تفسير قوله تعالى: : { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا }

مجتمع رجيم / القرآن الكريم وعلومه
كتبت : كلمة صدق
-

إن ترك المعاصي كلها لا يقوى عليه إلا الصديق ، وفعل المأمور به قد يقدر عليه كل الناس بقدر الطاقة؛

ولذا جاء عن عمر رضي الله تعالى عنه قال:
( عجب ربنا لشاب ليست له صبوة! )
لأن ترك المعاصي ليس بالأمر الهين.

ولما سئل أيهما خير: شخص تراوده نفسه لعمل المعاصي فيكف أو شخص لا تراوده نفسه أبداً؟ فأيهما أقوى وأفضل عند الله؟ قال: الشخص الذي تراوده نفسه ويمنعها أفضل من الشخص الذي لا تراوده نفسه.

وبهذا نعلم تفسير قوله تعالى: : { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا }
[يوسف:24]


ونعلم وجه الرد على من قال: كيف يهم بها وهو نبي؟!
وقد أجاب العلماء
بأن الهم الموجود عند يوسف عليه السلام هو الدواعي الجبلية في الإنسان،

فأي إنسان كان جائعاً ورأى طعاماً، فالنفس بطبيعتها تشتهي هذا الطعام،

ولكن يأتي بعد ذلك النظر: هل هو حلال فيأكل منه أو هو حرام -كأن يكون ملكاً لغيره أو محرماً لذاته- فيكف عنه؟
لكن رغبة النفس موجودة، فالقدرة هنا والعفة والتقى أن يكف يده عما ليس له فيه حق.

ولو كان مريضاً سقيماً ولم يأكل منه لتلك العلة، وقال: أتعفف عن الحرام، وليس الأمر كذلك، وإنما الذي منعه المرض

، أما نبي الله يوسف فلو لم يكن لديه ميل فطري، وغريزة الجنس؛ لما كان مكتملاً من الناحية الإنسانية،

قال الله: { لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } [يوسف:24]

إذاً: هو كف الهم الجبلي الذي يراود النفس،
ولكن عصمه الله، فكف عن الحرام مع وجود الدوافع؛

وهنا تكمن قيمة العفاف وفضله، لا ذلك العجز الذي يريد البعض أن يصفوا به نبي الله يوسف .

إذاً: المرأة كانت حريصة غاية الحرص على أن يحصل ما همت به، فغلقت الأبواب، وقالت: هيت لك،

ولكن هو ما هم، ولا حرص أن يفعل، وإنما عرضت عليه خطرات النفس البشرية،
ولكنه كف مع وجود الدوافع،

والحرص على الفعل قد يكون له حكم الفعل
كما في الحديث:
( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قيل: هذا القاتل، فما بال المقتول؟! قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه )،
متفق عليه
ففرق بين من هم وكان همه مجرد خطرات تتردد في النفس، وبين من هم هماً جازماً مؤكداً وما رده إلا العجز والتقصير.


lco43qd9rxd8eimktgmf
كتبت : || (أفنان) l|
-
موضوع رائع أستفدت منه كثيراً سلمت يمينك

جزاك الله خير الجزاء

وإسمحي لي بهذا الشرح للحديث
بارك الله فيك




وعن أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قلت: يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول ؟
قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه )) متفق عليه


الشَّرْحُ
قوله: إذا التقى المسلمان بسيفيهما أي: يريد كل واحد منهما أن يقتل الآخر فسل عليه السيف وكذلك لو أشهر عليه السلاح كالبندقية أو غيرهما مما يقتل كحجر ونحوه .
فذكر السيف هنا على سبيل التمثيل وليس على سبيل اليقين بل إذا التقى المسلمان بأي وسيلة يكون بها القتل فقتل أحدهما الآخر فالقاتل والمقتول
في النار والعياذ بالله
فقال أبو بكرة للنبي صلى الله عليه وسلم: هذا القاتل ؟
يعني أن كونه في النار واضح لأنه قتل نفساً مؤمنة متعمداً والذي يقتل نفساً مؤمنة متعمداً بغير حق فإنه في نار جهنم .
قال الله تعالى: "ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً "
فأبو بكرة رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم:
هذا القاتل وهذه الجملة هي ما يعرف في باب المناظر بالتسليم يعني سلمنا أن القاتل في النار
فما بال المقتول كيف يكون في النار ؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه فهو حريص على قتل صاحبه ولهذا جاء بآلة القتل ليقتله ولكن تفوق عليه الآخر فقتله فيكون هذا والعياذ بالله بنيته القتل وعمله السبب الموصل للقتل يكون كأنه قاتل ولهذا قال لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه .
ففي هذا الحديث: دليل على أن الأعمال بالنيات وأن هذا لما نوى قتل صاحبه صار كأنه فاعل ذلك أي كأنه قاتل وبهذا نعرف الفرق بين هذا الحديث
وبين قوله صلى الله عليه وسلم: من قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد وقوله فيمن أتى ليأخذ مالك: إن قتلته فهو في النار وإن قتلك فأنت شهيد .
وذلك لأن الإنسان الذي يدافع عن ماله وأهله ونفسه وعرضه إنما دافع رجلاً معتدياً صائلاً لا يندفع إلا بالقتل، فهنا إذا قتل الصائل كان في النار وإن قتل الدافع كان شهيداً في الجنة فهذا هو الفرق بينهما، فبهذا علم أن من قتل أخاه مريداً لقتله فإنه في النار ومن قتله أخوه وهو يريد قتل أخيه لكن عجز فالمقتول أيضاً في النار .
وفي هذا الحديث: دليل على عظم القتل وأنه من أسباب دخول النار والعياذ بالله .
وفيه: دليل على أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يوردون على الرسول صلى الله عليه وسلم الشبهة فيجيب عنها .
ولهذا لا نجد شيئاً من الكتاب والسنة فيه شبهة حقيقية إلا وقد وجد حلها، إما أن يكون حلها بنفس الكتاب والسنة من غير إيراد سؤال وإما أن يكون بإيراد سؤال يجاب عنه .
ومن ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما أخبر الدجال يمكث في الأرض أربعين يوماً اليوم الأول كسنة والثاني كشهر والثالث كالأسبوع وبقية الأيام كأيامنا سأله الصحابة هذا اليوم كسنة هل تكفينا فيه صلاة يوم واحد ؟

قال: لا، لكن اقدروا له قدره ففي هذا أبين دليل على أنه لا يوجد والحمد لله في الكتاب والسنة شيء مشتبه لا حل له لكن الذي يوجد قصور الأفهام تعجز عن معرفة الحل أو تقصير في الطلب والتأمل والتفتيش فيشتبه عليه الأمر .
أما في الواقع فليس في الكتاب والسنة شيء مشتبه إلا وجد حله في الكتاب أو السنة إما ابتداء وإما جواباً عن سؤال يقع من الصحابة
والله الموفق
من شرح رياض الصالحين لابن عثيمين
.

كتبت : اميرة حلوة
-
بارك الله فيكم حبيباتي عالطرح الرائع و الشرح الوافي

جعله الله في ميزان حسناتكم
كتبت : شايموستا
-
بارك الله فيكي و جزاكي كل خير
كتبت : ღ♥ بسمة الحياة ღ♥
-
بارك الله فيكم حبيباتي عالطرح الرائع و الشرح الوافي

جعله الله في ميزان حسناتكم



كتبت : كلمة صدق
-
طموحي ...
شكرا لك غاليتي على الاضافة

غالياتي .. شكرا لمروركن العطر
دمتن بكل الود
الصفحات 1 2  3 

التالي

ولا تركنوا إلى الذين ظلموا

السابق

فضل قراءة القرآن بالليل والناس نيام

كلمات ذات علاقة
تعالى , تفسير , بِهَا , بِهِ , هَمَّتْ , وَلَقَدْ , وَهَمَّ , قوله