وقال جل وعلا:" وهل نجازي إلا الكفور" . سبأ (آية:17):
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله:" وقد قص الله على نبيه صلى الله عليه وسلم خبر ما مضى من خلق المخلوقات وذكر الأمم الماضين
وكيف فعل بأوليائه وما ذا حل بأعدائه وبين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بيانا شافيا" .
ولما في القصص التاريخي من فوائد وعبر فإن الله سبحانه قص في كتابه كثيرا من القصص للأنبياء وغيرهم ،
قال تعالى:" كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا" . طه (آية:99):
وقال سبحانه:" ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد" . هود (آية:100):
والقصص القرآني أحسن القصص كما قال جل وعلا:" نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن..." .
أما سبب كونه أحسن القصص فلأسباب ثلاثة أشار إليها القرآن وهي:
1- أنها حق وصدق وليست من نسج الخيال
قال تعالى:" نحن نقص عليك نبأهم بالحق" . وقال سبحانه: الكهف (آية:13): " إن هذا لهو القصص الحق" . ال عمران (آية:62): 2- لأن المخبر بهذه القصص عالم بتفاصيلها ودقائقها لكما علمه وإحاطته سبحانه ، قال تعالى:" فلقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين" . الاعراف (آية:7):
3- أن لا يذكر في هذه القصص شيء إلا لفائدة وما أهمل فلعدم الانتفاع بذكره، ولذا لما ذكر سبحانه اختلاف أهل التاريخ من أهل الكتاب في عدد أهل الكهف
قال سبحانه:" قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت منهم أحدا" . الكهف (آية:22):
ولذا يجد المتأمل في الطريقة القرآنية في تزكية النفوس باستخدام القصص التاريخي السبيل الناجح المحبب إلى النفوس لإصلاحهم،
وقد أمر سبحانه نبيه باستخدام هذه الطريقة فقال جل وعلا:" فاقصص القصص لعلهم يتفكرون" .
تنبيهات لطالب علم التاريخ: 1- من كمال العقل حسن اختيار مجال الدراسة التاريخية ونقل ما جاء فيها من أخبار،
قال ابن الجوزي رحمه الله:" وإنما أنقل عن القوم محاسن ما نقل ولا أنقل كل ما نقل إذ لكل شيء صناعته وصناعة العقل حسن الاختيار" .
2- لا بد من معرفة كلام العلماء الثقات في المراجع التاريخية قبل الإعتماد عليها والنقل منها،
فمن ذلك ما قاله السخاوي رحمه الله عن كتاب التوابين لابن قدامة رحمه الله :" فيه أشياء ما كنت أحب له إيرادها خصوصا وأسانيدها مختلة" .
ونقل عن النووي رحمه الله أنه أثنى على الإستيعاب لابن عبدالبر رحمه الله لولا ما شانه من ذكر كثير مما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم وحكايته عن الإخباريين والغالب عليهم الاكثار والتخليط " .
3- لا يعرف تاريخ الدول الحق في وقتها، وقد ذكر المؤرخ الذهبي رحمه الله إعراض أهل الجرح والتعديل عن الكلام في الخلفاء وآبائهم وأهليهم خوفا منهم.
قال: وما زال هذا في كل دولة قائمة ،يصف المؤرخ محاسنها ويغضي عن مساوئها" .
4- من كمال الأدب مع أعلامنا أن نترحم عليهم عند ذكرهم،
وقد قال رزق الله التميمي الحنبلي رحمه الله (ت 488هـ) : يقبح بكم أن تستفيدوا منا ثم تذكرونا ولا تترحموا علينا" .
5- التثبت في ما يرد من قصص وأخبار فيما هو مخالف للشرع ممن عرف بالخير، وتطبيق المنهج الحديثي في سند الرواية؛
امتثالا لقوله سبحانه:" ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" الحجرات (آية:6): 6- لا بد من حمل ما ثبت عن بعض الأعلام على أحسن المحامل، قال السخاوي رحمه اله:" ينبغي تأويل بعض الأخبار كقول علي رضي الله عنه في الإفك وغيره"
7- العصمة للأنبياء، وكلنا خطاء،
وقد قال سعيد بن المسيب رحمه الله:" ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل – يعني من غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام- إلا وفيه عيب،
ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه، فمن كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله" .
وقد صح عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تذكروا هلكاكم إلا بخير" .
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة عود مسك: ما شاء الله كفيتي واوفيتي
كلام صحيح ونقل رائع عزيزتي بارك الله فيك
ابدعتي ولا تحرمينا من المزيد
كتبت :
um rawan
-
ماشاء الله تبارك الله
موضوع مفيد عن جد
افادك الله
دائما متميزك
ربي يميزك بالتقوي وحلاوه الايمان
دمتي بحب
كتبت :
* أم أحمد *
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة um rawan: ماشاء الله تبارك الله موضوع مفيد عن جد افادك الله دائما متميزك ربي يميزك بالتقوي وحلاوه الايمان دمتي بحب
كتبت :
بنتـ ابوها
-
كل الشكر والامتنان على روعه بوحـك
وروعه ما نــثرتي وجمال طرحك
دائماً متميزه في الانتقاء
سلمتي على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمتي ودام لنا روعه مواضيعك