"إضاءات حين ينزل الظلام "

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : طالبة الفردوس
-


هل أصابك يوما بتلاءا ؟؟!!
هل مررت بمحنة عظيمة ؟؟!!
هل فقدت عزيزا عليك ؟؟!!
هل خسرت وظيفة مرموقة ؟؟!! هل ضاع منك ماجمعته سنين عمرك ؟؟!! هل ابتليت بزوج ظالم ؟؟!! هل جربت العقوق من أبنائك ؟؟!! هل .... هل .... أجل هي ابتلاءات كثيرة متعددة الأشكال والمظاهر ، لعلنا نتسخط حين وقوعها وننظر إليها من زاوية مظلمة ، فينعكس سوادها على حياتنا فنخسر ماهو جميل بين أيدينا ، بل لعلنا زدنا الابتلاء بلاءا واكتست أيامنا الهموم والأحزان وأثقلنا ميزان السيئات والحسرات "والعياذ بالله " لكن ... لماذا هذا كله ؟؟!! أليس مع الابتلاء رحمة ؟؟!! ومع المحنة منحة ؟؟!! ومع الشدة رحمة ؟؟!! والفرج قادم لامحالة فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا ولن يغلب عسرا يسرين ... هذه هي الحياة تأخذ وتعطي ، تمنح وتمنع ، والمسلم مع هذا كله أمره إلى خير ... فلماذا لانفكر بالمنح التي تصحب المحن والإضاءات التي تشرق وسط الظلام ؟؟!! كان النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى في المنام أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين وطافوا واعتمروا فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا واستبشروا ، وفي مستهل ذى القعدة من السنة السادسة للهجرة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة معتمراً ، واستقر الأعراب حول المدينة فأبطأ عنه أكثرهم خوفاً من المواجهة مع قريش ... فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف وأربعمائة من المهاجرين والأنصار ، شوقا إلى البيت العتيق ، وتمهيداً لإقرار حق المسلمين في أداء عباداتهم ، وإبطالا لزعم قريش أن المسلمين لا يعظمون حرمة البيت ، وقد أحرم النبي صلى الله عليه وسلم من ذى الحليفة والمسلمون معه ، وساق الهدى ليُعْلم الناس أنه لم يخرج للحرب ، ولما علمت قريش بخروج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، جمعت جموعها لصد المسلمين عن دخول مكة ، وخرج خالد بن الوليد بخيلهم إلى كُراع الغميم طليعة لهم ، وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فاستشار أصحابه كعادته ، فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : يا رسول الله ! خرجت عامداً لهذا البيت لا تريد قتل أحد ولا حرب أحد، فتوجْه له ، فمن صدنا عنه قاتلناه ... قال: "امضوا على اسم الله " وتحاشياً للصدام مع جيش خالد ، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: هل من رجل يأخذ بنا على غير طريقهم ؟؟!! فجاء رجل من أسْلم فسلك بهم طريقاً وعرا ، أفضى إلى أرض سهلة ، وانتهى بهم إلى الحديبية ، فلما رأى خالد ما فعل المسلمون أسرع إلى قريش يخبرهم الخبر ... وعند الحديبية بركت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا خلأت القصواء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما خلأت وما هو لها بخلق ، ولكن حبسها حابس الفيل ، ثم قال: " والذي نفسي بيده لا يسألونني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها " ثم عدل عن دخول مكة إلى أقصى الحديبية ، فنزل إلى بئر قليلة الماء ، فاشتكى المسلمون العطش ، فأخرج سهماً من كنانته وأمرهم أن يجعلوه فيها ، فمازال يجيش بالرى حتى كفى جميع أهل الجيش ، فكان من بركته صلى الله عليه وسلم وعلامات نبوته تكثير الماء بين يديه ...
ثم جرت الرسل والسفراء بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش ، وطال التنازع ، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعجب من عناد قريش ... وقد جرت مفاوضات طويلة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين سهيل انتهت إلى عقد صلح الحديبية الذى اتفق فيه الطرفان على وضع الحرب بينهما عشر سنين يأمن فيها الناس القتال ويكف بعضهم عن بعض ، ومن جاء محمداً هارباً من قريش ردوه إليهم ، ومن جاء قريشاً هارباُ من محمد لم يردوه إليه ! ومن أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده من قبائل العرب دخل فيه ، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه ، وأن يرجع المسلمون عامهم هذا على أن تخلى قريش بينهم وبين الكعبة العام القادم ثلاثة أيام معهم سلاح الراكب فقط ! ودعا النبي صلى الله عليه وسلم علياً لكتابة بنود المعاهدة وصبر على مماحكة سهيل في صياغة البنود حيث أبى سهيل كتابة البسملة ، ووصف النبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة وأمضى له النبي صلى الله عليه وسلم ما أراد ... وقد شق هذا الصلح ببنوده على كثير من المسلمين وظنوه مجحفاً ، ويظهر هذا من موقف عمر رضي الله عنه كما في الصحيح،وفي طريق عودة المسلمين إلى المدينة ، أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم سورة الفتح { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً }[الفتح:1] قال أنس : الحديبية ، وأسرع الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها عليهم ، قال رجل: يا رسول الله أفتح هو ؟؟!! قال: نعم والذي نفسي بيده إنه لفتح ، فانقلبت كآبة المسلمين إلى فرحة غامرة ، وأدركوا أنهم لا يمكن أن يحيطوا بالأسباب والنتائج ، وأن التسليم لأمر الله ورسوله خير كله ، وكان من نتائج هذا الصلح الذي سماه الله فتحاً أن أتاح الفرصة أمام للمسلمين ليتفرغوا ليهود خيبر ولأعراب المدينة ، كما أتاح لهم الفرصة لنشر الإسلام عن طريق مكاتبة الملوك والرؤساء وعرض دعوة الإسلام عليهم ، استغلالاً للأجواء الآمنة ، قال الزهري رحمه الله: فما فُتح في الإسلام فتح قبله أعظم منه ، إنما كان القتال حيث التقى الناس ، فلما كانت الهدنة ووضعت الحرب ، وآمن الناس بعضهم بعضا والتقوا فتفاوضوا في الحديث و المنازعة ، فلم يكلم أحد بالإسلام يعْقل إلا دخل فيه! ولقد دخل في هاتين السنتين مثل من كان في الإسلام قبل ذلك ! قال ابن هشام : والدليل على قول الزهري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الحديبية في ألف وأربعمائة ثم خرج في عام الفتح بعد ذلك بسنتين في عشرة آلاف وقد استمرت هدنة الحديبية سبعة عشر شهراً ، أو ثمانية عشر شهراً ثم نقضتها قريش حين أعانت حلفائها من بني بكر على حلفاء المسلمين من خزاعة ، الذين استنصروا بالمسلمين فكان الفتح الأعظم ،
فتح مكة الذى أعز الله به الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم وجنده ...
"إضاءات " 0155.gif align="left">
كتبت : سنبلة الخير .
-
كتبت : عبير ورد
-
كتبت : رسولي قدوتي
-
كتبت : Coeur de Rjeem
-
مشكووووووره والله يعطيك الف عافيه

كتبت : * أم أحمد *
-
الصفحات 1 2 

التالي

\\ اللهم صب عليهما الخير صبا \\

السابق

السيدة عائشة نصرها الله وأهانها الروافض

كلمات ذات علاقة
إضاءات حين ينزل الظلام