نسبه صلى الله عليه وسلم وسيرته قبل النبوة
مجتمع رجيم / تاريخ الامم والاحداث التاريخية
كتبت :
كلمة صدق
-
نسبه الشريف
السيد الأكرم الذي شرف الناس بوجوده هو محمد بن عبد الله ، من زوجه آمنة بنت وهب الزهرية القرشية ، ابن عبد المطلب ، من زوجه فاطمة بنت عمرو المخزومية القرشية ، وكان عبد المطلب شيخا معظما في قريش يصدرون رأيه في مشكلاتهم ويقدمونه في مهاتهم ، ابن هاشم ، من زوجه سلمى بنت عمرو النجارية الخزرجية ، ابن عبد مناف ، من زوجه عاتكة بنت مرة السلمية ، ابن قصي ، من زوجه حيي بنت حليل الخزاعية ،
وكان الى قصي في الجاهلية البيت وسقاية الحاج واطعامه المسمى بالرفادة ، والدوة وهي الشورى لا يتم أمر الا في بيته ، واللواء لا تعقد راية الحرب الا بيده ولما أشرف على الموت جعلها في يد أحد اولاده عبد الدار ، لكن بنو عبد مناف اجمعوا رأيهم على الا يتركوا بني عمهم عبد الدار يست؟أثرون بهذه المفاخر وكاد يفضي الامر الى القتال لولا ان تدارك عقلاء الطرفين فأعطو بني عبد مناف السقاية والرفادة فدامتا فيهم الى ان انتهيا الى العباس بن عبد المطلب ثم لبنيه من بعده ، اما الحجابة فبقيت بيد بني عبد الدار وأقرها لهم الشرع فهي فيهم الى الآن وهم بنو شيبه بن عثمان بن ابي طلحة بن عبد العزيز بن عثمان بن عبد الدار ، وأما اللواء فدام فيهم حتى ابطله الاسلام وجعله حقا للخليفة على المسلمين يضعه فيمن يراه صالحا له وكذلك الندوة .
وقصي بن كلاب ، من زوجه فاطمة بنت سعد وهي يمانية من ازدشنوءة ، ابن مرة ، من زوجه هند بنت سرير من بني فهر بن مالك ، ابن كعب، من زوجه أم طعب ماريه بنت كعب من قضاعة ، ابن غالب ، من زوجه أم لؤي سلمى بنت عمرو ، ابن فهر ، من زوجه ام غالب ليلى بنت سعد من هذيل ، وفهر هو قريش في قول الاكثرين ،
وكانت قريش اثنتي عشر قبيلة : بنو عبد مناف وبنو عبد الدار بن قصي ، بنو اسد بن عبد العزى بن قصي ، بنو زهرة بن كلاب ، بنو مخزوم بن يقظة بن مرة ، بنو تيم بن مرة ، بنو عدي بن كعب ، بنو سهم بن هصيص بن عمرو بن كعب ، بنو عامر بن لؤي ، بنو تيم بن غالب ، بنو الحارث بن فهر ، بنو محارب بن فهر ، والمقيمون منهم في مكة يسمون قريس البطاح والذين في ضواحيها يسمون قريش الظواهر .
وفهر بن مالك ، من زوجه جندلة بنت الحرب من جرهم ، ابن النضر ، من زوجه عاتكة بنت عدوان منقيس عيلان ، ابن كنانة ، من زوجه برة بنت مر بن إد ، ابن خزيمة ، من زوجه عوانة بنت سعد من قيس عيلان ، ابن مدركة ، من زوجه سلمى بنت أسلم من قضاعة ، ابن الياس ، من زوجه خندف المضروب بها المثل في الشرف والمنعة ، ابن مضر ،من زوجه الرباب بنت جندة بن معد ، ابن نزار ، من زوجه سودة بنت عك ، ابن معد ، من زوجه معانة بنت جوشم عن جرهم ، ابن عدنان .
هذا هو النسب المتفق على صحته من علماء التاريخ والمحدثين ، اما النسب فوق ذلك فلا يصح فيه طريق غاية الامر انهم اجمعوا على ان نسب الرسول صلى الله عليه وسلم ينتهي الى اسماعيل بن ابراهيم ابي العرب المستعربة .
نسب شريف : آباء طاهرون وامتها طاهرات ، لم يزل عليه السلام ينتقل من اصلاب اولئك الى ارحام هؤلاء حتى اختاره الله هاديا مهديا من اواسط العرب نسبا فهو صميم قريش التي لها القدم الاولى في الشرف وعلو المكانة بين العرب ولا تجد في سلسلة آبائه الا كراما ليس فيهم مسترذل بل كلهم سادة قادة ، وكذلك امهات آبائه من ارفع قبائلهن شأنا ولاشك ان شرف النسب وطهارة المولد من شروط النبوة وكل اجتماع بين آبائه وامهاته كان شرعيا بحسب الاصول العربية ولم ينل نسبه شيء من سفاح الجاهلية بل طهره الله من ذلك والحمد لله .
سيرته في قومه قبل البعثة :
كان صلى الله عليه وسلم احسن قومه خلقا واصدقهم حديثا واعظمهم أمانة وابعدهم عن الفحش والاخلاق التي تدنس الرجال ، حتى كان افضل قومه مروءة اكرمهم مخالطة وخيرهم جوارا واعظمهم حلما واصدقهم حديثا فسموه الامين لما جمع الله فيه من الامور الصالحة الحميدة والفعال السديدة من الحلم والصبر والشكر والعدل والتواضع والعفة والجود والشجاعة والحياء ، حتى شهد له بذلك ألد اعدائه النضر بن الحارث من بني عبد الدار حيث قال :
قد كان محمد فيكم غلاما حدثا ارضاكم فيكم واصدقكم حديثا واعظمكم امانة حتى اذا رأيتم في صدغيه الشيب وجاءكم بما جاءكم قلتم ساحر! لا والله ما هو بساحر ،
قال ذلك في معرض الاتفاق على ما يقولونه للعرب الذين يحضرون الموسم حتى يكونوا متفقين على قول مقبول يقولونه . ولما سأل هرقل ملك الروم ابا سفيان قائلا : هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل ان يقول لكم هذا ؟ قال : لا ، فقال هرقل : ما كان ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله . ورد ذلك في اول صحيح البخاري .
وقد حفظه الله في صغره من كل اعمال الجاهلية التي جاء شرعه الشريف بضدها ، وبغضت اليه الاوثان بغضا شديدا حتى ما كان يحضر لها احتفالا او عيدا مما يقوم به عبادها ، وكان لا يأكل ما ذبح على النصب وحرم شرب الخمر على نفسه مع شيوعه في قومه شيوعا عظيما،
وذلك كله من الصفات التي يحلي بها الله انبياءه ليكونوا على تمام الاستعداد لتلقي وحيه ، فهم معصومون من الادناس قبل النبوة وبعدها ، اما قبل النبوة ليتأهلوا للامر العظيم الذي سيسند اليهم ، واما بعدها ليكونوا قدوة لامتهم .عليهم افضل الصلوات واتم التسليم
من تجميعي
المصدر : نور اليقين في سيرة سيد المرسلين للشيخ محمد بك الخضري