الدولة العباسية
تسلم العباسيون الخلافة سنة 132هجرية 750م و استمروا فيها حتى 656هجرية 1258م
و حكم فيها 37 خليفة بدءاً بأبي العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عباس حتى آخر الخلفاء العباسيين المعتصم بالله أبي أحمد عبد الله بن المستنصر. و من أبرز خلفاء بني العباس أبو جعفر المنصور ثاني الخلفاء (136-158هجرية754-775م) الذي عرف بإدارته الحازمة و الناجحة , و بناء مدينة بغداد الذي باشر فيها سنة 145 هجرية و قد تألق المهندسون العراقيون في إحكام قواعدها و تنظيم أمكنتها و تشييد بنائها , و قد روعيت فيها أكثر أساليب بناء المدن تحضراً و تحقيقاً لوظيفة اجتماعية سياسية و عسكرية و ثقافية و اقتصادية للمدينة.
و قد عرفت بمدينة المنصور و المدينة المدورة و دار السلام و أنشئت في الجانب الغربي من دجلة.
ازدهرت بغداد في عهد الخليفة الخامس هارون الرشيد ( 170-193 هجرية781-809م) الذي عرف عصره بازدهاره الثقافي و الاجتماعي و الاقتصادي فسمي بالعصر الذهبي حيث بلغت فيه بغداد قمة فخامتها عمرانياً و ظهر الجانب الشرقي من المدينة حافلاً بقصوره و حماماته و أسواقه و مدارسه و مساجده غير أن ازدهارها الحقيقي تمثل بازدهار العلم و المعرفة و الأدب و انتقال الثقافة العربية إلى آفاق عالمية واكبت تعاظم الدور الاجتماعي و الاقتصادي لبغداد. فلم تكن بغداد مجرد ظاهرة عمرانية أو سياسية على أهمية ذلك إنما بداية لعصر من الإبداع الحضاري حيث انتقل إليها العلماء من المدينة المنورة و الكوفة و البصرة و اصبح رمزاً لمدرسة فكرية موحدة و قبلة للعلم يقصدها طلابه من مختلف الأنحاء فازدهرت فيها الترجمة و قاد بيت الحكمة حركة اطلاع واسعة على التراث العالمي.
شهدت الخلافة العباسية تنافس عناصر السكان الذين حوتهم و في الفترة التي حكم فيها المعتصم بالله بن هارون(218هجرية833م) ظهر دور الجند الأتراك الذين تزايدوا فيما بعد و اخذوا يتدخلون في سياسة الدولة فاضطربت أحوال الخلافة و استمر تردي الإدارة فيها إلى دخول البويهيين.