التواضع ما أجملة من خلق نتحلى به !!! ( حملة سماء الابداع )

مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت : زهره الاسلام
-



التواضع خلق حميد، وجوهر لطيف يستهوي القلوب، ويستثير الإعجاب والتقدير وهو من أخصّ خصال المؤمنين المتّقين، ومن كريم سجايا العاملين الصادقين، ومن شِيَم الصالحين المخبتين.

التواضع هدوء وسكينة ووقار واتزان، التواضع ابتسامة ثغر وبشاشة وجه ولطافة خلق وحسن معاملة، بتمامه وصفائه يتميّز الخبيث من الطيب، والأبيض من الأسود والصادق من الكاذب.

فالشخص المتواضع محبوب من الله ومن الناس وعلى العكس من ذلك فالمتكبر ممقوت من الله ومن الناس
قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ )

فاياكِ اياكِ اختى والكبر , فالكبر هو اول ذنب عصى به رب العالمين وذلك حين تكبر ابليس على السجود لادم عليه السلام
فقال ( أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)

يقول رب العزه فى الحديث القدسى (الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار ) رواه مسلم

وهذا يؤكد ان الكبر معصيه عظيمه وكبيره من الكبائر لا يكاد صاحبها ينجو من العذاب يوم القيامه , والكبر صغيره وكبيره سواء ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) رواه مسلم

فانظرى مثقال ذره من كبر !! هذه الذره تمنع صاحبها من دخول الجنه .. لم ؟

لان الكبر يمنع من معرفه الحق ويقف حجر عثره فى سبيل العلم , فالشخص المتكبر عصى عن التعليم , يرفض الحق ويتكبر عليه وهذه مصيبته

كما ان المتكبر يحتقر الناس والنبى صلى الله عليه وسلم يقول ( بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه ) رواه مسلم

يعنى يكفيه من الشر ان يحقر اخاه فهو شر كبير واثم عظيم قد يظنه بعض الناس هينا وهو عند الله عظيم ولعل هذا الكبر كان من وراء اصرار صناديد الكفر على كفرهم وعدم ايمانهم برساله الاسلام قال تعالى ( إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه )

وقال جل وعلا (وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم )
فاحذرى ان تقعى فى شرك الكبر فيصدك عن الحق ويعمى عينك عن رؤيه الصواب فتضلى ضلالا بعيدا

وليس من الكبر ان يهتم الانسان بمظهره العام فيحسن اختيار ثيابه مثلا وهذا ليس بالطبع كبر الا اذا تدخلت النيه السيئه ونفخه الكبرياء فى الامر فشعر المرء بنفسه وتعالى على غيره , سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ؟
قَالَ : إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ، الْكِبْرُ مَنْ بَطِرَ الْحَقَّ ، وَغَمَصَ النَّاسَ هذا حديث صحيح ، أخرجه مسلم

هذا ولقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم اروع المثل فى التواضع الجم تواضعا غير مذله وذلك رغم علو منصبه وشرفه العظيم فهو
صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم جميعا ومع ذلك لم يفتخر بذلك فكان يقول للتبليغ فقط ( انا سيد ولد آدم يوم القيامه ولا فخر )
رواه الترمذى وقال حسن صحيح
حتى يعلم الناس ذلك لان ربه امره ان يبلغ الناس هذا وحتى يعلم الناس جميعا فضله صلى الله عليه وسلم ورسالته الخاتمه فيؤمنوا به ويفوزوا بنعيم الدنيا ونعيم الاخره.

ولو كان شخص آخر غيره قد كان له من المكانه العظيمه مثل ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم لربما تكبر وتغطرس وظن انه سيخرق الارض او يبلغ الجبال طولا اذ ان اناسا كثيرين فى عصرنا هذا ما بلغوا شيئا مما اوتيه محمد صلى الله عليه وسلم وبالرغم من ذلك تجدهم يفتخرون ويتطاولون على الناس لما يرون من انهم قد رزقوا مالا او مكانه فى المجتمع .... الخ .

وبالرغم من كل هذا الفضل العظيم الذى فضل به ربنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان اشد الناس تواضعا فقد كان يعود المريض ويتبع الجنازه ويخصف النعل ويرقع الثوب وكان يصنع فى بيته مع اهله فى حاجاتهم وكان يمر على الصبيان فيسلم عليهم , واتى صلى الله عليه وسلم برجل فأرعد " ارتجف " من هيبته فقال صلى الله عليه وسلم وقال مرة لرجل : (هَوِّنْ عَلَيْكَ فَإِنِّى لَسْتُ بِمَلِكٍ إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ)
رواه ابن ماجه والحاكم

وكان يجلس النبى بين اصحابه مختلط بهم كانه احدهم فياتى الغريب فلا يدرى ايهم هو , وكان لا يدعوه احد من اصحابه وغيرهم الا قال لبيك وكان اذا جلس مع الناس ان تكلموا فى معنى الاخره تكلم معهم وان تحدثوا فى طعام او شراب تحدث معهم وان تكلموا فى الدنيا تحدث معهم رفقا بهم وتواضعا .

ولقد تأسوا الصحابه بأفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم

فكان أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يحلب الغنم لبعض فتيات المدينة، فلما تولى الخلافة قالت الفتيات: لقد أصبح الآن خليفة، ولن يحلب لنا، لكنه استمر على مساعدته لهن ولم يتغير بسبب منصبه الجديد.

وكان أبو بكر رضي الله عنه يذهب إلى كوخ امرأة عجوز فقيرة، فيكنس لها كوخها، وينظفه، ويعد لها طعامها، ويقضي حاجتها.

وقد خرج رضي الله عنه يودع جيش المسلمين الذي سيحارب الروم بقيادة أسامة بن زيد -رضي الله عنه- وكان أسامة راكبًا، والخليفة أبو بكر يمشي، فقال له أسامة: يا خليفة رسول الله، لَتَرْكَبَنَّ أو لأنزلنَّ، فقال أبو بكر: والله لا أركبن ولا تنزلن، وما على أن أُغَبِّرَ قدمي ساعة في سبيل الله.

وقد حمل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الدقيق على ظهره، وذهب به إلى بيت امرأة لا تجد طعامًا لأطفالها اليتامى، وأشعل النار،وظل ينفخ حتى نضج الطعام، ولم ينصرف حتى أكل الأطفال وشبعوا. ومن التواضع..


ولذلك اختى يجب ان تتسمى وتتحلى بالتواضع.... فمن التواضع :
1- اتّهام النفس والاجتهاد في علاج عيوبها وكشف كروبها وزلاتها {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا.وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}.
2- مداومة استحضار الآخرة واحتقار الدنيا، والحرص على الفوز بالجنة والنجاة من النار، وإنك لن تدخل الجنة بعملك، وإنما برحمة ربك لك.
3- التواضع للمسلمين والوفاء بحقوقهم ولين الجانب لهم، واحتمال الأذى منهم والصبر عليهم {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِين}.
4- معرفة الإنسان قدره بين أهله من إخوانه وأصحابه ووزنه إذا قُورن بهم «ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً». رواه مسلم.
5- غلبة الخوف في قلب المؤمن على الرجاء، واليقين بما سيكون يوم القيامة {وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ}.
6- التواضع للدين والاستسلام للشرع، فلا يُعارض بمعقول ولا رأي ولا هوى.
7- الانقياد التام لما جاء به خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم، وأن يُعبد الله وفق ما أمر، وأن لا يكون الباعث على ذلك داعي العادة.
8- ترك الشهوات المباحة، والملذّات الكمالية احتساباً لله وتواضعاً له مع القدرة عليها، والتمكن منها «من ترك اللباس تواضعاً لله وهو يقدر عليه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيّره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها». رواه أحمد والترمذي.
9- التواضع في جنب الوالدين ببرّهما وإكرامهما وطاعتهما في غير معصية، والحنو عليهما والبِشْرُ في وجههما والتلطّف في الخطاب معهما وتوقيرهما والإكثار من الدعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}.
10- التواضع للمرضى بعيادتهم والوقوف بجانبهم وكشف كربتهم، وتذكيرهم بالاحتساب والرضا والصبر على القضاء.
11- تفقّد ذوي الفقر والمسكنة، وتصفّح وجوه الفقراء والمحاويج وذوي التعفف والحياء في الطلب, ومواساتهم بالمال والتواضع لهم في الحَسَب، يقول بشر بن الحارث: "ما رأيت أحسن من غني جالسٍ بين يدي فقير".

أسأل الله ان يرزقنى واياكم التواضع وان يجعلنا من المتقين


التواضع الابداع yur0kr4gbytfr7kh8b38








كتبت : || (أفنان) l|
-

فعلاً التواضع
صفة الطيبين ,,صفة القلوب الرحيمة
التواضع
صفة تقف لها بكل إحترام حين تراها لامست
أفئدة من أمتلكوا كل شيئ في الدنيا
ومع هذا ,,تنظر إليهم تجدهم بتواضعهم لم يمتلكوا شيئ
تركوووا فتن الدنيا الفانيه من (مال ,,واولاد ,,الخ)
تركوها وراااائهم ,,
التواضع
لا يمتلكها إلا صاحب النفس النقيه
النفس اللوامه ,,الذي يُعاتب نفسه على كل فعل وقول وفكر ,,
التواضع من إمتلكها فقد أمتلك الكثير من الصفات الجليله ,,
الإيمان,,الصبر ,,الحكمه ,,التفكر ,,القناعه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
دمتي بخير

مديرتنا الفاضلة
جزاك الله خير الجزاء وبارك فيك
وأفاض عليك من نعمه ظاهرة وباطنة
وأسأل الله باسمه العظيم الأعظم أن ينير بصرك وبصيرتك بنور اليقين
وأن يجعله فى ميزان حسناتك





وإسمحي لي بهذه الإضافة

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في معنى المسكنة "
الْمِسْكِينُ الْمَحْمُودُ هُوَ الْمُتَوَاضِعُ الْخَاشِعُ لِلَّهِ؛ لَيْسَ الْمُرَادُ بِالْمَسْكَنَةِ عَدَمَ الْمَالِ
بَلْ قَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ فَقِيرًا مِنْ الْمَالِ وَهُوَ جَبَّارٌ" [مجموع الفتاوى (18:326)] ..

والله سبحانه وتعالى يحب المتواضعين ..

قال تعالى
{.. فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ..}
[المائدة: 54]
وقال رسول الله "
إن الله أوحى إلي أن تواضعوا،
حتى لا يفخر أحد على أحد
ولا يبغي أحد على أحد"
[رواه مسلم]
ومن ازداد تواضعًا زاد رفعة ..
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله "..
وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا،
وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله"
[رواه مسلم]


الوصفة العملية للتواضع والافتقــار:

هيا نتواصى باثنتا عشرة خطوة عملية؛ بها تنكسر قلوبنا ونتعلَّم التواضع فنتقرَّب إلى الله بأعظم العبــــادات ..

1) تواضعي لدينك، بألا تعارضي الأدلة الشرعية بعقلك ..
فينبغي أن تنصاعي لأوامر الله ورسوله ، ولا تعترضي على أوامر الشرع وتبرري ذلك يحجج واهية.

2) أن لا تعتدي برأيك وتكرهي أن يمشي أحدًا خلفك ..عن عبد الله بن عمرو قال: ما رؤي رسول الله يأكل متكئًا قط، ولا يطأ عقبه رجلان.
[رواه أبو داوود وصححه الألباني] ..
وكان أبو الدرداء يقول "لايزال العبد يزداد من الله تعالى بُعدًا كلما مُشيَ خلفه" [حلية الأولياء (1:117)]
وليس النهي عن سير الناس خلفك في الطريق فقط ..
بل عليكِ ألا تتطلعي للصدارة دومًا وإلى أن تصيري محور الكلام في المجلس،
وأن لا تسعي أن يكون رأيك هو الذي يُنفذ في كل حين.
3) اذهبي إلى النــاس ولا تنتظري دائمًا مجيئهم إليـــكِ ..روي أن سفيان الثوري قدم الرملة فبعث إليه إبراهيم بن أدهم أن تعال فحدثنا، فجاء سفيان فقيل له: يا أبا إسحاق، تبعث إليه بمثل هذا!. فقال: أردت أن أنظر كيف تواضعه. [إحيـــاء علوم الدين (3:354)]
وعليكِ أن تُجيبي الدعوة ولو إلى أيسر شيء ..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنْ النَّبِيِّ قَالَ
"لَوْ دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ أَوْ كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ أَوْ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ"
[صحيح البخاري]
4) لا تستنكفي من جلوس أي أحد إلى جوارِك ..
حتى لو جلست بجوارك أخت لا تستطيعين تَحَمُّلها، فعليكِ أن تجاهدي نفسك ولا تتكبري لجلوسها إلى جوارك.
قال ابن وهب: جلست إلى عبد العزيز بن أبي رواد فمس فخذي فخذه فنحيت نفسي عنه، فأخذ ثيابي فجرني إلى نفسه
وقال لي "لِمَ تفعلون بي ما تفعلون بالجبابرة وإني لا أعرف رجلاً منكم شرًا مني؟!" [إحياء علوم الدين (3:354)]
5) لا تأنفي من حمل حاجيــاتِك بنفسك ..قال علي " لا ينقص الرجل الكامل من كماله ما حمل من شيء إلى عياله" ..
وعن الأصبغ بن نباتة قال: كأني أنظر إلى عمر معلقًا لحمًا في يده اليسرى وفي يده اليمنى الدرة يدور في الأسواق حتى دخل رحله.
[إحياء علوم الدين (3:355)]
فينبغي ألا تأنفي عن حمل حاجياتك بنفسك، وألا تطلبي من يتولى حملها بدلاً منكِ.
6) أن تجلسي إلى المساكيـــن، فهذا يُبلغِك حـــال المتواضعين ..
وهذا سيد شباب أهل الجنة، يجاهد نفسه وينفي عنها الكِبر بجلوسه للأكل مع المساكين ..
عن الحسين بن علي أنه مر بمساكين قد قدموا كسرا بينهم وهم يأكلون، فقالوا: الغذاء يا أبا عبد الله، فنزل وجلس معهم
وقال:
{.. إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ} [النحل: 23]،
فلما فرغ قال: قد أجبتكم فأجيبوني، فقاموا معه إلى منزله فأطعمهم وسقاهم وأعطاهم وانصرفوا.
[تفسير القرطبي (10:95)]
7) أن تعرفي قدر نفسك، فلا تجعلي لنفسك قدرًا مع الصالحين ..
عندما يمتنَّ الله عليكِ بقدر من العلم وأو يوفقك لبعض الطاعات، لا تتكبري على أحد بتلك المنن وتظني أنك بذلك أفضل من غيرك ..
فعزتك باصطفاء الله لكِ بنعمة الإسلام والإيمان ..
فينبغي أن تتعززي عن سفاسف أمور الدنيا، وتتواضعي بألا تعرفي قدر نفسِك ودائمًا ترددي:
أنا من ذنوبي على يقين ومن ذنوب الناس على شك،،
8) التواضع لأقرانك ومن هم دونــــك ..
لا تتكبري على من هن في مثل عمرك أو أقل منكِ قدرًا، ولا تنظري إلى نِعَم الله التي ينعم بها على غيرك ..
فلا تنظري إلى قريناتِك بعين الازدراء، ولسان حالك يقول { .. أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا ..} [الأنعام: 53] ..
فهذا حسد خفي ينشأ عن الكِبر.
9) ألا يعظُّم في عينك عملك ..
إن عملتِ خيراً أو تقربتِ إلى الله بطاعة، لا تُعجبي بعملك ..
فإن العمل لا يقبله الله إلا إذا تحققت أركانه؛ من الإخلاص والمتابعة للنبي محمد .. عَنْ فَضَالَةَ، قَالَ:
"لأَنْ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ تَقَبَّلَ مِنِّي مِثْقَالَ حَبَّةٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا،
لأَنَّهُ تَعَالَى يَقُوْلُ: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ المُتَّقِيْنَ} [المَائِدَةُ: 30]"
[سير أعلام النبلاء (5:111)]
لا تنظري إلى عملك، فهذا ليس حال الفقيرة إلى ربها،،
10) تحملي أذى النـــاس ..
فإذا أُذيتي من شخصٍ ما أو أُخِذَ من حقك، كوني متسامحة واعفي عمن أذاكي ..
{ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [الشورى: 40]
وأخيرًا: عليكِ أن تكثري من السجود والدعـــاء ..
لأن السجود يُمثل الذل والانكسار إلى الله تبارك وتعالى،
وتدعي ربِّك أن يسلل سخــائم صدرك ..
سُئِلَ يُوْسُفُ بنُ أَسْبَاطٍ: مَا غَايَةُ التَّوَاضُعِ؟
قَالَ: أَنْ لاَ تَلقَى أَحَداً إِلاَّ رَأَيْتَ لَهُ الفَضْلَ عَلَيْكَ.

وأخيراً
حتى المطر يحب التواضع فهو لا يستقر إلا في الإرض المنخفضة..




كتبت : um rawan
-
من تواضع لله رفعه
بارك الله فيك اختي وفيما تكتبين
في ميزان حسناتك
كتبت : * أم أحمد *
-



ما شاء الله تبارك الرحمن
تسلم يداكِ مديرتنا الفاضله
نصائح رائعه وقيّمه
أثابكِ الله الفردوس الأعلى من الجنه
لا حرمتِ الأجر والثواب

واسمحي لي بهذه الإضافه
التواضع

د. مهران ماهر عثمان

بسم الله الرحمن الرحيم
التواضع
الحمد لله، وأصلي وأسلم على رسول الله، وعلى آله وصحبه وخلفائه ومن والاه..
أما بعد؛
فإن مما دعا إليه ديننا الحنيف: التواضع.
وأمر الله نبيه الأمين صلى الله عليه وسلم ، وأمر به هذه الأمة، وأعلم أن مما يقرب إليه ويدني من رحمته هذا الخلق..
فما هو التواضع؟
التعريف:
التواضع مأخوذ من مادة (وضع)، التي تدل على الخفض للشيء وحطه، يقال: وضعته بالأرض وضعا، ووضعت المرأة ولدها.
وأما في الاصطلاح فهو: إظهار التنزل عن المرتبة لمن يراد تعظيمه.
وقيل: هو تعظيم من فوقه لفضله.
وفي (مدارج السالكين: 2/329): قال الجنيد بن محمد رحمه الله: "التواضع هو خفض الجناح ولين الجانب".
وفيه (2/329) : "سئل الفضيل بن عياض- رحمه الله عن التواضع؟ فقال: يخضع للحق، وينقاد له ويقبله ممن قاله، ولو سمعه من صبي قبله، ولو سمعه من أجهل الناس قبله. وقال أبو يزيد البسطامي: هو أن لا يرى لنفسه مقاما ولا حالا، ولا يرى في الخلق شرا منه. وقال ابن عطاء: هو قبول الحق".
وسئل الحسن البصري رحمه الله عن التواضع. فقال: "التواضع أن تخرج من منزلك ولا تلقى مسلما إلا رأيت له عليك فضلا" (الإحياء: 3/342).
الأمر به:
قال تعالى: }واخفض جناحك للمؤمنين{.
وقال: }واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين{.
وفي صحيح مسلم، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ أَخِي بَنِي مُجَاشِعٍ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ خَطِيبًا فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا؛ حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْغِ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ».
ثمراته:
للتواضع ثمار عديدة، منها:
أن الله يحب أهله:
قال تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{
ولم يمدح الذل في كتاب الله إلا في موضعين، الذل للمؤمنين، والذل للوالدين، قال تعالى: }وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا{.
وهو سبيل إبقاء النعم:
قال كعب رضي الله عنه : "ما أنعم الله على عبد من نعمة في الدنيا فشكرها لله وتواضع بها لله إلا أعطاه الله نفعها في الدنيا، ورفع بها درجة في الآخرة".
الإكرام في الآخرة:
قال المسيح عليه السلام: طوبى للمتواضعين في الدنيا، هم أصحاب المنابر يوم القيامة، طوبي للمصلحين بين الناس في الدنيا، هم الذين يرثون الفردوس يوم القيامة"
وفي مسند أحمد وسنن الترمذي عن معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ترك اللباس تواضعا لله، وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها».
الرفعة:
فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يقول الله تبارك وتعالى: من تواضع لي هكذا -وجعل يزيد باطن كفه إلى الأرض وأدناها- رفعته هكذا -وجعل باطن كفه إلى السماء ورفعها نحو السماء-» [رواه أحمد والبزار].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله» [رواه مسلم].
وثبت عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: «مَا مِنْ آدَمِيٍّ إِلا فِي رَأْسِهِ حَكَمة بِيَدِ مَلَكٍ, فَإِذَا تَوَاضَعَ قِيلَ لِلْمَلَكِ: ارْفَعْ حَكَمَته, وَإِذَا تَكَبَّرَ قِيلَ لِلْمَلَكِ: ضَعْ حكمته» [الطبراني].
فكما يحسُن سير البعير إذا رفعت الحكمة عنه فكذلك من تواضع أسرع في سيره إلى ربه، والعكس بالعكس.
الجنة:
قال تعالى: }وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ... أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا{. والغرفة: الجنة.
وقال: } تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ{
"قال ابن جُرَيْج: }لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأرْضِ{: تعظمًا وتجبرًا، }وَلا فَسَادًا{: عملا بالمعاصي" [تفسير ابن كثير (6/258)].
وفي الصحيحين قولُ نبينا صلى الله عليه وسلم : «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ»؟ قَالُوا: بَلَى. فقَالَ: «كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ».
قال النووي رحمه الله: "ضَبَطُوا قَوْله «مُتَضَعَّف» بِفَتْحِ الْعَيْن وَكَسْرهَا، الْمَشْهُور الْفَتْح، وَلَمْ يَذْكُر الْأَكْثَرُونَ غَيْره، وَمَعْنَاهُ: يَسْتَضْعِفهُ النَّاس وَيَحْتَقِرُونَهُ وَيَتَجَبَّرُونَ عَلَيْهِ لِضَعْفِ حَاله فِي الدُّنْيَا، يُقَال: تَضَعَّفَه وَاسْتَضْعَفَهُ، وَأَمَّا رِوَايَة الْكَسْر فَمَعْنَاهَا: مُتَوَاضِع مُتَذَلِّل خَامِل وَاضِع مِنْ نَفْسه".
وعن ثوبان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات وهو بريء من الكبر، والغلول، والدين، دخل الجنة» [رواه الترمذي].
صور من تواضع الأنبياء والصالحين:
قال تعالى: }فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين{
وقال صلى الله عليه وسلم للأعرابي الخائف تواضعا: «هون عليك، فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد» [ابن ماجة]، والقديد: اللحم المملوح المجفف في الشمس.
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يكون في حاجة أهله، يرقع ثوبه، ويخصف نعله.
وفي المسند عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال في خطبة له: "إنا والله قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر، وكان يعود مرضانا ويتبع جنائزنا، ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير".
وفي البخاري عن ابن عباس أنه سمع عمر رضي الله عنهم يقول على المنبر: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله».
وثبت عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ رضي الله عنها قَالَتْ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَبِي وَعَلَيَّ قَمِيصٌ أَصْفَرُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :«سَنَهْ سَنَهْ» - وَهِيَ بِالْحَبَشِيَّةِ حَسَنَةٌ - قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، فَزَبَرَنِي أَبِي، فَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :«دَعْهَا». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :«أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي». فَبَقِيَتْ حَتَّى ذَكَرَ([1])-يَعْنِي مِنْ بَقَائِهَا [البخاري] .
وثبت في صحيح مسلم أنه جاءت إليه امرأة كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً. فَقَالَ: «يَا أُمَّ فُلَانٍ انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ»، فَخَلَا مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ حَتَّى فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا.
وكانت الأمة من إماء أهل المدينة تأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث [البخاري].
يقول عبد اللَّهِ بن أَبِي أَوْفَى في نعته :كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ الذِّكْرَ، وَيُقِلُّ اللَّغْوَ، وَيُطِيلُ الصَّلَاةَ، وَيُقَصِّرُ الْخُطْبَةَ، وَلَا يَأْنَفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ فَيَقْضِيَ لَهُ الْحَاجَةَ [النسائي].
ومن صور تواضعه صلى الله عليه وسلم : أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ، فَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَسَأَلَ عَنْهَا،فَقَالُوا مَاتَت. قَالَ:«أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي» ؟ فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا فَقَالَ : «دُلُّونِي عَلَى قَبْرِها»، فَدَلُّوهُ، فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ :«إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ» ، فجاء قبرَها فصلى عليها [البخاري ومسلم].
وعن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار، فيسلِّمُ على صبيانهم، ويمسح برؤوسهم، ويدعو لهم [ابن حبان].
من صور ذلك ما رواه أنس رضي الله عنه قال : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْخَنْدَقِ، فَإِذَا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَبِيدٌ يَعْمَلُونَ ذَلِكَ لَهُمْ، فَلَمَّا رَأَى مَا بِهِمْ مِنْ النَّصَبِ وَالْجُوعِ قَالَ:
«اللَّهُمَّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَهْ فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ»
فقالوا مجيبين له:
نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا --- عَلَى الْجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدَا [البخاري ومسلم].
وخرج عمر رضي الله عنه إلى الشام في جماعة ومعه أبو عبيدة، فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة له، فنزل وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه وأخذ بزمام ناقته فخاض، فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين أنت تفعل هذا! ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك. فقال: "أوَّهْ، ولو يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالا لأمة محمد، إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله" [رواه الحاكم].


كتبت : سنبلة الخير .
-
التواضع خلق حميد، وجوهر لطيف يستهوي القلوب، ويستثير الإعجاب والتقدير وهو من أخصّ خصال المؤمنين المتّقين، ومن كريم سجايا العاملين الصادقين، ومن شِيَم الصالحين المخبتين. التواضع هدوء وسكينة ووقار واتزان، التواضع ابتسامة ثغر وبشاشة وجه ولطافة خلق وحسن معاملة، بتمامه وصفائه يتميّز الخبيث من الطيب، والأبيض من الأسود والصادق من الكاذب.

نعم.. فاقد التواضع عديم الإحساس، بعيد المشاعر، إلى الشقاوة أقرب وعن السعادة أبعد، لا يستحضر أن موطئ قدمه قد وطأه قبله آلاف الأقدام، وأن من بعده في الانتظار، فاقد التواضع لا عقل له، لأنه بعجبه وأنفته يرفع الخسيس، ويخفض النفيس، كالبحر الخضم تسهل فيه الجواهر والدرر، ويطفو فوقه الخشاش والحشاش. فاقد التواضع قائده الكبر وأستاذه العجب، فهو قبيح النفس ثقيل الطباع يرى لنفسه الفضل على غيره.

إن التواضع لله تعالى خُلُق يتولّد من قلب عالم بالله سبحانه ومعرفة أسمائه وصفاته ونعوت جلاله وتعظيمه ومحبته وإجلاله. إن التواضع هو انكسار القلب للرب جل وعلا وخفض الجناح والذل والرحمة للعباد، فلا يرى المتواضع له على أحد فضلاً ولا يرى له عند أحد حقاً، بل يرى الفضل للناس عليه، والحقوق لهم قبله. فما أجمل التواضع، به يزول الكِبَرُ، وينشرح الصدر، ويعم الإيثار، وتزول القسوة والأنانية والتشفّي وحب الذات.


أخي المسلم، أختي المسلمة.. إن من نبذ خلق التواضع وتعالى وتكَبَّر، إنما هو في حقيقة الأمر معتدٍ على مقام الألوهية، طالباً لنفسه العظمة والكبرياء، متناسياً جاهلاً حق الله تعالى عليه، من عصاة بني البشر، متجرِّئٌ على مولاه وخالقه ورازقه، منازع إياه صفة من صفات كماله وجلاله وجماله، إذ الكبرياء والعظمة له وحده. يقول سبحانه في الحديث القدسي: «الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، من نازعني واحداً منهما ألقيته في جهنم»
[رواه مسلم].


التواضع نوعان..



1-محمود، وهو ترك التطاول على عباد الله والإزراء بهم.
2-مذموم، وهو تواضع المرء لذي الدنيا رغبة في دنياه.
فالعاقل يلزم مفارقة التواضع المذموم على الأحوال كلها، ولا يفارق التواضع المحمود على الجهات كلها.



من التواضع..



1-اتّهام النفس والاجتهاد في علاج عيوبها وكشف كروبها وزلاتها {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا.وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}.
2-مداومة استحضار الآخرة واحتقار الدنيا، والحرص على الفوز بالجنة والنجاة من النار، وإنك لن تدخل الجنة بعملك، وإنما برحمة ربك لك.
3-التواضع للمسلمين والوفاء بحقوقهم ولين الجانب لهم، واحتمال الأذى منهم والصبر عليهم {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِين}.
4-معرفة الإنسان قدره بين أهله من إخوانه وأصحابه ووزنه إذا قُورن بهم «ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً». رواه مسلم.
5-غلبة الخوف في قلب المؤمن على الرجاء، واليقين بما سيكون يوم القيامة {وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ}.
6-التواضع للدين والاستسلام للشرع، فلا يُعارض بمعقول ولا رأي ولا هوى.
7-الانقياد التام لما جاء به خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم، وأن يُعبد الله وفق ما أمر، وأن لا يكون الباعث على ذلك داعي العادة.
8-ترك الشهوات المباحة، والملذّات الكمالية احتساباً لله وتواضعاً له مع القدرة عليها، والتمكن منها «من ترك اللباس تواضعاً لله وهو يقدر عليه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيّره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها». رواه أحمد والترمذي.
9-التواضع في جنب الوالدين ببرّهما وإكرامهما وطاعتهما في غير معصية، والحنو عليهما والبِشْرُ في وجههما والتلطّف في الخطاب معهما وتوقيرهما والإكثار من الدعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}.
10-التواضع للمرضى بعيادتهم والوقوف بجانبهم وكشف كربتهم، وتذكيرهم بالاحتساب والرضا والصبر على القضاء.
11-تفقّد ذوي الفقر والمسكنة، وتصفّح وجوه الفقراء والمحاويج وذوي التعفف والحياء في الطلب, ومواساتهم بالمال والتواضع لهم في الحَسَب، يقول بشر بن الحارث: "ما رأيت أحسن من غني جالسٍ بين يدي فقير".


تواضع الخليل صلى الله عليه وسلم

1- سُئلت عائشة رضي الله عنها: ما كانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَصنعُ في بَيْتِهِ؟ قالت: "كان يَكُون في مِهْنَةِ أَهْلِهِ -يَعني: خِدمَةِ أَهلِه- فإِذا حَضَرَتِ الصَّلاة، خَرَجَ إِلى الصَّلاةِ". رواه البخاري.
2- "كان يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته". رواه الترمذي.
3- "كان بشراً من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه". رواه الترمذي.
4- "ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له لما يعلمون من كراهيته لذلك".
5- «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله». رواه البخاري.
6- "كان يأتي ضعفاء المسلمين، ويزورهم، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم ". رواه أبو يعلى.
7- "كان يتخلّف في المسير فيزجى الضعيف ويردف ويدعو لهم". رواه أبو داود.
8- "كان يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعقل الشاة ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير". رواه الطبراني.
9- "كان يزور الأنصار ويسلّم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم". رواه النسائي.
10- "كان لا يُسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت". رواه الحاكم.
11- "إِنْ كَانَتِ الأَمَةُ مِن إِمَاءِ المَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيثُ شَاءَتْ". رواه البخاري.
12- « يا عائشة، لو شئت لسارت معي جبال الذهب، جاءني ملك، إن حجزته لتساوي الكعبة -أي موضع شد الإزار-، فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول: إن شئت نبياً عبداً، وإن شئت نبياً ملكاً، فنظرتُ إلى جبريل -عليه السلام- فأشار إلى أن ضع نفسك فقلت: نبياً عبداً ». رواه أبو يعلى.
13- عن أبي رِفَاعَةَ تَميم بن أُسَيدٍ رضي اللَّه عنه قال: "انْتَهَيْتُ إِلى رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وهو يَخْطُبُ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّه، رجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عن دِينِهِ لا يَدري مَا دِينُهُ؟ فَأَقْبَلَ عَليَّ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وتَركَ خُطْبتهُ حتى انتَهَى إِليَّ، فَأُتى بِكُرسِيٍّ فَقَعَدَ عَلَيهِ، وجَعَلَ يُعَلِّمُني مِمَّا عَلَّمَه اللَّه، ثم أَتَى خُطْبَتَهُ، فأَتمَّ آخِرَهَا". رواه مسلم.
14- «لَوْ دُعِيتُ إِلى كُراعٍ أَوْ ذِرَاعٍ لقبلتُ، وَلَوْ أُهْدي إِليَّ ذِراعٌ أَو كُراعٌ لَقَبِلْتُ». رواهُ البخاري
جزاكِ الله خيرا وبارك الله لك
سلمت يداكِ
لاحرمك الله الاجر والثواب
كتبت : ❤ღ.. بريق أمل.. ღ❤
-
ما شاء الله
موضوع مميز كصاحبته
جزاكِ الله عنا كل خير
سلمت يمنياكِ
الصفحات 1 2 

التالي

عاشقة انظري الى صفات عشيقك

السابق

فوائد منتقاة من سورة الأحزاب

كلمات ذات علاقة
ما , مدللة , من , الابداع , التواضع , به , حملة , خلق , سماء , وتدمي