شرح حديث * أسع في قضاء حاجة الغير **

مجتمع رجيم / الحديث الشريف وتفسيره
كتبت : * أم أحمد *
-






اسعَ في قضاء حاجة الغير :

حديثٌ عظيم رواه الطّبراني في المعجم الكبير عن ابن عمر رضي الله عنه،

أنَّ رجلاً جاء إلى النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال : يا رسولَ الله ، أيُّ النّاس أحَبُّ إلى الله ؟

وأيُّ الأعمال أحَبُّ إلى الله ؟ فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : أحَبُّ النّاس إلى الله تعالى :
أنْفَعُهم للنَّاس . وأحَبُّ الأعمال إلى الله تعالى : سُرورٌ تُدخِلُه على مُسلِم ، أو تَكشِف عنه كُرْبَةً ،
أو تَقضِي عنه دَيْنًا، أو تَطرد عنه جوعًا .
ولَأنْ أمشي مع أخي في حاجة أحَبّ إليَّ من أن أعتكفَ في هذا المسجد ، يعني مسجد المدينة ، شهرًا .
ومَن كَفَّ غضَبَهُ ، سترَ اللهُ عَورَتَه . ومَن كظَمَ غَيْظَهُ ولو شاء أن يُمضِيه أمضاهُ ،
ملأ اللهُ قلبَهُ رجاء يوم القيامة . ومَن مَشى مع أخيه في حاجة حتّى يَتهيَّأ له ،
أثبتَ اللهُ قدَمَهُ يوم تزولُ الأقدام .
(المعجم الكبير - الجزء 12 - ص 453 - رقم الحديث 13646) .
نعم ، هذا هو الإسلام وهكذا يجبُ أن يكون المسلم ! والغريبُ أنّ حالَنا انقلبَ اليومَ ،
فأصبحنا لا نبحثُ عن الأجر إلاَّ في ذكْر الله وصلاة النَّافلة وصيام التَّطوُّع ،
وتركْنا في المقابل بابًا كبيرًا لِنَيْل الثَّواب العظيم ، ليس في الآخرة فقط ، وإنّما أيضًا في الدّنيا بفضل الله ورحمته .
فكَم من مريض بمرضٍ خطير أنعمَ اللهُ عليه بالشّفاء ، بسبب صدقة خالصة أرادَ بها وجهه الكريم .
وكَم من مَهموم أزاح اللهُ عنه الهمَّ ، بسبب كلمة حقٍّ ردَّ بها عن عرض أخيه .
وكَم من فقير وسَّع اللهُ عليه في الرّزق ، بسبب سَعْيه في قضاء حاجة لأخيه .
وقد وردتْ أحاديث كثيرة في فضل مساعدة الغير ، نذكر منها :

1- مساعدة الأرملة والمسكين : روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه ،
أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : السَّاعِي على الأرملَة والمسكين ، كالمجاهد في سبيل الله أو القائم اللَّيل الصَّائم النَّهار !
(الجامع الصّحيح المختصر - الجزء 5 - ص 2047 - رقم الحديث 5038) .

2- كفالة اليتيم : روى الإمام البخاري في صحيحه عن سهل (بن سعد) رضي الله عنه ،
أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : أنا وكافِلُ اليَتيم في الجنَّة هكذا : وأشار بالسَّبَّابة والوُسطَى
وفَرَّج بينهُما شيئًا .
(الجامع الصّحيح المختصر - الجزء 5 - ص 2032 - رقم الحديث 4998) .


3- صدقة السّرّ : روى الطّبراني في المعجم الكبير عن أبي أمامة رضي الله عنه ،
أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال :
صَنائِعُ المعروف تَقِي مَصَارِعَ السُّوء ، وصَدَقَةُ السّرّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبّ ، وصِلَةُ الرَّحِم تَزيدُ في العُمر .


(المعجم الكبير - الجزء 8 - ص 261 - رقم الحديث 8014) .


وروى ابن حبّان في صحيحه عن يزيد بن أبي حبيب أنَّ أبا الخير حدَّثه أنّه سمع عقبة بن عامر يقول :
سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول :

كلُّ امرِئٍ في ظِلّ صَدَقَته (أي يومَ القيامة) حتّى يُقْضَى بين النَّاس ، أو قال : حتّى يُحْكَم بين النَّاس .

قال يزيد : فكان أبو الخير لا يُخْطِئُهُ يومٌ لا يَتصَدَّقُ فيه بشيء ، ولو كعكة ، ولو بَصَلَة !

(صحيح ابن حبّان - الجزء 8 - ص 104 - رقم الحديث 3310) .



وفي رواية للطّبراني في المعجم الكبير عن عقبة بن عامر رضي الله عنه ،
أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال :

إنَّ الصَّدقةَ لَتُطفِئُ عن أَهلِها حَرَّ القُبور ، وإنَّما يَستظِلُّ المؤمنُ يومَ القيامة في ظِلّ صَدَقَته !
(المعجم الكبير - الجزء 17 - ص 286 - رقم الحديث 788) .


وروى الحاكم في مستدركه عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه ، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال:
إنَّ اللهَ تعالى لَيُدخِلُ بِلُقْمَة الخُبْز وقَبْضَة التَّمر ومِثْله مِمَّا يَنفعُ المسكينَ ، ثلاثةً الجنَّة :
الآمر به (أي صاحب البيت)، والزَّوجَة المصلِحة (أي التي أعدَّت الخبز أو التّمر) ،
والخادم الذي يُناوِلُ المسكين .
(المستدرك على الصّحيحين - الجزء 4 - ص 149 - رقم الحديث 7187) .



4- حتّى النّفقة على الزّوجة والأولاد صدقة ، إذا حسُنت النّيَّة .

فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه ، أنّ النّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال :
إنّ المسلم إذا أنفقَ على أهله نفقةً وهو يَحتسبُها ، كانت له صَدقة.

(صحيح مسلم - الجزء 2 - ص 695 - رقم الحديث 1002) .

5- التّخفيف على المعسِر : روى التّرمذي في سُنَنه عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه ،
أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال :
مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أو وَضَع له (أي عنه) ، أظَلَّهُ اللهُ يومَ القيامة تحتَ ظِلّ عَرْشِه يومَ لا ظِلَّ إلاَّ ظِلُّه.

(الجامع الصّحيح سنن التّرمذي - الجزء 3 - ص 599 - رقم الحديث 1306) .

6- زيارة المريض وإعانة المحتاج : روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه ،
أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال :
إنَّ اللهَ عَزَّ وجلَّ يقولُ يومَ القيامة : يا ابنَ آدَم ، مَرضْتُ فلَم تَعُدْني !

قال : يا رَبّ ، كيفَ أعُودُكَ وأنتَ رَبُّ العالَمين ؟!

قال : أمَا عَلمْتَ أنَّ عَبْدي فُلانًا مَرضَ فلَمْ تَعُدْه ؟ أما عَلمْتَ أنَّكَ لَوْ عُدْتَه لَوَجَدْتَني عنْدَه ؟
يا ابنَ آدَم ، اسْتَطْعَمْتُكَ فلَم تُطْعمْني !
قال : يا رَبّ ، وكيفَ أطْعمُكَ وأنتَ رَبُّ العالَمين ؟!
قال : أما عَلمْتَ أنَّه اسْتَطْعَمَك عبْدي فُلان ، فلَم تُطْعِمْه ؟ أما عَلمْتَ أنَّكَ لو أطْعَمْتَه لَوَجَدْتَ ذلكَ عنْدي؟
يا ابنَ آدَم ، اسْتَسْقَيْتُكَ فلَم تَسْقِني !
قال : يا رَبّ ، كيفَ أسْقِيكَ وأنتَ رَبُّ العالَمين ؟!
قالَ : اسْتَسْقَاكَ عَبْدي فُلان ، فلَم تَسْقِه . أمَا إنَّكَ لو سَقَيْتَه ، لَوَجَدْتَ ذلكَ عنْدي ؟
(صحيح مسلم - الجزء 4 - ص 1990 - رقم الحديث 2569) .


7- الذَّود عن عرض المسلم : روى التّرمذي في سُنَنه عن أبي الدّرداء رضي الله عنه ،
أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال :
مَنْ رَدَّ عن عرْضِ أخيه ، رَدَّ اللهُ عن وَجْهِه النَّارَ يومَ القيامة .
(الجامع الصّحيح سنن التّرمذي - الجزء 4 - ص 327 - رقم الحديث 1931) .

وروى الإمام أحمد في مُسنده عن جابر بن عبد الله وأبا طلحة بن سهل الأنصاريّين رضي الله عنهما،
أنّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم قال :
ما مِن امرئٍ يَخذُلُ امرأ مُسلِمًا عند مَوطِن تُنْتَهَكُ فيه حُرْمَتُه ويُنْتَقَصُ فيه من عِرْضِه ،
إلاَّ خَذَلَه اللهُ عَزَّ وجلَّ في مَوطِنٍ يُحِبُّ فيه نُصْرَتَه . وما مِن امرئٍ يَنصُرُ امرأ مُسلِمًا في مَوطِن يُنْتَقَصُ
فيه من عِرْضِه ويُنْتَهَكُ فيه من حُرْمَته ،
إلاَّ نَصَرَهُ اللهُ في مَوطِنٍ يُحِبُّ فيه
نُصْرَتَه .
(مسند الإمام أحمد بن حنبل - الجزء 4 - ص 30 - رقم الحديث 16415) .

8- الدّعاء للمسلم بظهر الغيب : روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي الدّرداء رضي الله عنه ،
أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال :
ما مِنْ عَبْد مُسْلِم يَدْعُو لأخيه بِظَهْر الغَيْب ، إلاَّ قالَ الملَكُ :
ولكَ بِمِثْل (أي مثل ذلك) .
(صحيح مسلم - الجزء 4 - ص 2094 - رقم الحديث 2732) .

9- إماطة الأذى عن الطّريق : روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه ،
أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال :
مَرَّ رجُلٌ بِغُصْن شجَرة على ظَهْر طريق ، فقال :
واللهِ لأُنَحّيَنَّ هذا عن المسلمين لا يُؤذيهم ، فأُدْخِلَ الجنَّة .
(صحيح مسلم - الجزء 4 - ص 2021 - رقم الحديث 1914) .

طبعًا ، حذار أن تَمُنَّ على مَن تَمُدّ له يَد المساعدة ، فتبقَى تُذكّره بها في كلّ مناسبة ، أو تتباهى بين
النّاس بِمَا فعلتَ من خير ! لا بُدَّ من إخلاص النّيَّة حتّى لا يَذهب عملُكَ هباءً منثورًا !
أمّا إذا صُنِعَ إليك معروف ، فلا تنسَ أن تشكر فاعِلَه !


فقد روى التّرمذي في سُنَنه عن أسامة بن زيد رضي الله عنه ، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال :
مَنْ صُنِعَ إليه مَعروفٌ فقالَ لِفاعله : جزاك الله خيرًا ، فقد أبلغَ في الثَّناء .
(الجامع الصّحيح سنن التّرمذي - الجزء 4 - ص 380 - رقم الحديث 2035) .
وروى التّرمذي أيضًا في سُننه عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه ، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال :
مَنْ لا يَشْكُر النَّاسَ ، لا يَشْكُر الله .
(الجامع الصّحيح سنن التّرمذي - الجزء 4 - ص 339 - رقم الحديث 1954) .


yur0kr4gbytfr7kh8b38
كتبت : طالبة الفردوس
-
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
جزاك الله خير
وبشرتي بروح وريحان ورب راضي غير غضبان
كتبت : || (أفنان) l|
-
جزاك المولى خير الجزاء
وآنار طريقك للخيـــــــــــــر
دمتي بحفظهـ



العبد ينبغي أن يعلم أن خزائن الله لا تُحصى
وفضله تبارك وتعالى لا يُعد
فليفزع إلي الله جل وعلا
وليظهر ذلته وفقره ومسكنته إلي الله
وليُصاحب ذلك العمل صالح.
كتبت : * أم أحمد *
-
بارك الله فيكم
وبزيارتكم الطيبه
وبدعائكم المقبول إن شاء الله
حيّاكم الله وبيّاكم
كتبت : رسولي قدوتي
-
كتبت : * أم أحمد *
-
الصفحات 1 2 

التالي

شرح حديث ( إنما الأعمال بالنيات ......... )

السابق

ما جاء في مثل الله لعباده‎

كلمات ذات علاقة
مزع , الغير , حاجة , يجيب , شرح , في , قضاء