** نشأة التسمية بأهل السنة والجماعة **

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : * أم أحمد *
-
8) أهل السنة هم أعلم الناس بأحوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأقواله وأفعاله :


وأهل السنة هم أعلم الناس بأحوال صاحبها صلى الله عليه وسلم ، وأقوالهوأفعاله ، وأعظمهم محبة وموالاة لها ولأهلها.


* ( إنّ أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية : أهل الحديث والسنة ،الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله،وأعظمهم تمييزا بين صحيحها وسقيمها ، وأئمتهمفقهاء فيها ، وأهل معرفة بمعانيها واتباعا لها ، وتصديقا وعملا وحبّا ، وموالاةلمن والاها ، ومعاداة لمن عاداها ، الذين يروون المقالات المجملة إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة).

) أهل السنّة هم كل من يحب الحديث النبوي ويلتزم به :




وأهل السنة أوالحديث ليس المقصود بهم فقط المشتغلون بهذا الفن - علم الحديث - بل هم كل من يحب الحديث ويعي ويلتزم به ، ويدعو إليه ، سواء أكان محدثا أم فقيها أم أميرا أم عاميا.

* ( ونحن لا نعني بأهل الحديث المقتصرين على سماعه ، أو كتابته ،أو روايته ، بل نعني بهم : كل من كان أحقّ بحفظه ومعرفته وفهمه ظاهرا وباطنا ، واتباعه باطنا وظاهرا ، وكذلك أهل القرآن. وأدنى خصلة في هؤلاء : محبة القرآن والحديث، والبحث عنهما ، وعن معانيهما ، والعمل بما علموه من موجبهما ، ففقهاء الحديث أخبر بالرسول من فقهاء غيرهم ، وصوفيتهم أتبع للرسول من صوفية غيرهم ، وأمراؤهم أحقّ بالسياسة النبوية من غيرهم ، وعامتهم أحقّ بموالاة الرسول من غيرهم ).

10) أهل السنة متفاوتون في معرفة السنة والإلمام بها والصبر عليها :



* ( السنة هي:

ما تلقاه الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

وتلقاه عنهم - أي عن الصحابة - التابعون ،

ثم تابعوهم - أي تابعي التابعين - إلى يوم القيامة ،

وإن كان بعض الأئمة بها - أي بالسنة - أعلم وعليها أصبر )
11) أهل السنة تختلف اجتهاداتهم تبعا لتفاوت علمهم بالسنة :



وأهل السنة لما كانوا متفاوتين في الإلمام بالسنة اختلفت اجتهاداتهم بناء على ذلك في بعض مسائل العلم بما قد يكون مخالفا للسنة الثابتة.

* ( ولهذا وقع في مثل هذا كثير من سلف الأمة وأئمتها : لهم مقالات قالوها باجتهاد ، وهي تُخالف ما ثبت في الكتاب والسنة).

12) أهل السنة يضبطون اختلاف اجتهاداتهم بالحرص على الوحدة والائتلاف:



وأهل السنة والجماعة كانوا يختلفون فيما بينهم على المسائل العلمية والعملية، ولكنهم يضبطون سلوكهم - مهما كان حجم الخلاف - بأدب الاختلاف من الودّ والألفة ، والاحترام المتبادل في إطار أساسي هو : المحافظة على الجماعة والائتلاف وجمع الشمل ، ونبذ التفرق والاتهام.




* ( إنّ الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم ، بالحق وأنزل عليه الكتاب ، وكان قد بعث إلى ذوي أهواء متفرقة ، وقلوب مشتتة ، وآراء متباينة ، فجمع به الشمل ، وألّف به بين القلوب ، وعصم به من كيد الشيطان.


ثم إنّه سبحانه وتعالى بيّن أنّ هذا الأصل - وهو الجماعة - عماد لدينه .. وقدكره النبيّ صلى الله عليه وسلم ، من المجادلة ما يفضي إلى الاختلاف والتفرق .. فوصف الفرقة الناجية بأنهم المستمسكون بسنته ، وأنهم هم الجماعة .. وقد كان العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إذا تنازعوا في الأمر اتبعوا أمر الله تعالى في قوله : " فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيروأحسن تأويلا". . وكانوا يتناظرون في المسألة مناظرة مشاورة ومناصحة ، وربما اختلف قولهم في المسألة العلمية والعملية ، مع بقاء الألفة والعصمة وأخوة الدين .. وأما الاختلاف في الأحكامفأكثر من أن يضبط ، ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا ، لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوة ).




* ( وإني أقرر أنّ الله قد غفر لهذه الأمة خطأها : وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية ، والمسائل العملية. وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ، ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسق ولا معصية )




* ( وأبوحنيفة وأصحابه لا يجوزون الاستثناء في الإيمان بكون الأعمال منه ،ويذمّون المرجئة. والمرجئة عندهم الذين لا يوجبون الفرائض ولا اجتناب المحارم ، بل يكتفون بالإيمان .. فتبيّن أنّ النزاع في المسألة قد يكون لفظيا .. والمقصود هنا أنّ النزاع في هذا كان بين أهل العلم والدين من جنس المنازعةفي كثير من الأحكام . وكلهم من أهل الإيمان والقرآن ).

13) أهل السنة لا يخرج الحق عنهم :



وأهل السنة بالرغم من هذا لا يخرج الحق عن جماعتهم ، لأن جماعة أئمتهم وعلمائهم تقوم مقام النبوة في حفظ هذا الدين ، كل في المجال الذي يسرّه الله له.



* ( وأما أهل العلم فكانوا يقولون : هم ( الأبدال ) لأنهم أبدال الأنبياء ، وقائمون مقامهم حقيقة ، ليسوا من المعدمين الذين لا يعرف لهم حقيقة ، كل منهم يقوم مقام الأنبياء في القدر الذي ناب عنهم فيه : هذا في العلم والمقال ، وهذا في العبادة والحال ، وهذا في الأمرين جميعا ).



* ( فيهم الصدّيقون والشهداء والصالحون ، ومنهم أعلام الهدى ومصابيح الدّجى ، أولوا المناقب المأثورة ، والفضائل المذكورة ، وفيهم الأبدال . الأئمة الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم ).
14) أهل السنة هم الطائفة المنصورة:


وأهل السنة لما كانوا هم أهل الهدى ودين الحق ، ولما كان الله وعد بأن ينصرهذا الدين ويظهره على الدين كلّه ، كان أهل السنة هم أهل الطائفة المنصورةالتي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.


* ( هم الطائفة المنصورة ، الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم : \" لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة\" ).


* ( هم الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة ، الظاهرون على الحق ، لأن الهدى ودين الحق الذي بعث الله به رسله معهم . وهو الذي وعد الله بظهوره على الدين كله ، وكفى بالله شهيدا ).

15) أهل السنة بشر عاديون منهم الصديقون ومنهم العصاة :


وأهل السنة والجماعة بشر عاديون ، منهم الصديقون ، والشهداء ،ومنهمالعصاة والدهماء ، ولكن الخير هو الغالب عليهم بالنسبة لغيرهم ، كما أن الشر غالب على غيرهم بالنسبة لهم.


* ( إن المنتسبين إلى السنة والحديث وإن كانوا أصلح من غيرهم من أشباههم ، فالسنة في الإسلام كالإسلام في الملل ، كما أنه يوجد في المنتسبين إلى الإسلام ما يوجد في غيرهم ، وإن كان كل خير في غير المسلمين فهو في المسلمين أكثر ،وكل شر في المسلمين فهو في غيرهم أكثر، فكذلك المنتسبة إلى السنة - قد يوجد فيهم ما يوجد في غيرهم - وإن كان كل خير في غيرأهل السنة فهو فيهم أكثر ، وكل شر فيهم فهو في غيرهم أكثر ).

16) أهل السنة هم الجمهور الأكبر والسواد الأعظم من أمة محمّد صلى اله عليه وسلم:



أهل السنة والجماعة إذن هم الجمهورالأكبر ، والسواد الأعظم، من أمة محمّدممن تمسكوا بكتاب ربهم ، وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، وأحبّوا أصحابه، ووالوهم ، وأخذوا عنهم الحديث النبوي الشريف ، علما وعملا ، فقها وسلوكا،فهم الذين يرفعون شعار القرآن والسنة والإجماع ،فيتمسكونبجماعتهم ،ويلمون شملها ، ويحافظون على ائتلافها ، وينضوون تحت رايتهابعيدين عن رايات وشعارات الفرق الضالة من أهل الشذوذ والتفرّق والأهواء والاختلاف،وداخل جماعة أهل السنة يتفاوت الناس في العلم والخير والشر، والعدل والظلم، والصبر والبغي، والكف والعدوان ،ولكنهم خلال ذلك يعلمون أنالاعتصام بالأخوة والموالاة والائتلاف هو أصل جماعتهم ،وعماد دينهم ، وحقيقة هويتهم ، ورحمة ربهم لهم.



يتبع لطفاً

كتبت : * أم أحمد *
-
الخصائص الأخلاقية والسلوكية لأهل السنة والجماعة :



1/ أهل السنة خير الناس للناس:


أهل السنة والجماعة كما رأيناهم حملة ميراث النبوة في جانبيها العلمي والعملي ،ولا شك أن أبرز الجوانب العلمية في الهدي النبوي هو الجانب الأخلاقي ،ولذلك فإن أخلاق النبوة - من رحمة ومحبة الخير للناس ، واحتمال أذاهم ،والصبر على دعوتهم إلى آخر ذلك ...- هي المنبع الذي يستقي منه أهل السنة خصائصهم السلوكية والأخلاقية والتي لا تقل أهمية في منظور الحق عنميراث العلم والهدي الذي اختص به الله هذه الفرقة الناجية بفضله ورحمته.


* ( الرسول صلى الله عليه وسلم ،بعثه الله تعالى هدى ورحمة للعالمين.فإنه كما أرسله بالعلم والهدى والبراهين العقلية والسمعية ، فإنه أرسله بالإحسان إلى الناس ، والرحمة لهم بلا عوض ، والصبر على أذاهم واحتماله ،فبعثه بالعلم والكرم والحلم : عليم هاد ،كريم محسن ،حليم صفوح...
فهو يعلّم ويهدي ، ويصلح القلوب ، ويدلّها على صلاحها في الدنيا والآخرة بلا عوض . وهذا نعت الرسل كلهم...وهذه سبيل من اتبعه..وكذلك نعت أمته بقوله : (كنتم خير أمة أخرجت للناس..).
قال أبو هريرة : كنتم خير الناس للناس: تأتون بهم في السلاسل حتى تدخلوهم الجنة ، فيجاهدون - يبذلون أنفسهم وأموالهم - لمنفعة الخلق وصلاحهم ، وهم يكرهون ذلك لجهلهم.
كما قال أحمد في خطبته ( الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل ،بقايا من أهل العلم ، يدعون من ضل إلى الهدى. ويصبرون منهم على الأذى.يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى. فكم من قتيل لإبليسقد أحيوه ، وكم ن ضال تائه قد هدوه ، فما أحسن أثرهم على الناس ، وأقبح أثر الناس عليهم إلى آخر كلامه....وهو سبحانه وتعالى يحب معالي الأخلاق ويكره سفاسفها ،وهو يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات ، ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات. وقد قيل - أيضا - وقد يحب الشجاعة ،ولو على قتل الحيات. ويحب السماحة ،ولو بكف من تمرات ).


2/ أهل السنة يأتمون بالكتاب ولسنة في جميع علاقاتهم:



وأهل السنة والجماعة في أخلاقهم وسلوكهم يأتمون بالكتاب والسنة ،سواء في علاقتهم مع بعضهم أو مع غيرهم.

* ( يأمرون بالصبر عند البلاء ، والشكر عند الرخاء ، والرضا بمرّ القضاء، ويدعون إلى مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال. ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم :\"أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا\"يندبون إلى أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك ، ويأمرون ببرّالوالدين ،وصلة الأرحام ، وحسن الجوار ، والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل ، والرفق بالمملوك ، وينهون عن الفخر والخيلاء ، والبغي والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق ، ويأمرون بمعالي الأخلاق ، وينهون عن سفاسفها ، وكل ما يقولونه أو يفعلونه من هذا أو غيره ، فإنما هم فيه متبعـون للكتاب والسنة).
3/ أهل السنة هم أهل الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر مع الحفاظ على الجماعة:


وأهل السنة لذلك هم أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فهذا هوالأصل الأول ، والقاعدة العظيمة ، التي جعلتهم خير أمة أخرجت للناس ، ولكنهميقومون بذلك على ما توجبه الشريعة ، فيلتزمون في الوقت نفسه أصلا آخر ، وقاعدة أخرى عظيمة ، هي الحفاظ على الجماعة ، وتأليف القلوب ، واجتماعالكلمة ، ونبذ التفرق والاختلاف.

* ( يأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، على ما توجبه الشريعة ، ويرونإقامة الحج والجهاد ، والجمع والأعياد مع الأمراء - أبرارا كانوا أو فجارا - ويحافظون على الجماعات ، ويدينون بالنصيحة للأمة ،ويعتقدون معنى قولهصلى الله عليه وسلم : \" المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضا \" .وشبّك بين أصابعه صلى الله عليه وسلم . وقوله صلى الله عليه وسلم : \" مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر\".

* ( ويجب على أولي الأمر وهم علماء كل طائفة ، وأمراؤها ومشائخها ، أن يقوموا على عامتهم ، يأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، فيأمرونهم بماأمر الله به ورسوله ، وينهون عما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم ).

* ( من الأمر بالمعروف : الأمر بالائتلاف والاجتماع ، والنهي عن الاختلاف والفرقة ).


4/ أهل لسنة يحافظون على الجماعة ،ويلتزمون الطاعة في المعروف :

وأهل السنة عندما يحافظون على الجماعة ، ويلتزمون الطاعة ، يفعلون ذلك منمنطلق العلم الشرعي والعمل به ، ولذلك - ومن المنطلق نفسه - فهم يطيعون في طاعة الله ، ولا يطيعون في معصية الله.

* ( إنّ الطريقة الوسطى التي هي دين الإسلام المحض ،جهاد من يستحق الجهاد- كهؤلاء القوم المسؤول عنهم ( ويقصد التتار) - مع كل أمير وطائفة هي أولى بالإسلام منهم ، إذا لم يمكن جهادهم إلا كذلك ، واجتناب إعانة الطائفة التي تغزو معها على شيء من معاصي الله. بل يطيعهم في طاعة الله ، ولا يطيعهم في معصية الله. إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وهذه طريقة خيار هذه الأمة قديما وحديثا ، وهي واجبة على كل مكلّف. وهي متوسطة بين طريقة الحروريةوأمثالهم ممن يسلك مسلك الورع الفاسد الناشئ عن قلة العلم ، وبين طريقة المرجئة وأمثالهم ممن يسلك مسلك طاعة الأمراء مطلقا وإن لم يكونوا أبرارا ).


5/ أهل السنة يحملون أمانة العلم وأمانة المحافظة على الجماعة :


وأهل السنة والجماعة إذن يحملون أمانة مزدوجة لا يقل ثقل إحداهما عن الأخرى ، الأولى أمانة العلم والالتزام والدعوة والجهاد ، والأخرى أمانة المحافظة على الجماعة المسلمة بمعناها العام والشامل. وهم يسيرون في ذلكبميزان دقيق على هدي من الشرع الحكيم وحده ، متحررين من سلطة الهوى وألف العادة ، وسيطرة المذهب أو الطريقة أو الطائفة أو ماشابه ذلك.

* ( إنما الواجب بيان ما بعث الله به رسله ، وأنزل كتبه ، وتبليغ ما جاء به الرسل عن الله ، والوفاء بميثاق الله الذي أخذه العلماء. يجب أن يعلم ما جاءت به الرسل ، ويؤمن به ، ويبلغه ، ويدعوإليه ، ويجاهد عليه ، ويزن جميع ما خاض الناس فيه من أقوال وأعمال في الأصول والفروع الباطنة والظاهرةبكتاب الله وسنة رسوله ، غير متبعين لهوى : من عادة أو مذهب أو طريقة أو رئاسة أو سلف ، ولا متبعين الظنّ : من حديث ضعيف أو قياس فاسد - سواء كان قياس شمول أو قياس تمثيل - أو تقليد لمن لا يجب اتباع قوله وعمله. فإن الله ذمّ في كتابه الذين يتبعون الظنّ وما تهوى الأنفس ، ويتركون اتباع ما جاءهم من ربّهم من الهدى ).
6/ أهل السنة ولاؤهم للحق وحده :


فأهل السنة والجماعة إذن ولاؤهم الأول للحق وحده ، ومن هذا المنطلق فإنهمينظرون إلى كل فرد أو طائفة أو تجمع على هذا الأساس وحده ،وليس على أساس من التعصب الجاهلي للقبيلة أو المدينة أو المذهب أو الطريقة أو التجمع أو الزعامة.

* ( وليس لأحد أن يعلق الحمد والذم ، والحب والبغض ، والموالاة والمعاداة ، والصلاة واللعن ، بغير الأسماء التي علق الله بها ذلك : مثل أسماء القبائل ، والمدائن ، والمذاهب ، والطرائق المضافة إلى الأئمة والمشايخ ، ونحو ذلك مما يراد به التعريف ...فمن كان مؤمنا وجبت موالاته من أي صنف كان. ومن كان كافرا وجبت معاداته من أي صنف كان... ومن فيه إيمان وفيه فجور أعطي من الموالاة بحسب إيمانه : ومن البغض بحسب فجوره ، ولا يخرج من الإيمان بالكلية بمجرد الذنوب والمعاصي ، كما يقوله الخوارج والمعتزلة ، ولا يجعلالأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون بمنزلة الفساق في الإيمان والدين والحب والبغض والموالاة والمعاداة).
7/ أهل السنة يوالي بعضهم بعضا ولاءً عاما ويعذر بعضهم بعضا :



وأهل السنة والجماعة لذلك يوالون بعضهم البعض ولاءً عاما ، بغض النظر عنانتماءاتهم المختلفة لحزب أو جماعة أو إتجاه أو اجتهاد معين ، بل الأصل أن يكونوا جميعا يدا واحدة ، ويعذرون بعضهم بعضا ، ولا يسارعون إلى الاتهام أو التضليل لبعضهم البعض.

* ( الواجب أن يقدم من قدمه الله ورسوله ، ويؤخر من أخره الله ورسوله ، ويجب ما أحبه الله ورسوله ، ويبغض ما أبغضه الله ورسوله ، وينهى عما نهىالله عنه ورسوله ، وأن يرضى بما رضي الله به ورسوله، وأن يكون المسلمون يدا واحدة ، فكيف إذا بلغ الأمر ببعض الناس إلى أن يضلل غيره ويكفّره ، وقد يكون الصواب معه : وهو الموافق للكتاب والسنة ، ولو كان أخوه المسلم قد أخطأ في شيء من أمور الدين : فليس كل من أخطأ يكون كافرا ولا فاسقا ، بلقد عفا الله لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان ).
8/ أهل السنة يوالون ويعادون على أساس الدين ولا يمتحنون الناس بما ليس من عند الله :


وأهل السنة والجماعة لا يمتحنون الناس بأمور ما أنزل الله بها من سلطان ،ولا يتعصبون لأسماء أو شعارات ، أو تجمعات أو زعامات ، بل يوالون ويعادون على أساس الدين والتقوى ، ولا يتعصبون إلا لجماعة المسلمين بمعناها الحقيقي ، وهي الجماعة التي ترفع راية القرآن والسنة ، وهدي السلف الصالحرضي الله عنهم.

* ( فالواجب الاقتصار في ذلك والاعراض عن ذكر يزيد بن معاوية وامتحان المسلمين به ، فإن هذا من البدع المخالفة لأهل السنة والجماعة. وكذلك التفريق بين الأمة وامتحانها بما لم يأمر الله به ولا رسوله ، مثل أن يقال للرجل : أنت شكيلي أو قرفندي. فإن هذه الأسماء باطلة ما أنزل الله بها من سلطان. وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا في الآثار المعروفة عن السلف الأئمة لا شكيلي ولا قرفندي . والواجب على المسلم إذا سئل عن ذلك أن يقول : لا أنا شكيلي ولا قرفندي : بل أنا مسلم متبع لكتاب الله وسنة رسوله ).

* ( بل الأسماء التي قد يسوغ التسمي بها مثل انتساب الناس إلى إمام كالحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي ، أو شيخ كالقادري والعدوي ونحوهم ، أو مثل الانتساب إلى القبائل كالقيسي واليماني ، وإلى الأمصار كالشامي والعراقي والمصري ، فلا يجوز لأحد أن يمتحن الناس بها ، ولا يوالي بهذه الأسماء ، ولايعادي عليها ، بل أكرم الخلق عند الله أتقاهم من أي طائفة كان ).

* ( فكيف يجوز مع هذا لأمة محمّد صلى الله عليه وسلم ، أن تفترق وتختلفحتى يوالي الرجل طائفة ويعادي أخرى بالظن والهوى بلا برهان من الله تعالى ، وقد برّأ الله نبيه صلى الله عليه وسلم ، ممن كان هكذا ، فهذا فعل أهل لبدع كالخوارج الذين فارقوا جماعة المسلمين ، واستحلوا دماء من خالفهم ، وأماأهل السنة والجماعة فهم معتصمون بحبل الله ، وأقل ما في ذلك أن يفضل لرجل من يوافقه على هواه وإن كان غيره اتقى لله منه !..
وكيف يجوز التفريق بين الأمة بأسماء مبتدعة لا أصل لها في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله ليه وسلم؟
وهذا التفريق الذي حصل من الأمة : علمائها ومشائخها وأمرائها وكبرائها ،هو الذي أوجب تسلط الأعداء عليها ، وذلك بتركهم العمل بطاعة الله ورسوله. وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا ، وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا، فإن الجماعةرحمة و الفرقة عذاب ).
9/ أهل السنة يعملون على تأليف القلوب واجتماع الكلمة :


وأهل السنة والجماعة يعملون دائما في إطار من الاجتماع والتآلف ومحبة الخير لكل المسلمين ، والعفو والتجاوزعن إساءة المسيء وخطأ المخطئ ، ودعوته إلى الصواب ، والدعاء له بالهداية والرشاد والمغفرة.

* ( تعلمون أن من القواعد العظيمة التي هي من جماع الدين : تأليف القلوب ،واجتماع الكلمة ،وصلاح ذات البين ، فإن الله تعالى يقول : " فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم " .. وأمثال ذلك من النصوص التي تأمر بالجماعة والائتلاف ، وتنهى عن الفرقة والاختلاف،وأهل هذا الأصل : هم أهل الجماعة،كما أن الخارجين عنه هم أهل الفرقة ،وجماع السنة : طاعة الرسول .
وإني لا أحب أن يؤذى أحد من عموم المسلمين - فضلا عن أصحابنا - بشيء أصلا : لا باطنا ولا ظاهرا .ولا عندي عتب على أحد منهم ولا لوم أصلا. بل لهم عندي من الكرامة والإجلال والمحبة والتعظيم أضعاف أضعاف ما كان، كل بحسبه ، ولا يخلو الرجل : إما أن يكون مجتهدا مصيبا ، أو مخطئا ، أو مذنبا.فالأول : مأجور مشكور ، والثاني : مع أجره على الاجتهاد فمعفو عنه مغفور له، والثالث : فالله يغفر لنا وله وسائر المؤمنين... وتعلمون أنّا جميعا متعاونونعلى البر والتقوى : واجب علينا نصر بعضنا البعض أعظم مما كان وأشدّ...
وأنا أحب الخير لكل المسلمين ، وأريد لكل مؤمن من الخير ما أحبه لنفسي..وأهل القصد الصالح يشكرون على قصدهم ، وأهل العمل الصالح يشكرون على عملهم ، وأهل السيئات نسأل الله أن يتوب عليهم ).


10/ أهل السنة يتناظرون في المسائل العلمية والعملية مع بقاء الألفة بينهم :


* ( وقد كان العلماء والتابعين ومن بعدهم إذا تنازعوا في الأمر اتبعوا أمر الله تعالى في قوله :
"فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر،ذلك خيروأحسن تأويلا".
وكانوا يتناظرون في المسألة العلمية والعملية ، مع بقاء الألفة والعصمة وأخوةالدين ).















يتبع بإذن الله



كتبت : حنين للجنان
-
جزاك الله خير الجزاء

كتبت : * أم أحمد *
-
كتبت : أم مهدي
-
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جهد رائع جدا واختيار موفق

بارك الله فيكِ وأثابكِ الجنة
كتبت : * أم أحمد *
-
الصفحات 1  2  3

التالي

ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ

السابق

قالوا ان ديننا لا يناسب كل مكان وزمان ؟\!!!!

كلمات ذات علاقة
البصلية , السنة , تمهل , والجماعة , وصلة