هل يفرق الطبع بين الزوجين؟

مجتمع رجيم / الحياة الأسرية
كتبت : مديرة اعمال زوجي
-
الزوجين؟ 140X90.jpg
هل يفرق الطبع بين الزوجين ؟



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أنْ تغضب الزوجة لطبع زوجها المفارق لطبعها، قد يكون مفهوما، إذا كان التذمر من طبع شأنُه الغضب و الانفعال، و الأخلاق السيئة !، و أن تسخط المرأة لحالها مع زوجها السيئ الخلق، الذي يكذب، و يتقاعس عن عمله، و لا يصلى صلاته، ولا يبالي بإسعادها...فهذا قد يكون طبيعيا و مقبولا عند عامة الناس، و لكن كيف الحال مع امرأة هذه قصتها؟ -------------------
من بين المشاكل التي تعترض حياة الزوجَين، و تُنغِّص عليهما الحياة السعيدة الهنيّة، تبايُن الطِّباع، أو قُلْ اختلاف المزاج لدى الزوجَين، فإنّ له تأثيرا بليغا على الأسر، بما يُلقيه من سوء تفاهم و اختلاف دائم في أمور يومية، و كثرة الشكوى، و عدم الرضا و الذي قد يتحول إلى السخط و التذمّر!
فقد يرزق اللهُ المرأة بزوج صالح، ترضى خلقَه و تديّنه، و لكن سرعان ما يتحول هذا الرضا و هذه السعادة التي كانت في بداية الحياة الزوجية، إلى حزن و كآبة و معاناة نفسية مرير. كيف ذلك؟ تقول المرأة -التي تعلم جيدا أنّ زوجها يُعزّها و يعمل جاهدا لإسعادها- تقول : " لقد تعبتُ من زوجي، أعني من "طبعه" الذي يأبى التغيير! حتى أني تمنّيتُ لو أنه ما كان زوجي، هو قد ظفر بما يريد، فليس يطلبُ شيئا بعدي، أما أنا فينقصني الكثير و الكثير، إنني تعيسة و حزينة بسبب زوجي!". و لأني أعلم أنّ بعلَها رجل يحبه الناس لدماثة خلقة، فكل من يعرفه يشهد له بالخلق الرفيع و الحياء الجميل!، حتى إنك عندما تراه أول وهلة ترى نورا في وجهه من صدقه و إخلاصه، فقد سألتُها :" و لكن ألستِ أنت من يثني على زوجك لحسن أخلاقه و التزامه و تديّنه، و أنه مهما تكن ظروفه المادية قاسية، فهو أبدا لا يقترب من الحرام، بل تراه صابرا راضيا بما قسم الله له، شاكرا لله! أليس هذا ما تطلبُه النساء في الرجال؟ الخلق و الدين و العفة و الحنان و الطيبة و التقوى و الورع؟ أجابتني محدثتي:
" لا يكفي الدين وحده في الحياة الزوجية! لا بدّ من تآلف الطباع و تكافؤ الأمزجة. حقا أنا لا أعيب عليه من خلق! و قد مضت سنون و لم أسمع من زوجي كلمة آذتني!!!فلسانُه لا يعرف الشتم أو السب، و نفسه لا تعرف الغضب" قلتُ لها: "يا الله، و تشتكين منه؟!"، قالتْ:" لا تتسرعي، دعيني أُُتمِم:" إن الحياة الزوجية تعني أسرة، و هذا يعني أولاد!، و ما يستدعي ذلك من الاهتمام بهم و القيام على شؤونهم، فزوجي لا يبالي كثيرا بهذا الدور، هو لا يسأل عن دراستهم، و لا يتفقّدهم في المدارس، فضلا عن أن يفعل ذلك في البيت..عندما يعود من العمل يصلي و يقرأ القرآن و يذهب إلى المسجد و يحضر حلقات العلم... و الذي يغيضني فيه أني عندما أُنبّهُه إلى هذا الأمر، و أنّ طبعه "هادئ جدا"، فإنه يسكت و لا أظفر منه بكلمة!..تخيّلي نفسك تُحدّثين شخصا قريبا إليك في أمر يهمكما، و لا يقاسمك هذا الاهتمام، حيث لا تلقَي منه جوابا واحدا..فإذا سألتُ زوجي عن سكوته هذا، أجابني بأنه "طبعُه" الذي لا يتغيّر!..هذه الكلمة تقتلني و تُدمرني!..لقد تعبتُ منه. أنا يلائمني رجل ليستْ هذه طباعه، أحب الرجل الذي يتحرك و يفعل شيئا عند الحاجة!!"، قلتُ لها حينئذ:" إن لكل شخص عيبا إن لم اقل عيوبا، و زوجك فيه من الصفات و الخصال ما هو حقيق بالصبر معه و احتمال "طبعه"، و أنت تعلمين أنه يُعزك و لا يتردد في عمل شيء يُسعدك"، قالتْ مبتسمة: "مهلا، مهلا، ربما كنتُ أسعد بذلك قبل مجيئ الأولاد، أما الآن فلا، إني أعيش لأولادي، و هم يحتاجون إلينا، و لكني أنا من أقوم بذلك، أما زوجي فقد ألقى برعايتهم على عاتقي، إنه لا يحس بتعبي و ضعفي، و هذا ما جعلني في الآونة الأخيرة أشكو إليه سوء طبعه، و أن "سكونه" هذا لا يعجبني و أني لستُ في حاجة إليه..إنّ زوجي له قدرة عجيبة على لزوم الصمت!! و أنا لا أحتمل ذلك. هو يقول لي: " لقد كبرتُ و إخوتي على هذه الحال، حيث كان والدي لا يُكلمنا كثيرا. هذا طبعي".. قلتُ لها:" و أنت تعلمين أن الرجل لا تتغيّر طباعه في سن الأربعين.و انظري بالله عليك إلى حال النساء اللائي يشتكين من سوء أخلاق أزواجهم و عدم أمانتهم و خيانتهم.."، أجابتني: "لماذا إذن هو متديّن؟ و لماذا يصوم و يقوم ؟ أليس الدين هو من علّمنا تهذيب الطبع! أنا لا أطلب تغيير طبعه، و لكن على الأقل يحاول أن يُعدّل من طبعه و يتكيّف مع حال أسرته.."...و كلام كثير قالتْه المرأة بشأن زوجها الطيب الذي رضي عنه كل الناس و لم ترضَ عنه زوجته!! و هو قد رضي عن طباعها و خلقها و خفة نفسها، و لكنها هي لم ترضَ عن "هدوئه" بل تريده أن يغضب و يثور و ينفعل كما يفعل الرجال!!
كلامٌ قد ساءني سماعه كثيرا، و لهذا حاولتُ أن أُخفّفَ من حدته، و المرأة تقول بأني مع "صفّ" زوجها! و لكني لم أُُرِدْ منها إلا شيئا واحدا: أنْ تصبر المرأة على هذا العيب، لأنه يستحيل أن تجد رجلا كاملا، و عيبه هذا في نظري لا شيء وسط أخلاقه الحميدة من حياء و دين و صدق و أمانة و التزام، لأنّ هذه الأخلاق نفتقدها في يومنا هذا، فلْتصبر عليه و لا تؤذِه بنقدها اللاذع حتى أنها قد قالتْ له: إن كنتُ سأدخل الجنة و أنت زوجي، فلست أريد ذلك!!و هو يجيبها: و أنا لا أطلب في الجنة زوجةً سواك!!... و لولا أني أعرف صلاحَ هذه المرأة و قوة إيمانها، و صدقها و إخلاصها، لقلتُ عنها إنها جحودة ، و لكنها بحق امرأة صالحة، و قد أثّرت في نفسي شكواها لأني أعرفها لا تشتكي، و ليستْ بالتي تظلم الناس فضلا عن أن تظلم زوجَها، بل يحزّ في نفسها كونها صارت مقصّرة في حق زوجها و في حسن التبعل له بسبب "طبعه" الذي لا يعجبها، فقد سئمتْ منه حقا.

... و كثيرا ما تساءلتُ بعدها: هل يستطيع الانسان أن يُغيِّر من طبعه؟ و هل يستطيعه بعد سنّ الأربعين!؟ هل للطبع دور حاسم في انسجام الحياة الزوجية؟ هل للزوجَين أن يكونا ذوَي طبعٍ واحد و أنه الأفضل لدوام العشرة بينهما؟؟ هل للدين أثره في تغيير الطبع و هذا يعني تغيير أو تعديل السلوك؟؟ هل للإنسان و إن لم يستطع ذلك،عليه أن يحاول و يسعى في تغيير طبعه إن كان سَيُسيء إلى استقرار أسرته؟؟ هل حقا لا يكفي الدين و الخلق لاستقرار الحياة الزوجية؟ أليس الصبر مطلوبا بين الزوجَين؟؟
ذكّرني حال هذه الزوجة بكلام أحد الأخصائيين المتدينين في علم النفس، و هو يبدي ملاحظة بعد أن ذكر نماذج لنساء يعانين من "جفاء" أزواجهن و أنهم لا يحسنون فنّ التعامل مع الزوجات، قال: " بعد أن جلستُ مع هؤلاء الرجال، تبيّن لي أن كل واحد منهم يعز زوجته و لا يستغني عنها، فقط هو لا يٌحسن التعبير عن مشاعره، لأنه لم يتعود ذلك.. ثم قال: أنا أرى بل و أنصح عند الخطبة أن يُنظَر إلى طبع الزوجَين! فدوره كبير في تحقيق هذا الانسجام و دوام الألفة و المودة بين الزوجين".
و لكن يا أستاذ، كيف العمل مع أزواج لم يتعرّف كلاهما على طبع الآخر إلا و قد مضتْ سنون على زواجهما!؟ و ظني أنْ لا يمكن التعرف على "طبع" شخص مهما كان إلا بعد المعاشرة.
و تبقى الأُسر تعاني المشاكل مهما تكن صغيرة أو كبيرة، فهي منغّصات، و لن تعدم أسرة من "مُنغص" لأنها دنيا، و قد قضى الله عليها بالمكدرات و المنغصات و المنكدات، و يبقى الصبر مطلوبا في كل الأحوال و المقامات، و أحقُّ ما صُبِر عليه ما لم يكن إلى تغييره من سبيل !!.

كتبت : عبير ورد
-

كتبت : sa semsema
-
بجد موضوع رائع يا قمر

تسلم ايدك وفى انتظار المزيد
كتبت : ام البنات المؤدبات
-
بارك الله فيك موضوع متميز كتميزك يالغالية لا حرمت الرفعة والاجر
تقبلي مروري بين رواع كلمك
كتبت : مديرة اعمال زوجي
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة عبير الورد1:

وفيك بارك الله اخيتي شكرا على المرور والاهتمام
كتبت : مديرة اعمال زوجي
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة سماء محمد:
بجد موضوع رائع يا قمر

تسلم ايدك وفى انتظار المزيد

شكرا على المرور يا الغالية وجزاك الله خيرا حبيبتي
الصفحات 1 2 

التالي

أربع أمنيات لأربع نساء ؟!

السابق

رفــــ بكبار السن ــقـا ً♥ إرحمي ضعف من هم بحاجتك.

كلمات ذات علاقة
الزوجين؟ , الطبع , بين , يفرق , هل