اكبر مجموعة قصص وحواديت للاطفال من تجميعي الخاص * متجدد يوم بعد يوم*
مجتمع رجيم / الأمومة و الطفولة
كتبت :
هنـادي
-
القلم والممحاة
كان داخل المقلمة، ممحاة صغيرة، وقلمُ رصاصٍ جميل..
قال الممحاة:
-كيف حالكَ يا صديقي؟
-لستُ صديقكِ!
-لماذا؟
-لأنني أكرهكِ.
-ولمَ تكرهني؟
قال القلم:
-لأنكِ تمحين ما أكتب.
-أنا لا أمحو إلا الأخطاء .
-وما شأنكِ أنتِ؟!
-أنا ممحاة، وهذا عملي .
-هذا ليس عملاً!
-عملي نافع، مثل عملكَ .
-أنتِ مخطئة ومغرورة .
-لماذا؟
-لأنّ مَنْ يكتبُ أفضلُ ممّنْ يمحو
قالت الممحاة:
-إزالةُ الخطأ تعادلُ كتابةَ الصواب .
أطرق القلم لحظة، ثم رفع رأسه، وقال:
-صدقْتِ يا عزيزتي!
-أما زلتَ تكرهني؟
-لن أكره مَنْ يمحو أخطائي
-وأنا لن أمحوَ ما كان صواباً .
قال القلم:
-ولكنني أراكِ تصغرين يوماً بعد يوم!
-لأنني أضحّي بشيءٍ من جسمي كلّما محوْتُ خطأ .
قال القلم محزوناً:
-وأنا أحسُّ أنني أقصرُ مما كنت!
قالت الممحاة تواسيه:
-لا نستطيع إفادةَ الآخرين، إلا إذا قدّمنا تضحية من أجلهم.
قال القلم مسروراً:
-ما أعظمكِ يا صديقتي، وما أجمل كلامك!
فرحتِ الممحاة، وفرح القلم، وعاشا صديقين حميمين، لا يفترقانِ ولا يختلفان
تأليف: عارف الخطيب - قــصص للأطفــال - من منشورات اتحاد الكتاب العرب 1999
كان داخل المقلمة، ممحاة صغيرة، وقلمُ رصاصٍ جميل..
قال الممحاة:
-كيف حالكَ يا صديقي؟
-لستُ صديقكِ!
-لماذا؟
-لأنني أكرهكِ.
-ولمَ تكرهني؟
قال القلم:
-لأنكِ تمحين ما أكتب.
-أنا لا أمحو إلا الأخطاء .
-وما شأنكِ أنتِ؟!
-أنا ممحاة، وهذا عملي .
-هذا ليس عملاً!
-عملي نافع، مثل عملكَ .
-أنتِ مخطئة ومغرورة .
-لماذا؟
-لأنّ مَنْ يكتبُ أفضلُ ممّنْ يمحو
قالت الممحاة:
-إزالةُ الخطأ تعادلُ كتابةَ الصواب .
أطرق القلم لحظة، ثم رفع رأسه، وقال:
-صدقْتِ يا عزيزتي!
-أما زلتَ تكرهني؟
-لن أكره مَنْ يمحو أخطائي
-وأنا لن أمحوَ ما كان صواباً .
قال القلم:
-ولكنني أراكِ تصغرين يوماً بعد يوم!
-لأنني أضحّي بشيءٍ من جسمي كلّما محوْتُ خطأ .
قال القلم محزوناً:
-وأنا أحسُّ أنني أقصرُ مما كنت!
قالت الممحاة تواسيه:
-لا نستطيع إفادةَ الآخرين، إلا إذا قدّمنا تضحية من أجلهم.
قال القلم مسروراً:
-ما أعظمكِ يا صديقتي، وما أجمل كلامك!
فرحتِ الممحاة، وفرح القلم، وعاشا صديقين حميمين، لا يفترقانِ ولا يختلفان
تأليف: عارف الخطيب - قــصص للأطفــال - من منشورات اتحاد الكتاب العرب 1999
كتبت :
هنـادي
-
الكتكوت المغرور
صَوْصَوْ كتكوت شقي، رغم صغر سنه يعاكس إخوته، ولا يطيق البقاء في المنزل، وأمه تحذره من الخروج وحده، حتى لا تؤذيه الحيوانات والطيور الكبيرة.
غافل صَوْصَوْ أمّه وخرج من المنزل وحده، وقال في نفسه : صحيح أنا صغير وضعيف، ولكني سأثبت لأمي أني شجاع وجرئ.
قابل الكتكوت في طريقه الوزّة الكبيرة، فوقف أمامها ثابتاً، فمدّت رقبتها وقالت : كاك كاك.
قال لها: أنا لا أخافك .. وسار في طريقه.
وقابل صَوْصَوْ بعد ذلك الكلب، ووقف أمامه ثابتاً كذلك .. فمدّ الكلب رأسه، ونبح بصوت عال: هو .. هو ..، التفت إليه الكتكوت وقال: أنا لا أخافك.
ثم سار صَوْصَوْ حتى قابل الحمار .... وقال له: صحيح أنك أكبر من الكلب، ولكني .. كما ترى لا أخافك! فنهق الحمار: هاء.. هاء ..! وترك الكتكوت وانصرف.
ثم قابل بعد ذلك الجمل، فناداه بأعلى صوته وقال: أنت أيها الجمل أكبر من الوزة والكلب والحمار، ولكني لا أخافك.
سار كتكوت مسروراً، فرحان بجرأته وشجاعته، فكل الطيور والحيوانات التي قابلها، انصرفت عنه ولم تؤذه، فلعلها خافت جُرْأته.
ومرّ على بيت النحل..
فدخله ثابتاً مطمئناً، وفجأة سمع طنيناً مزعجاً، وهجمت عليه نحلة صغيرة، ولسعته بإبرتها في رأسه، فجرى مسرعاً وهي تلاحقه، حتى دخل المنزل، وأغلق الباب على نفسه.
قالت أم صَوْصَوْ له : لا بد أن الحيوانات الكبيرة قد أفزعتك . فقال وهو يلهث : لقد تحديت كل الكبار، ولكن هذه النحلة الصغيرة عرفتني قدر نفسي.
صَوْصَوْ كتكوت شقي، رغم صغر سنه يعاكس إخوته، ولا يطيق البقاء في المنزل، وأمه تحذره من الخروج وحده، حتى لا تؤذيه الحيوانات والطيور الكبيرة.
غافل صَوْصَوْ أمّه وخرج من المنزل وحده، وقال في نفسه : صحيح أنا صغير وضعيف، ولكني سأثبت لأمي أني شجاع وجرئ.
قابل الكتكوت في طريقه الوزّة الكبيرة، فوقف أمامها ثابتاً، فمدّت رقبتها وقالت : كاك كاك.
قال لها: أنا لا أخافك .. وسار في طريقه.
وقابل صَوْصَوْ بعد ذلك الكلب، ووقف أمامه ثابتاً كذلك .. فمدّ الكلب رأسه، ونبح بصوت عال: هو .. هو ..، التفت إليه الكتكوت وقال: أنا لا أخافك.
ثم سار صَوْصَوْ حتى قابل الحمار .... وقال له: صحيح أنك أكبر من الكلب، ولكني .. كما ترى لا أخافك! فنهق الحمار: هاء.. هاء ..! وترك الكتكوت وانصرف.
ثم قابل بعد ذلك الجمل، فناداه بأعلى صوته وقال: أنت أيها الجمل أكبر من الوزة والكلب والحمار، ولكني لا أخافك.
سار كتكوت مسروراً، فرحان بجرأته وشجاعته، فكل الطيور والحيوانات التي قابلها، انصرفت عنه ولم تؤذه، فلعلها خافت جُرْأته.
ومرّ على بيت النحل..
فدخله ثابتاً مطمئناً، وفجأة سمع طنيناً مزعجاً، وهجمت عليه نحلة صغيرة، ولسعته بإبرتها في رأسه، فجرى مسرعاً وهي تلاحقه، حتى دخل المنزل، وأغلق الباب على نفسه.
قالت أم صَوْصَوْ له : لا بد أن الحيوانات الكبيرة قد أفزعتك . فقال وهو يلهث : لقد تحديت كل الكبار، ولكن هذه النحلة الصغيرة عرفتني قدر نفسي.