...آيات التوكل...

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : *بنت الإسلام*
-
...آيات التوكل... gamr15.com-7bcb3e69e



آيات التوكل
قال تعالى {رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }الممتحنة4
{فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ }التوبة129
{فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }يونس85
{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }النحل99
{ نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ } {الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }العنكبوت58-59
{ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }الشورى36
{ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159


...آيات التوكل... ivioiunnokaamzt6fs.g
توكّل أي: اعتمد عليه وفوض إليه.
التوكل مسألة إيمانية وهو جزء من المبدأ الذي ينبثق عنه نظام يعالج مشاكل الإنسان، ويبين طريقة تنفيذ المعالجات.
ولا بد من تشخيص أثر وجوده في النفس.
فالإيمان هو المبدأ وهو العقيدة، والتوكل من العقيدة وهو من أعظم مقومات الأمة، ومن أهم أفكار الإسلام، ولا بد قبل الخوض فيه إلا أن نقول: كم باب من أبواب الدين هو عند الناس كالشريعة المنسوخة قد أغفلوا حقيقة الإيمان بها ومن ثم العمل بما ينبثق عنها. قال تعالى {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً }النساء108.

ولا بد من الاعتراف بداية بالعجز والضعف ففيه أعظم زاجر، وأن الإيمان بقوة الله القادر فيه أعظم معين ودافع إلى العمل والإخلاص.
فالإسلام يبين أن وراء الكون والحياة والإنسان خالقاً خلقها هو الله تعالى.
ولذلك كانت مرحلة الإسلام الأولى في العهد المكي تركز على الإيمان. حتى إذا تلت المرحلة النهائية اكتمل الدين ونزلت أحكام التشريع لتكشف عن النظام الذي يعالج مشاكل الحياة ويبين طريقة تنفيذ المعالجات.
والإيمان بالله كما يجب أن يقترن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن فيجب الإيمان بكل ما جاء بالقرآن.
والتوكل على الله ثابت بنص القرآن القطعي الدلالة القطعي الثبوت.

...آيات التوكل... 501.gif

نستفيد من الآيات الكريمات:

أولا: في التوكل دعاء. ومعروف أن الدعاء عبادة وعلمنا صلى الله عليه وسلم من سنته أن ندعو ربنا ونحن موقنون بالإجابة {رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }الممتحنة4.

ثانيا:التوكل صفة زائدة على الإيمان وعلى الصبر، وهو مسألة اعتقادية بحتة، فآي الذكر الحكيم أدلتها قطعية في وجوب التوكل على الله وأنه من أوجب الواجبات على أمة الإسلام. { وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }الشورى36

ثالثا: للتوكل ثمرة في الحياة الدنيا وفي الآخرة ومن ثماره:
أ‌) العصمة من نزغ الشيطان {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }النحل
99
ب‌) النجاة من الفتن ومن الظلم {فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }يونس85

ت‌) يدفع الإنسان للقيام بعظائم الأمر، واقتحام أشد الصعاب، وذلك حين يعتمد الإنسان ويفوض أمره لصاحب القدرة والعزة، فالإنسان ضعيف وعاجز ومحتاج واعتماد الإنسان على قدراته وحدها دون إدراك الصلة بالله وإدراك مَعِيّة الله والتوكل عليه تفقده عنصر قوة لا سبيل إليها إلا بالتوكل.

ث‌) جزاء الإيمان موفور في الآخرة عند الله {ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى }النجم41 ، وقال تعالى { وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }الشورى36

رابعا: الآيات جميعها قطعية الدلالة على وجوب التوكل على الله. ومدحه تعالى للمتوكلين في أنه يحبهم قرينة جازمة على هذا الوجوب. { فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159

خامسا: الناظر في النصوص الشرعية يجد أنها تأمر بالتوكل على الله وأنها جاءت غير مشروطة بشرط ، ولا مشروطاً بها عملٌ من الأعمال. بل مطلق التوكل دون قيد.

سادسا: الذي لا يتوكل على الله آثم، والذي ينكر التوكل على الله كافر. وما على المؤمن الصابر إلا أن يتوكل ويعمل. نؤكد: توكل واعمل. وذلك لتحديد الفهم الشرعي المستنبط من الأدلة حتى لا يبقى أحدهم يدور في حلقة - اعمل وتوكل – فيفهم منها فهما مغلوطا.
وللتقديم سر بلاغي يدركه أصحاب الاختصاص.

سابعا: اختلاف الناس باختلاف نظرهم واختلاف أفهامهم.
أ‌) المسلمون الأوائل وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهموا التوكل على الله حق الفهم، وتوكلوا على الله حق التوكل فبلغوا بذلك عنان السماء وقاموا بعظائم الأمور واقتحموا أشد الصعاب لما اعتقدوا أن هناك قوة وراء قوتهم تساعدهم على تحقيق ما يسعون إليه.

ب‌) المسلمون المتأخرون وبأثر طغيان المادة والانبهار الشديد بالغرب الكافر، هؤلاء ( إلا من رحم الله ) ليسوا كأجدادهم هزموا وذلوا، وانحطت هممهم، وخارت عزائمهم، يستسلمون بسهولة لاستشعارهم العجز في حين يجب في حقهم عكس ذلك. ومع ذلك تراهم يلوكون عبارات التوكل دون أن تؤثر في سلوكهم.
واعلم أن الإنسان إذا طغت عليه المادة وأصيب بقصر النظر وضعف الفهم فإنه بمقدار ما يبعد عن فهم حقيقة التوكل يبعد عن إدراك المعالي وبلوغ الغايات العظام، في وقت نرى ونشاهد غير المؤمنين بالله ولا يتوكلون عليه يؤمنون بأن هناك قوة وراء قوتهم تختلف باختلاف تفسيراتهم، ولكنها تدفعهم إلى العمل وإلى المثابرة وإلى تحقيق ما يعجز عنه غيرهم حين يستشعرون قدرة تزيد أضعافا عن حدود قوتهم المادية المحدودة.
فخوار العزيمة وقياس قدرة المسلم المؤمن بقدرة الكافر من خلال النظرة المادية البحتة تدفع إلى التسليم بالهزيمة والرضا بالذلة والمهانة. قال تعالى {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ }المائدة52 {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ } {وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ } {وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ }الزخرف33-37

ت‌) الإنسان بصفته إنساناً يشعر بأنه ناقص، وأن هناك قوة أكمل منه، وأن هذه القوة تستحق التقديس، ولذلك كانت البشرية في جميع العصور تقدس شيئا، فتعلقت بما تعلقت به من دون الله ومع ذلك تراهم يؤمنون بأن هناك قوة وراء قواهم يتوكلون عليها.
فكيف لو عادت الأمة سيرتها الأولى تؤمن بالله عن دليل قاطع فإنها ولا شك تحقق في توكلها على الله أضعاف أضعاف ما يحققه غير المسلمين.

ثامنا: نعود ونؤكد على أن التوكل جاء مطلقا دون قيد، وأنه ليس مشروطا بشرط، وأن الأخذ بالأسباب فرض له أدلته الخاصة به.
فقد أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم بكل الأسباب المؤدية إلى النصر في معركة بدر بعد أن أيقن بوعد الله له بالنصر، وبعد أن توجه إلى الله بالدعاء. لكن أن نرهن التوكل بالأخذ بالأسباب فها هنا الفهم المغلوط الذي أودى بأصحاب هذا التفكير حين أدركوا أن أسباب عدوهم أكبر من أسبابهم، وغفلوا حقيقة التوكل على مقدر الأسباب والمسببات.
في الحديث الشريف أن رجلا جاء النبي صلى الله عليه وسلم وأراد أن يترك ناقته. فقال أترك ناقتي وأتوكل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( اعقِلها وتوكل ) فهذا تفيهم للأعرابي بالأخذ بالأسباب بعقل ناقته، وتفيهم له أن التوكل لا ينفي الأخذ بالأسباب والمسببات.
فالتوكل على الله فرض بغض النظر عن الأسباب والمسببات، ومسألة الأخذ بالأسباب غير مسألة التوكل ودليلها غير دليل التوكل. فلا يصح أن تجعل قيدا ولا شرطا.

بارك الله بصاحب الموضوع


...آيات التوكل... bulbcwmt5ota69m9ob3.

...آيات التوكل... gamr15.com-18e4bfd2a
كتبت : || (أفنان) l|
-
جزاك الله خير الجزاء يالحبيبة
تسلم يدينكِ ع النقل الرآئع ..
كتبت : * أم أحمد *
-
اللهم اجعلنا من المتوكلين عليك
أختي الغاليه سلِمت يداكِ
وبارك الله فيكِ
وفي طرحكِ القيّم
أختي تقبلي ودي وتقديري
كتبت : *بنت الإسلام*
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة طموحي داعية:
جزاك الله خير الجزاء يالحبيبة
تسلم يدينكِ ع النقل الرآئع ..
جزاك الله الجنة بمرورك الجميل
ربي لا يحرمني منك

class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة عراقيه انا:
اللهم اجعلنا من المتوكلين عليك
أختي الغاليه سلِمت يداكِ
وبارك الله فيكِ
وفي طرحكِ القيّم
أختي تقبلي ودي وتقديري
شكرا عالمرور ربنا يبارك فيك
كتبت : سنبلة الخير .
-
جزاكِ الله خيرا وبارك الله لك
سلمت يمنياكِ
اللهم اجعلنا من عبادك المتوكلين
اثابك الله
كتبت : *بنت الإسلام*
-
شكرا اخيتي عالطلة الحلوة
واللمرور ومتابعتك القيمة
بارك الله فيك

التالي

صفــــــــــات من يحبـــــــك

السابق

** الأخوه الإسلاميه ما أجملها **

كلمات ذات علاقة
آداب , التوكل