ان اختلف العلماء فعليك بتحكيم الكتاب والسنة

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : muslema
-
إن اختلف العلماء فعليك بتحكيم الكتاب والسُنة

قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا " [النساء:59]

وفي الحديث عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجة الوداع فقال إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم ولكن رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه " الحديث رواه الحاكم وقال :صحيح الإسناد احتج البخاري بعكرمة واحتج مسلم بأبي أويس وله أصل في الصحيح ( صحيح الترغيب و الترهيب للألباني)

إخوتي إن اختلف العلماء ،، عليكم بتحكيم الكتاب والسُنة
ففي الفتنة تختلط الأوراق ، والاختلافات ، ولكل وجهة هو موليها ، وواجب عليَّ أن لا أصادر رأيا ، ورأيي صواب في نظري يحتمل الخطأ ، ورأي مخالفي خطأ في نظري يحتمل الصواب ، لأن الخلاف سائغ ، فعلينا بأدب الخلاف ، والبعد عن التراشق بالاتهامات ، لأن المسألة تنبني على اختلاف شاسع في قراءة الواقع ، فليفهم الشباب ذلك ، وليحترم علماؤه ، ويعرف حرمتهم .

بالله عليكم كفوا ألسنتكم عن المشاغبات والتراشق بالاتهامات وإسقاط رموز الدعوة إلى الله تعالى واتهامات من نحو : الغلو أو الخيانة والعمالة ونحو ذلك ، فهذه القضية من أخطر ما يكون الآن وسنجني ضريبة ذلك جميعًا ،
ولذلك ندعوكم للتأدب ( بأدب الخلاف ) والاعتذار لجميع الرؤى ،
ونقول : هذه نازلة ، والاجتهاد فيها دقيق ، وتوصيف الواقع تختلف فيه النظرات ، وبالتالي لا تتهموا أحدًا ، ولنجتمع على ( حسن النوايا ) وننبذ ( سوء الظن ) ، أليس منكم رجل رشيد ؟!


إن مراعاة المآلات مسألة مهمة ، وفي ( النفق المظلم ) لا تعرف أين الغاية ؟ وبالتالي فمن يتسرع في الرؤية ويدلي بدلوه في استنتاج النتائج فقد تعجل ، والرؤية الضبابية تجعلنا نقول : انتظروا حتى تشرق الشمس ، ويلوح ضوء النهار ، فلا يمكن أن تتحرك بسيارتك بسرعة كبيرة والضباب من حولك ، ولكن انتظر وتمهل وتريث ، ولا أقول : قف !! بل تحرك في المتاح والممكن ، هذه الحكمة .
وقالوا : مَن سكت لا يكاد يندم ، كذلك من نطق لا يكاد يسلم ، والمتعجل يقول قبل أن يعلم ، ويُجيب قبل أن يفهم ، ويُحمد قبل أن يجرب ، ويُذم بعد ما يُحمد ، ويعزم قبل أن يُفكر ، ويمضي قبل أن يعزم ، والمتعجل تصحبه الندامة ، وتعتزله السلامة ، وكانت العرب تكنى العجلة أم الندامات " [ روضة العقلاء (ص216 ( ]
ولقد قال شيخ الإسلام بن تيمية
أنه قد يحصل نوع من الاجتهاد من الرجُل العظيم في العلم والدين من الصحابة والتابعين ، واجتهاده هذا يكون مقرون بالظن ونوع من الهوى الخفي –
حيث ان الرجُل المجتهد لديه ذاتيات خاصة مثلا ( مظلوم ،مقهور، سُجن ، اضطهد ، عذب ) - فبالتالي هو عنده ذاتيات فلا نجرده منها ،، لا تقول لي أنا لست إنسان حتى أحكم بموضوعية تامة
ليس هناك شيء يسمى موضوعية تامة فلا شك أنه قد يحكم بنوع من الاجتهاد و يغلب على ظنه شيء ويكون عنده نوع من الهوى الخفي فيحصل بسبب ذلك نوع من إتباعه فيه وإن كان من أولياء الله الصالحين و مثل هذا إذا وقع يصير فتنة لطائفتين
لماذا؟
لأن الشيخ المُجتهد له طائفة تعظمه و تريد تصويب ذلك الفعل و إتباعه عليه ،، و طائفة تذمه و تجعل ذلك قادحا في ولايته و تقواه ، بل يقدحون في تقواه و في بره و في كونه من أهل الجنة و في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان ،، ولا يرون بأس بتكفيره ... فنبدأ نجد لوثة جديدة من لوثات التكفير في الأمة
469281697.gif
إخوتي : إن مسألة الخروج على الحاكم فصًل فيها العلماء و الفقهاء و اشترطوا في ذلك أربعة شروط ( حمل السلاح و الخروج على إمام شرعي بتأويل سائغ و أن يكون لهم شوكة )
فمسألة الخروج على الإمام الشرعي ،، كثير من الناس يقول بكفر هذا الحاكم لأنه يسوغ لنفسه بذلك الخروج عليه
ولقد كفر الإمام الشعبي ، الحجاج بن يوسف ، وأسقط إمارته فقال : أشهد أنه مؤمن بالطاغوت كافر بالله ،،
و قال ابن حجر كفر _ الحجا بن يوسف _ جماعة: كسعيد ابن الجبير و النخعي و مجاهد و عاصم ابن أبي النجود و الشعبي كما قلنا و مع تكفيره له لم يخرجوا عليه حتى ظنوا أن الشوكة لهم .. فحينها خرجوا ...
افهموا لأن هناك بعض الناس مَن يرون بكفر الحكام ولكنهم يرون بعدم الخروج عليه لعدم وجود الشوكة ، فإن شعروا بالشوكة قالوا بالخروج .. و أن عندهم من القدرة و القوة و العصبية ما يتفوقون به على الحاكم
وفي فتنة الحجاج و إسقاط إمارته ،، وقع للخارجين عنه ما لم يكونوا يحتسبون ... فهل يعي هذا الدرس أولئك اللذين يخرجون على السلاطين بغير التحسب للقدرة فقط بالعصبيات
و مما يعجب منه أن هناك بعض الشباب يعلنون مثل هذه الشعارات و يخرجون يتلفظون بأشياء في هذا المعنى إعلان التمرد نحو من ذلك فيقعون في إشكاليات كبرى ...
و بمناسبة فتنة التكفير هذه فأقول أنه لا يحدث ذلك إلا بتحقق شروط و انتفاء موانع و أن ذلك لأهل الحل و العقد و أن ذلك لا ينبغي أن يخوض فيه طويلبة العلم و أن ذلك المسائل في غاية الحساسية و الخطورة ،، و بالتالي فلا ينبغي أن يخاض فيها هكذا ، فعندنا مسائل مرتبطة بما يسمى تكفير المعين و ضوابط العلماء تكلموا فيها و في معرفتها و يترك الأمر فيها لأهل العلم ،، و لا ينبغي أن يخاض في هذه المسائل بهذه الطريقة التي لا يتحقق فيها ضوابط الإيمان و الكفر وغير ذلك فنسأل الله العفو و العافية
469281697.gif
بلا شك كانت فتنة الخروج على الحجاج بن يوسف ، وإسقاط ولايته فتنة تاريخية صار في واقع الناس أمثالها
وشيخ الإسلام ابن تيمية له كلام في منهاج السنة الجزء الرابع صفحة رقم 527 وضع لنا حلا عمليا في كيفية التعامل مع الفتنة :
قال ففي الجملة أهل السنة يجتهدون في طاعة الله ورسوله بحسب الإمكان كما قال الله تعالى " فاتقوا الله ما استطعتم " وقال النبي صلى الله عليه وسلم " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم "
ويعنون أن الله تعالى بعث محمد صلى الله عليه وسلم بصلاح العباد في المعاش والمعاد ، وأنه أمر بالصلاح ونهى عن الفساد ، فإذا كان الفعل فيه صلاح وفساد رجحوا الراجح منهما ، فإذا كان صلاحه أكثر من فساده رجحوا فعله ، وإن كان فساده أكثر من صلاحه رجحوا تركه ...
إذاً هناك شيء اسمه الموازنات وقت الفتن ،، هناك شيء اسمه درء المفسدة
هناك شيء اسمه
إذا كانت الفتنة وكانت المصلحة محتملة وكانت المفسدة متحققة فلا يجوز الخوض في مثل ذلك
الله تبارك وتعالى بعث رسوله بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها ، فلو حصل إن عطلت المصالح وحصلت المفاسد فهنا يكون الخلل والخطأ
قال رحمه الله :
فإذا تولى خليفة من الخلفاء كيزيد وعبد الملك والمنصور وغيرهم ممَن كانت عليهم علامات استفهام كبرى فإما أن يقال يجب منعه من الولاية وقتاله حتى يولى غيره كما يفعله من يرى السيف
فهذا رأي فاسد فإن مفسدة هذا أعظم من مصلحته
وقَلَّ مَن خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير ..
كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة التي هي أهل الحِرة وكابن الأشعث الذي خرج على عبد الملك بالعراق وأمثال هؤلاء وغاية هؤلاء إما أن يُغلبوا أو إما أن يَغلِبوا ففي الغالب وإن غَلَبوا
قال ابن تيمية وإما أن يَغلبوا ثم يزول ملكهم فلا يكون لهم عاقبة
ففي النهاية الأحكام الثورية هذه لا تستديم ويترتب عليها خلل عظيم
وقال رحمه الله :
فإن عبد الله ابن عليَّ وأبا مسلم هما اللذان قتلا خلقا كثيرا وكلاهما قتله أبو جعفر المنصور
الناس الذين خرجوا _ عبد الله ابن علي وأبو مسلم وهؤلاء الناس _ بعد ذلك جاء من قتلهم وثورة نتجت عنها ثورة
أما أهل الحِرة والأشعث وابن المهلب وغيرهم فهزموا وهزم أصحابهم قال فلا أقاموا دينا ولا أبقوا دنيا
الناس خلاص فرحوا باللعبة ،، فاليوم يا مصر لو صارت الغلبة لفريق ما ،، فهل الفريق الثاني سيجلس يتفرج ؟؟!! ..
لا .. بل ستكن حروب أهلية ويصبح أننا مسكنا الحكم سنة ونعمل انتخابات ثانية ،، وسنجد كل فترة اختلافات بين الطوائف التي هي قامت ،، ونجد الأقباط يقوموا على المسلمين ونجد كثير من الطوائف والأحزاب كاليساريين والليبراليين ...
469281697.gif

إخوتي : لقد كان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة كما صنع ذلك عبد الله ابن عمر وسعيد ابن المسيب وعلي ابن الحسين و الحسن البصري ومجاهد وغيرهما نهوا عن الخروج في فتنة ابن الأشعث وغيرهم كانوا ينهون عن الحِرة وعن الخروج على يزيد
وقد استقر قول أهل السنة على ترك القتال في الفتنة ، للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم ، أصبح بنصوص عليها في كتب العقيدة أنا لا نعمل ذلك الكلام ، ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم ...
وإن كان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين ،، وباب قتال أهل البغي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يشتبه بالقتال في الفتنة ..
وابن تيمية يقول لنا – رحمه الله – أن هذه الجزئية _ القتال والخروج على الأمير - العلماء يقعوا فيها ،،
هنا المشكلة وهنا الناس يقعوا في هذه المسألة المضطربة
وقال رحمه الله : ومَن تأمل الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم واعتبر أيضا اعتبار أولي الأبصار ، وعلم أن الذي جاءت به النصوص النبوية خير الأمور ، و هذا كله مما يبين أن ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصبر علي الجور، جور الأئمة وترك قتالهم والخروج عليهم هو أصلح الأمور للعباد في المعاش والمعاد وأن من خالف ذلك متعمدا أو مخطئا لم يحصل بفعله صلاح بل فساد
لهذا أثني النبي صلى الله عليه وسلم علي _ الحسن بن عليَّ رضي الله عنه_ بقوله : إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ، و بالفعل الحسن بن عليَّ ، أخمد الفتنة وتنازل عن الإمارة لمعاوية ، وذلك حقنا للدماء
ولم يثن النبي صلى الله عليه وسلم علي أحد لا بقتال في فتنة ولا بخروج علي الأئمة لم يقل أن من يفعل هذا سيكون صحيحا ولا نزع يد من طاعة ولا مفارقة للجماعة
469281697.gif

مستفاد من رسائل فضيلة الشيخ هاني حلمي
كتبت : سنبلة الخير .
-
كتبت : *بنت الإسلام*
-
جزاك الله الجنة
بارك الله فيك
كتبت : * أم أحمد *
-
كتبت : || (أفنان) l|
-
كتبت : KEERA
-
اللهم ابعدنا من مواطن الشبهات واحفظنا من الفتن....اللهم آمين
افضل شىء فى مثل هذه الفتن ان يلزم المسلم بيته
جزت خير الجزاء اختى muslema
وسلمت يداك على الطرح المهم والمفيد
وجعله الله فى موازين حسناتك
وافادك الله ونفع بك

التالي

إلى كل أخت مسلمه لاهية!!

السابق

( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )

كلمات ذات علاقة
العلماء , الكتاب , اختلف , ان , بتحكيم , فعليك , والسنة