التبرك حقيقته وأحكامه ؟!
مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت :
عبير ورد
-
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التبرك : مصدر تبرك يتبرك تبركا وهو طلب البركة والتبرك بالشيئ : طلب البرك بواسطته ومعناها : الثبوت واللزوم والنماء والزيادة
والبركة على نوعين : النوع الأول : بركة هي فعله تبارك وتعالى والفعل منها بارك ويتعدى بنفسه تارة وبأداة على تارة وبأداة تارة والمفعول منها مبارك 00
النوع الثاني : بركة تضاف إليه إضافة الرحمة والعزة والفعل منها { تبارك } ولهذا لا يقال لغيره ذلك 0 والبركة كلها من الله - عز وجل - كما أن الرزق والنصر والعافية من الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التبرك : مصدر تبرك يتبرك تبركا وهو طلب البركة والتبرك بالشيئ : طلب البرك بواسطته ومعناها : الثبوت واللزوم والنماء والزيادة
والبركة على نوعين : النوع الأول : بركة هي فعله تبارك وتعالى والفعل منها بارك ويتعدى بنفسه تارة وبأداة على تارة وبأداة تارة والمفعول منها مبارك 00
النوع الثاني : بركة تضاف إليه إضافة الرحمة والعزة والفعل منها { تبارك } ولهذا لا يقال لغيره ذلك 0 والبركة كلها من الله - عز وجل - كما أن الرزق والنصر والعافية من الله تعالى
والتبرك يكون بالله تعالى وبأسمائه وصفاته عز وجل والقرآن الكريم مبارك فقد وصفه الله - عز وجل - بأنه مبارك كما قال تعالى : { وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون } فهو كثير الفائدة والنفع لاشتماله على منافع الدارين وعلوم الأولين والآخرين ولكثرة خيره ومنافعه ووجوه البركة فيه وكذلك التبرك بالأعمال الصالحة كالصلاة والصيام والصدقة وكل أمر شرعه الله ففيه بركة الأجر والثواب
وأما التبرك بآثار النبي - صلى الله عليه وسلم - التي انفصلت من جسده كوضوئه وعرقه وشعره ونحو ذلك فهذا أمر معروف وجائز عند الصحابة - رضي الله عنهم - لما فيها من الخير والبركة ولهذا أقرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عليها وهي انتهت بوفاته - عليه الصلاة والسلام - واندثرت باندثارها وما قصده النبي - صلى الله عليه وسلم - للصلاة أو الدعاء عنه من الأماكن كمسجد قباء ومقام إبراهيم فقصده للصلاة أو الدعاء سنة مستحبة أما التبرك بها فبدعة منكرة وأما ما لم يقصده من الأماكن التي صلى بها أو جلس عليها أو مر بها فلا يشرع تحري الصلاة فيها أو الدعاء أو العبادة بها ولا تتبعها لأنه لم يحفظ عن الصحابة الكرام ولا الخلفاء الراشدين تتبع أثاره والأماكن التي صلى فيها أو مواقع غزواته أو الجبال التي صعد عليها أو غار ثور أو حراء بل ثبت عن عمر - رضي الله عنه - أنه نهى عن قصد الصلاة في مكان صلى فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -
وأقره الصحابة - رضي الله عنهم - وكذلك أمر بقطع الشجرة التي بايع تحتها الصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما ذاك إلا إلا لخوف الغول والتبرك بها ومن ثم تتخذ هذه الاماكن أوثانا تعبد من دون الله - عز وجل - وأما ما كان يفعله ابن عمر - رضي الله عنه - تتبع لتلك الآثار فهو يقصد الأقتداء اجتهادا منه لا التبرك وأيضا خالفه من هو أفضل منه من الصحابة - رضي الله عنهم - فليست الحجة في أفعال الناس من غير دليل ولو كانوا من المعظمين وإنما الحجة في أتباع السنة وبما عليه جمهور الصحابة - رضي الله عنهم -
ولا يلتفت أيضا إلى من قال به أو فعله من العلماء لأن الحق أحق أن يتبع قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في الاقتضاء { 1- 389 } : { فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي في تلك البقاع التي في طريقه لأنها كانت في منزله لم يتحر الصلاة فيها لمعنى في البقعة فنظير هذا : أن يصلي المسافر في منزله فأما قصد الصلاة في تلك البقاع التي صلى فيها اتفاقا فهذا لم ينقل عن غير ابن عمر من الصحابة بل كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار يذهبون من المدينة إلى مكة حجاجا وعمارا أو مسافرين ولم ينقل عن أحد منهم أنه تحرى الصلاة في مصليات النبي صلى الله عليه وسلم 000 }
إلى أن قال : { 00 أيضا فإن تحري الصلاة فيها ذريعة إلى اتخذها مساجد والتشبه بأهل الكتاب مما نهينا عن التشبه بهم فيه وذلك ذريعة إلى الشرك بالله }
يتبع