مذبحة القلعة ~*~ بلاد العرب اوطاني ~*~

مجتمع رجيم / تاريخ الامم والاحداث التاريخية
كتبت : كلمة صدق
-



مذبحة القلعة، أو مذبحة المماليك هي واقعة شهيرة في التاريخ المصري دبرها محمد علي باشا للتخلص من أعدائه المماليك، فعندما جاءته الدعوة من الباب العالي لإرسال حملة للقضاء على حركة الوهابيين في الجزيرة العربية، دعا زعماء المماليك إلى القلعة بحجة التشاور معهم، ثم أغلق خلفهم الأبواب الضخمة وأمر جنوده بإطلاق النار عليهم، ويروى أن بعض المماليك استطاعوا الهرب بتسلق أسوار القلعة وركوب أحصنتهم والهرب إلى الصعيد المصري من بينهم إبراهيم بك الذي هرب بالسودان ثم رجع بعدها بحوالى 3 سنين ليقتل بخدعة شبيهة بمذبحة القلعة.
وقد كانت هذه الفكره هي فكرة لاظوغلي باشا
وقد وقعت هذه المذبحة في يوم 1 مارس لعام 1811 ميلادية.

بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر سنة (11216 ه= 1801م)، سادت مصر حالةٌ من الفوضى والاضطراب، نتيجة لصراع المماليك على الحكم، وانقسامهم على أنفسهم، فبعضهم يسعى إلى السيطرة على الحكم في البلاد والوصول إلى السلطة بدعم من إنجلترا، التي بدأ شعورها يتنامى بأهمية مصر، وخشيت من عودة النفوذ الفرنسي إليها، ومن ثم فقد حرصت على أن توطد أقدامها في مصر، وأن يكون أصحاب السلطة فيها من الموالين لها؛ فسعت إلى تأييد تلك الطائفة من المماليك ومعاونتها على الوصول إلى الحكم.
أما الفريق الآخر فكان يرى أنه يمكنه الاستقلال بالحكم دون مساعدة من أي قوى خارجية، وذلك بإيجاد نوع من التحالف والتنسيق بين بعض قوى المماليك ذات المصالح المشتركة، والأهداف المتقاربة.

وظهرت قوة أخرى في مصر لا تقل نفوذًا ولا تأثيرًا عن المماليك الذين بدأت قواهم تخور وشوكتهم تضعف؛ نتيجة الصراع الدائم بينهم والمؤامرات المستمرة.
بدأت تلك القوة الجديدة -قوة القيادات الشعبية متمثلة في العلماء والمشايخ والتجار- يزداد تأثيرها ويتسع نفوذها مع ضعف المماليك، وأفرزت تلك القوة زعامات وطنية أصيلة حاولت أن تساهم بشكل جاد في توجيهه الأمة، وإقالتها من عثرتها، والنهوض بها في مواجهة الأخطار المحدقة بها، سواء في الداخل أو الخارج.
وشعرت تلك القيادات الشعبية والوطنية بحاجة البلاد إلى شخصية قوية يلتف حولها الجميع لتتولى زمام الأمور في لبلاد، وتقود مسيرة الحياة فيها.

ووجدت تلك القيادات بغيتها في أحد ضباط الحامية العثمانية، حيث توسمت فيه القدرة والكفاءة لتولى حكم مصر، وكان ذلك الضابط هو "محمد علي" الذي التفت حوله القيادات الشعبية حتى صدر فرمان ولايته لمصر في (12 صفر 1220ه= 12 من مايو 1805م).
وسعت تلك القيادات إلى تثبيت دعائم حكم محمد علي لمصر، فقادوا حملة لجمع التبرعات وتدبير الأموال اللازمة لدفع المرتبات المتأخرة للجنود الذين بدأ التمرد يسري بينهم، كما كان لتلك القيادات دور مهم في الإبقاء عليه واليًا للبلاد رغم محاولات "الباب العالي" نقله من مصر.

14369alsh3er.bmp
محمد علي باشا

وكان لتحالف تلك القيادات الوطنية ومن حولها جموع الشعب مع محمد علي أكبر الأثر في إلحاق الهزيمة بالحملة العسكرية الإنجليزية التي ضمت نحو أربعة آلاف جندي قرب "رشيد"، في (18 من المحرم 1222 ه= 29 من مارس 1807م) والتي جاءت لتأييد بعض عناصر المماليك، وتمكينهم من الوصول إلى الحكم في مصر ليكونوا أعوانًا لهم.
وأحس محمد علي بخطورة المماليك، وتهديدهم لأمن واستقرار البلاد؛ فعمل على إبعادهم عن القاهرة، وتعقّبهم في الصعيد، حتى استطاع أن يخضع الصعيد لحكمه، واستقرت له الأمور، وأبدى له بعض المماليك الذين فروا إلى الصعيد الطاعة والولاء، فسمح لهم بالعودة إلى القاهرة، ولكنهم ظلوا يتآمرون عليه ويدبرون المكائد للتخلص منه.
أصبحت مقاليد السلطة في مصر بيد محمد علي، واستقر له حكم البلاد، ولكنه بدأ يشعر بالقلق إزاء تصاعد نفوذ القيادة الشعبية، والزعامة الوطنية التي كانت سببًا في وصوله إلى الحكم، واختارته واليًا على البلاد، فبدأ يسعى إلى التخلص منها خوفًا من انفرادها بالحكم بعد أن تُستنزف قوته في حرب المماليك، وسعى محمد علي إلى الوقيعة بين القيادة الشعبية متمثلة في المشايخ، ثم نفى السيد "عمر مكرم" خارج القاهرة في عام [1224 ه=1809م]، واستطاع أن يقلص نفوذ المشايخ، ويحدّ من دورهم في الحياة العامة.

وبالرغم من محاولات محمد علي الدءوبة للتخلص من مراكز القوى في دولته متمثلة في زعماء المماليك، فإنه ظل يقاسي من مؤامراتهم وغدرهم، وكانت كل الدلائل تشير إلى أن المماليك سيتعاونون مع الإنجليز.
وفي بداية شهر (المحرم 1226 ه= يناير 1811م) سافر محمد علي إلى السويس، ليتفقد الأعمال التي كانت تجري في مينائها، ولكنه لم يلبث أن عاد إلى القاهرة في (10 من المحرم 1226ه= فبراير 1811م) بعد أن وصلته الأخبار بضبط رسائل مريبة متبادلة بين مماليك القاهرة، وزملائهم في الوجه القبلي.
في تلك الأثناء أرسل إليه السلطان العثماني "محمود" يطلب منه إرسال قواته إلى نجد للمساعدة في القضاء على الثورة الوهابية، وعندئذ قرر محمد علي القضاء على المماليك قبل خروج الجيش بقيادة ابنه "طوسون" إلى "نجد"؛ حتى لا يثوروا ضده بعد خروج الجيش.

لقد كانت العلاقة بين محمد على والمماليك علاقة سيئة للغاية حيث كانت نظرة محمد علي لهم تقوم على اتهامهم بالرغبة في مشاركته حكم مصر ، وفي الجانب الآخر كان المماليك يرون أن محمد على لا حق له في حكم مصر فهي إرثهم ، وقد حكمها أجدادهم عدة قرون ، بالتالى سعى المماليك للتخلص من محمد على عدة مرات دون جدوى ، وبعد محاولات لمهادنتهم اضطر محمد علي لمحاربتهم في الصعيد إلا أنه لم يستطع القضاء عليهم بالتالي لم يبقى له سوى سلاح المكر والخديعة.

وأحس محمد علي بخطورة المماليك ، وتهديدهم لأمن واستقرار البلاد فعمل على إبعادهم عن القاهرة، وتعقّبهم في الصعيد، حتى استطاع أن يخضع الصعيد لحكمه، وأبدى له بعض المماليك الذين فروا إلى الصعيد الطاعة والولاء، فسمح لهم بالعودة إلى القاهرة، ولكنهم ظلوا يتآمرون عليه ويدبرون المكائد للتخلص منه.

584977.jpg
المماليك

كان محمد علي يريد الانفراد بسلطة مصر فكان علية التخلص من الزعامة الشعبية والجند الالبانيين الذين حاولوا قتلة 1815 واكثر المشاكل التي واجهت محمد على هم المماليك الذين كانوا يرون انهم الحكام الاصلين لمصر وكانوا دائيمين التمرد والازعاج لمحمد على فلم تنفع معهم محاولات الصلح والأرضاء بالاموال التي قام بها محمد على حتى انة اراداسترضى (مراد بك)زعيم المماليك واعطاة حكم الوجة القبلى مقابل فريضة من المال وعدم مساعدة المماليك للانجليز ولكن لم يجدى هذا معهم حتى جاءت الفرصة لمحمد على وارسل السلطان العثمانى لمحمد على يطلب منة تجهيز الجيوش والخروج لمحاربة الحركة الوهابية في شبة الجزيرة العربية وهي تنسب إلى(محمد ابن عبد الوهاب)كانت في بدايتها تدعو للتجاة الدينى ثم انحرفت إلى الاتجاة السياسى ,قلق محمد علي حيث إذا خرج الجيش في هذا الوقت وترك محمد علي وحيدآ دون حماية فسوف يفكر المماليك في انتهاز هذة الفرصة والقضاء علية ،لذلك فكر محمد على في انتهاز هذة الفرصة والقضاء عليهم حيث فكر في أن يدعو زعماء المماليك ان يأتوا إلى القلعة بحجة انة سوف يقيم حفلا لتوديع الجيش الخارج لمحاربة الوهابين ,وذهبت الدعوة إلى المماليك في كل صوب من اركان مصر من مشرقها إلى مغربها ولم يشك زعماء المماليك في نية محمد على بل اتستعدوا وارتدوا الملابس الرسمية استعدادآ للحفل وهم لا يعلمون انه سوف يكون اخر يوم لهم في الحياة.

وفى يوم الحفل المشئوم(1مارس1811) استعد(محمد على)للحفل وجاء زعماء المماليك بكامل زينتهم يركبون على احصنتهم وبعد أن انتهى الحفل الفاخردعاهم محمد على لكى يمشون في موكب الجيش الخارج للحرب

واليكم المنظر لما حدث قبل بدأ المذبحة بدقائق :
يتقدم الموكب جيش كبير من الاحصنة التي يركبها جيش محمد على بقيادة ابنة (إبراهيم بك),ثم طلب محمد على من المماليك ان يسيروا في صفوف الجيش لكى يكونوا في مقدمة مودعية ,بالطبع نحن نعلم ان أرض القلعة الآن ليست مثل عام 1811 فكانت الأرض غير ممهدة ويصعب السير عليها وأيضا كانت الرؤية صعبة ومحجوبة على امراء المماليك الذين كان يسير امامهم جيش كبير من الرجال
وفى هذه اللحظة بعد ماخرج الجيش من باب القلعة اغلقت الأبواب والحراس الذين كانوا يديرون رئوسهم للمماليك استداروا لهم وانطلقت رصاصة في السماء ,لم ينتبة المماليك الا الآن ولكن بعد فوات الاوان !

img_1295730141_517.j

فقد كانت هذه هي الإشارة لبدأ مذبحة لم ينساها التارخ يوما, انهال الرصاص من كل صوب ومن كل مكان على المماليك
والسر وراء اختيار باب "العزب" لتكون مسرحا لمذبحة القلعة والتي راح ضحيتها أكثر من خمسمائة رجل من رؤوس المماليك وأعيانهم هو أن الطريق الذي يؤدى إلى باب العزب ما هو إلا ممر صخرى منحدر تكتنفه الصخور على الجانبين، حيث لا مخرج ولا مهرب، لقد كان الأمر خدعة انطلت على المماليك ونفذتها مجموعة من جنود محمد على بإحكام، ففى ذلك المكان وكما جاء في كتاب "تاريخ عصر المماليك" لعبد الرحمن الرافعى قام محمد على بدعوة أعيان المماليك إلى احتفال كبير بمناسبة تنصيب ابنه طوسون على رأس حملة متجهة إلى الحجاز لمحاربة الوهابيين، وقد لبى المماليك الدعوة وركبوا جميعا في أبهى زينة وأفخم هيئة، وكان عدد المدعوين حينها يزيد على عشرة آلاف شخص من كبار القوم ومختلف الطوائف، وسار الاحتفال على ما كان عليه الحال حينها في مثل هذه المناسبات من طعام وغناء إلى أن نادى المنادى برحيل الموكب، فعزفت الموسيقى وانتظم قرع الطبول، عندئذ نهض المماليك وقوفاً، وبدأ الموكب يسير منحدراً من القلعة، وكان يسبق المماليك كوكبة من جنود محمد على ومن ورائهم كان يسير جنوده الفرسان والمشاة وعلى إثرهم كبار المدعوين من أرباب المناصب المختلفة.

602641.jpg
باب العزب

سار الموكب منحدراً إلى باب العزب، ولم يكد هؤلاء الجنود يصلون إلى الباب حتى ارتج الباب الكبير وأقفل من الخارج في وجه المماليك وتحول الجنود بسرعة عن الطريق، وتسلقوا الصخور على الجانبين، وراحوا يمطرون المماليك بوابل من الرصاص، أخذت المفاجأة المماليك وساد بينهم الهرج والفوضى، وحاولوا الفرار، ولكن كانت بنادق الجنود تحصدهم في كل مكان، ثم انهالت الطلقات مدوية من أمامهم ومن خلفهم ومن فوقهم تحصد أرواحهم جميعاً بلا رحمة، حتى قيل أن عدد القتلى في هذه الواقعة قارب الخمسمئة ومن نجا منهم من الرصاص فقد ذُبِح بوحشية، ولم ينج ــ كما يقال ــ من هذه المجزرة سوى أمين بك الذي هرب بحصانه من فوق أسوار القلعة، ويقال إنه فر متخفيا إلى سوريا ومات هناك بعد هذه الحادثة بعدة سنوات.
فقد سقط المماليك صرعى مضرجين في دمائهم، حتى امتلأ فناء القلعة بالجثث، ولم ينج إلا واحد يسمى "مراد بك" كان في مؤخرة الصفوف، اختلف حوله المؤرخون فهناك رواية حكت عن مملوك يدعى مراد بك كان في مؤخرة الركب لما شعر ببداية إطلاق النار قرر الفرار إلا أنة لم يكن أمامه سوى سور القلعة لذلك أخذ فرسه وقفز به من فوق سور القلعة وسقط حتى اقترب من الأرض قفز من فوق حصانة ليترك حصانة يلقى مصيره بينما هو نجى واتجه بعدها إلى بلاد الشام.

اما الرواية الثانية لهرب مراد بك فتحكى أنه جاء متأخراً إلى الحفل فوجد باب القلعة قد أغلق فشعر بالمكيدة فأخذ فرسه وهرب به إلى بلاد الشام -بينما كان هناك مملوك آخر يدعى أحمد بك لم يحضر الحفلة بسبب انشغاله في أحد القرى بالتالي لم ينج سوي هذين المملوكين.

%D9%85%D8%B0%D8%A8%D

وصل خبر تلك المذبحة إلى الجماهير المحتشدة في الشوارع لمشاهدة الموكب فسرى الذعر بينهم، وتفرق الناس، وأقفلت الدكاكين والأسواق، وهرع الجميع إلى بيوتهم، وخلت الشوارع والطرقات من المارة، وسرعان ما انتشرت جماعات من الجنود الأرناؤود في أنحاء القاهرة يفتكون بكل من يلقونه من المماليك وأتباعهم، ويقتحمون بيوتهم فينهبون ما تصل إليه أيديهم، وتجاوزوا بالقتل والنهب إلى البيوت المجاورة.

7356.JPG

وكثر القتل، واستمر النهب، وسادت الفوضى ثلاثة أيام، قُتل خلالها نحو ألف من المماليك ونُهب خمسمائة بيت، ولم يتوقف هذا إلا بعد أن نزل محمد علي إلى شوارع المدينة، وتمكن من السيطرة على جنوده وأعاد الانضباط.. وهكذا استطاع محمد علي الانفراد بالحكم.
بقى مكان مذبحة القلعة الذي ما زالت تخيم عليه رائحة الموت شاهدا على ما حدث، ورغم مرور كل هذه السنوات فما زال يشعر كل من يعبر أمامه بالرهبة والانقباض وكأنه يحتفظ بين أحجاره وزواياه بصرخات المستغيثين من الموت.

لم تكن مذبحة القلعة أول مرة يقوم فيها حاكم بالقضاء على المماليك وإنما كان هناك سلسلة كبيرة بدأها المماليك أنفسهم عندما استخدموا إسلوب الإغراق أو النفى وذلك من أجل التخلص من عناصر النظام القديم؛ ثم تطورت بعد ذلك لنجد أن العثمانيين أنفسهم يحاولون التخلص من المماليك لذلك نجدهم في عام 1801م يدعون المماليك لسفينة القيادة الراسية فى ميناء الاسكندرية بدعوى حضور وليمة ، وما أن وصل المماليك حتى بدأت المذبحة ولولا تدخل الانجليز الذين كانوا موجودين بالاسكندرية لتم القضاء عليهم تماما؛ ثم تكرر هذا الموقف مرة أخرى عندما دعى العثمانيون المماليك إلي أبي قير بالاسكندرية لوليمة أعدت لهم وهنا استطاع العثمانيون القضاء على عدد كبير منهم ، ولم ينج سوى البرديسي ومملوك أخر من المذبحة .
كتبت : || (أفنان) l|
-
موضوع فعلاً رائع استفدت منه كثيراً جزاك الله خير

فعلاً دراسة التاريخ شئ ممتع ولكن للأسف ليس كل الناس يقدروا يتذوقوا متعة قراءة التاريخ
مذبحة القلعة فعلاً
كانت نقطة تحول في تاريخ مصر الحديث وانتقالها الى عصر آخر مع محمد علي باشا
كتبت : كلمة صدق
-
شكرا لك غاليتي على مرورك الكريم
نورتي الموضوع بطلتك يا قمر
دمت بود
كتبت : بنتـ ابوها
-

استمعت بقراءة موضوعك
تسسلم ايدينك حبيبتي
مشاركتك روعه

كتبت : كلمة صدق
-
شكرا يا غاليتي على مرورك الكريم
دمت بود
كتبت : um rawan
-
افادك الله حبيبه
معلومات قيمه
بارك الله فيك
القسم دائما منور بيك
شكرا
الصفحات 1 2 

التالي

صبر ايوب عليه السلام

السابق

تعالوا شوفوا قانون الزواج العثماني ..

كلمات ذات علاقة
مذبحة , العرب , القلعة , اوطاني , بلاد