فضل العبادة في الهرج

مجتمع رجيم / الحديث الشريف وتفسيره
كتبت : سنبلة الخير .
-


عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: العبادة في الهرج كهجرة إلي. رواه مسلم


قال النووي رحمه الله تعالى في شرح صحيح مسلم:
قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ، كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ) المراد بالهرج هنا: الفتنة واختلاط أمور الناس، وسبب كثرة فضل العبادة فيه: أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها ولا يتفرغ لها إلا أفراد.اهـ.

جاء في فيض القدير للمناوي:
(العبادة في الهرج) أي وقت الفتن واختلاط الأمور (كهجرة إليّ) في كثرة الثواب أو يقال المهاجر في الأول كان قليلاً لعدم تمكن أكثر الناس من ذلك فهكذا العابد في الهرج قليل قال ابن العربي: وجه تمثيله بالهجرة أن الزمن الأول كان الناس يفرون فيه من دار الكفر وأهله إلى ذار الإيمان وأهله فإذا وقعت الفتن تعين على المرء أن يفر بدينه من الفتنة إلى العبادة ويهجر أولئك القوم وتلك الحالة وهو أحد أقسام الهجرة.....اهـ.
قال أحد الدعاة:
هذا الحديث العظيم الذي يرويه الصحابي الجليل معقل بن يسار رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((العبادة))، وهذا لفظ مستغرق يشمل جميع أنواع العبادات، العبادة في الهرج؛ والهرج كما قال أهل العلم ومنهم الإمام النووي رحمه الله في شرح الحديث، الفتنة وأيام الفتن واختلاط أمور الناس، كذلك في حال القتل والحرب، كذلك في حال الخوف والذعر، في حال اختلاط أمور الناس من الفوضى الاقتصادية أو الفوضى الاجتماعية، أو الفوضى في الفتوى، الفوضى بحيث لا تنتظم أمورهم، ويكونون في أمرٍ مريج، فالذي يجمع قلبه على ربه، في حال اختلاط أمور الناس وفي حال الخوف والذعر وفي حال الفوضى والاضطراب في حال اختلاط الأمور وفي حال اضطرابها، في حال الخفاء والجهالة من كثير من الناس لدينهم، تكون العبادة في هذا الجو في هذه البيئة في هذه الأوساط في هذه الحال ((كهجرةٍ إلي ...والهجرة بهذا الأجر العظيم ليست فقط من بلاد الكفر إلى بلد الإسلام، وإنما إلى النبي عليه الصلاة والسلام، ولذلك قال ((كهجرةٍ إلي))، فالعبادة في الهرج في فضله وأجرها ذات ثواب عظيم، لمن ؟ لهذا الإنسان الذي عبد الله تعالى في زمن الفتن، في زمن اختلاط الأمور، في زمن ثوران الشهوات والغرائز، في زمن خفاء أمر الحلال، وخفاء كثيرٍ من الأحكام على الناس، ولكنه يعبد ربه ويعرف دينه ولذلك فهو يتمكن بالعلم الذي معه، في وقت الاضطراب والجهل والخفاء، يتمكن به من معرفة الله تعالى وعبادته، والناس في حال الفتن و الاضطراب ينشغلون عن العبادة، ويشتغلون بأنفسهم، تطيش أحلامهم تغيب عقولهم، ويعيشون في غفلة…..

فالعبادة في أوقات الغفلة لها ميزة، ولذلك كان القيام في هدئة الليل والناس نائمون فيه ميزة، وأيضاً استحب كثير من السلف إحياء ما بين المغرب والعشاء بصلاة النافلة وذكر الله، لأنه من أوقات الغفلة عند الناس، فالمتمسك لطاعة الله، إذا قصّر فيها الناس وشغلوا عنها كالكّار بعد الفار، فيكون الذي يطيع ربه في هذه الحال له ثواب كثواب الذي يكر في الغزو بعد أن فر الناس من أرض المعركة، والناس إذا كثرت الطاعة فيهم وكثر المقتدون والمقتدى بهم سهل أمر الطاعة، ولكن إذا كثرت الغفلة وصار الجهل مسيطر، وترك الطاعات هو العنوان، وقلة المقتدى به وقلة العاملين، فإن الأجر عندذلك يكون عظيم، قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه : ((إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا مِنْكُمْ))الترمذي وأبو داود وحسنه ابن حجر وصححه والألباني.
بل إن المنفرد بالطاعة عن أهل الغفلة قد يدفع البلاء عنهم، قال بعض السلف : ذاكرُ الله في الغافلين كمثل الذي يحمي الفئة المنهزمة، ولولا من يذكر الله في غفلة الناس لهلك الناس.
والله يدفع بالرجل الصالح عن أهله، وولده وذريته ومن حوله....إلخ (محاضرة لأحد الدعاة).
أما مسألة قيام الليل في ليلة معينة فلابد من سؤال أهل العلم عن ذلك.فقد يكون هناك نهي عن قيام أحد الليالي كليلة الجمعة : عَنْ أَبِي هُرَيْرةَ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
قَالَ: "لاَ تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي، وَلاَ تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الأَيَّامِ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ".
قال النووي :وفي هذا الحديث: النهي الصريح عن تخصيص ليلة الجمعة بصلاة من بين الليالي ويومها بصوم كما تقدم، وهذا متفق على كراهيته...
جاء في كتاب مغني المحتاج-شافعي-:
و يكره " تخصيص ليلة الجمعة بقيام " بصلاة لخبر مسلم "لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي", أما إحياؤها بغير صلاة فلا يكره كما قاله شيخي خصوصا بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن ذلك مطلوب فيها.

وظاهر الحديث وكلام المصنف يفهم أنه لا يكره إحياؤها مضمومة إلى ما قبلها أو بعدها وهو نظير ما ذكروه في صوم يومها وهو كذلك.وحمل على ذلك قول الإحياء يستحب إحياؤها. وظاهر تخصيصهم ليلة الجمعة أنه لا يكره تخصيص غيرها وهو كذلك وإن قال الأذرعي فيه وقفة. ....اهـ.

منقول
كتبت : * أم أحمد *
-
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
وثبتنا على دينك أبدا ما أحييتنا
واختم لنا بالصالحات
بارك الله فيكِ أختي الغاليه
وجزيتِ الفردوس الأعلى من الجنه
ورزقكِ الله الصحه والعافيه
للقيام بالعباده التامه
تقبلي ودي وحبي
كتبت : وردة امل
-
كتبت : || (أفنان) l|
-
جزاك الله خير الجزاء
ونفع بك ووفقك الله لكل ما يحب ويرضي
وبلغك اعلي منازل الجنة
كتبت : سنبلة الخير .
-
اسعدني مروركم الجميل وردكم الاجمل
بارك الله فيكم حبيباتي
كتبت : أم مهدي
-


بارك الله فيكِ يالغلا وجزاكِ خير الدارين

موفقة دائمًا إن شاء الله
الصفحات 1 2 

التالي

كَانَ لَهُ عِدْلَ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَعِيلَ،

السابق

نساء تبرأ منهن النبي عليه الصلاة والسلام

كلمات ذات علاقة
العبادة , الهرج , في , فضل