الحق يؤخذ ممن جاء به ؟!
مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت :
عبير ورد
-
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحق كلمة سامقة المعنى عظيمة المبنى كلمة مختصرة لكنها منتظرة !! كم فرجت من كروب وأنارت من دروب وأفرحت من قلوب !!
إذا سمعتها النفوس حلقت في سماء العدل شوقا إليها وتاقت في بحبوحة الأمل لهفا عليها !!
والعلماء يقولون : الحق هو نقيض الباطل وليس المقصد الحق الشرعي فحسب بل كل حق
والحكماء يقولون : { يجب على العاقل الفطن أن يستفيد من كل أحد 00 بل حتى من خصومك وأعدائك يجب أن
تستفيد } !!
لذا قال الناظم :
عداتي لهم فضل علي ومنة 000 فلا أبعد الرحمن عني الأعاديا
هموا بحثوا عن زلتي فاجتنبتها 000 وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا !!!
هذا هو دأب العقلاء والنبلاء أولي الأحلام والنهى !! لذا مهما كبرت مرتبتك أو مرتبتهم أن لا يستنكفوا عن قبول الحق لصغر مقام صاحبه أو لأنه لم يأت من مستشار قانوني في مرتبة كذا وكذا 00 !! وأن يقبلوا الحق ممن جاء به { لأن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها 000 }
فالعاقل اللبيب يقبل الحق بغض النظر عن مقام صاحبه فإن الله سبحانه وتعالى وهو أحكم الحاكمين قد أقر وقبل من الكفار ما أصابوا به الحق من شؤونهم وإن كانوا كفارا مشركين !!!
قال تعالى : { وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها 000 } فرد الله عليهم قولهم : { والله أمرنا بها } فقال : { قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون } ؟!!
قال العلماء : { يستفاد منه أن المنهج القرآني يقرر الحق الصواب وينكر الخطأ 00 لذا أقرهم على قولهم وجدنا عليها آباءنا 00 وأنكر عليهم { والله أمرنا بها } !!!
قال تعالى عن { بلقيس } ملكة سبأ التي كانت تعبد الشمس كما قال { الهدهد } حينما عاد إلى سليمان عليه السلام :
{ وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله } قالت هي : { إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة 000 }
قال تعالى : { وكذلك يفعلون } قال العلماء : { صادق الله على قولها وصوبه } 000
بل أعجب من ذلك حين جاء الشيطان لأبي هريرة - رضي الله عنه - وكان يحرس مال الصدقة 00 فقال الشيطان : { إني أعلم آية لو قرأتها لم يقربك شيطان 00 آية الكرسي { الله لا إله إلا هو الحي القيوم 00 } فأخبر أبو هريرة النبي { صلى الله عليه وسلم } فقال : { صدقك وهو كذوب } !!
الشاهد أنه قبل الحق الذي أتى به وهو الشيطان نفسه !!
فعلى كل ذي لب سليم وعقل كبير أن ينظر في الرأي السديد رأي العاقل الرزين الحكيم العارف بمواطن الأمور وخلفيات الأحوال فهو الحق غالبا وليس قبول الحق من عدمه وقف من يتسلم أعلى سلطة في الدولة أو المؤسسة أو الإدارة أو الشركة 00 فالحق ربما جاء في الشئون السياسية والعسكرية أو الشرعية أو الإدارية أو الأسرية أو الزوجية أو 00
وقبول الحق دليل على الثقة بالنفس والجرأة الأدبية ودليل صريح على أن الذي قبله ينشد الحق في أموره ومن استكبر عنه فقد ولغ في مذمة الكبر إلى أذنيه !!
قال : صلى الله عليه وسلم { لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال الصحابي : { إن أحدنا يحب أن يكون ثوبه حسن ونعله حسن } قال صلى الله عليه وسلم { الكبر بطر الحق { أي رده وغمط الناس أي احتقارهم !! قال المحدث الملهم { عمر بن الخطاب } - رضي الله عنه - : { الحق يؤخذ ممن جاء به والحق لا يعرف صغيرا أو كبيرا 00
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحق كلمة سامقة المعنى عظيمة المبنى كلمة مختصرة لكنها منتظرة !! كم فرجت من كروب وأنارت من دروب وأفرحت من قلوب !!
إذا سمعتها النفوس حلقت في سماء العدل شوقا إليها وتاقت في بحبوحة الأمل لهفا عليها !!
والعلماء يقولون : الحق هو نقيض الباطل وليس المقصد الحق الشرعي فحسب بل كل حق
والحكماء يقولون : { يجب على العاقل الفطن أن يستفيد من كل أحد 00 بل حتى من خصومك وأعدائك يجب أن
تستفيد } !!
لذا قال الناظم :
عداتي لهم فضل علي ومنة 000 فلا أبعد الرحمن عني الأعاديا
هموا بحثوا عن زلتي فاجتنبتها 000 وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا !!!
هذا هو دأب العقلاء والنبلاء أولي الأحلام والنهى !! لذا مهما كبرت مرتبتك أو مرتبتهم أن لا يستنكفوا عن قبول الحق لصغر مقام صاحبه أو لأنه لم يأت من مستشار قانوني في مرتبة كذا وكذا 00 !! وأن يقبلوا الحق ممن جاء به { لأن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها 000 }
فالعاقل اللبيب يقبل الحق بغض النظر عن مقام صاحبه فإن الله سبحانه وتعالى وهو أحكم الحاكمين قد أقر وقبل من الكفار ما أصابوا به الحق من شؤونهم وإن كانوا كفارا مشركين !!!
قال تعالى : { وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها 000 } فرد الله عليهم قولهم : { والله أمرنا بها } فقال : { قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون } ؟!!
قال العلماء : { يستفاد منه أن المنهج القرآني يقرر الحق الصواب وينكر الخطأ 00 لذا أقرهم على قولهم وجدنا عليها آباءنا 00 وأنكر عليهم { والله أمرنا بها } !!!
قال تعالى عن { بلقيس } ملكة سبأ التي كانت تعبد الشمس كما قال { الهدهد } حينما عاد إلى سليمان عليه السلام :
{ وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله } قالت هي : { إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة 000 }
قال تعالى : { وكذلك يفعلون } قال العلماء : { صادق الله على قولها وصوبه } 000
بل أعجب من ذلك حين جاء الشيطان لأبي هريرة - رضي الله عنه - وكان يحرس مال الصدقة 00 فقال الشيطان : { إني أعلم آية لو قرأتها لم يقربك شيطان 00 آية الكرسي { الله لا إله إلا هو الحي القيوم 00 } فأخبر أبو هريرة النبي { صلى الله عليه وسلم } فقال : { صدقك وهو كذوب } !!
الشاهد أنه قبل الحق الذي أتى به وهو الشيطان نفسه !!
فعلى كل ذي لب سليم وعقل كبير أن ينظر في الرأي السديد رأي العاقل الرزين الحكيم العارف بمواطن الأمور وخلفيات الأحوال فهو الحق غالبا وليس قبول الحق من عدمه وقف من يتسلم أعلى سلطة في الدولة أو المؤسسة أو الإدارة أو الشركة 00 فالحق ربما جاء في الشئون السياسية والعسكرية أو الشرعية أو الإدارية أو الأسرية أو الزوجية أو 00
وقبول الحق دليل على الثقة بالنفس والجرأة الأدبية ودليل صريح على أن الذي قبله ينشد الحق في أموره ومن استكبر عنه فقد ولغ في مذمة الكبر إلى أذنيه !!
قال : صلى الله عليه وسلم { لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال الصحابي : { إن أحدنا يحب أن يكون ثوبه حسن ونعله حسن } قال صلى الله عليه وسلم { الكبر بطر الحق { أي رده وغمط الناس أي احتقارهم !! قال المحدث الملهم { عمر بن الخطاب } - رضي الله عنه - : { الحق يؤخذ ممن جاء به والحق لا يعرف صغيرا أو كبيرا 00
ولقد ضرب الحق بجرأته على لسان هذا العملاق الأشم العظيم هذا البطل الذي أضحى مفخرة للعرب والمسلمين ومفخرة للإنسانية وكل البشرية !!
هذا الرجل إذا تحدث عنه الغرب سموه { إله العدل } !!
وكلنا يعرف قصته حين خطب الناس وكان حين ذاك قائدا عاما للدولة الإسلامية بحكم ما ينيف اليوم على {20} دولة فلما كان في أوج ذروة خطبته عارضته { امرأة } !!
فاستفصل منها فأجابته !! فأذعن لقولها وعدل عن رأيه للحق وقال كلمته المشهورة التي أضحت مثلا وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها { أخطأ عمر وأصابت امرأة } !!
فمن يداني أبا حفص وسيرته 00 أم من يحاول للفاروق تشبيها
إذا اشتهت زوجة الحلوى يقول لها : 00 من أين لي ثمن الحلوى فأشربها
مازاد في بيتنا فالمسلمون به أولى 00 قومي لبيت المال رديه !!
قال العلماء : { لقد كان الفاروق عبرة لمن يعتبر ومن لا يعتبر } !!
فرحم الله ذلك الجيل العظيم وجعل الله من أحفاده { الذين هم أنتم يا قراء الموضوع } جعل منهم من يقتفون أثره وينهلون من معين سيرته ويعبون من سلسبيله تلك السيرة الخضراء التي تندهش منها العقول ويتقازم دونها الأبطال الفحول !!
إن قبول الحق ربما كان أمر من الحنظل وأمضى من الصبر فمن كبح جماح نفسه لقبوله فهو البطل الحق 00 لذا جاء في الحديث الصحيح :
{ بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : على أن نقول الحق وإن كان مرا وأن نقول الحق ولو على أنفسنا وأن لا تأخذنا في الحق لومة لائم !! } 000
وليس الحق هو ما تراه أنت إنه حق ولكن الحق هو ما رآه العلماء في الأمور الشرعية وما رآه كل متخصص في تخصصه سياسيا أو طبيا أو اجتماعيا أو أسريا قال تعالى :
{ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } قال العلماء : { أهل الذكر هنا هم أصحاب التخصصات في شئونهم 000 }
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه 
ودمتم بخير
