بيعة الغدير ، قصتها والرد عليها

مجتمع رجيم / قسم الفرق الضالة
كتبت : سنبلة الخير .
-





خرافات دين الرافضة
يحرفون آيات الله وتفسرونها بالولاية.
كل ما تروونه في بيعة رواية الغذير هو أكذوبة يا مجوس.

بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد واله ورضي الله عن اصحاب نبينا محمد وعلى ازواج نبينا محمد
امّا بعد...
فهذا ردّ اهل السنّة والجماعه على ما يردده الرافضه ليل نهار وما يعتقدون أنّه حجّتهم البالغه في اثبات امامة الخليفه الراشد على ابن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه...
ارجوا من الرافضه أن يقرأوا الكلام جيدا وأن يفهموا ما يقرأون..
وقد نقلت لكم هذا الردّ لتفهموا ايها الرافضه أن استشهادكم بما ترويه كتب اهل الاسلام( اهل السنة والجماعه) لا يصلح لكم... فمن المستحيل ومن غير المعقول أن يستخدم الحق وكلام

الحق في اثبات الباطل او تبريره على اقل اعتبار...
فالحق بيّن واضح كنور الشمس والباطل معروف من ظلمته

لذلك اوجه نصيحه لكل رافضي أن يعتمد على مالديه من مصادر ليثبت بها معتقده ان كان يثق حقا في مصادره فنحن اهل السنّة والجماعه لا نعتمد على مصادر الرافضه المهترئه الباطله لأثبات معتقدنا بل نعتمد على مصادرنا وهي القراّن الكريم( الذي جمعه ونسخه ووزعه صحابة نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم)
وهذا هو المصدر الاول وكذلك ما ثبت لدينا من الاحاديث الصحيحه المرويه عن نبينا محمد صلى الله عليه اله سلم...
وهذا هو مصدرنا الثاني وكذلك نعتمد سيرة الصحابه الكرام وخصوصا اولائك المقربون من نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم في ترجيح مااختلف عليه من القراّن الكريم والسنّه المطهّره اذا كان المختلف عليه يحتمل اوجه عديده وتفسيرات مختلفه...

والان هذا هو ردّ اهل السنة والجماعه على رواية غدير خم.

حديث الغدير :
يلاحظ المطلع على مصادر الشيعة الإمامية الاثني عشرية أن أكثر الأدلة التي يتشبث بها القوم لإثبات الإمامة هو حديث الغدير ، فقد حظي باهتمام بالغ لدرجة أنه قد ألف حوله المصنفات وأفردت له الفصول والأبواب الطوال للاستدلال به على الإمامة ، والحديث أصله في صحيح مسلم من حديث زيد بن أرقم – رضي الله عنه – أنه قال :" قام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه و وعظ وذكر ثم قال : أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به )
فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال(وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي " .

وجاء في بعض طرق الحديث أن النبي – صلى الله عليه وسلم أمر بالصلاة فأخذ بيد علي – رضي الله عنه - فقال :" ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى . قال ألست أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا : بلى قال : فهذا ولي من أنا مولاه ، اللهم وال من والاه ، اللهم عاد من عاداه " .
وفي رواية " من كنت مولاه فعلي مولاه "(1)
ويقولون بأن النبي أوقف الناس والحجاج في الحر الشديد في مكان يسمى غدير خم في الجحفة وكان عدد المسليمن مائة ألف ، وأن النبي – صلى الله عليه وسلم – أوقفهم ليعلن لهم أن الخليفة من بعده هو علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - .
الرد :
أولا : الحديث ليس فيه أي إشارة يستدل بها على أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد استخلف علياً – رضي الله عنه – أو غيره من أهل البيت في الإمامة مطلقاً
وسبب الحديث كما قال ابن حجر الهيتمي :" وسبب ذلك كما نقله الحافظ شمس الدين الجزري عن ابن إسحاق أن علياً تكلم فيه بعض من كان معه في اليمن فلما قضى – صلى الله عليه وسلم – حجة خطبها تنبيهاً على قدره ورداً على من تكلم فيه كبريدة لما في البخاري أنه كان يبغضه (2)

فقد أخرج البخاري في صحيحه(3)
من حديث بريدة بن الحصيب – رضي الله عنه - :" بعث النبي صلى الله عليه وسلم علياً إلى خالد ليقبض الخمس ، وكنت أبغض علياً ، وقد اغتسل ، فقلت لخالد : ألا ترى إلى هذا فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له ، فقال : يا بريدة أتبغض علياً ؟قلت : نعم.
قال : لا تبغضه فإن له في الخمس أكثر من ذلك "
وكذلك جاءت رواية عند البيهقي من حديث أبي سعيد الخدري لما منع الصحابة من ركوب إبل الصدقة وشدد عليهم وفي رواية منعهم من لبس الحلل ، فكثرت القالة على علي رضي الله عنه وقال ابن كثير عن رواية البيهقي :" إسناد جيد على شرط النسائي أخرجه البيهقي وغيره (4)

قال ابن كثير – رحمه الله - :" إن عليا – رضي الله عنه – لما كثر فيه القيل والقال من ذلك الجيش بسبب منعه إياهم استعمال إبل الصدقة واسترجاعه منهم الحلل التي أطلقها لهم نائبه لذلك والله أعلم ، لما رجع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من حجته وتفرغ من مناسكه وفي طريقه إلى المدينة مر بغدير خم فقام في الناس خطيباً فبرأ ساحة علي ، ورفع من قدره ونبه على فضله ليزيل ما وقر في قلوب كثير من الناس (5)

ثانيا : لم يفهم علي بن أبي طالب ولا الصحابة – رضوان الله عليهم – من هذا الحديث الاستخلاف لعلي ، فليس في الحديث ما يدل على الاستخلاف لا في منطوقه ولا في مفهومه ، وحتى لما عقد الاجتماع في سقيفة بني ساعدة لم يحتج أحد بهذا الحديث .
بل فهم الصحابة – رضوان الله عليهم – أن المقصود بالمولى هو :" الحب والولاء والطاعة " ولذلك أخرج الإمام أحمد في مسنده عن رياح بن الحارث قال :" جاء رهط إلى علي بالرحبة ، فقالوا : السلام عليك يا مولانا .. فقال : كيف أكون مولاكم ، وأنتم قوم عرب ؟ .. قالوا : سمعنا رسول الله يقول يوم غدير خم : ( من كنت مولاه فهذا مولاه ) ..
قال رباح : فلما مضوا اتبعتهم فسألت من هؤلاء ؟.. قالوا : نفر من الأنصار ، فيهم أبو أيوب الأنصاري (6)

لذلك حتى علي بن أبي طالب لم يفهم من كلمة " المولى " معنى الإمامة والإمارة ، بل استنكر منهم مناداته ب يا مولانا ، لو كان يراها مرادفة ل " يا أميرنا " أو يا إمامنا " لما استنكر على القائلين تلك
المناداة (7)
ثالثا : بين حادثة غدير خم ووفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – تقريبا سبعون يوما فقط ، وبإجماع الشيعة لأنهم يقولون إن حادثة الغدير حصلت في الثامن عشر من ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة في طريق عودة النبي من حجة الوداع ، واتفاق الكل أن وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – حصلت في الثامن والعشرين من صفر للسنة الحادية عشر للهجرة فتكون المدة بين الغدير ووفاته – صلى الله عليه وسلم – سبعون يوما ، فهل يعقل أن ينسى الصحابة في هذه المدة الوجيزة الاستدلال بهذا الحديث وأن يهملوه ، كيف أمكن لمائة ألف من الصحابة كما يعتقد الشيعة بعد سبعين يوما من هذه الحادثة أن ينسى جميع المبايعين قاطبة هذه البيعة ويتجاهلونها ويجحدونها ، إنه لن يحدث في تاريخ الدنيا شيء شبيه بهذا أبداً ! فكيف يحدث لخير أمة أخرجت للناس .
قال الشهرستاني : " ومن المحال من حيث العادة أن يسمح الجم الغفير كلاماً من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم لا ينقلونه في مظنة الحاجة وعصيان الأمة بمخالفته والدواعي بالضرورة تتوفر على النقل خصوصاً وهم في نأنأة (8) الإسلام وطراوة الدين وصفوة القلوب وخلوص العقايد عن الضغاين والأحقاد والتآلف المذكور في الكتاب العزيز { وألف بين قلوبهم } (9)
{ فأصبحتم بنعمته إخوانا } (10)

وإذا كانت الدواعي على النقل موجودة والصوارف مفقودة ولم ينقل ، دل على أنه لم يكن في الباب نص
أصلاً (11)
رابعاً : دلالة كلمة المولى لا تخدم الشيعة الإمامية الاثني عشرية في موضوع الإمامة ، قال ابن الأثير :" المولى يقع على الرب والمالك والمنعم والناصر والمحب والحليف والعبد والمعتق وابن العم والصهر "(12)
ولو أراد النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يبين للناس أن الخليفة من بعده هو علي ، لما استخدم كلمة تحتمل كل هذه المعاني فكان من الأولى أن يقول :" الخليفة هو علي " .
خامسا : المقصود " من كنت مولاه فعلي مولاه " المحبة والمولاة ، والوصية بآل البيت خيراً وتبيين قدر ومنزلة علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - ، وليس في منطوق الحديث ولا مفهومه النص على اختيار علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - .
سادساً : لو كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يريد الأولى لما قال مولى ، ولكن يقول أولى ، ولو افترضنا أيضا أن المقصود بمولى هو " الأولى " فليس المقصود منها الولاية والحكم والتصرف في أمور المسلمين ، فقد قال سبحانه { إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين }(13)
فهل أتباع إبراهيم كانوا هم الرؤساء على إبراهيم ، أم هل أتباع إبراهيم كانوا جميعهم أئمة .
سابعاً : نصت كتب الشيعة الإمامية الاثني عشرية أقوالاً لبعض علمائهم ينفون فيها أن يكون المراد بحديث الغدير النص على إمامة علي من بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، قال النوري الطبرسي :" لم يصرح النبي لعلي بالخلافة بعده بلا فصل في يوم الغدير وأشار إليها بكلام مجمل مشترك بين معان يحتاج في تعيين ما هو المقصود منها إلى قرائن (14)
ثامناً : ( أما رواية وهو وليكم من بعدي ) التي حسنها الألباني – رحمه الله – فقد ضعفها الجهابذة من علماء الحديث ، وفي جاءت من طريقين وفي الإسناد كلا من " جعفر بن سليمان " و " أجلح الكندي " ، فأما أجلح الكندي فقد قال فيه الإمام أحمد :" قد روى الأجلح غير حديث منكر " وقال أبو حاتم " ليس بالقوي يكتب حديثه ولا يحتج به " وقال النسائي :" ضعيف ليس بذاك جدا " وقال ابن حبان :" كان لا يدري
ما يقول(15)
وأما جعفر بن سليمان فقد اختلف علماء الجرح والتعديل به ، قال الذهبي – رحمه الله - :" روى أحاديث من مناقب الشيخين – رضي الله عنهما – وهو صدوق في نفسه ، وينفرد بأحاديث عدت مما يُنكر واختلف في الاحتجاج بها " ولذا قال غير واحد من أهل العلم أن زيادة " من بعدي " لا تصح بل حكم عليها بعض الحفاظ بالوضع، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :" وكذلك قوله " هو ولي كل مؤمن بعدي " كذب على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بل هو في حياته وبعد مماته ولي كل مؤمن وكل مؤمنة وليه في المحيا والممات ، فالولاية التي ضد العداوة لا تختص بزمان ، وأما الولاية التي هي الإمارة فيقال فيها والي كل مؤمن بعدي كما يقال في صلاة الجنازة إذا اجتمع الولي والوالي قدم الوالي في قول الأكثر وقيل يقدم الولي وقول القائل " علي ولي كل مؤمن بعدي " كلام يمتنع نسبته إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فإنه إن أراد الموالاة لم يحتج أن يقول بعدي وإن أراد الإمارة كان ينبغي أن يقول وال كل مؤمن "(16)
وقال المباركفوري :" والظاهر أن زيادة ( بعدي ) في هذا الحديث من وهم هذين الشيعيين جعفر بن سليمان والأجلح ويؤيده أن الإمام أحمد روى في مسنده هذا الحديث من عدة طرق ليست في واحدة منها هذه الزيادة "(17)
تاسعاً : على افتراض صحة رواية " من بعدي " فهي تخالف التفاسير الشيعية التي ذكرت أن قوله تعالى { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } الإمامة لعلي رضي الله عنه في حياة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فكيف تصح زيادة ( من بعدي ) (18)
--------------------------------------------------------------
الهوامش
1-السلسلة الصحيحة 1750.
2-الصواعق المحرقة لابن حجر 2 /26 .
3-البخاري كتاب المغازي باب بعث علي وخالد إلى اليمن رقم 4350 .
4-البداية والنهاية 5/95 .
5-البداية والنهاية 5/95 .
6-المسند 5/419 ، وفضائل الصحابة 2/707 حديث رقم 967 وقال ذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الرابع ص340 وكذا علق عليه محقق كتاب فضائل الصحابة وصي الله بن محمد عباس بقوله ( إسناده صحيح ).
7-ثم أبصرت الحقيقة – محمد الخضر ص 200 .
8-نأنأة : بدايته وقوته انظر لسان العرب مادة : نأه .
9-الأنفال : جزء من الآية 63 .
10-آل عمران جزء من الآية 103 .
11-نهاية الأقدام للشهرستاني 481 .
12-النهاية في غريب الحديث 5/228.
13-آل عمران الآية 68 .
14-فصل الخطاب ص 205-206 .
15-تهذيب التهذيب 1/183 .
16-منهاج السنة 7/391.
17- تحفة الأحوذي 10/147 .
18-ثم أبصرت الحقيقة محمد الخضر ص 209
كتبت : * أم أحمد *
-
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا أتباعه
وأرنا الباطل باطلا واجنبنا أتباعه
قال تعالى ( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم )
أختي الغاليه بارك الله فيكِ
توضيح قيّم عن تلك البدع والتحريف
جزاكِ الله خيرا
كتبت : || (أفنان) l|
-
قبح الله الشيعة واخزاهم وانزلهم منازل العذاب بما يكذبون على الله ورسوله

" اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنآ على دينك"

غفر المولى لكِ ولوالديكِ يآغاليه~
جزاك ربي الفردوس اختي ..
الله يرفع قدرك وينور فلبك




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*** انتبهو لهؤلاء الشيعة وعقائدهم الباطلة ***

التي ما أنزل الله بها من سلطان ....

وصلتنى هذه الرسالة عبر الاميل _ ارجو من الاخوة والاخوات افادتى بالرد على هذا
الموضوع
وهذا نص الرسالة ....
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) .

(سورة المائدة آية 67)
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
(سورة المائدة آية 3)
واقعة الغدير
أجمع رسول الله صلى الله عليه وآله الخروج إلى الحج في سنة عشر من مهاجره، وأذن في الناس بذلك،
فقدم المدينة خلق كثير يأتمون به في حجته تلك التي يقال عليها حجة الوداع .
وحجة الاسلام .
وحجة البلاغ .
وحجة الكمال .
وحجة التمام (1) ولم يحج غيرها منذ هاجر إلى أن توفاه الله، فخرج صلى الله عليه وآله من المدينة مغتسلا متدهنا مترجلا متجردا في ثوبين صحاريين إزار ورداء، وذلك يوم السبت لخمس ليال أو ست بقين من ذي القعدة، وأخرج معه نساءه كلهن في الهوادج، وسار معه أهل بيته، وعامة - المهاجرين والأنصار، ومن شاء الله من قبائل العرب وأفناء الناس (2) .
وعند خروجه صلى الله عليه وآله أصاب الناس بالمدينة جدري (بضم الجيم وفتح الدال وبفتحهما) أو حصبة منعت كثيرا من الناس من الحج معه صلى الله عليه وآله، ومع ذلك كان معه جموع لا يعلمها إلا الله تعالى، وقد يقال: خرج معه تسعون ألف،
ويقال: مائة ألف و أربعة عشر ألفا، وقيل: مائة ألف وعشرون ألفا، وقيل: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، و يقال أكثر من ذلك،
وهذه عدة من خرج معه، وأما الذين حجوا معه فأكثر من ذلك كالمقيمين بمكة والذين أتوا من اليمن مع علي (أمير المؤمنين) وأبي موسى (3) .
أصبح صلى الله عليه وآله يوم الأحد بيلملم، ثم ارح فتعشى بشرف السيالة، وصلى هناك المغرب والعشاء، ثم صلى الصبح بعرق الظبية، ثم نزل الروحاء، ثم سار من الروحاء فصلى العصر بالمنصرف، وصلى المغرب والعشاء بالمتعشى وتعشى به، وصلى الصبح بالأثابة، وأصبح يوم الثلاثاء بالعرج واحتجم بلحى جمل " وهو عقبة الجحفة " ونزل السقياء يوم الأربعاء، وأصبح بالأبواء، وصلى هناك ثم راح من الأبواء ونزل يوم الجمعة الجحفة، ومنها إلى قديد وسبت فيه، وكان يوم الأحد بعسفان، ثم سار فلما كان بالغميم اعترض المشاة فصفوا صفوفا فشكوا إليه المشي، فقال: استعينوا باليسلان " مشي سريع دون العدو " ففعلوا فوجدوا لذلك راحة، وكان يوم الاثنين بمر الظهران فلم يبرح حتى أمسى وغربت له الشمس بسرف فلم يصل المغرب حتى دخل مكة، ولما انتهى إلى الثنيتين بات بينهما فدخل مكة نهار الثلاثاء (4) .
فلما قضى مناسكه وانصرف راجعا إلى المدينة ومعه من كان من الجموع المذكورات و وصل إلى غدير خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين، و ذلك يوم الخميس (5) الثامن عشر من ذي الحجة نزل إليه جبرئيل الأمين عن الله بقوله:
(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) الآية .
وأمره أن يقيم عليا علما للناس ويبلغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة على كل أحد، وكان أوائل القوم قريبا من الجحفة فأمر رسول الله أن يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ونهى عن سمرات خمس متقاربات دوحات عظام أن لا ينزل تحتهن أحد حتى إذا أخذ القوم منازلهم فقم ما تحتهن حتى إذا نودي بالصلاة صلاة الظهر عمد إليهن فصلى بالناس تحتهن، وكان يوما هاجرا يضع الرجل بعض رداءه
على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء، وظلل لرسول الله بثوب على شجرة سمرة من الشمس، ف
لما انصرف صلى الله عليه وآله من صلاته قام خطيبا وسط القوم (6) على أقتاب الإبل وأسمع الجميع، رافعا عقيرته
فقال:
الحمد لله ونستعينه ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن ضل، ولا مضل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله - أما بعد -: أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجبت، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون ؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيرا، قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، و أن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق وناره حق وأن الموت حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ؟ قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: أللهم اشهد، ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون ؟ قالوا: نعم .
قال: فإني فرط على الحوض، وأنتم واردون علي الحوض، وإن عرضه ما بين صنعاء وبصرى (7) فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين (8)
فنادى مناد: وما الثقلان يا رسول الله ؟ قال: الثقل الأكبر كتاب الله طرف بيد الله عز وجل و طرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا، والآخر الأصغر عترتي، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يراد علي الحوض فسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها حتى رؤي بياض آباطهما وعرفه القوم أجمعون، فقال: أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه، يقولها ثلث مرات، وفي لفظ أحمد إمام الحنابلة: أربع مرات ثم قال: أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغايب، ثم لم يتفرقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله:
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) الآية .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي، والولاية لعلي بن أبي طالب من بعدي، ثم طفق القوم يهنئون أمير المؤمنين صلوات الله عليه وممن هنأه في مقدم الصحابة: الشيخان أبو بكر وعمر كل يقول: بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة،
وقال ابن عباس: وجبت والله في أعناق القوم، فقال حسان: ائذن لي يا رسول الله أن أقول في علي بن أبي طالب أبياتا تسمعهن، فقال: قل على بركة الله، فقام حسان فقال: يا معشر مشيخة قريش أتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية ثم قال:
يناد بهم يوم الغدير نبــــيهم * بخم فاسمع بالرسول مناديا(9)
لمعرفة رواة حديث الغدير المذكور



هذا مجمل القول في واقعة الغدير ، وقد أصفقت الأمة على هذا وليست في العالم كله وعلى مستوى البسيط واقعة إسلامية غديرية غيره، فلا قبل ولا بعد علي بن أبي طالب وإن الرسول الكريم صلى الله عليه وآله قالها على مسمع ومرأى جمع من البشر كما ذكرنا وبعد ما قال نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وبعد ما أشهد القوم على ذلك قاموا بقلب الموازين على بعضها وتبرؤون مما قال نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم ، ويحدثوا انقلابا عظيم ويتآمرون على علي بن أبي طالب يوم السقيفة ، حيث اجتمعوا لينصبوا الخليفة من بعد الرسول على حد قولهم ، أوليس النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم قد وصى على من يخلفه بعد مماته أوليس كان ذلك من عند الله عز وجل ، وإذ أجمعوا أمرهم يوم السقيفة حينما كان علي سلام الله عليه بأبي هو وأمي يكفن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويجهزه لدفنه كانوا يتآمرون على الحكم والخلافة غرتهم الحياة الدنيا ، وأحدثوا الفتنه بين الناس وهم يعلمون ما قال النبي الكريم صلى الله وعليه وآله وسلم يوم الغدير وشهدوا على ذلك إلا إنهم خالفوا كلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وباعوا آخرتهم بدنياهم .
يقول الله عز وجل في سورة المائدة الآية (41)
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ
صدق الله العلي العظيم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أحب أن أضيف أجزاء من مناظرة علمية حول هذا الموضوع للإفادة:

فبعد كلام الشيعي وتراهاته عن حديث الغدير, يرد عليه الشيخ عثمان الخميس بارك الله فيه بما يلي:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد :
يأبى محاضرنا إلا التلفيق بين الروايات المتعددة المختلفة، ويأبى إلا التدليس بها حتى يظن السامع أنها نسيج واحد وليست روايات مختلفة متعددة ، نزلت كل واحدة منها لسبب ، ولكل واحدة منها مقال .
وقد أجاد المحاضر في هذا التدليس والتلفيق ، وأجاد تصور الروايات المختلفة والوقائع المتعددة وكأنها نسيج واحد ورواية واحدة بدأت بأمر الله تعالى للنبي بأن يبلغ الناس بإمامة علي ويوصي له من بعده خليفة للمسلمين ،
فأنزل الله ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )

، فجمع الرسول الناس في غدير خم وبلغهم تلك الرسالة
، وبعدها أنزل الله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) .
ولكن هذا التلفيق يخالف الحقيقة قلبا وقالبا ، وليس هو إلا من نسج خيال البعض إرضاء لأهوائهم .

ولتفنيد تلك المزاعم وفضح ذلك التلفيق أقول :
أولا :

الوارد في سبب نزول قول الله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل ما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) ،
أن الرسول كان إذا خرج إلى غزوة من غزواته انتدب بعض أصحابه ليحرسوه من العدو ، حتى إذا كان ذات ليلة أنزل الله تعالى عليه
( يا أيها الرسول . . . ) الآية فأخرج رأسه من قبة خيمته وقال : يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله ، ومن نزول هذه الآية والنبي
لا يتخذ حرسا اعتمادا على عصمة الله تعالى له ، حتى أنه جاء أن رجلا قال للنبي : أعطني سيفك أشمه ،
فأعطاه إياه وكان يضمر قتل النبي ، فرعدت يده ، وحال الله بينه وبين ما يريد ، حفظا للنبي .

والواضح من الرواية السابقة أن الآية نزلت ليلا ، ونزلت على النبي وهو داخل خيمته وعلى فراشه
، لذلك قال السيوطي رحمه الله هذه الآية ليلية فراشية ، أي نزلت على النبي ليلا ، ونزلت عليه وهو في فراشه .
فانظر كيف بلغت دقة العلماء في تحديد أوقات نزول الآيات ، فكيف يغفلون عن إضافتها إلى حادثة الغدير ، مع مناسبتها الشديدة لها كما يزعم المحاضر ، بل ويجعلونها في أمر آخر مغاير تماما لحادثة الغدير . وهذه واحدة .
ثانيا :
الوارد في نزول قول الله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ، أن هذه الآية نزلت يوم عرفة وهو يوم الحج الأكبر وكان يوم جمعة ، وهذا الأمر لا مجال فيه للتشكيك فقد تضافرت عليه أقوال الأئمة ووردت فيه الأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم وغيرهما .

عن طارق بن شهاب : قالت اليهود لعمر : إنكم تقرءون آية لو نزلت فينا حين أنزلت : يوم عرفة : وإنا والله بعرفة .

قال سفيان : وأشك كان يوم الجمعة أو لا .( اليوم أكملت لكم دينكم ) .


وتلك الروايات تدل على أن هذه الآية نزلت على النبي في يوم الحج الأكبر ، وكلنا يعرف أن يوم عرفة كان قبل يوم الغدير بأيام فكيف يستساغ أن نقول : إنها نزلت في غدير خم ، وقد تواترت أقوال الأئمة على أنها نزلت قبل ذلك بأيام ؟ !
والعجيب في التلفيق أن يدعي المحاضر أنها نزلت لما نص النبي على إمامة علي ، وهو والله ما نص على إمامته ولا هي نزلت في غدير خم .
وثالثا :
الوارد في غدير خم أن النبي بعدما سلك بأهل المدينة طريقهم إلى المدينة مر على ماء يدعى خما ( مكان على الطريق بين مكة والمدينة )

فنزل كعادته في السفر أن يستريح بين مسافة وأخرى حتى يلحق به من تخلف به من تخلف عنه ، وحتى يستريح من أجهده السفر ،
وهناك اشتكى الناس من علي رضي الله عنه ومن شدته عليهم ، مع أن شدته كانت في الحق .
ولشكوى الناس من علي رضي الله عنه قصة سابقة ، وهي أن النبي ص قبل توجهه إلى حجة الوداع أرسل عليا إلى اليمن ليجمع الصدقات ، فجمع علي رضي الله عنه الصدقات ووافى بها النبي في مكة ليحج معه ، وفي الطريق أراد الناس أن يستعملوا شيئا من الصدقة حتى إذا وصلوا إلى النبي سلموها له ، ولكن عليا رضي الله عنه ، ولشدة احتياطه وعدم مجاملة الناس على حساب الحق الأغر رفض أن يستعمل الناس شيئا من الصدقة لكونهم لا يملكونها وهي حق لبيت مال المسلمين ، فاشتد عليهم الطريق ، ولما سنحت لهم الفرصة شكوا ذلك للنبي .
والنبي يرى عليا على الحق لا يخشى في الله لومة لائم ، فيقف ليؤازره على ملأ من الناس ، وليوضح للناس جميعا أن ما تشتكون من علي منه ، الحق فيه مع علي رضي الله عنه . فوقف في غدير خم وذكر الناس بالله وأمرهم بالتمسك بكتاب الله ثم أوصاهم في أهل بيته ،
وعلي رضي الله عنه منهم .
ثم قال ليبيض صفحة علي أمام الناس الذين اشتكوه عند النبي : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، وتأكيدا للثناء على الإمام علي رضي الله عه قال : " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " (حديث الغدير : " من كنت مولاه . . . " له طرق عن غير واحد من الصحابة ، وأما زيادة : " وانصر من نصره واخذل من خذله " فضعيفة . انظر السلسلة الصحيحة 1750 ).
فهذا كل ما حدث في غدير خم ، وهذا هو السبب الذي من أجله قال النبي : من كنت مولاه فعلي مولاه .
وذلك لأنه كان عامل النبي على الخمس ونفذ فيه بالحق والعدل والاحتياط فرأى النبي بحكمته أن يثني على علي لموقفه هذا ، وأن يدعو الله تعالى له بالتأييد .
وأما الزيادات والمبالغات التي يتقولها البعض على حديث رسول الله ص ومنها قولهم : " اللهم انصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار " ، فهي زيادات لا تصح ولا يلتفت إليها أهل العلم .
فهذا هو الحاصل في غدير خم ، وهو أبعد ما يكون عن تصوير وتلفيق أخينا المحاضر .
ورابعا :
الجزء الأخير من حديث المحاضر كله ملفق مكذوب لا يصح منه شيء البتة ، فلم يرد في الأحاديث الصحيحة أن النبي رفع يد علي ، ولم يرد أنهما لم يتفرقا حتى نزل قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ، ولم يرد مطلقا قوله : " الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب لي بالرسالة ولعلي بالولاية " . ولكن الحقيقة أنها أكاذيب بعضها خلف بعض ، وظلمات بعضها فوق بعض ، وأساطير لم تحدث إلا في أذهان البعض .


وخامسا :
بغض النظر عن التلفيق الذي صنعه المحاضر ، فإن الاستدلال الذي يستدل به المحاضر على الوصية لعلي هو قول النبي : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، وقد فهم خطأ أن معنى " مولاه " أي " واليه " ، وعلى ذلك فالولاية ثابتة لعلي بعد النبي .
وهذا الفهم يخالف اللغة العربية ، ويخالف فهم جهابذة اللغة أصحاب النبي ، ولم يقل به أحد من علماء اللغة المعتد بهم .
والسنة والفهم الصحيح والصواب هو أن " مولاه " بمعنى الموالاة ، وهي المودة والمحبة والمؤازرة ، وهذا هو المعنى الذي جاءت به لغة العرب .
ودليل ذلك حديث بريدة والذي جاء فيه قول النبي لبريدة : " أتبغض عليا ؟ " ،
فيقال بريدة : نعم ، فقال النبي : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ، وهذا يدل على أن الموالاة تضاد البغض والكراهية ،وعلى ذلك فالموالاة تعني المحبة والمودة والمؤازرة .
وسادسا وأخيرا :

على سبيل التنزل لدعوى المحاضر ، فإنه بغض النظر عن كل ما ذكرناه من أن الحديث ملفق ، وأكثره زيادات مكذوبة وروايات متعددة ملفقة
، بغض النظر عن ذلك كله ، ولو وافقنا المحاضر على كلامه بأن الدليل على خلافة علي قوله : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه "
، ولو وافقناه على أن مولاه بمعنى واليه مع ما فيه من التحريف ، فإنه بعد ذلك لا يصلح كدليل صريح على خلافة علي رضي الله عنه ،
ولا يصلح كنص واضح في خلافة علي .

إذ النص الصريح كقوله مثلا : علي هو الإمام بعدي ، أو : علي هو الخليفة بعدي ، أو : لا خليفة يخلفني سوى علي ، أو من هذا القبيل .

وقد سبق لك أن ذكرت أن الولاية عندكم أصل من أصول الدين ، وأصول الدين لا يصح فيها إلا التصريح ، وحيث لا تصريح فلا يصلح هذا الحديث كدليل صريح واضح على النص على علي بالإمامة والخلافة .
والحديث عندنا يدل علي أن عليا رضي الله عنه تجب له الموالاة والمحبة والمودة ، وهذا ما يفعله كل أهل السنة حيث يترضون عن الإمام علي ويجعلونه خليفة للمسلمين الرابع الراشد رضي الله عنه وأرضاه .
(انتصار الحق مناظرة علمية).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبت : سنبلة الخير .
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة عراقيه انا:
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا أتباعه
وأرنا الباطل باطلا واجنبنا أتباعه
قال تعالى ( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم )
أختي الغاليه بارك الله فيكِ
توضيح قيّم عن تلك البدع والتحريف
جزاكِ الله خيرا

آمين يارب العالمين
جزاكِ الله خيرا
انارتي موضوعي

class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة طموحي داعية:
قبح الله الشيعة واخزاهم وانزلهم منازل العذاب بما يكذبون على الله ورسوله
" اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنآ على دينك"
غفر المولى لكِ ولوالديكِ يآغاليه~
جزاك ربي الفردوس اختي ..
الله يرفع قدرك وينور فلبك




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*** انتبهو لهؤلاء الشيعة وعقائدهم الباطلة ***

التي ما أنزل الله بها من سلطان ....

وصلتنى هذه الرسالة عبر الاميل _ ارجو من الاخوة والاخوات افادتى بالرد على هذا
الموضوع
وهذا نص الرسالة ....
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) .

(سورة المائدة آية 67)
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
(سورة المائدة آية 3)
واقعة الغدير
أجمع رسول الله صلى الله عليه وآله الخروج إلى الحج في سنة عشر من مهاجره، وأذن في الناس بذلك،
فقدم المدينة خلق كثير يأتمون به في حجته تلك التي يقال عليها حجة الوداع .
وحجة الاسلام .
وحجة البلاغ .
وحجة الكمال .
وحجة التمام (1) ولم يحج غيرها منذ هاجر إلى أن توفاه الله، فخرج صلى الله عليه وآله من المدينة مغتسلا متدهنا مترجلا متجردا في ثوبين صحاريين إزار ورداء، وذلك يوم السبت لخمس ليال أو ست بقين من ذي القعدة، وأخرج معه نساءه كلهن في الهوادج، وسار معه أهل بيته، وعامة - المهاجرين والأنصار، ومن شاء الله من قبائل العرب وأفناء الناس (2) .
وعند خروجه صلى الله عليه وآله أصاب الناس بالمدينة جدري (بضم الجيم وفتح الدال وبفتحهما) أو حصبة منعت كثيرا من الناس من الحج معه صلى الله عليه وآله، ومع ذلك كان معه جموع لا يعلمها إلا الله تعالى، وقد يقال: خرج معه تسعون ألف،
ويقال: مائة ألف و أربعة عشر ألفا، وقيل: مائة ألف وعشرون ألفا، وقيل: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، و يقال أكثر من ذلك،
وهذه عدة من خرج معه، وأما الذين حجوا معه فأكثر من ذلك كالمقيمين بمكة والذين أتوا من اليمن مع علي (أمير المؤمنين) وأبي موسى (3) .
أصبح صلى الله عليه وآله يوم الأحد بيلملم، ثم ارح فتعشى بشرف السيالة، وصلى هناك المغرب والعشاء، ثم صلى الصبح بعرق الظبية، ثم نزل الروحاء، ثم سار من الروحاء فصلى العصر بالمنصرف، وصلى المغرب والعشاء بالمتعشى وتعشى به، وصلى الصبح بالأثابة، وأصبح يوم الثلاثاء بالعرج واحتجم بلحى جمل " وهو عقبة الجحفة " ونزل السقياء يوم الأربعاء، وأصبح بالأبواء، وصلى هناك ثم راح من الأبواء ونزل يوم الجمعة الجحفة، ومنها إلى قديد وسبت فيه، وكان يوم الأحد بعسفان، ثم سار فلما كان بالغميم اعترض المشاة فصفوا صفوفا فشكوا إليه المشي، فقال: استعينوا باليسلان " مشي سريع دون العدو " ففعلوا فوجدوا لذلك راحة، وكان يوم الاثنين بمر الظهران فلم يبرح حتى أمسى وغربت له الشمس بسرف فلم يصل المغرب حتى دخل مكة، ولما انتهى إلى الثنيتين بات بينهما فدخل مكة نهار الثلاثاء (4) .
فلما قضى مناسكه وانصرف راجعا إلى المدينة ومعه من كان من الجموع المذكورات و وصل إلى غدير خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين، و ذلك يوم الخميس (5) الثامن عشر من ذي الحجة نزل إليه جبرئيل الأمين عن الله بقوله:
(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) الآية .
وأمره أن يقيم عليا علما للناس ويبلغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة على كل أحد، وكان أوائل القوم قريبا من الجحفة فأمر رسول الله أن يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ونهى عن سمرات خمس متقاربات دوحات عظام أن لا ينزل تحتهن أحد حتى إذا أخذ القوم منازلهم فقم ما تحتهن حتى إذا نودي بالصلاة صلاة الظهر عمد إليهن فصلى بالناس تحتهن، وكان يوما هاجرا يضع الرجل بعض رداءه
على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء، وظلل لرسول الله بثوب على شجرة سمرة من الشمس، ف
لما انصرف صلى الله عليه وآله من صلاته قام خطيبا وسط القوم (6) على أقتاب الإبل وأسمع الجميع، رافعا عقيرته
فقال:
الحمد لله ونستعينه ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن ضل، ولا مضل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله - أما بعد -: أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجبت، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون ؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيرا، قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، و أن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق وناره حق وأن الموت حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ؟ قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: أللهم اشهد، ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون ؟ قالوا: نعم .
قال: فإني فرط على الحوض، وأنتم واردون علي الحوض، وإن عرضه ما بين صنعاء وبصرى (7) فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين (8)
فنادى مناد: وما الثقلان يا رسول الله ؟ قال: الثقل الأكبر كتاب الله طرف بيد الله عز وجل و طرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا، والآخر الأصغر عترتي، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يراد علي الحوض فسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها حتى رؤي بياض آباطهما وعرفه القوم أجمعون، فقال: أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه، يقولها ثلث مرات، وفي لفظ أحمد إمام الحنابلة: أربع مرات ثم قال: أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغايب، ثم لم يتفرقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله:
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) الآية .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي، والولاية لعلي بن أبي طالب من بعدي، ثم طفق القوم يهنئون أمير المؤمنين صلوات الله عليه وممن هنأه في مقدم الصحابة: الشيخان أبو بكر وعمر كل يقول: بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة،
وقال ابن عباس: وجبت والله في أعناق القوم، فقال حسان: ائذن لي يا رسول الله أن أقول في علي بن أبي طالب أبياتا تسمعهن، فقال: قل على بركة الله، فقام حسان فقال: يا معشر مشيخة قريش أتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية ثم قال:
يناد بهم يوم الغدير نبــــيهم * بخم فاسمع بالرسول مناديا(9)
لمعرفة رواة حديث الغدير المذكور



هذا مجمل القول في واقعة الغدير ، وقد أصفقت الأمة على هذا وليست في العالم كله وعلى مستوى البسيط واقعة إسلامية غديرية غيره، فلا قبل ولا بعد علي بن أبي طالب وإن الرسول الكريم صلى الله عليه وآله قالها على مسمع ومرأى جمع من البشر كما ذكرنا وبعد ما قال نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وبعد ما أشهد القوم على ذلك قاموا بقلب الموازين على بعضها وتبرؤون مما قال نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم ، ويحدثوا انقلابا عظيم ويتآمرون على علي بن أبي طالب يوم السقيفة ، حيث اجتمعوا لينصبوا الخليفة من بعد الرسول على حد قولهم ، أوليس النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم قد وصى على من يخلفه بعد مماته أوليس كان ذلك من عند الله عز وجل ، وإذ أجمعوا أمرهم يوم السقيفة حينما كان علي سلام الله عليه بأبي هو وأمي يكفن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويجهزه لدفنه كانوا يتآمرون على الحكم والخلافة غرتهم الحياة الدنيا ، وأحدثوا الفتنه بين الناس وهم يعلمون ما قال النبي الكريم صلى الله وعليه وآله وسلم يوم الغدير وشهدوا على ذلك إلا إنهم خالفوا كلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وباعوا آخرتهم بدنياهم .
يقول الله عز وجل في سورة المائدة الآية (41)
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ
صدق الله العلي العظيم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أحب أن أضيف أجزاء من مناظرة علمية حول هذا الموضوع للإفادة:

فبعد كلام الشيعي وتراهاته عن حديث الغدير, يرد عليه الشيخ عثمان الخميس بارك الله فيه بما يلي:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد :
يأبى محاضرنا إلا التلفيق بين الروايات المتعددة المختلفة، ويأبى إلا التدليس بها حتى يظن السامع أنها نسيج واحد وليست روايات مختلفة متعددة ، نزلت كل واحدة منها لسبب ، ولكل واحدة منها مقال .
وقد أجاد المحاضر في هذا التدليس والتلفيق ، وأجاد تصور الروايات المختلفة والوقائع المتعددة وكأنها نسيج واحد ورواية واحدة بدأت بأمر الله تعالى للنبي بأن يبلغ الناس بإمامة علي ويوصي له من بعده خليفة للمسلمين ،
فأنزل الله ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )

، فجمع الرسول الناس في غدير خم وبلغهم تلك الرسالة
، وبعدها أنزل الله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) .
ولكن هذا التلفيق يخالف الحقيقة قلبا وقالبا ، وليس هو إلا من نسج خيال البعض إرضاء لأهوائهم .

ولتفنيد تلك المزاعم وفضح ذلك التلفيق أقول :
أولا :

الوارد في سبب نزول قول الله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل ما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) ،
أن الرسول كان إذا خرج إلى غزوة من غزواته انتدب بعض أصحابه ليحرسوه من العدو ، حتى إذا كان ذات ليلة أنزل الله تعالى عليه
( يا أيها الرسول . . . ) الآية فأخرج رأسه من قبة خيمته وقال : يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله ، ومن نزول هذه الآية والنبي
لا يتخذ حرسا اعتمادا على عصمة الله تعالى له ، حتى أنه جاء أن رجلا قال للنبي : أعطني سيفك أشمه ،
فأعطاه إياه وكان يضمر قتل النبي ، فرعدت يده ، وحال الله بينه وبين ما يريد ، حفظا للنبي .

والواضح من الرواية السابقة أن الآية نزلت ليلا ، ونزلت على النبي وهو داخل خيمته وعلى فراشه
، لذلك قال السيوطي رحمه الله هذه الآية ليلية فراشية ، أي نزلت على النبي ليلا ، ونزلت عليه وهو في فراشه .
فانظر كيف بلغت دقة العلماء في تحديد أوقات نزول الآيات ، فكيف يغفلون عن إضافتها إلى حادثة الغدير ، مع مناسبتها الشديدة لها كما يزعم المحاضر ، بل ويجعلونها في أمر آخر مغاير تماما لحادثة الغدير . وهذه واحدة .
ثانيا :
الوارد في نزول قول الله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ، أن هذه الآية نزلت يوم عرفة وهو يوم الحج الأكبر وكان يوم جمعة ، وهذا الأمر لا مجال فيه للتشكيك فقد تضافرت عليه أقوال الأئمة ووردت فيه الأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم وغيرهما .

عن طارق بن شهاب : قالت اليهود لعمر : إنكم تقرءون آية لو نزلت فينا حين أنزلت : يوم عرفة : وإنا والله بعرفة .

قال سفيان : وأشك كان يوم الجمعة أو لا .( اليوم أكملت لكم دينكم ) .


وتلك الروايات تدل على أن هذه الآية نزلت على النبي في يوم الحج الأكبر ، وكلنا يعرف أن يوم عرفة كان قبل يوم الغدير بأيام فكيف يستساغ أن نقول : إنها نزلت في غدير خم ، وقد تواترت أقوال الأئمة على أنها نزلت قبل ذلك بأيام ؟ !
والعجيب في التلفيق أن يدعي المحاضر أنها نزلت لما نص النبي على إمامة علي ، وهو والله ما نص على إمامته ولا هي نزلت في غدير خم .
وثالثا :
الوارد في غدير خم أن النبي بعدما سلك بأهل المدينة طريقهم إلى المدينة مر على ماء يدعى خما ( مكان على الطريق بين مكة والمدينة )

فنزل كعادته في السفر أن يستريح بين مسافة وأخرى حتى يلحق به من تخلف به من تخلف عنه ، وحتى يستريح من أجهده السفر ،
وهناك اشتكى الناس من علي رضي الله عنه ومن شدته عليهم ، مع أن شدته كانت في الحق .
ولشكوى الناس من علي رضي الله عنه قصة سابقة ، وهي أن النبي ص قبل توجهه إلى حجة الوداع أرسل عليا إلى اليمن ليجمع الصدقات ، فجمع علي رضي الله عنه الصدقات ووافى بها النبي في مكة ليحج معه ، وفي الطريق أراد الناس أن يستعملوا شيئا من الصدقة حتى إذا وصلوا إلى النبي سلموها له ، ولكن عليا رضي الله عنه ، ولشدة احتياطه وعدم مجاملة الناس على حساب الحق الأغر رفض أن يستعمل الناس شيئا من الصدقة لكونهم لا يملكونها وهي حق لبيت مال المسلمين ، فاشتد عليهم الطريق ، ولما سنحت لهم الفرصة شكوا ذلك للنبي .
والنبي يرى عليا على الحق لا يخشى في الله لومة لائم ، فيقف ليؤازره على ملأ من الناس ، وليوضح للناس جميعا أن ما تشتكون من علي منه ، الحق فيه مع علي رضي الله عنه . فوقف في غدير خم وذكر الناس بالله وأمرهم بالتمسك بكتاب الله ثم أوصاهم في أهل بيته ،
وعلي رضي الله عنه منهم .
ثم قال ليبيض صفحة علي أمام الناس الذين اشتكوه عند النبي : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، وتأكيدا للثناء على الإمام علي رضي الله عه قال : " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " (حديث الغدير : " من كنت مولاه . . . " له طرق عن غير واحد من الصحابة ، وأما زيادة : " وانصر من نصره واخذل من خذله " فضعيفة . انظر السلسلة الصحيحة 1750 ).
فهذا كل ما حدث في غدير خم ، وهذا هو السبب الذي من أجله قال النبي : من كنت مولاه فعلي مولاه .
وذلك لأنه كان عامل النبي على الخمس ونفذ فيه بالحق والعدل والاحتياط فرأى النبي بحكمته أن يثني على علي لموقفه هذا ، وأن يدعو الله تعالى له بالتأييد .
وأما الزيادات والمبالغات التي يتقولها البعض على حديث رسول الله ص ومنها قولهم : " اللهم انصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار " ، فهي زيادات لا تصح ولا يلتفت إليها أهل العلم .
فهذا هو الحاصل في غدير خم ، وهو أبعد ما يكون عن تصوير وتلفيق أخينا المحاضر .
ورابعا :
الجزء الأخير من حديث المحاضر كله ملفق مكذوب لا يصح منه شيء البتة ، فلم يرد في الأحاديث الصحيحة أن النبي رفع يد علي ، ولم يرد أنهما لم يتفرقا حتى نزل قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ، ولم يرد مطلقا قوله : " الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب لي بالرسالة ولعلي بالولاية " . ولكن الحقيقة أنها أكاذيب بعضها خلف بعض ، وظلمات بعضها فوق بعض ، وأساطير لم تحدث إلا في أذهان البعض .


وخامسا :
بغض النظر عن التلفيق الذي صنعه المحاضر ، فإن الاستدلال الذي يستدل به المحاضر على الوصية لعلي هو قول النبي : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، وقد فهم خطأ أن معنى " مولاه " أي " واليه " ، وعلى ذلك فالولاية ثابتة لعلي بعد النبي .
وهذا الفهم يخالف اللغة العربية ، ويخالف فهم جهابذة اللغة أصحاب النبي ، ولم يقل به أحد من علماء اللغة المعتد بهم .
والسنة والفهم الصحيح والصواب هو أن " مولاه " بمعنى الموالاة ، وهي المودة والمحبة والمؤازرة ، وهذا هو المعنى الذي جاءت به لغة العرب .
ودليل ذلك حديث بريدة والذي جاء فيه قول النبي لبريدة : " أتبغض عليا ؟ " ،
فيقال بريدة : نعم ، فقال النبي : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ، وهذا يدل على أن الموالاة تضاد البغض والكراهية ،وعلى ذلك فالموالاة تعني المحبة والمودة والمؤازرة .
وسادسا وأخيرا :

على سبيل التنزل لدعوى المحاضر ، فإنه بغض النظر عن كل ما ذكرناه من أن الحديث ملفق ، وأكثره زيادات مكذوبة وروايات متعددة ملفقة
، بغض النظر عن ذلك كله ، ولو وافقنا المحاضر على كلامه بأن الدليل على خلافة علي قوله : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه "
، ولو وافقناه على أن مولاه بمعنى واليه مع ما فيه من التحريف ، فإنه بعد ذلك لا يصلح كدليل صريح على خلافة علي رضي الله عنه ،
ولا يصلح كنص واضح في خلافة علي .

إذ النص الصريح كقوله مثلا : علي هو الإمام بعدي ، أو : علي هو الخليفة بعدي ، أو : لا خليفة يخلفني سوى علي ، أو من هذا القبيل .

وقد سبق لك أن ذكرت أن الولاية عندكم أصل من أصول الدين ، وأصول الدين لا يصح فيها إلا التصريح ، وحيث لا تصريح فلا يصلح هذا الحديث كدليل صريح واضح على النص على علي بالإمامة والخلافة .
والحديث عندنا يدل علي أن عليا رضي الله عنه تجب له الموالاة والمحبة والمودة ، وهذا ما يفعله كل أهل السنة حيث يترضون عن الإمام علي ويجعلونه خليفة للمسلمين الرابع الراشد رضي الله عنه وأرضاه .
(انتصار الحق مناظرة علمية).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

امين ولكِ بالمثل إن شاء الله
جزاكِ الله خيرا على اضافتك الرائعة
بارك الله فيكِ وجعله في ميزان حسناتكِ
اسال الله ان يجمعنا في جنات الفردوس
كتبت : طالبة الفردوس
-
حسبي الله ونعم الوكيل
جزيتي خير حبيبتي
جعلك الله ممن يدخل الجنة بلا حساب ولا عقاب
كتبت : رسولي قدوتي
-



لا حول و لاقوة إلا بالله العلي العظيم

عجبا لهؤلاء الشيعة يكذبون الكذبة ويصدقونها

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه


جوزيتي خيرا غاليتي

كفيتي ووفيتي

جعله الله في ميزان أعمالكِ

الصفحات 1 2 

التالي

مبحث شامل وكامل عن الطائفة الأحمدية القاديانية الضاله : الأفكار والمعتقدات ؟!

السابق

لماذا لا نجعل يوم مقتل الحسين مأتماً؟

كلمات ذات علاقة
الغدير , بدعة , عليها , والرد , قصتها