القرامطة .. دراسة مبسطة

مجتمع رجيم / قسم الفرق الضالة
كتبت : بنتـي دنيتـي
-




القرامطة..دراسة مبسطة

التعريف :
القرامطة حركة باطنية هدامة تنتسب إلى شخص اسمه حمدان بن الأشعث ويلقب بقرمط لقصر قامته وساقيه وهو من خوزستان في الأهواز ثم رحل إلى الكوفة . وقد اعتمدت هذه الحركة التنظيم السري العسكري ، وكان ظاهرها التشيع لآل البيت والانتساب إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق وحقيقتها الإلحاد والإباحية وهدم الأخلاق والقضاء على الدولة الإسلامية .

التأسيس وأبرز الشخصيات :

· يتضح لنا تطور الحركة من خلال دراسة شخصياتها الذين كانوا يظهرون الإسلام ويبطنون المجوسية وتركوا أثراً بارزاً على سيرهم وتشكلها عبر مسيرة طويلة من الزمن :
- بدأ عبد الله بن ميمون القداح رأس الأفعى القرامطية بنشر المبادئ الإسماعيلية في جنوب فارس سنة 260هـ .
- ومن ثم كان له داعية في العراق اسمه الفرج بن عثمان القاشاني المعروف بذكرويه الذي أخذ يبث الدعوة سراُ .
- وفي سنة 278 هـ نهض حمدان قرمط بن الأشعث يبث الدعوة جهراً قرب الكوفة ثم بنى داراً سماها دار الهجرة وقد جعل الصلاة خمسين صلاة في اليوم .
- هرب ذكرويه واختفى عشرين عاماً ، وبعث أولاده متفرقين في البلاد يدعون للحركة .
- استخلف ذكرويه أحمد بن القاسم الذي بطش بقوافل التجار والحجاج وهزم في حمص وسيق ذكرويه إلى بغداد وتوفي سنة 294هـ .
· قام بالأمر بعده ابنه سليمان بن الحسن بن بهرام ويعرف بأبي طاهر الذي استولى على كثير من بلاد الجزيرة العربية ودام ملكه فيها 30 سنة ، ويعتبر مؤسس دولة القرامطة الحقيقي ومنظم دستورها السياسي الإجتماعي ، بلغ من سطوته أن دفعت له حكومة بغداد الاتاوة ومن أعماله الرهيبة أنه :
- فتك هو ورجاله بالحجاج حين رجوعهم من مكة ونهبوهم وتركوهم في الفقر حتى هلكوا .
- ملك الكوفة أيام المقتدر 295-320هـ لمدة ستة أيام استحلها فيهم .
- هاجم مكة عام 319هـ ، وفتك بالحجاج ، وهدم زمزم ، وملأ المسجد بالقتلى ، ونزع الكسوة ، وقلع البيت العتيق ، واقتلع الحجر الأسود ، وسرقه إلى الأحساء ، وبقي الحجر هناك عشرين سنة إلى عام 339هـ .
· توفي سليمان فآلت الأمور لأخيه الحسن الأعصم الذي قوي أمره واستولى على دمشق سنة 360هـ ، ثم توجه إلى مصر ودارت معارك مع الخلافة الفاطمية ،لكن الأعصم ارتد وانهزم القرامطة وتراجعوا إلى الأحساء .
· خلع القرامطة الحسن لدعوته لبني العباس ، أسند الأمر إلى رجلين هما جعفر وإسحاق اللذان توسعا ثم دار الخلاف بينهما وقاتلهم الأصفر التغلبي الذي ملك البحرين والأحساء وأنهى شوكتهم ودولتهم .

وللمجتمع القرمطي ملامحه المتميزة إذ تشكلت في داخله أربع طبقات اجتماعية متميزة :
- الطبقة الأولى : وتسميهم رسائل إخوان الصفا " الإخوان الأبرار الرحماء " وتشمل الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين خمس عشرة وثلاثين سنة . وهم ممن على استعداد لقبول الأفكار القرمطية عقيدة وتمثلاُ في نفوسهم .
- الطبقة الثانية : ويعرفون بـ"الإخوان الأخيار الفضلاء " وتشمل من كانت أعمارهم بين الثلاثين والأربعين سنة وهي مرتبة الرؤساء ذوي السياسات ، ويكلفون بمراعاة " الإخوان " وتعهدهم وإظهار العطف عليهم ومساعدتهم .
- الطبقة الثالثة : وتشمل أولئك الذين هم بين الأربعين والخمسين من العمر ، ممن يعرفون الناموس الإلهي وفق المفهوم القرمطي ويتمتعون بحق الأمر والنهي ودعم الدعوة القرمطية ودفع خصومها ، وهؤلاء هم الذين ألفوا الرسائل العقائدية القرمطية وعمموها في الآفاق .
- الطبقة الرابعة : ويطلق على أصحاب هذه الطبقة اسم " المريدون " ثم " المعلمون " ثم " المقربون " إلى الله وتشمل من تجاوزت أعمارهم الخمسين سنة ؛ وهي أعلى المراتب القرمطية ، من يبلغها يكون في نظر هذه الفرقة من الناموس والطبيعة ويصبح من أهل الكشف اللدني إذ يستطيع رؤية أحوال القيامة من البعث والنشور والحساب والميزان …
الأفكار والمعتقدات :
· حينما قام القرامطة بحركتهم أظهروا بعض الأفكار والآراء التي تزعمون أنهم يقاتلون من أجلها ، فقد نادوا بأنهم يقاتلون من أجل آل البيت ، وإن لم يكن آل البيت قد سلموا من سيوفهم .

· ثم أسسوا دولة شيوعية تقوم على شيوع الثروات وعدم احترام الملكية الشخصية .
· يجعلون الناس شركاء في النساء بحجة استئصال أسباب المباغضة فلا يجوز لأحد أن يحجب امرأته عن إخوانه وأشاعوا أن ذلك يعمل زيادة الألفة والمحبة ( وهذا ما كان عليه المزدكيون الفارسيون من قبل ) .
· إلغاء أحكام الإسلام الأساسية كالصوم والصلاة وسائر الفرائض الأخرى .
· استخدام العنف ذريعة لتحقيق الأهداف .
· يعتقدون بإبطال القول بالمعاد والعقاب وأن الجنة هي النعيم في الدنيا والعذاب هو اشتغال أصحاب الشرائع بالصلاة والصيام والحج والجهاد .
· ينشرون معتقداتهم وأفكارهم بين العمال والفلاحين والبدو الجفاء وضعفاء النفوس وبين الذين يميلون إلى عاجل اللذات ، وأصبح القرامطة بذلك مجتمع ملاحدة وسفاكين يستحلون النفوس والأموال والأعراض .
· يقولون بالعصمة وإنه لا بد في كل زمان من إمام معصوم يؤول الظاهر ويساوي النبي في العصمة ، ومن تأويلاتهم :
- الصيام : الامساك عن كشف السر .
- البعث : الاهتداء إلى مذهبهم .
- النبي : عبارة عن شخص فاضت عليه من الإله الأول قوة قدسية صافية .
- القرآن : هو تعبير محمد عن المعارف التي فاضت عليه ومركب من جهته وسمي كلام الله مجازاً .
· يفرضون الضرائب على أتباعهم إلى حد يكاد يستغرق الدخل الفردي لكل منهم .
· يقولون بوجود إلهين قديمين أحدهما علة لوجود الثاني ، وأن السابق خلق العالم بواسطة التالي لا بنفسه ، الأول تام والثاني ناقص ، والأول لا يوصف بوجود ولا عدم فلا هو موصوف ولا غير موصوف .
· يدخلون على الناس من جهة ظلم الأمة لعلي بن أبي طالب وقتلهم الحسين .
· يقولون بالرحمة وأن علياُ يعلم الغيب فإذا تمكنوا من الشخص أطلعوه على حقيقتهم في إسقاط التكاليف الشرعية وهدم الدين .
· يعتقدون بأن الأئمة والأديان والأخلاق ليست إلا ضلالاً .
· يدعون إلى مذهبهم اليهود والصابئة والنصارى والمجوسية والفلاسفة وأصحاب المجون والملاحدة والدهريين ، ويدخلون على كل شخص من الباب الذي يناسبه .
الجذور الفكرية والعقائدية :
· فلسفتهم مادية تسربت إليها تعاليم الملاحدة والمتآمرين من أئمة الفرس .
· تأثروا بمبادئ الخوارج الكلامية والسياسية ومذاهب الدهرية .
· يتعلقون بمذاهب الملحدين من مثل مزدك وزرادشت .
· أساس معتقدهم ترك العبادات والمحظورات وإقامة مجتمع يقوم على الإباحية والشيوع في النساء والمال .
· فكرتهم الجوهرية هي حشد جمهور كبير من الأنصار ودفعهم إلى العمل لغاية يجهلونها .
الانتشار ومواقع النفوذ :
دامت هذه الحركة قرابة قرن من الزمان ، وقد بدأت من جنوبي فارس وانتقلت إلى سواد الكوفة والبصرة وامتدت إلى الأحساء والبحرين واليمن وسيطرت على رقعة واسعة من جنوبي الجزيرة العربية والصحراء الوسطى وعمان وخراسان . وقد دخلوا مكة واستباحوها واحتلوا دمشق ووصلوا إلى حمص والسلمية . وقد مضت جيوشهم إلى مصر وعسكرت في عين شمس قرب القاهرة ثم انحسر سلطانهم وزالت دولتهم وسقط آخر معاقلهم في الأحساء والبحرين . هذا ومما يلاحظ الآن أن هناك كتابات مشبوهة تحاول أن تقدم حركة القرامطة وغيرها من حركات الردة على أنها حركات إصلاحية وأن قادتها رجال أحرار ينشدون العدالة والحرية .
ويتضح مما سبق :
أن هذه الحركة كان هدفها محاربة الإسلام بكل الوسائل وذلك بارتكاب الكبائر وهتك الأعراض وسفك الدماء والسطو على الأموال وتحليل المحرمات بين أتباعهم حتى يجمعوا عليهم أصحاب الشهوات والمراهقين وأسافل الناس ، وتعتبر عقائدها نفسها عقائد الإسماعيلة في خلاف في بعض النواحي التطبيقية التي لم يستطيع الإسماعيلة تطبيقها خوفاً من ثورة الناس عليهم ويخرجهم من حظيرة الإسلام
عقائدهم التالية :
أولاً : اعتقادهم باحتجاب الله في صورة البشر .
ثانياً : قولهم بوجود إلهين .
ثالثاً : تطبيقهم مبدأ إشاعة الأموال والنساء .
رابعاً : عدم التزامهم بتعاليم الإسلام في قليل أو كثير
خامساً : فساد عقيدتهم في الوحي والنبوة والرسالة .
سادساً : انتهاكهم حرمات الإسلام بالاعتداء على الحجيج واقتحام الكعبة ونزع الحجر الأسود ونقله إلى مكان آخر .
سابعاً : إنكارهم للقيامة والجنة والنار
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبة اجمعين،،،

م/ن
كتبت : سنبلة الخير .
-
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم

ما هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الحمد لله على نعمة الاسلام
بارك الله فيكِ على طرحكِ القيم
نقل رائع
سلمت يداكِ
ولاحرمك الله الاجر
كتبت : * أم أحمد *
-
الحمد لله على نعمة الإسلام
الحمد الذي جعلنا مسلمين
سبحانك يا الهي تهدي من تشاء وتضل من تشاء
أختي جزاكِ الله خيرا
ونوّر الله طريقكِ بالتقوى والأيمان
وفرج الله همكِ وأزال كربكِ
وجعلكِ في سعاده دائمه
آمين
كتبت : || (أفنان) l|
-
جزاك الله خير الجزاء
ونفع بعلمك وقلمك
اللهم أحشرنا مع حبيبكِ محمد ،وصحبه الكرام ،في أعالي الجنان



وإسمحي لي بهذه الإضافة عنهم

في عهد المعتضد رجل يدعى أبو سعيد الحسن بن بهران الجنابي في البحرين والأحساء دعا أهلهما
إلى مذهب السبعية _ الذي نسميه نحن الباطنية _ فأضلهم وقوي أمره ولما استحكم شأنه هناك أخذ يقطع الطرق ويغير على النواحي والأطراف وأظهر الإباحة علنا واستمر على هذا المنوال شطرا من الزمن
إلى أن اغتاله أحد الخدم وتولى بعد أبي سعيد ابن له كان يكنى بأبي طاهر الذي أخذ نفسه بالصلاح حينا
وكان يعرف شيئا من مقالة السبعية.

أرسل أبو طاهر فدعا كل من كان في البحرين والأحساء من الشباب وعشاق السلاح هلموا إلي فإن لي بكم حاجة وكان ذلك قبيل موسم الحج فتجمع حوله خلق لا يحصون عدا فمضى بهم إلى مكة
ووصل في وقت أداء الفريضة

وقد كان الحجيج محرمين فأمر رجاله أن اشرعوا سيوفكم واقتلوا كل من تصادفونه وأطلقوا أيديكم بالمكيين والمجاورين واستلوا علي سيوفهم وأعملوها في الناس قتلا
فلما رأت الخلائق هذا فزعت إلى داخل الحرم ووضعت المصاحف أمامها
أما المكيون فهرعوا إلى السلاح وتأزر كل من كان لديه سلاح به ومضى إلى ساحة الوغى

فلما رأى أبو طاهر الأمر على هذه الحال أخرج إلى وسط ساحة القتال رسولاً
يقول لقد جئنا للحج لا للقتال وكان الذنب ذنبكم إذ أفسدتم علينا إحرامنا وقتلتم واحدا منا دون ذنب فاضطررتمونا إلي حمل السلاح
وإذا ما ذاع في العالم أن المكيين يتأبطون الأسلحة ويعبثون في الحجيج قتلاً فسيعرف الناس عن الحج وتؤصد طريقه وتسوء سمعتكم لا تفسدوا علينا حجنا بل دعونا نؤدي الفريضة وخيل للمكيين صدق قوله ولم يستبعدوا أن أحدا قد تحرش بهم فشهر سلاحه عليهم وقتل واحدا منهم

_ وهذا من جهلهم وعدم معرفتهم بأحوال تلك الفرقة الخبيثة _

واتفقوا على أن يعيد الجانبان السيوف إلى أغمادها وأقسما بالقرآن الكريم يمينا لا رجعة فيها
بأن لا يعودا إلى القتال ثانية وأن يتراجع المكيون ويعيدوا المصاحف إلي أمكنتها في الحرم حتى يتمكن الجانبان من زيارة الكعبة وتأدية مناسك الحج وأقسم المسلمون من المكيين والحجاج كما أقسم أبو طاهر ورجاله وفق إرادتهم ثم تراجعوا وألقوا السلاح
وعاد المكيون ثم أعادوا المصاحف إلى أماكنها _ كل ذلك ودار الخلافة في عالم آخر _
واستأنف الحجيج تأدية مناسكهم وطوافهم .


سرقة الحجر الأسود

ولما رأى أبو طاهر أن حملة السلاح قد تفرقوا أمر أعوانه أن هبوا إلى السلاح واندفعوا إلى الحرم
واقتلوا كل من تلقونه في داخله وخارجه فاندفعوا بسيوفهم ورماحهم إلى الحرم بغتة وأخذوا يقتلون كل من يجدونه في طريقهم إلى أن قتلوا المجاورين جميعا وخلقا كثيرين غيرهم وجعل الناس يلقون بأنفسهم في الآبار ويفرون إلى رؤوس الجبال خوفا من السيف فما شعروا إلا بالقرمطي قد خرج عليهم في جماعته يوم التروية فانتهب أموالهم واستباح قتالهم فقتل الناس في رحاب مكة وشعابها حتى في المسجد الحرام وفي جوف الكعبة،

وجلس أميرهم أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنابي - لعنه الله - على باب الكعبة،
والرجال تصرع حوله في المسجد الحرام في الشهر الحرام ثم في يوم التروية، الذي هو من أشرف الأيام،

وهو يقول:
أنــا باللـه وباللـه أنـا
يخــلق الخــلق وأفنيهــم أنـا

فكان الناس يفرون فيتعلقون بأستار الكعبة فلا يجدي ذلك عنهم شيئا، بل يقتلون وهم كذلك، ويطوفون فيقتلون في الطواف، وقد كان بعض أهل الحديث يومئذ يطوف، فلما قضى طوافه أخذته السيوف،

فلما وجب أنشد وهو كذلك:
تـرى المحـبين صـرعى في ديارهم
كفتيـة الكـهف لا يـدرون كـم لبثوا


ثم أمر القرمطي - لعنه الله -
أن تدفن القتلى ببئر زمزم، ودفن كثيرا منهم في أماكنهم وحتى في المسجد الحرام - ويا حبذا تلك القتلة وتلك الضجعة - ولم يغسلوا ولم يكفنوا ولم يصل عليهم؛ لأنهم شهداء في نفس الأمر،
بل من خيار الشهداء،

وهدم قبة زمزم،

وأمر بقلع باب الكعبة ونزع كسوتها عنها، وشققها بين أصحابه،

وأمر رجلاً أن يصعد إلي ميزاب الكعبة فأراد أن يقتلعه، فسقط على أم رأسه فمات لعنه الله وصار إلى أمه الهاوية، فانكف اللعين عند ذلك عن الميزاب، ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود،
وجاءه رجل فضرب الحجر بمثقل في يده

وقال: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟
ثم قلع الحجر الأسود، شرفه الله وكرمه وعظمه، وأخذوه معهم حين راحوا إلى بلادهم، فكان عندهم ثنتين وعشرين سنة حتى ردوه في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
و كان من جملة من قُتل ذلك العام التابعيّ الجليل عبدالرحمن بن عبداللـه بن الزبير،
وقد سبى ما يقارب الثلاثين ألفاً من النساء والغلمان .

ولما رجع القرمطي إلى بلاده، تبعه أمير مكة هو وأهل بيته وجنده وسأله وتشفع إليه في أن يرد الحجر ليوضع في مكانه، وبذل له جميع ما عنده من الأموال، فلم يفعل - لعنه الله -
فقاتله أمير مكة فقتله القرمطي وقتل أكثر أهله وجنده، واستمر ذاهبا إلى بلاده ومعه الحجر الأسود
وأموال الحجيج.


وروى إبن الأثير عن بعضهم أنه قال:
كنت في المسجد الحرام يوم اقتلع الحجر الأسود إذ دخل رجل وهو سكران راكب على فرسه،
فصفر لها حتى بالت في المسجد الحرام في مكان الطواف، ثم حمل على رجل كان إلى جانبي فقتله

ثم نادى بأعلى صوته: يا حمير، أليس قلتم في بيتكم هذا وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا فأين الأمن؟
قال: فقلت له: أتسمع جوابا؟
قال: نعم.
قلت: إنما أراد الله: فأمنوه.
قال: فثنى رأس فرسه وانصرف.
وكان أبو طاهر عليه اللعنة قد ضرب الحجر الأسود بدبوس فكسره ثم اقتلعه بعد صلاة العصر من يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة ،
وأقام بمكة أحد عشر يوما ثم انصرف إلى بلده هجر


( البحرين والمنطقة الشرقية للسعودية الآن)

وحمله معه وبقي الحجر الأسود عندهم أكثر من عشرين سنة واحتفظ القرامطة بالحجر الأسود بعد أن بنو له كعبة جديدة في دولتهم طوال 22 سنة .

وبقى مكان الحجر خالياً يلتمس الحجاج والمعتمرين فجوته بأيديهم وهم يبكون ويتوسلون إلى الله أن يعيد لهم الركن إلى مكانه .

هلك أبو طاهر القرمطي سنة 332هـ .

ومع هلاك سليمان القرمطيّ عام 331هـ وانقسام الحكم بين أبنائه، خفّت قوّة القرامطة وتهديدهم لدولة الإسلام، واقتصرت أعمالهم على قطع الطريق وبعض الهجمات الخفيفة لتأمين مصدرٍ لعيشهم.

وقد كان الزمن كفيلاً بزيادة ضعفهم وحاجتهم إلى المال، فما أتى عام 339هـ حتّى استبدلوا الحجر الأسود بخمسين ألف دينار أعطاهم إيّاها الخليفة المطيع، وذلك إن دلّنا على شيء فإنّما يدلّنا على مقدار ضعفهم وحاجتهم.
وقد تكفل اللـه سبحانه وتعالى أمر تلك الطائفة، وإن كان قد أمهلها بعض الوقت، فقضى عليهم ومحى ذكرهم وجعلهم عبرة لمن يعتبر، ولم يبقَ في أيّامنا هذه إلاّ بقايا لهم في تلك الديار.


عودة الحجر الأسود :
فوجيء المسلمون في يوم النحر ( عيد الأضحى ) الموافق ليوم الثلاثاء من سنة 339هـ بزعيم القرامطة سنبر بن الحسن القرمطي يوافي مكة بالحجر الأسود ـ قيل أن الحجر الأسود عاد على ظهر قعود ضعيف فسمن ! ـ فأظهره بفناء الكعبة ومعه أمير مكة .

وكان على الحجر ضبات فضة قد عملت عليه من طوله وعرضه ، تضبط شقوقاً حدثت عليه بعد قلعه ، وأحضر معه جصاً يشد به ، فوضع سنبر القرمطي الحجر بيده ، وشد الصانع بالجص ،

وقال سنبر لما رده " أخذناه بقدرة الله ، ورددناه بمشيئة الله "

ونظر الناس إلى الحجر الأسود فتبينوه وقبلوه وحمدوا الله تعالى .
ويقال أن القرامطة حاولوا غش المسلمين فيه ، فجاءوا بحجر مماثل له ، إلا أن المفاجأة كانت لهم حين قبل رئيس وفد مكة اختبار مادة أصل الحجر .
وطلب إحضار ماء لكون الحجر الأسود يطفو على الماء وهو ليس كبقية الحجار المعروفة ،
مما جعل رئيسهم يظهر تعجبه البالغ وهو يردد " هذا دين مضبوط " ! .


أسئلة فقهية هامه حول هذة الواقعة ومقارنتها بجادثة الفيل

لماذا لم يحمي الله بيته الحرام من القرامطه كما حماة من جيش أبرهة الحبشي؟
وقد سأل بعضهم هاهنا سؤالا فقال: قد أحل الله عز وجل بأصحاب الفيل - وكانوا نصارى وهؤلاء شر منهم -
ما ذكره في كتابه العزيز حيث يقول:
((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ))
ومعلوم أن القرامطة شر من اليهود والنصارى والمجوس، بل ومن عبدة الأصنام،

فهل عوجلوا بالعقوبة كما عوجل أصحاب الفيل؟
وقد أجيب عن ذلك بأن أصحاب الفيل إنما عوقبوا إظهارا لشرف البيت الحرام، ولما يراد به من التشريف والتعظيم بإرسال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من البلد الذي كان هذ البيت فيه؛ ليعلم شرف هذا الرسول الكريم الذي هو خاتم الأنبياء، فلما أراد هؤلاء إهانة هذه البقعة التي يراد تشريفها عما قريب أهلكهم سريعا عاجلا غير آجل، كما ذكر في كتابه، وأما هؤلاء فكان من أمرهم ما كان بعد تقرير الشرائع وتمهيد القواعد، والعلم بالضرورة من دين الله بشرف مكة والكعبة، وكل مؤمن يعلم أن هؤلاء من أكبر الملحدين الكافرين؛ بما تبين من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فلهذا لم يحتج الحال إلى معالجتهم بالعقوبة، بل أخرهم الرب جل جلاله ليوم تشخص فيه الأبصار، والله سبحانه وتعالى يمهل ويملي ويستدرج،
ثم يأخذ أخذ عزيز مقتدر،

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ))
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله؛ إنهم يجعلون له ولدا وهو يرزقهم ويعافيهم ))
وقال تعالى: (( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ))
وقال تعالى: ((لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ))
وقال تعالى: ((نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ وقال: مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ))

منقول
المصادر
الملل والنحل، الشهرستاني، جزء 1.
الفرق بين الفرق، صدر الإسلام عبدالقاهر الإسفرائيني.

الفصل بين الملل والأهواء والنحل، إبن حزم الظاهري، جزء 2u
التاريخ الإسلامي، محمود شاكر، جزء 5 و6.
تاريخ الإسلام، الذهبي، حوادث عام 281 حتّى 320.
التاريخ و مُفكر
كتبت : بنتـي دنيتـي
-
آميييييييين بارك الله فيكم وشكراً لمروركم الطيب



غاليتي طموحي داعية اسعدتني اضافتك و مرورك المميز ...






التالي

هذه مجموعة من فضائل علي رضي الله عنه وبعض الاحاديث في زيارة القبور والتي لا تصح والتي دائما ما يستدل بها الشيعة

السابق

حملة " تثقيف الشيعة " معلومات لايعرفها الكثير من الشيعة !!

كلمات ذات علاقة
مبسطة , القرامطة , دراسة