توضيح حديث " ويلٌ للأعقاب من النار "

مجتمع رجيم / الحديث الشريف وتفسيره
كتبت : || (أفنان) l|
-


عن عبد الله بن عمرو بن العاص وأبي هريرة وعائشة رضي الله تعالى عنهم قالوا : قال رسول الله : (ويلٌ للأعقاب من النار) .

حديث عائشة رضي الله عنها رواه مسلم دون البخاري .

= سبب ورود الحديث :

ما رواه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : تخلف رسول الله في سفر سافرناه فأدركنا وقد أرهقنا الصلاة صلاة العصر ، ونحن نتوضأ ،

فجعلنا نمسح على أرجلنا ، فنادى بأعلى صوته : "ويل للأعقاب من النار" . مرتين أو ثلاثا .

وفي رواية قال : رجعنا مع رسول الله من مكة إلى المدينة حتى إذا كنا بماء بالطريق تعجل قوم عند العصر فتوضؤوا وهم عجال ،

فانتهينا إليهم وأعقابهم تلوح لم يمسها الماء ،فقال رسول الله : "ويل للأعقاب من النار ".


= اختُلِف في معنى كلمة " ويل "

فقيل : واد في جهنم ، ولا دليل عليه .

وقيل : الحزن .

وقيل غير ذلك .

والصحيح أنها تُقال لمن وقع في الهلاك أو تعرّض لأسبابه ،

وقد تأتي للتعجّب كقوله عليه الصلاة والسلام : ويل أمِّه مسعر حرب .

والمقصود ويل لأصحاب الأعقاب الذين يُهملون غسل أعقابهم في الوضوء ؛ لأن الأعقاب إذا عُذّبت تعذّب أصحابها .

= الأعقاب : جمع عقِب ، وهو مؤخرة القدم .

قيل : ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا *** ولكن على أقدامنا قطر الدّمـا،

يعني أنهم لا يفرّون فيقع الدم على مؤخرة أقدامهم ، بل يقع على أقدامهم لمواجهة العدو .

وهذا الفرق بين التعبير بالعقِب وبالقدم .

وقد جاء في رواية لمسلم : ويلٌ للعراقيب .


= خص النبي الأعقاب بالذِّكر لأنها غالبا لا تُرى فيقصر عنها الغسل .

= في الحديث دليل على وجوب غسل الأقدام إذا كانت مكشوفة ، وفيه رد على أهل البدع الذين يقولون بمسح الأقدام وإن كانت مكشوفة .

أما إذا لم تكن مكشوفة كأن تكون مستورة بخفٍّ أو بجورب ونحوه فسيأتي الكلام عليها تحت باب المسح على الخفين .

= ولهذا كان بعض السلف يقول بنزع الخاتم عند الوضوء ، فقد كان ابن سيرين يغسل موضع الخاتم إذا توضأ .
علّقه عنه الإمام البخاري .

= وهذا الوعيد على ترك غسل الأعقاب لا يمكن أن يكون على أمر مستحب أو مسنون ، بل على ترك واجب كما سيأتي في حديث ابن عباس
" إنهما ليُعذّبان ... " .

= فيه دليل على أن من ترك شيئاً من أعضاء الوضوء فإنه يأثم ، وبالتالي لا تصح صلاته ومن ثمّ يُعذّب على تفريطه .


= ورد في رواية لمسلم : ويل للأعقاب من النار . أسبغوا الوضوء .

والصحيح أن لفظة " أسبغوا الوضوء " مُدرجة من كلام الراوي .

= إذا كان هذا الوعيد على من قصّر في الوضوء فكيف بمن قصّر في الصلاة ؟ وكيف بمن لا يتوضأ ولا يُصلّي أصلا ؟



نسأل الله السلامة والعافية .

الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم




" " lge7t9ms1sc7rx18uyh.


كتبت : سنبلة الخير .
-
جزاكِ الله خير الجزاء
سلمت يداكِ على اختيارك القيم
اثابك الله
كتبت : *بنت الإسلام*
-
بارك الله فيك علي الايضاح
كتبت : حنين للجنان
-
جزاك الرحمن خير الجزاء
على موضوعك الرائع وتوضيحك له
بوركتٍ اخيتي الغاليه
كتبت : رسولي قدوتي
-


كتبت : || (أفنان) l|
-
الصفحات 1 2 

التالي

شرح حديث ( مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد ناراً.....)

السابق

من أمثال الدعوة الإسلامية في الحديث الشريف

كلمات ذات علاقة
توضيح , يجيب , ويلٌ للأعقاب من النار