عزيزتي إليك مدارس الذوق لتتعلمي منها ؟!
مجتمع رجيم / التنمية البشرية وتطوير الذات
كتبت :
عبير ورد
-
استكمالا لموضوع الذوق انتقيت مجموعة من المشاهد الخلاّقة والمواقف العجيبة في الذوق الرفيع والأدب الجم :
1- موقف إبراهيم عليه السلام حينما تحدث عن نعنم الله وآياته وقدرته فنسبها له سبحانه وتعالى وجاء في سياق حديثه ذكر المرض فنسب المرض لنفسه تأدبا مع الله فقال :
( الذي خلقني فهو يهدين {78} والذي يطعمني ويسقين {79} وإذا مرضت فهو يشفين {80} والذي يميتني ثم يحيين }
2- أدب الخضر عليه السلام مع الله تعالى فهذا العبد الصالح يقول في حق السفينة : فأردت أن أعيبها ولما ذكر الخير نسبه إلى الرب تبارك وتعالى :
( فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما ) فما كان من الخير أسندها الخضر إلى الله وما كان في ظاهره النقص أو العيب أسنده إلى نفسه تأدبا مع ربه
3- وتأملي في جمال وروعة ذوق يوسف عليه السلام عندما قال :( وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن ) وكان من الطبيعي أن يقول { وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن }
كون محنة البئر أشد رعبا وأكثر خطرا فلماذا لم يذكرها ؟
لأن الحديث كان بحضرة إخوته والتذكير بحادثة البئر لا شك سيحرجهم وربما عكر صفو علاقتهم التي تحسنت مكتفيا بشكر الله وبحمده على أن أخرجه من الجب في سره ثم قال :
( وجاء بكم من البدو من بعد أن نزع الشيطان بيني وبين إخوتي )
تصرف جميل آخر يفيض ذوقا تجاه إخوته الذين نصبوا له الحبائل ودبروا له المكائد فلم يرد سيدنا يوسف أن يجرح مشاعرهما رغم أنهم أذاقوه صنوف اللوعة مغتفرا زلتهم ومتغمدا هفوتهم رغم اعتدائهم الصريح وتعمدهم البين 00 فقال : { بيني وبين إخوتي } فحمل الشيطان مسؤولية ما حدث 0