله عليه وسلم تقول: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني أنا وولدي إلا ما أخذتُ منه وهو لا يعلم.فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[[خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف]].

نلتقي بحول الله تعالى مع الجزء الأخير من هذا المقال
كتبت : || (أفنان) l|
-

عزيزتي الزوجة المسلمة

بقى لي سؤال في هذا المقام وهو: لماذا اعتبر الشرع إفشاء أسرار الزوجين حرامًا؟
وقبل أن أعرض لك الأدلة التي تبين الحكم الشرعي في المسألة أقول: إن إفشاء ما يجري بين الزوجين والذي اعتبره المولى تعالى 'غيبًا' لا يليق بمكارم الأخلاق ولا يتفق مع ذوق المسلم وحسه المرهف، ولا يفعله إلا أصحاب القلوب المريضة والعقول الفارغة والزواج أيتها المرأة المتزوجة علاقة لها خصوصيتها وأسرارها، وهي علاقة يؤتمن فيها الزوجان على أسرار بعضهما، ولا ينبغي أن يفشي أحدهما سر صاحبه, لماذا؟

هذا ما سنعرفه من النصوص التالية:
[1] قال تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ} [النساء:34].
[2] قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ[34]أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ} [المعارج:34ـ35].
[3] قال تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}
[البقرة:187].

[4] مثلهما كمثل شيطان وشيطانه.
[5] 'إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها'
[6] عدم حفظ الغيب باب من أبواب المشاكل الزوجية.


تعالي معي عزيزتي الزوجة نفهم تفصيل ما أجملته في السطور السابقة:

[1] قال تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ} [النساء:34].
في الآية يمدح الله تعالى الصالحات القانتات بأنهن حافظات للغيب أي يحفظن أنفسهن عن الفاحشة وأموال أزواجهن عن التبذير والإسراف، ويحفظن ما بينهن وبين أزواجهن من أسرار وخصوصيات.
وكلنا يعرف أن المدح عكس الذم .. معنى ذلك أن كشف هذا الغيب مذموم عند الله تعالى وقد سبق شرح هذه الآية تفصيلاً في الجزء الأول من المقال.

[2] قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ... أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ} [المعارج].
من الأمانة أن يحفظ المرء كلام من يحدثه حديثًا وهو يعتبره من الأسرار، وإن للفراش أسرارًا يجب أن تحاط بسياج من الكتمان
والله حيي ستير يحب الحياء والستر.
والخيانة عكس الأمانة ، وقد عدها الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي في كتابه 'الكبائر' من الكبائر وقال في شأن الخيانة:

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [لأنفال:27].

قال ابن عباس: الأمانات الأعمال التي ائتمن الله عليها العباد، يعني الفرائض، يقول: لا تنقضوها.

قال الكلبي: أما خيانة الله ورسوله فمعصيتها، وأما خيانة الأمانة، فكل واحد مؤتمن على ما افترضه الله عليه، إن شاء خانها وإن شاء آواها لا يطلع عليه أحد إلا الله تعالى.

وقوله: {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أنها أمانة من غير شبهة ...... ثم قال: الصلاة أمانة، والوضوء أمانة، والغسل أمانة، والوزن أمانة، والكيل أمانة، وأعظم من ذلك الودائع'.
[كتاب الكبائر ـ الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي]

وقد ذكر الإمام الذهبي أن الغسل أمانة، وأنا أقول أن ما يحدث قبل الغسل بين الزوجين من أقوال وأفعال توجب الغسل أمانة أعظم، فلا تخوني الأمانة عزيزتي الزوجة واجعلي حفظ هذه الأمانة بابًا من أبواب الجنة {أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ}.


[3] مثلهما كمثل شيطان وشيطانة.
انظري إلى هذا التشبيه العجيب من الرسول صلى الله عليه وسلم عمن يحكي للناس عما فعله مع أهله، ومن تحكي ما تفعل مع زوجها من أسرار الفراش لقد شبهها النبي صلى الله عليه وسلم بأنهما مثل شيطان لقي شيطانة في الطريق فقضى حاجته منها والناس ينظرون.

فعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال:
[ لعل رجلاً يقول ما يفعله بأهله، ولعل امرأة تخبر ما فعلت مع زوجها، فأرَمَّ القوم يعني سكتوا ولم يجيبوا فقلت: أي والله يا رسول الله، إنهن ليقلن وإنهم ليفعلون].
قال: [فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل الشيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون]
[رواه أحمد 6/456، والطبراني في الكبير 24/162]

فهذا الحديث نهى صريح عن كشف أسرار الفراش، وكأن هذا الكشف والإفشاء صورة جنسية معروضة في الطريق. وفي هذا نوع من المجاهرة وسبب لتجرئ السفهاء، والله تعالى لا يحب الفاحش البذيء.

[4] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[[إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها]].
[رواه مسلم].

لقد عد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفشى أسرار الفراش، وما يفعل الرجل مع زوجته من أشر الناس.'الإفضاء' هو مباشرة البشرة وهو كناية عن الجماع، وقوله صلى الله عليه وسلم 'ثم ينشر سرها' أي يذكر تفاصيل ما يقع حال الجماع وقبله من مقومات الجماع وهو من الكبائر.
[رياض الصالحين للنووي ـ باب حفظ السر].

قال النووي رحمه الله في تعليقه على هذا الحديث: 'وفي هذا الحديث تحريم إفشاء الرجل ما يجري بينه وبين امرأته من أمور الاستمتاع، ووصف تفاصيل ذلك، وما يجري من المرأة فيه من قول أو فعل أو نحوه، فأما مجرد ذكر الجماع فإن لم تكن فيه فائدة ولا إليه حاجة فمكروه لأنه خلاف المروءة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت' وإن كان إليه حاجة أو ترتب عليه فائدة بأنه ينكر عليه إعراض عنها، أو تدعي عليه العجز عند الجماع أو نحو ذلك فلا كراهة في ذكره، كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأبي طلحة: 'وأعرستم الليلة'.
[صحيح مسلم بشرح النووي]


[5] قال تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة:187].
قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير والحسن وقتادة يعني: هن سكن لكم وأنتم سكن لهن، وقال الربيع بن أنس: هن لحاف لكم وأنتم لحاف لهن.
[تفسير القرآن العظيم لابن كثير]

[6] عدم حفظ الغيب باب من أبواب المشاكل الزوجية:
إن جلسات الأخوات والجارات والصديقات، وما يكشف فيها من أسرار، وما تقضى فيها من حكايات وتخيلات، تكشف أسرار البيوت وتجعلها على ألسنة العامة،يعرفون عنها أكثر مما يعرفه ساكنوها، فتتلطخ حرمات البيوت، ويرتفع عنها الأمن والسكينة، وتتآزر على المجتمع عوامل الهدم والتصدع.


وهذه الأسرار موضع حسد بين النساء والرجال أيضًا.
وهي كذلك موضع مقارنات بين النساء، وإذا حدثت بها الزوجة ربما حرمت منها بسبب عيون الأخريات، ثم ينتهي الحال بالزوجين إلى الطبيب النفسي إن كانا من العقلاء، أو إلى طريق السحرة والدجالين لفك العقدة وحل المشكلة من وجهة نظرهما إن كانا من غير العقلاء.

وأخيرًا للزوج الفاضل أقول: احفظ السر ولا تكشف الغيب لأنك مأمور بذلك مثل المرأة تمامًا.
ولا تغب عن زوجتك أكثر من ستة أشهر،
فقد روى الإمام مالك بن أنس رحمه الله في الموطأ عن عبد الله بن دينار قال: خرج عمر بن الخطاب من الليل فسمع امرأة تقول:

تطاول هذا الليل وأسود جانبه وأرقني ألا خليل ألاعبه
فوالله لولا الله أني أراقبه لحرك من هذا السرير جوانبه


فسأل عمر ابنته حفصة رضي الله عنها: كم أكثر ما تصبر المرأة عن زوجها؟
فقالت: ستة أشهر أو أربعة أشهر.
فقال عمر: لا أحبس أحدًا من الجيش أكثر من ذلك.


وصية:

وأحب أن أختم حديثي بهذه الوصية لامرأة عوف الشيباني توصي ابنتها ليلة زفافها ومن هذه الوصايا:
'أما التاسعة والعاشرة فلا تعصي له أمرًا ولا تفشي له سرًا،
فإنك إن عصيت أمره أوغرت صدره،
وإن أفشيت سره لم تأمني غدره'
أسأل الله أن يصلح حال النساء ويكن صالحات قانتات حافظات للغيب، وأن يصلح أحوال البيوت المسلمة.
تم بحمد الله مع بعض الحذف
فماكان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن انفسنا والشيطان



ومن لها تعليق تضيفه بارك الله فيهاحتى تعم الفائدة




كتبت : flower1
-
بارك الله فيكي
الصفحات 1 2 

التالي

يارب ضاعف لها العذاب ضعفين ..!!!!

السابق

الضيفة الثانية لكرسي الصحبة الصالحة

كلمات ذات علاقة
ألا تحبين أن تكونيمن , لِلْغَيْب , حَافِظَاتٌ , فَالصَّالِحَاتُ , قَانِتَاتٌ