* صفحة مواضيع الأخت دفء المشاعر * مسابقة داعية ريجيم *

مجتمع رجيم / أرشيف دورات رجيم
كتبت : دفء المشاعر
-




(الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ )

الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 41
خلاصة حكم المحدث: صحيح

الحمد لله ذي الجلال والإكرام ، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له الملك الحقّ المبين،وأشهد أنَّ محمَّدا عبده ورسوله الصادِق الأمين، صلّى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أمّا بعدُ: أيّها المسلمون، فإذا كان إيذاءُ المسلمين يُعَدّ كبيرةً من الكبائر وجريمةً من المحرّمات فما بالكم بألوانٍ من الأذى يتضرَّر منه ملايين المسلِمين ويقع بلاؤه على مجموع الأمة؟!
فإنّ الأذية كلّما انتشرت دائرتها وتوسَّعت كان إثم مرتكِبها أعظمَ وعقوبته أشدَّ، وإذا كانت اللعنةُ تحِقّ على من يتخلّى في طرق المسلمين وظلِّهم ويؤذيهم في طرُقاتهم وهو لا يتعدَّى أفرادًا معدودين فكيف بالذين يؤذون المؤمنين فيدينهم وعَقيدتهم وتصوّراتهم ويؤذون ألوف المسلمين؟!
إنّه أذًى للهِ ورسوله كما قال الله تعالى في الحديث القدسي المتفق عليه: ((يؤذيني ابنُ آدم))،وفي القرآن المجيد: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا[الأحزاب: 57].
كما أنَّ من أذيّة المسلمين خلطَ الحقائق وتلبيس الوقائعِ وتسميم الثقافة والوعي، وقل مثلَ ذلك في مجال القيَم والأخلاق والسلوك.
كم يتأذَّى عمومُ الناس بما يُعرَض من مقروءٍ ومشاهَد ممّا يصادِم الذوقَ العام، كما يصادم الفضيلةَ والفطرة،فضلا عن أصول الشريعة ومبادِئها، أليس كل هذا أذيةً للمسلمين [وتحدّيًا] ظاهرلدينهم ومشاعرِهم؟! حتى أصبح من يريد الحفاظَ على نفسِ وأسرتِه من الوقوعِ في الانحرافِ يعاني الكثيرَ والكثيرَ.

.شرح الحديث" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه "
حدثنا آدم بن أبي إياس قال: حدثنا شعبة عن عبد الله بن أبي السفر وإسماعيل عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه .
قال أبو عبد الله وقال أبو معاوية حدثنا داود عن عامر قال: سمعت عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم. عن داود ولصار مجتمع المسلمين مجتمعا فاضلا على ما يحب الله ورسوله وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه " معناه إن الهجرة المطلوبة من كل مسلم هي ترك وهجر المعاصي والسيئات التي نهى الله عنها ونهى عنها رسوله صلى الله عليه وسلم .,والهجرة تطلق على معنيين : الأول هجرة المكان ، والثاني : هجرة الحال فالهجرة المكانية حال انتقال من دار الكفر التي يغلب الكفر على أهلها وعلى أحكامها وعلى حكامها ولا يستطيع الإنسان فيها أن يقيم شعائر دينه ولا يأمن فيها على دينه ونفسه وعرضه فينتقل من هذا المكان ومن هذه الدار إلى دار أخرى انتفى فيها هذه المثالب ويستطيع أن يقيم فيها المسلم أمنا على دينه ونفسه وعرضه فيستطيع أن يقيم فيها دينه دون خوف أو تهديد وهذا النوع من الهجرة هو ما حصل من النبي صلى الله عليه وسلم ومن المسلمين عندما انتقلوا من مكة المكرمة إلى المدينة النبوية حيث كان الكفر وقتها غالب على آهل مكة وكانوا يؤذون المسلمين ويضيقون عليهم في أمور دينهم .
وهذه الهجرة هي التي عناها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها " ذلك لان الناس لا يزال منهم قسمان قسم من آهل الخير والصلاح وقسم من أهل الشر والضلال والفساد فان غلب آهل الخير على آهل الشر والفساد في عهد من العهود أو في مكان من الأماكن فهذا هو المراد وذلك هو المطلوب وفى مثل هذا المجتمع الذي يقوى فيه آهل الخير والصلاح يستطيع الإنسان المسلم أن يقيم دينه ويعبد ربه ويأمن على نفسه وعرضه وتسمى هذه الدار دار إسلام وإيمان .وفى بعض العهود والأوقات والأماكن قد يضعف آهل الإسلام والأيمان وتضعف شوكة آهل الصلاح ويقوى عليهم آهل الشر والفساد فيضعف المسلم أن يبحث عن مكان وبيئة أصلح من هذه فيهاجر إليها ويترك هذا المكان الذي تسلط فيه آهل الكفر والضلال وقويت شوكتهم فيه وتسمى هذه الدار دار كفر .
وإما الهجرة الثانية أو النوع والقسم الثاني فهو هجرة الحال وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم فهذا الحديث " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه " فالهجرة بهذا المعنى أن يهجر المسلم السيئات والمعاصي وان ينتقل من حال المعصية والبعد عن الله ومخالفة أمره والتجرؤ على حرماته إلى حال آخر وهو حال الإقلاع عن المعاصي والذنوب وحال القرب من الله والوقوف عند حدوده .
والهجرة بالمعنى الأخير وهو ترك ما نهى الله عنه وبيان ذلك ان مما نهى الله ان يقيم المسلم فى دار الكفر مقهورا مغلوبا وهو قادر على ترك هذا المكان الى غيره مما هو آمن واصلح منه فتكون هجرته بهجران ما نهى الله عنه وهو الإقامة بين ظهراني الكفار .


فقد قال البخاري في صحيحه [ج1/ص11/برقم10] : حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ وَإِسْمَاعِيلَ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ قَالَ : (( الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ )) .

وقال مسلم [ج1/ص47/برقم64 - ( 40 )] : و حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ الْمِصْرِيُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ : إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ : أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ ؟ قَالَ : (( مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ )).

قال الحافظ في الفتح (ج1/ص55) : ( تَنْبِيه ) : هَذَا الْحَدِيث مِنْ أَفْرَاد الْبُخَارِيّ عَنْ مُسْلِم ، بِخِلَافِ جَمِيع مَا تَقَدَّمَ مِنْ الْأَحَادِيث الْمَرْفُوعَة . عَلَى أَنَّ مُسْلِمًا أَخْرَجَ مَعْنَاهُ مِنْ وَجْه آخَر .

ورمز له المزي في التحفة (ج6/ص345/برقم8834) : [خ د س] . قال : (حديث: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه . ومنهم من ذكر فيه قصة. خ في الإيمان (4) عن آدم، عن شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر وإسماعيل بن أبي خالد، كلاهما عنه به. قال: وقال أبو معاوية، عن داود يعني ابن أبي هند، عن عامر: سمعت عبد الله. وقال عبد الأعلى، عن داود، عن عامر: عن عبد الله. وفي الرقاق (26: 3) عن أبي نعيم، عن زكريا، عنه به. د في الجهاد (2: 3) عن مسدد، عن يحيى القطان . س في الإيمان (9: 1) عن عمرو بن علي، عن يحيى وفي السير (الكبرى 82: 2) عن محمد بن عبد الله بن (6345) يزيد، عن سفيان بن عيينة و(82: 3) عن يوسف بن عيسى، عن الفضل بن موسى ثلاثتهم عن إسماعيل به ).
وقال المزي في التحفة (ج6/ص381/برقم8929 ) : [م] حديث: إن رجلاً سأل النبيّ : أي المسلمين خير؟ قال: من سلم الناس) هو في متن مسلم كما مَرَّ : (من سلم المسلمون) من لسانه ويده. م في الإيمان (15: 2) عن أبي الطاهر، عن ابن وهب، عن عمرو، عن يزيد، عنه به.
ولكن :
قد عدَّه ألحميدي من المتفق عليه من مسند أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، فقال في (ج3/ص436/برقم2940) :
السادس عشر : أخرج البخاري من حديث الشعبي عن عبد الله بن عمرو عن النبي قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهاه الله عنه .
وأخرج مسلم طرفاً من حديث أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني عن عبد الله بن عمرو
أن رجلاً سأل النبي أي المسلمين خيرٌ قال من سلم المسلمون من لسانه ويده .
وكذا ، عدَّه عبد الباقي من المتفق عليه : انظر فهارس صحيح مسلم (ج5/ص87/الحديث رقم40) ط.الحلبي
ذكر الإمام ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية" عند ترجمة قاضي البصرة، الذي يُضرب بذكائه المثل: إياس بن معاوية المُزَنِي (46-122هـ)،عن أحد تلامذته أنّه قال: ذكرتُ رجلاً من المسلمين بسوء عند القاضي إياس، فنظر فيّ وقال: أغزوتَ الرّوم؟ قلتُ: لا . قال: أغزوتَ السّند والتٌرك؟ قال: لا. قال: أفيسلم منك الرّوم والسند والتّرك، ولا يسلم منك أخوك المسلم؟.
إنّها لفتة تربوية كريمة، تذكّرنا بهدي النّبوة أوّلاً، وبواقع المسلمين اليوم ثانياً.
أمّا هدي النّبوّة فذلك قول النّبي r: (المُسلم من سَلِمَ المُسلمون من لسانه ويده) أحمد والشيخان والترمذي والنسائي. فأنت ترى أنّ سلامة المسلمين من لسان أخيهم ويده، وَصْف لازمٌ لأخيهم هذا، لا يكاد من دونه يستحقّ اسم المسلم، أو يتحقّق فيه الانتماء إلى الإسلام.
كل المسلم على المسلم حرام
ولا عجب، فالمسلمون المؤمنون كالجسد الواحد وكيف يبغي بعضُ هذا الجسد على بعض؟
وكيف يعتدي عضوٌ منه على عضو آخر؟!، وإنّ أيّ اعتداء من المسلم حرام ، وكما قال رسول الله r: (كلُّ المسلم على المسلم حرام: دمه وعرضه وماله. حَسْبُ امرئ من الشّرِّ أن يحقر أخاه المسلم). أبو داود والترمذي
وإذا تأمّلت في قول الله تعالى: } وَلا يَغْتَبْ بَعْضكُمْ بَعْضاً { الحجرات-12.. – والغيبة اعتداء على سُمعة المسلم، أي عِرضه – وجدّت الّتعبير عجيباً في الّدلالة على ارتباط المسلمين ووحدتهم وانتمائهم إلى جسد واحد، فالذين يغتابون أحداً من المسلمين إنّما يغتابون (بعضهم).وأوضَحُ من هذا، أنّ الله تعالى عندما نهى عن (اللمز)، وهو الطّعن باللسان والإشارة بالعين ونحوه، قال: } وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ { . الحجرات-11
قال المفسّرون: (أي لا يَعِبْ بعضكم بعضاً، فإنّ المؤمنين كنفسٍ واحدة، فمتى عاب المؤمن مؤمناً فكأنّما عاب نفسه).
.اخواتي العزيزات
وذلك أن الإسلام الحقيقي:
هو الاستلام لله، وتكميل عبوديته والقيام بحقوقه، وحقوق المسلمين. ولا يتم الإسلام حتى يحب للمسلمين ما يحب لنفسه. ولا يتحقق ذلك إلا بسلامتهم من شر لسانه وشر يده. فإن هذا أصل هذا الفرض الذي عليه للمسلمين. فمن لم يسلم المسلمون من لسانه أو يده كيف يكون قائماً بالفرض الذي عليه لإخوانه المسلمين؟ فسلامتهم من شره ألقولي والفعلي عنوان على كمال إسلامه.
وفسر المؤمن بأنه الذي يأمنه الناس على دمائهم وأموالهم؛ فإن الإيمان إذا دار في القلب وامتلأ به، أوجب لصاحبه القيام بحقوق الإيمان التي من أهمها: رعاية الأمانات، والصدق في المعاملات، والورع عن ظلم الناس في دمائهم وأموالهم. ومن كان كذلك عرف الناس هذا منه، وأمنوه على دمائهم وأموالهم. ووثقوا به، لما يعلمون منه من مراعاة الأمانات، فإن رعاية الأمانة من أخص واجبات الإيمان، كما قال صلى الله عليه وسلم : "لا إيمان لمن لا أمانة له".
المسلم الحقيقي الذي تظهر عليهآثار الإسلام وشعائره وأماراته، هو الذي يكف أذى لسانه ويده عن المسلمين، فلا يصل إلى المسلمين منه إلا الخير والمعروف.
وفي واقع المسلمين اليوم قد تجد الرجل محافظاً على أداء الصلاة في وقتها، وقد تجده يؤدى حق الله في ماله فيدفع الزكاةالمفروضة، وقد يزيد عليها معاونا للناس يسعى في قضاء حوائجهم، وقد تجده من حجاج بيت الله الحرام ومن عُمّارة، ولكن مع هذا الخير كله قد تجده لا يحكم لسانه ولايملك زمامه، فينفلت منه لسانه فيقع في أعراض الناس ويمزق لحومهم!! فلا يستطيع أنيملك لسانه عن السب والشتم واللعن.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء وقدتجد الرجل مع ما فيه من الخير والصلاح لا يملك لسانه عن الغيبة والنميمة، ولا يملكه عن شهادة الزور وقول الزور، وقد لا يكلف لسانه عن همز الناس ولمزهم، فيجره لسانهويوقعه في كثير من الأخطاء والبلايا، فمثل هذا النوع من الناس قد فقد صفة من أبرز وأهم صفات المسلم الحقيقي.
وهناك نوع آخر من المسلمين يختلف عن النوع السابق فقدتجده يحكم لسانه ويقل به الكلام، ولكنه يؤذى المسلمين بيده، فيضرب بيده أبدان المسلمين، اعتدى على أموالهم فيسرقهم، أو يسلبهم حقوقهم أو يظلمهم فهذا أيضاً قدفقد إمارة من الإمارات الظاهرة التي تدل على إسلام المرء وعلى إيمانه.

وعلى هذا فلا يكتمل إسلام عبد حتى يحب المسلمين ويترك إيذاءهم بلسانه، ويترك إيذاءهم بيده ولا يتم إسلام عبد وأيمانه حتى يشغل لسانه في الأعمال التي يكون فيها نفع لهفي الدنيا والآخرة، فيُعمل لسانه في تلاوة كتاب الله وفي ذكره سبحانه وتعالى،ويُعمل بلسانه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر العلم النافع أو تقديمالنصيحة والمشورة المفيدة النافعة وغير ذلك من المصالح التي تعود بالنفع العاجل علىالمرء وعلى إخوانه المسلمين.
ولو تحقق أن كف المسلم لسانه عن إيذاء الناس وكفيده كذلك عن إيذاء الناس فلا يكسب بيده شراً وإنما يُعملها في الخير والنفع، ولوتحقق هذا لصار المسلم آمناً في سفره وفي إقامته وفي بيته وخارج بيته ولصار مجتمعالمسلمين مجتمعاً فاضلاً على ما يحب الله ورسوله.
آفات اللسان
قال الله تعالى (﴿إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴿ 17﴾مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ...)سورة ق
أيها الاحبةالكرام: في هاتين الآيتين يخبر الله – انه قد وكل بالانسان ملكين يكتبان عمله فكلمنها عن اليمين وعن الشمال قعيد. اي : مترصد . مايلفظ أبن ادم من قول وما يتكلم بكلمة الا لديه رقيب عتيد يراقبها معتد لذلك يكتبها , لايترك كلمة ولا حركة . كماقال تعالى : (﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾) فسنتكلم اليوم – ان شاء الله – عن هذا الكلام الذي سيسجل علينا, وسنتحدث عن أداة الكلام الخطير,ألاوهي اللسان ,لنبين في ذلك فضيلةالصمت وافة الكلام فيما لايعني.*اعلم أنه ينبغي لكل مكلف ان يحفظ لسانه عن جميعالكلام الا كلاماً ظهرت فيه المصلحة , ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة,فالسنةالامساك عنه, لأنه قد ينجز الكلام المباح الى حرام أو مكروه؛وذلك كثير في العادة , والسلامة لا يعدلها شيء .
عن ابي هريرة – عن النبي صلى الله عليه وسلم – قال عن أبي هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ، أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ)). رواه البخاريُّ ومسلِمٌ. >>
>
من هنا نلحظ خطورة اللسان وعظيم شأنه . فاللسان من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه الغريبة , فانه صغير جرمه , عظيم طاعته وجرمه , اذا لا يستبين الكفر والايمان الابشهادة اللسان , وهما غاية الطاعة والعصيان
احفظ لسانك ايها الانسان ..................... لايلدغنك انه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه .......... كانت تهاب لقائه الشجعان
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم – فيكثير من الأحاديث خطورة اللسان . ولزوم اخذ الحذر منه , فقد بينت الاحاديث اناللسان من اشد الأخطار والمخاوف المحدقة بالانسان , عن سفيان بن عبدلله – قال : قلتيارسول الله حدثني بأمر اعتصم به . قال: قل ربي الله , ثم استقم .
قلت يارسولالله ماأخوف ماتخاف عليه ؟ فأخذ بلسان نفسه , ثم قال : هذا .
يروي سيدنا معاذبن جبل – قال : قلت يارسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة , ويباعدني من النار ؟قال : لقد سألت عن عظيم , وانه ليسير على من يسره الله تعالى عليه : تعبد اللهلاتشرك به شيئاً , وتقيم الصلاة , وتؤتي الزكاة , وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال : ألا ادلك على ابواب الخير ؟ الصوم جنة , والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار , وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا : (( تتجافى جنوبهم عن المضاجع )) ثم قال : الااخبرك برأس الامر , وعموده , وذروة سنامه قلت : بلى يا رسول الله , قال : رأس الامرالاسلام ,وعموده الصلاة, وذروة سنامه الجهاد ثم قال : الا اخبرك بملاك ذلك كله ؟قلت : بلى يارسول الله , فأخذ بلسانه فقال : كف عليك هذا , قلت : يارسول الله وانالمؤاخذون بمانتكلم به؟ فقال: ثكلتك امك ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم او علىمناخيرهم الا حصائد ألسنتهم ؟
*بل قد ضمن النبي صلى الله عليه وسلم الجنة لمنحفظ لسانه , عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله - : من يضمن لي مابين لحييه وما بينرجليه اضمن له الجنه .
إذاَََََََََ فالنجاة والخلاص والامانة في حفظ اللسان , عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قلت يارسول الله ما النجاة ؟ قال : امسك عليك لسانك , وليسعك بيتك , وأبكي على خطيئتك
* قال بعضهم : مثل اللسان مثل السبع , ان لم توثقه عدا عليك ولحقك شره .

احفظ لسانك لاتقول فتبتلي .................. ان البلاء موكل بالمنطق
ومن امثله العرب وحكمها : مقتلالرجل بين فكيه .

اللهم صل وسلم وبارك على خاتم النبيين، وإمام المتقين، وأشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .

اللهم أعز الإسلام والمسلمين،وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلادالمسلمين.
عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعضكم لعلكم تذكرون ، فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .






كتبت : * أم أحمد *
-



أختي الداعيه الى الله

تعجز الكلمات عن شكركِ

وشكر مجهودكِ الرائع

والإنسان منا لا يجازي

لكن أقول








كتبت : سنبلة الخير .
-
رائع ما قدمتي لنا اختنا الحبيبة
كتبتِ فأبدعتي ياداعية رجيم
جزاكِ الله خير الجزاء
سلمت يمنياكِ
كتبت : دفء المشاعر
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة عراقيه انا:



أختي الداعيه الى الله

تعجز الكلمات عن شكركِ

وشكر مجهودكِ الرائع
والإنسان منا لا يجازي
لكن أقول













تسلمي يا قلبي يكفي انك تشجعيني لاستمر الله يبارك فيكي ويصلح ذريتك امين يا رب
كتبت : دفء المشاعر
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة ابنة الحدباء:
رائع ما قدمتي لنا اختنا الحبيبة

كتبتِ فأبدعتي ياداعية رجيم
جزاكِ الله خير الجزاء

سلمت يمنياكِ
اشكرك على الرد الاكثر من رائع ونورتي صفحتي بردك الجميل
كتبت : أم عمر و توتة
-
اختى الغالية دفء المشاعر...

لا استطيع ان اصف لك مدى تأثرى و سعادتى

بموضوعاتك الاكثر من رائعة...

فعلا احسنتى و ابدعتى و تألقتى...

جزاك الله خيرا حبيبتى و جعله الله فى

ميزان حسناتك...
الصفحات 1  2  3  4 5 

التالي

* صفحة مواضيع الأخت راجيه عفو ربها *( في مسابقة داعية رجيم)

السابق

*صفحة مواضيع الأخت دارين في*(مسابقة داعية ريجيم)

كلمات ذات علاقة
مسابقة , مواضيع , المية , المشاعر , داعية , حفل , ريجيم , صفحة