غض البصر
مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
لا تتبع النظرة النظرة
النظرة ... سهم من سهام إبليس المسمومة ، ورائد الشهوة ، النظر المحرم يثمر في القلب خواطر سيئة رديئة ،
وقد أمر الله تعالى عباده بأن يغضوا أبصارهم " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ....... " ، النور 31
يقول سيد قطب : " إن الإسلام يهدف إلى إقامة مجتمع نظيف ، لا تهاج فيه الشهوات في كل لحظة ،
ولا تستثار فيه دفعات اللحم والدم في كل حين . فعلميات الاستثارة المستمرة تنتهي إلى سعار شهواني لا ينطفئ ،
ولا يرتوي. والنظرة الخائنة والحركة المثيرة والزينة المتبرجة والجسم العاري كلها لا تصنع شيئا
إلا أن تهيج ذلك السعار الحيواني المجنون. فغض البصر من جانب العين أدب نفسي ،
ومحاولة للاستعلاء على الرغبة في الإطلاع على المحاسن والمفاتن والأجسام،
كما أن فيه إغلاقا للنافذة الأولى من نوافذ الفتن والغواية ، ومحاولة عملية للحيلولة دون وصول السهم المسموم.
والواجب على المسلم إذا وقع نظره على ما حرم الله أن يصرف بصره، ولا يتبع النظرة النظرة ،
لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي " يا علي لا تتبع النظرة النظرة ، فإن الأولى لك وليست لك الآخرة " رواه أبو داود.
إن النظرة كأس مسكر، وسكره العشق وسكر العشق أعظم من سكر الخمر ، فسكران الخمر يفيق وسكران العشق أنّى يفيق !! ".
فوائد غض البصر عن الحرام
ذكر ابن القيم جملة من الفوائد في غض البصر منها :
امتثال أمر الله جل وعلا والذي هو نهاية سعادة العبد دنيا وأخرى
أنه مانع من وصول أثر السهم المسموم إلى قلبك فيهلك
أنه يورث القلب أنسا بالله ، ولذة لا يجدها من أطلق بصره في الحرام
أنه يقوي القلب ويفرحه ، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه
أنه يورث العبد الفراسة الصادقة التي يميز بها بين الحق والباطل والصدق والكذب
أنه يورث القلب شجاعة وثباتا ويجمع الله لصاحبه سلطان البصيرة والحجة وسلطان القدرة
أنه يسد على الشيطان مدخلا من مداخله على القلب
أن بين العين والقلب منفذا وطريقا يوجب انفعال أحدهما بالآخر وأنه يصلح بصلاحه ويفسد ،
فإن صلحت منظورات العبد صلح قلبه ، وإن فسدت فسد
كل الحوادث مبدأها من النظـر **** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة بلغت في قلب صاحبها **** كمبلغ السهم بين القوس والوتر
والعبد ما دام ذا طرف يقلبـه **** في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجتـه **** لا مرحبـا بسرور عـاد بالضرر
منقول