في تقرير لوكالة أنباء البحرين*: "سماء الإبداع"
مجتمع رجيم / أرشيف رجيم
كتبت :
زهرة الليمون
-
في تقرير لوكالة أنباء البحرين*:بتاريخ 12/12/2010 اهتمام متزايد بقضية الأمن الغذائي في المملكة منذ بداية الأزمة في عام *
٨٠٠٢
٨٠٠٢
المصدر:[دار أخبار اليوم]
تحظي قضية الأمن الغذائي باهتمام كبير من رئيس البحرين* انطلاقا من حرصها علي توفير كافة* السبل التي تؤمن للمواطنين احتياجاتهم من الغذاء بأسعار تتناسب مع جميع مستويات الدخل وعلي* مدي شهور العام،* لاسيما في ظل أزمة الغذاء العالمية التي لم تسلم من تداعياتها السلبية العديد من* دول العالم بما فيها الدول الكبري،
ولذلك عملت الحكومة* علي اتخاذ عدد من الإجراءات التي تسهم في تحقيق هذه الهدف*. وقد اتخذت الإجراءات التي قامت بها حكومة مملكة البحرين في مجال تحقيق الأمن الغذائي* أشكالا عدة تنوعت بين القرارات والتوجيهات المباشرة،* إضافة إلي العمل المتواصل من أجل* تسهيل كافة الإمكانيات للقطاع الخاص لزيادة الاستثمار في مجال الأمن الغذائي،* إلي جانب تنفيذ* عدد كبير من مشاريع الاستثمار الخارجي في مجال الأمن الغذائي،* مستفيدة في ذلك من العلاقات* الطيبة التي تجمع بين مملكة البحرين بالعديد من دول العالم*. وفي تصريح لوكالة أنباء البحرين أكد إبراهيم محمد زينل النائب الأول لرئيس* غرفة تجارة* وصناعة البحرين أن الحكومة مهتمة بشكل كبير بتنمية القطاع الغذائي،* إذ أنها تتفاوض بشكل* مستمر مع القطاع الخاص،* في إطار حرصها علي توفير كافة السلع الرئيسية،* وما تعطيه من دعم* كبير لهذا القطاع*.
حرص المملكة
وأشار* إلي أن ذلك الاهتمام يأتي في إطار حرص المملكة بشكل عام علي توفير السلع الغذائية* الأساسية بأسعار تعتبر هي الأقل في منطقة الخليج خصوصاً* بالنسبة للحوم الحمراء والبيضاء* ومنتجات الطحين،* كما أنها مهتمة بتوفير مقومات تنمية الصناعات الغذائية،* حيث يتم العمل حاليا* بناء مصنع للسكر*.
وأكد زينل أهمية توفير الأراضي اللازمة لإقامة المشاريع التي تصب في مجال الأمن الغذائي مثل* "الاستزراع السمكي والدواجن*"،* إذ أن الكثير من المستثمرين في القطاع الخاص يجدون صعوبات* في الحصول علي أراضي ومساحات مخصصة لذلك*.
وبنظرة أكثر تفصيلا،* نجد أن مملكة البحرين أدركت منذ وقت مبكر ومع بدايات أزمة الغذاء* العالمية في العام* 2008* أهمية المسارعة في التعامل مع هذه الأزمة بحكمة وروية بالشكل الذي* يضمن عدم تأثر المواطنين بها،* وجاءت خطواتها محسوبة مما كان له عظيم الأثر في عدم نقصان* السلع في السوق البحرينية،* وعدم تجاوز الأسعار للحدود المقبولة التي قد تمثل أعباء إضافية علي* المواطنين*.
وفي هذا الصدد،* جاء قرار مجلس الوزراء بتشكيل لجنة لتعزيز الأمن الغذائي في أغسطس* 2008* مهمتها تعزيز الأمن الغذائي عبر إبراز أهمية تأمين الغذاء للمجتمع من خلال اتخاذ* إجراءات للاستثمار الزراعي والحيواني والسمكي في مملكة البحرين وخارجها وبخاصة في* الدول ذات الموارد الزراعية والحيوانية،* واستمر النهج الحكومي في المتابعة والمراقبة للأسواق* والمجمعات الاستهلاكية،* ودعم جهود جمعية حماية المستهلك،* وصولا إلي صدور توجيهات* صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر خلال جلسة مجلس* الوزراء في* 21* نوفمبر الماضي ببحث الاحتياجات اللازمة لتحقيق الاستقرار في مجال الأمن* الغذائي،* ومتابعة الاستثمارات الداخلية الجديدة في مجال الأمن الغذائي،* وما استجد بشأن إنشاء* الشركات الجديدة التي تدعم الأمن الغذائي وبخاصة في مجال الاستزراع السمكي،* وقطاع الدواجن* واللحوم والخضروات*.
الاستثمارات الداخلية
أما* فيما يتعلق بالاستثمارات الداخلية الجديدة المتعلقة بالأمن الغذائي التي يقوم بها القطاع الخاص،* فقد تم إنشاء شركة جديدة لدعم الأمن الغذائي في مجال الاستزراع السمكي تحت اسم* "أسماك*" في* مارس* 2010،* كما تم إنشاء شركات جديدة لدعم الأمن الغذائي في قطاع الدواجن بهدف توفير* الدواجن بأسعار تنافسية،* فضلا عن أن وزارة الصناعة والتجارة تسعي بالتنسيق مع وزارة شؤون* البلديات والتخطيط العمراني والجهات المعنية لتوفير الأراضي الخاصة لقيام مزارع إضافية* للدواجن التي من شأنها تغطية الطلب المحلي في بيع وتفقيس وتربية وإنتاج الدواجن الطازجة* والمبردة والمجمدة*.
الشركة العربية للسكر
بالإضافة* إلي ذلك يجري العمل علي تأسيس* "الشركة العربية للسكر*"،* وتهدف إلي إنتاج السكر* محلياً،* الأمر الذي سيؤدي إلي توفير هذه السلعة الاستراتيجية بأسعار تنافسية،* كما قامت وزارة* الصناعة والتجارة بالترخيص لمصنعين لإنتاج وتعبئة التمور،* إلي جانب وجود توجه لدي* مؤسسات القطاع الخاص للاستثمار في زراعة الخضروات الورقية بواسطة البيوت المحمية* " البيوت البلاستيكية*" فضلا عن قيام مجموعة من المستثمرين البحرينيين والصينيين بالعمل من* اجل إنشاء مشروع مقترح للاستزراع السمكي يهدف إلي إنتاج* 5،2* طن في اليوم من سمك* " الهامور*".
وفيما يرتبط بمشاريع الاستثمار الخارجي للقطاع الخاص في مجال الأمن الغذائي،* فقد شملت* التعاون مع عدد الشركات في كل من مملكة تايلاند،* وجمهورية الفلبين،* والجمهورية التركية،* وجمهورية الهند،* والجمهورية الإسلامية الإيرانية،* وجمهورية أثيوبيا،* وجمهورية السودان من* اجل إقامة العديد من المشروعات المشتركة في مجالات الإنتاج الزراعي والحيواني،* إلي جانب* توسيع قاعدة استيراد المواد الغذائية وتنوعيها بالشكل الذي يضمن توافر السلع الغذائية بأسعار* معقولة.ويرجع النجاح في هذا الجانب إلي الاتفاقيات المتعددة التي عقدتها الحكومة مع هذه الدول* والزيارات الناجحة رسميا أو عبر رجال الأعمال في توطيد العلاقات الاقتصادية بين مملكة* البحرين وهذه الدول*. وبالتوازي مع ذلك واصلت الحكومة نهجها في دعم السلع الغذائية الأساسية الثلاث وهي* "الطحين* واللحوم الحمراء والدجاج المحلي*" ،وقد تم اعتماد مبلغ* 36* مليون و400* ألف دينار لسنة* 2010* كميزانية لدعم هذه السلع،* الأمر الذي أسهم في تحقيق الأمن الغذائي في المملكة واستقرار أسعار* هذه السلع،* مما جعلها الأقل علي مستوي المنطقة والعالم ككل،* إضافة إلي اهتمام الحكومة* المتواصل بزيادة الطاقة الإنتاجية لشركات إنتاج المواد الغذائية الأساسية وهي،* شركة البحرين* لمطاحن الدقيق،* وشركة البحرين للمواشي،* وشركة دلمون للدواجن لضمان استمرارية توافر هذه* المواد الغذائية الأساسية في الأسواق،* حيث قامت الحكومة تطوير هذه الشركات لزيادة قدراتها* الإنتاجية*.
معرض الإنتاج الحيواني
ورأي* النائب عثمان شريف الريس أن تنظيم معرض الإنتاج الحيواني الذي أقيم تحت رعاية جلالة* الملك يؤكد اهتمام مملكة البحرين بموضوع الأمن الغذائي،* لافتا إلي أن الدولة طوال السنوات* الماضية كان لها دور كبير في دعم الكثير من السلع الغذائية من خلال الموازنات السابقة وأيضاً* المتابعة المستمرة من قبل وزارات الدولة وأجهزتها،* بالتحديد وزارة الصناعة والتجارة*.
وطالب الحكومة بدراسة شاملة لواقع المستوي المعيشي للمواطن،* وطرح البدائل مؤكدا أنه يجب* قبل اتخاذ أي إجراء أو قرار أن تتم دراسة انعكاساته علي المواطن البحريني بشكل مباشر،* من* أجل الوقوف علي انعكاساته السلبية*. من جهة أخري،* فقد شكل معرض* "الإنتاج الحيواني*" الأول الذي نظمته مملكة البحرين خلال* الفترة* 24* إلي* 27* نوفمبر الماضي برعاية ملكية سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك* حمد بن عيسي آل خليفة عاهل البلاد المفدي أهمية استراتيجية في استعراض قطاع الإنتاج* الحيواني الذي يعد قطاعا محوريا في تأمين الأمن الغذائي باعتبار ذلك جزء لا يتجزأ من الرؤية* المستقبلية لمملكة البحرين* 2030،* كما كان المعرض فرصة جيدة لإبراز الإمكانيات التي تتمتع* بها البحرين في هذا القطاع* ،* وسبل تعزيزه بالشكل الذي يسهم في زيادة الثروة الحيوانية من خلال* نقل التقنيات الحديثة في هذا القطاع إلي المملكة*. ويبقي القول،* إن مملكة البحرين تحركت بشكل مكثف ومنظم من أجل التصدي لمشكلة الأمن* الغذائي عبر الاستغلال الأمثل لما هو متوافر من موارد اقتصادية وبشرية،* وتمكنت من إحداث* توازن وتنسيق بين سياساتها وخططها التنموية بالشكل الذي قلل من احتمالات حدوث أزمات* طارئة في السلع والمواد الاستهلاكية،* وهو ما يتضح جليا من خلال أي جولة سريعة في الأسواق* لنري أن السلع متوفرة بأسعار تقل كثيرا عن* نظيرتها في العديد من البلدان*.