تنبيهات في تلاوة القرآن الكريم
مجتمع رجيم / القرآن الكريم وعلومه
الأولى: أن التلاوة الشرعية التي رتب الشارع عليها الثواب وجعل في كل حرف عشر حسنات كما صح الخبر بذلك هي ما تحرك فيها اللسان ونطقت بها الشفتان ولو بصوت منخفض يسمع الإنسان به نفسه لأن حقيقة القراءة اصطلاحا تصدق على النطق باللسان فلا يسمى الصامت قارئا.
ولهذا ورد: (أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه).
رواه ابن ماجه.
فتلاوة القرآن وسائر الأذكار الشرعية لا بد من النطق بها ولا يكفي عمل القلب.
أما مجرد تقليب المصحف بالنظر المجرد من غير نطق فهذا ليس بتلاوة وإنما هو من باب التفكر والتدبر وإن كان فيه أجر إلا أنه لا يحصل بذلك الثواب الخاص للقراءة.
وبعض الناس تراه في المسجد ينظر في المصحف من غير أن ينطق الحروف فينبغي أن يفطن لذلك حتى لا يفوت عليه الثواب العظيم.
والعبرة في النطق تحريك الشفتين ولا يشترط أن يكون الصوت عاليا.
وهذا هو قول أكثر أهل العلم.
سئل الإمام مالك رحمه الله عن الذي يقرأ في الصلاة ، لا يسمع أحدا ولا نفسه ، ولا يحرك به لسانا .
فقال : (ليست هذه قراءة ، وإنما القراءة ما حرك له اللسان).
وقال ابن الحاجب: (ولا يجوز إسرار من غير حركة لسان لأنه إذا لم يحرك لسانه لم يقرأ وإنما فكر).
وقال الكاساني: (القراءة لا تكون إلا بتحريك اللسان بالحروف ألا ترى أن المصلي القادر على القراءة إذا لم يحرك لسانه بالحروف لا تجوز صلاته.
وكذا لو حلف لا يقرأ سورة من القرآن فنظر فيها وفهمها ولم يحرك لسانه لم يحنث).