(وَالسَّابِقُونَ) هم الذين سبقوا هذه الأمةوبدروها إلى الإيمان والهجرة والجهاد وإقامة دين الله (مِنَ الْمُهَاجِرِينَ) الذين اخرجوامن
ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك همالصادقون (و) من (الأَنصَارِ) "الذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجرإليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"...
(رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ) ورضاه تعالى أكبر من نعيم الجنة (وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ) الجارية التي تساق إلى
سقي الجنان والحدائق الزاهيةالزاهرة والرياض الناضرة (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً) لا يبغون عنها حولا ولا يطلبون عنهابدلا، لأنهم مهما
تمنوه أدركوه ومهما أرادوه وجدوه (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) الذي حصل لهم فيه كل محبوب للنفوس ولذة للأرواح ونعيم للقلوب وشهوة
للأبدان واندفع عنهم كلمحذور، (المرجع السابق).
فهل بعد ذلك ننكر عليهم تلك الشهادات الربانية، ويحاولالبعض سلبها عنهم وقد منحهم الله سبحانه وتعالى إياها، ووثق ذلك
في قرآنه المعجزالذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ومحفوظ بحفظ الله ورعايته؟
ومع آل البيت والصحابة شهادة الرجولة والصدق مع الله والوفاء بعهدهم معه وعدالتهم وعدم تبديلهم
. فهم رجال بما تحمل كلمةالرجولة من معاني الصدق والوفاء بالوعد والكرم والشهامة وغيرها، ومنهم من قتل فيسبيل الله،
ومنهم من ينتظر دوره في الشهادة وما بدلوا ما عاهدوا الله عليه.
ونساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمهات المؤمنين جميعا لهن عليهم مالأمهاتهم عليهم من التحريم والبر والاحترام
والتوقير، ولهن الاحترام الزائد لأنهننساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذه وحدة واحدة تجمع آل البيت الكرام والصحابة
الأعلام ومن تبعهم من المسلمين والمؤمنين.
ومعهم شهادة من الله بتوبةالله عليهم كما قال تعالى: "لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ
وقد جمع الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام معهم فيالتوبة "لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ " في وحدة واحدة جبرا لخاطرهم وتوحيدا لهم في جماعة واحدة وأمةواحدة.
ومعهم من الله شهادة المؤمنين حقا كما قال تعالى: "وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ .." (الأنفال/74).
ومعهم شهادة المغفرة من الله والرزق الكريم فقال تعالى في تكملةللآية السابقة: "لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ" (الأنفال/74).
ووحدهم الله تعالى جميعا في وحدة واحدة إيمانية فقال تعالى: "مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ