أيتها الباحثة عن السعادة الزوجية إليك المصابيح المضيئة ؟!
مجتمع رجيم / الحياة الأسرية
وذكر السدي عن ابن عباس وابن مسعود وناس من الصحابة - رضي الله عنهم - أنه { أسكن آدم الجنة فكان يمشي فيها وحشا { أي مستوحشا } ليس له زوج يسكن إليها فنام نومة فلما استيقظ وإذا عند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله عز وجل من ضلعه فسألها : ما أنت ؟ فقالت : امرأة قال : ولم خلقت ؟ قالت : لتسكن إلي }
أرأيت أيتها الحبيبة إلى حواء كيف عرفت وظيفتها ومهمتها : { لتسكن إلي }
ولذا كان اسمها { حواء } أي تضج بالحياة ولكن لا لتستمتع بها بعيدا عن زوجها ولكن لتمتع بها زوجها وتكون سكنا له
كيف تكونين سكنا لزوجك ؟
تسكن روحه بعد طول عناء حين يلقاك 00 وتسكن براكين أعصابه بعد طول هياج في عمله حين يراك 00 وتسكن أشواقه وبصره وسمعه حينما يجلس إليك ويلتقي بك ويرى فتنتك وزينتك 00 لقد خلقت من شي حي 00 لذا يجب أن تجري فيك المشاعر الدافئة مجرى الدم
دعينا نتحدث بصراحة : هل أنت سكن لزوجك ؟
هل له في قلبك مودة ؟
هل تستشعرين له رحمة في فؤادك ؟!
أجيبي في نفسك بصدق فإن كان جوابك : لا فذلك مؤشر خطير !!
يعني أن سوسة خراب البيت قد بدأت في نخر أركانه وأن الدمار يسري ويتسلل بين جدرانه لقد تغير شيئ مهم فيك لقد أصبحت قاسية بدلا من أن تكوني رحيمة لقد أصبحت سببا في إثارة ما سكن من المشاكل بدلا من أن تكوني الطمأنينة والسكن !!
أيتها الباحثة عن السعادة الزوجية 000
لقد خلقت سكنا بعد أن استوحش فأصبحت وحشة بعد السكن !!
لقد كنت كنزا للرجل فأصبحت بلاء !!
أكاد أرى الدهشة تطل من عينيك !! أما سمعت بقول نبيك صلى الله عليه وسلم :{ ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء ؟ } قلت : بلى قال: { المرأة الصالحة } رواه أبو داود
كنت كنزا إذا ضاقت به الدنيا كنت الابتسامة التي تبدد الهموم 00 والمعين الذي تعتمد عليه الجسوم 00 فماذا أصبحت ؟!
أجيبي أنت 0000
لقد كان أعظم ما فيك وآية الله فيك : المودة والرحمة فأصبحت قاسية اختفت كلمات الثقة وعبارات التشجيع وتبخرت كلمات الشكر والتقدير والعرفان وحل محلها التأنيب الدائم والشكوى المستمرة !
كنت المتاع الذي لا تحلوا الحياة إلا به ولا تهنأ القلوب إلا بالسكن إليه 00 { الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة } رواه مسلم فبدلت تلك اللوحة المشرقة التي رسمتها كلمات النبي صلى الله عليه وسلم
إن أول صلاح الزوجة : طاعتها لزوجها وتحقيقها لمشيئة الله حين خلقها لتكون سكنا لزوجها ومهما صلت وصامت ولكنها أخفقت في امتحان طاعة زوجها - في المعروف - فصفة الزوجة الصالحة منها بعيدة
وكأي متاع آخر في الدنيا 00
تصبح بلاء وشقاء 00 بعد أن كانت خير متاع الدنيا 00 وكأني نعمة تنقلب إلى نقمة 00 فإذا حولت الزوجة نفسها إلى بلاء وشقاء أصبحت الدنيا بأسرها بلاء وشقاء ولو رزق الزوج متاعها كله فمهما اجتمع للرجل من أصناف النعيم فبلاء هذه الزوجة يغطي على كل متعة ويمحو كل نعيم !!
أليس كذلك 00
سيدة نساء العالمين نموذجا
أيتها الحبيبة 000
لقد كانت خسارتنا الحقيقية حين أهملنا أعظم قدوة على وجه الأرض ورحنا نبحث عن السعادة الزوجية هنا وهناك غفلنا عن المصابيح المضيئة على مر التاريخ ورحنا نبحث عن شموع منطفئة قد تكون أضاءت مرة في حياتها ثم خبت !
هل سمعت ذات يوم عن سيدة نساء العالمين