من الأسباب الموجبة لمحبة الله تعالى : مشاهدة بره وإحسانه "

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات

كتبت : هنوتي

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :

فقد قرأت منذ زمن كتاباً أعجبني غاية الإعجاب ، وكنت ولا زلت ألقي منه المحاضرات لتميز موضوعه والحاجة إليه ،

وهو كتاب : " الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله كما عدها ابن القيم "
لمؤلفه عبد العزيز مصطفى

وقد طُبع منه حتى آخر مرة اشتريت فيها الكتاب 13 طبعة .

وفيها يتحدث عن الأسباب التي توجب أن يحب الله عبده ، وذكر منها ما أود ذكره اليوم
وهو : مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة و الظاهرة ، فإنها داعية إلى محبته ..

وما دعاني إلى اختيار هذا السبب بالذات ( وكل الأسباب الأخرى رائعة ) أني بعد إصابتي بسرطان الثدي عافاكن الله ،
فإن الله تعالى قد أنزل علي من لطفه ، ما دعاني أن أرى بره وإحسانه وآلاءه علي بهذا المرض ،
والنعم التي كنت أعيشها والتي أنعم علي بها مع المرض أيضا .

فكان المؤلف يكتب وأنا أفهم جيداً ما يريد قوله لأني كثيراً ما يفتح الله علي ويجعلني أشعر وأرى هذه النعم .

يقول المؤلف اختصاراً : أن العبد أسير الإحسان ، و البر واللطف معاني تستولي على مشاعر العبد وتدفعه إلى محبة من يسدي إليه النعمة ..
ولا منعم في الحقيقة ولا محسن إلا الله ، ولا يستحق المحبة كلها إلا هو ، ووذلك لأسباب :

1_ أن الإنسان بطبعه يحب من أحسن إليه وينصره ويعينه عى عدوه وفي جميع أغراضه ، فإذا عرف الإنسان حق المعرفة ،
علم أن المحسن إليه هو الله تعالى فقط ، وأن أنواع إحسانه لا يحيط بها حصر ..

ثم ضرب لذلك مثلاً بليغاً نشعر به في حياتنا اليومية : فلو أن شخصاً أنعم عليك بجميع خزائنه وما يملك ، ومكنك فيها للتصرف فيها كما تريد فإنك تظن أن هذا الأمر منه هو وهذا غلط .. فإنه تم إحسانه بماله الذي سخره الله عليه ،
وإلا فإن الله هو الذي أنعم بخلق هذا الشخص وخلق ماله الذي مكنك منه وخلق إرادته ،
وحببك إليه وصرف وجهه إليك ولولا ذلك ما أعطاك فكأنه صار مقهوراً في التسليم لا يستطيع مخالفته .

وهذا الأمر شعرت به فعلاً ، فعندما تدلهم علي الأوقات بسبب المرض والكيماوي أجد أن الله تعالى يسخر لي من الناس
ما أعجب حقيقة من تسخيرهم لي ، فهم إما يسدون إلي معروفاً ، أو يحيطونني بحب ورعاية ، أو يشعرونني أن عقلي لا يزال بخير
( لأن الكيماوي تأثيره شديد على الذاكرة والتركيز ) ،

وأدرك أنه ما سخرهم لي إلا الله تعالى الذي اختار هذا الوقت بالذات في إجلاء محبتهم وتعاونهم معي ،
فينبغي أن يكون هو من يُحب في الحقيقة ويُحمد لا البشر فإنه مسخرون مسيرون في هذا الأمر .

2-أنه لو بلغك عن ملك من الملوك أنه عالم وعابد وعادل ورفيق بالناس متلطف بهم ، وهو في قطر بعيد فإنك تحبه
وهذا حب المحسن من حيث أنه محسن ، فضلاً عن أن يكون محسناً إليك ، فكيف بمن أنت من آثار إحسانه ، بل حسنة من حسنات قدرته ؟

إن هذا يقتضي حب الله تعالى وأن لا يُحب غيره إلا أن يكون هذا الغير سبباً من الأسباب التي خلقها الله ..

والناظر في آيات الله في كتابه الكريم يجد الكثير الكثير من آيات نعم الله على عباده وفي موضعين من القرآن

يذكر الله تعالى : " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها " ،
لكنه تعالى ذكر بعد ذلك في آية النحل " إن الله لغفور رحيم "
، وذكر في آية إبراهيم " إن الإنسان لظلوم كفار " ،

قال الرازي : كأنه سبحانه يقول : إذا حصلت النعم الكثيرة فأنت أخذتها وأنا أعطيتها ، فحصل لك عند أخذها وصفان : وهما كونك ظلوماً كفاراً ، ولي وصفان عند إعطائها : وهما كوني غفوراً رحيماً،
والمقصود كأنه يقول : إن كنتَ ظلوماً فأنا غفور ، وإن كنتَ كفاراً فأنا رحيم ، أعلم عجزك وقصورك، فلا أقابل تقصيرك إلا بالتوقير ،
ولا أجازي جفاك إلا بالوفاء .

اللهم إنا نسألك حبك ، وحب من يحبك ، والعمل الذي يبلغني حبك ( صححه الألباني في صحيح الترمذي 2582 ) .

هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .

من الأسباب الموجبة لمحبة الله تعالى : مشاهدة بره وإحسانه "

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات

كلمات يتداولها الناس دون إدراك معناها

عمرك توضيت كذا .. اتمنى