حملة التحذير من كذبة ابريل

مجتمع رجيم / ملتقى داعيات منتدى ريجيم
كتبت : سنبلة الخير .
-



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


التحذير april.jpg


الكذب داء عظيم إذ يعد من قبائح الذنوب وفواحش العيوب وقد جُعل من آيات النفاق وعلاماته، ويُعد صاحبه مجانبًا للإيمان، ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أبغض الخلق إليه الكذب، فالكذب والإيمان لا يتفقان إلا وأحدهما بحساب الآخر والكذب ريبة ومفسدة على صاحبه.



وإنّ التشبه بالكفرة منهي عنه في ديننا بل أمرنا بمخالفتهم، ولأنّ المشابهة ولو ظاهرًا لها علاقة بالباطن كما ترشد إلى ذلك الأدلة القرآنية والنبوية وحسبنا قوله صلى الله عليه وسلم ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" .
ومن أعظم الخطر في المشابهة مع الكافرين أن يكون الأمر عندهم متعلقًا بأمر اعتقادي.
ومن صور التقليد الأعمى ما يعرف بكذبة ( ابريل ) نيسان ، وكم رأينا وسمعنا لهذه الكذبة من عواقب سيئة وحقد وضغائن وتقاطع وتدابر بين الناس ،وكم جرت هذه الكذبة على الناس من ويلات بين الأخوة وبين أهل البيت ،وكم عطلت على الناس من مصالح نتيجة ذلك، وكم أوقعتهم في خسائر مادية ومعنوية وغير ذلك، بسبب هذا التقليد المتبع من عهد قديم في معظم الدول الأوروبية
وأما شهر إبريل نيسان فهو الشهر الرابع من السنة الإفرنجية ،وإبريل اسم مشتق من الأصل اللاتيني "ابريليس" Aprilis في التقويم الروماني القديم ، وقد يكون مشتقًا من الفعل اللاتيني "فتح" Arerire دلالة على ابتداء موسم الربيع، وظهور البراعم وتفتح الأزهار.



وكان شهر ابريل هو مبدأ السنة بدل شهر يُناير كانون الثاني في فرنسا. وفي عام 1654م أمر شارل التاسع ملك فرنسا بجعل أول السنة يناير بدل ابريل.وهناك تعليلات أخرى يعود بعضها إلى الإغريق ،لأن شهر إبريل يمثل مطلع الربيع، فكان الرومان قد خصصوا اليوم الأول من شهر ابريل لاحتفالات "فينوس" وهي رمز الحب والجمال والمرح والضحك والسعادة عندهم. وقد كانت الأرامل والعذارى يجتمعن في روما وفي معبد فينوس، ويكشفن لها عن عاهاتهن الجسمية والنفسية، ويبتهلن إليها لتخفيها عن أنظار أزواجهن.
وأما الأقوام الساكسونية فكانت تحتفل في هذا الشهر بعيد آلهتهم "ايستر" وهي إحدى آلهتهم القديمة وهو الاسم الذي يطلق عليه الآن عيد الفصح عند النصارى في اللغة الإنجليزية.

وبعد ما تقدم يظهر لنا ما لشهر ابريل من أهمية خاصة عند الأقوام الأوروبية في العصور القديمة. ولم يعرف أصل هذه الكذبة على وجه التحديد وهناك أراء بذلك ، فذكر بعضهم أنها نشأت مع احتفالات الربيع, عند تعادل الليل والنهار في 21 آذار (مارس).



ويرى بعضهم أن هذه البــــدعــــــــــة بدأت في فرنسا عام 1564م بعد فرض التقويم الجديد كما سبق، إذ كان الشخص الذي يرفض بهذا التقويم الجديد يصبح في اليوم الأول من شهر ابريل ضحية لبعض الناس الذين كانوا يعرضونه لمواقف محرجة، ويسخرون منه فيصبح محل سخرية للآخرين. ويرى بعضهم أن هذه البــدعــــــة تمتد إلى عصور قديمة واحتفالات وثنية، لارتباطه بتاريخ معين في بداية فصل الربيع، إذ هي بقايا طقوس وثنية. ويقال أن الصيد في بعض البلاد يكون قليلاً في أول أيام الصيد في الغالب، فكان هذا قاعدة لهذه الأكاذيب التي تختلق في أول شهر ابريل. ويطلق الإنجليز على اليوم الأول من شهر ابريل اسم "يوم جميع المغفلين والحمقى " All Fools Day لما يفعلونه من أكاذيــب حيث قد يصدقهم من يسمع فيصبح ضحيـــــــة لذلك فيسخـــــــرون منه.



وأول كذبة ابريل ورد ذكرها في اللغة الإنجليزية في مجلة كانت تعرف بـ "مجلة دريك" DRAKES NEWSLETTERS ففي اليوم الثاني من ابريل عام 1698م ذكرت هذه المجلة أن عددًا من الناس استلموا دعوة لمشاهدة عملية غسل الأسود في برج لندن في صباح اليوم الأول من شهر ابريل.


ومن أشهر ما حدث في أوروبا في أول ابريل أن جريدة "ايفننج ستار" الإنجليزية أعلنت في 31 مارس ( آذار) سنة 1846م أن غدًا أول ابريل سيقام معرض حمير عام في غرفة الزراعة لمدينة اسلنجتون من البلاد الإنجليزية فهرع الناس لمشاهدة تلك الحيوانات واحتشدوا احتشادًا عظيمًا، وظلوا ينتظرون، فلما أعياهم الانتظار سألوا عن وقت عرض الحمير فلم يجدوا شيئا فعلموا أنهم أنما جاؤوا يستعرضون أنفسهم فكأنهم هــــــــم الحمير!!! وإن تعجب فعجب ما يزعمه بعض الناس في هذه الكذبة عندما يحبكونها، حيث يقولون هذه "كـــذبـــة ابريل" ، وكأنهم يستحلون هذا الكذب والعياذ بالله من ذلك، ونحن نعلم أن الكذب لا يجوز ولو على سبيل المداعبة ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : "ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له". وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه يمزح ولكنه لا يقول في مزاحه إلا حقًا وهذا المزاح الذي كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه تطييب لنفس الصحابة، وتوثيق للمحبة، وزيادة في الألفة، وتجديد للنشاط والمثابرة، ويرشد إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "والذي نفسي بيده لو تداومون على ما تكونون عندي من الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة" ، ثلاث مرات.


ويجدر الإشارة إلى أن كثرة المزاح مخلة بالمروءة والوقار كما أن التنزه عنه بالمرة وتركه مخل بالسنة والسيرة النبوية، وخير الأمور أوسطها ومن مفاسد كثرته أنه يشتغل عن ذكر الله، ويؤدي إلى قسوة القلب، ويؤدي إلى الحقد وسقوط المهابة، ويورث كثرة الضحك المؤدي إلى قسوة القلب، وبالجملة فالمزاح ينبغي أن لا يتخـذ حرفـة ودندنًا.


الكذب من مساوئ الأخلاق ، وبالتحذير منه جاءت الشرائع ، وعليه اتفقت الفطر ، وبه يقول أصحاب المروءة والعقول السليمة . و " الصدق أحد أركان بقاء العالم .. وهو أصل المحمودات ، وركن النبوات ، ونتيجة التقوى ، ولولاه لبطلت أحكام الشرائع ، والاتصاف بالكذب : انسلاخ من الإنسانية لخصوصية الإنسان بالنطق ."
وفي شرعنا الحنيف جاء التحذير منه في الكتاب والسنة ، وعلى تحريمه وقع الإجماع ، وكان للكاذب عاقبة غير حميدة إن في الدنيا وإن في الآخرة . ولم يأت في الشرع جواز " الكذب " إلا في أمور معينة لا يترتب عليها أكل حقوق ، ولا سفك دماء ، ولا طعن في أعراض ...الخ ، بل هذه المواضع فيها إنقاذ للنفس أو إصلاح بين اثنين ، أو مودة بين زوجين . ولم يأت في الشريعة يوم أو لحظة يجوز أن يكذب فيها المرء ويخبر بها ما يشاء من الأقوال ، ومما انتشر بين عامة الناس ما يسمى " كذبة نيسان " أو " كذبة أبريل " وهي : زعمهم أن اليوم الأول من الشهر الرابع الشمسي نيسان يجوز فيه الكذب من غير ضابط شرعي


التحذير lesan0009.jpg

تحريــــــــــم الكــــــــــــذب
وقال تعالى { إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون}
أخبر الله أن رسوله صلى الله عليه وسلم ليس بمفتر ولا كذاب ؛ لأنه إنما يفتري الكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم شرار الخلق الذين لا يؤمنون بآيات الله من الكفرة والملحدين المعروفين بالكذب عند الناس ، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان أصدق الناس ، وأبرهم ، وأكملهم علما وعملا وإيمانا وإيقانا ، معروفا بالصدق في قومه لا يشك في ذلك أحد منهم بحيث لا يدعى بينهم إلا " بالأمين محمد " ، ولهذا سأل " هرقل " ملك الروم أبا سفيان عن تلك المسائل التي سألها من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان فيما قال له : " هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قال : لا ، فقال هرقل : فما كان ليدع الكذب على الناس ويذهب فيكذب على الله عز وجل . فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان رواه البخاري ومسلم . معناه : أن هذه الخصال خصال نفاق ،وصاحبها شبيه بالمنافقين في هذه الخصال ، ومتخلق بأخلاقهم ، ... وقوله صلى الله عليه وسلم " كان منافقا خالصا " معناه : شديد الشبه بالمنافقين بسبب هذه الخصال ، قال بعض العلماء : وهذا فيمن كانت هذه الخصال غالبة عليه ، فأما من يندر ذلك منه فليس داخلا فيه . فهذا هو المختار في معنى الحديث ، وقد نقل الإمام أبو عيسى الترمذي رضي الله عنه معناه عن العلماء مطلقا فقال : إنما معنى هذا عند أهل العلم نفاق



وأشنـــــــــع الكــــــــــــــذب :
الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهو أعظم الكذب ، وصاحبه معرّض للوعيد الشديد ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى تكفير فاعله . قال تعالى : { ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون } وعن علي رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تكذبوا عليّ ؛ فإنه من كذب علي فليلج النار رواه البخاري . وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كذب عليّ فليتبوأ مقعده من النار رواه البخاري ومسلم .
قال ابن القيــم : المباءة : هي التي يبوء إليها الشخص ، أي : يرجع إليها رجوع استقرار ، والمباءة " هي المستقر ومنه قوله " من كذب عليّ متعمّدا فليتبوأ مقعده من النار " ، أي : ليتخذ مقعده من النار مباءة يلزمه ويستقر فيه ، لا كالمنـزل الذي ينـزله ثم يرحل عنه .


ومن الكذب ما يكون على الخلق
مثل ..الكـــــذب في البيــع والشــراء فعن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إليهم ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم ، قال : فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار ، قال أبو ذر : خابوا وخسروا من هم يا رسول الله ؟ قال : المسبل ، والمنّان ، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب رواه مسلم . وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البيّعان بالخيار ما لم يتفرقا أو قال : حتى يتفرقا فإن صدقا وبيّنــا بورك لهما في بيعهما ، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهمارواه البخاري ومسلم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية والله تعالى قد أمر بالصدق والبيان ، ونهى عن الكذب والكتمان فيما يحتاج إلى معرفته وإظهاره ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ، فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما ، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما ، وقال تعالى { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى } .



تحـــــــــريـــــــــم الكـــــــــذب في الـــرؤيـــا والحلــــم
وهو ما يدّعيه بعضهم أنه رأى في منامه كذا وهم غير صادق ، ثم يصبح يقص على الناس ما لم ير . عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تحلّم بحلم لم يـــــره كلّف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرون منه صب في أذنه الآنك يوم القيامة ، ومن صوّر صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها وليس بنافخ رواه البخاري . ويعقد بين شعيرتين أي تثنية شعيرة ، ولن يقدر أن يعقد بينهما ؛ لأن اتصال أحدهما بالأخرى غير ممكن عادة ، فهو يعذب حتى يفعل ذلك ، ولا يمكنه فعله فكأنه يقول يكلف ما لا يستطيعه فيعذب عليه ، فهو كناية عن تعذيبه على الدوام ، ووجه اختصاص الشعير بذلك دون غيره لما في المنام من الشعور وبما دل عليه فحصلت المناسبة بينهما من جهة الاشتقاق . وإنما شدد الوعيد على ذلك مع أن الكذب في اليقظة قد يكون أشد مفسدة منه إذ يكون شهادة في قتل أو حدّ ؛ لأن الكذب في النوم كذب على الله تعالى ؛ لأن الرؤيا جزء من النبوة ، وما كان من أجزائها فهو منه تعالى والكذب على الخالق أقبح منه على المخلوق .




تحـــــــــريـــــــــم التحــــدث بكل مـــا يسمــــع
عن حفص بن عاصم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفى بالمرء كذبا أن يحدّث بكل ما سمع رواه مسلم ،، ففيه الزجر عن التحدث بكل ما سمع الإنسان؛ فانه يسمع في العادة الصدق والكذب ، فإذا حدّث بكل ما سمع فقد كذب ؛ لإخباره بما لم يكن ، وقد تقدم أن مذهب أهل الحق : أن الكذب : الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه ، ولا يشترط فيه التعمد ، لكن التعمد شرط في كونه إثما والله أعلم .
التحذير medium_akhlaq123.jpg
الكـــــــــــذب فــــي المـــــــــــــــــــزاح
ويظن بعض الناس أنه يحل له الكذب إذا كان مازحا ، وهو العذر الذي يتعذرون به في كذبهم في أول " نيسان " أو في غيره من الأيام ، وهذا خطأ ، ولا أصل لذلك في الشرع المطهّر ، والكذب حرام مازحا كان صاحبه أو جادّا . والكذب في المزاح حـــــــــرام كالكذب في غيره . فعن ابن عمر قال : قال صلى الله عليه وسلم إني لأمزح ولا أقول إلا حقّارواه الطبراني وصححه الشيخ الألباني وعن أبي هريرة قال قالوا يا رسول الله إنك تداعبنا ، قال إني لا أقول إلا حقارواه الترمذي . وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حدّثنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى نبل معه فأخذها.. فلما استيقظ الرجل.. فــــــــزع !! فضحك القوم.. فقال : ما يضحككم ؟؟ فقالوا: لا.. إلا أنا أخذنا نبل هذا ففزع ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم أن يروع مسلما رواه أبو داود وأحمد والحديث : صححه الشيخ الألباني ،،، وعن عبد الله بن السائب بن يزيد عن أبيه عن جده.. أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعبا ولا جادّا ، ومن أخذ عصا أخيه فليردها رواه أبو داود والترمذي والحديث : حسنه الشيخ الألباني
والحوادث في كذبة نيسان كثيرة ، فمن الناس من أخبر بوفاة ولده أو زوجته أو بعض محبيه فلم يحتمل الصدمة ومات ، ومنهم من يخبر بإنهاء وظيفته أو بوقوع حريق أو حادث تصادم لأهله فيصاب بشلل أو جلطة أو ما شابههما من الأمراض . وبعض الناس يتحدث معه كذبا عن زوجته وأنها شوهدت مع رجل فيسبب ذلك قتلها أو تطليقها. وهكذا في قصص لا تنتهي وحوادث لا نهاية لها ، وكله من الكذب الذي يحرمه الدين والعقل ، وتأباه المروءة الصادقة .
التحذير medium_akhlaq122.jpg
الكـــــــــــذب في مـــلاعبـــــــــــــة الصبيان
ينبغي الحذر من الكذب في ملاعبة الصبيان فإنه يكتب على صاحبه ، وقد حذّر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم..فقد روي عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال : دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت : ها تعال أعطيك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أردت أن تعطيه ؟ قالت : أعطيه تمرا ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة... وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لصبي تعال هاك ثم لم يعطه فهي كذبةرواه أبو داود والحديث : حسنه الشيخ الألباني



الكـــــــــذب للإضحــــــــــــاك
عن معاوية بن حيدة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ، ويل له ، ويل له رواه الترمذي وقال : هذا حديث حسن ، وأبو داود


عـــاقبـــــــــة الكــــــــــذب :
وقد توعّد الكاذب بعقوبات دنيوية مهلكة ، وبعقوبات أخروية مخزية ، ومنها :
النفـــــــاق في القلـــــب
قال تعالى { فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون } قال عبد الله بن مسعود : اعتبروا المنافق بثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان ، قال : وتلا هذه الآية : { ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله } إلى قوله : { نفاقا في قلوبهم } إلى قوله : { بما كانوا يكذبون } .


التحذير 4-things.jpg

الهـــــدايــــة إلى الفجـــــــــور وإلى النـــــــــــار
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الصدق بر، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن العبد ليتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقا ، وإن الكذب فجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن العبد ليتحرى الكذب حتى يكتب كذابارواه البخاري ومسلم . وفي الحديث إشارة إلى أن من تحرى الصدق في أقواله صار له سجية ومن تعمد الكذب وتحراه صار له سجية ، وأنه بالتدرب والاكتساب تستمر صفات الخير والشر . والحديث دليل على عظمة شأن الصدق وأنه ينتهي بصاحبه إلى الجنة ، ودليل على عظمة قبح الكذب وأنه ينتهي بصاحبه إلى النار ، وذلك من غير ما لصاحبهما في الدنيا ؛ فإن الصدوق مقبول الحديث عند الناس ، مقبول الشهادة عند الحكام محبوب مرغوب في أحاديثه والكذوب بخلاف هذا كله .


رد شهــــــــــــــادتــــــــــه
قال ابن القيم الحكمــــة في رد شهــــــــــادة الكـــــــذاب وأقوى الأسباب في رد الشهادة والفتيــــــا والرواية : الكذب ؛ لأنه فساد في نفس آلة الشهادة والفتيا والرواية ، فهو بمثابة شهادة الأعمى على رؤية الهلال ، وشهادة الأصم الذي لا يسمع على إقرار المقر ؛ فإن اللسان الكذوب بمنـزلة العضو الذي قد تعطل نفعه، بل هو شر منه ، فشر ما في المرء لسان كذوب .



ســــــــــواد الوجـــــــــه في الــدنيـــــــــا والآخـــــــــرة.
قال تعالى { ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة } .
قال ابن القيم ولهذا يجعل الله سبحانه شعار الكاذب عليه يوم القيامة وشعار الكاذب على رسوله سواد وجوههم ، والكذب له تأثير عظيم في سواد الوجه ، ويكسوه برقعا من المقت يراه كل صادق ، فسيما الكاذب في وجهه ينادى عليه لمن له عينان ، والصادق يرزقه الله مهابة وجلالة ، فمن رآه هابه وأحبه، والكاذب يرزقه إهانة ومقتا ، فمن رآه مقته واحتقره ،


شـــــق شــــــدق الكـــــــاذب إلى قفــــــــاه
عن سمرة بن جندب رضي اللّه عنه قال كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ممّا يكثر أن يقول لأصحابه هل رأى أحد منكم من رؤيا قال فيقصّ عليه من شاء اللّه أن يقصّ وإنّه قال ذات غداة إنّه أتاني اللّيلة آتيان وإنّهما ابتعثاني وإنّهما قالا لي انطلق .. فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلّوب من حديد وإذا هو يأتي أحد شقّي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه قال وربّما قال أبو رجاء فيشقّ قال ثمّ يتحوّل إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأوّل فما يفرغ من ذلك الجانب حتّى يصحّ ذلك الجانب كما كان ثمّ يعود عليه فيفعل مثل ما فعل المرّة الأولى قال قلت سبحان اللّه ما هذان قال قالا لي انطلق انطلق ثم قال في تفسير الملكين للمشاهد التي رآها : وأمّا الرّجل الّذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فإنّه الرّجل يغــدو من بيته فيكـــــــذب الكــــــذبـــــــــة تبلغ الآفـــــــــاق .. رواه البخاري .


أقــــــــوال السلــف في الكـــذب :
قال عبد الله بن مسعود إن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى ما يكون للفجور في قلبه موضع إبرة يستقر فيه ، وإنه ليكذب ويتحرى الكذب حتى ما يكون للصدق في قلبه موضع إبرة يستقر فيه . وعنه قال : لا يصلح الكذب في جد ولا هزل ، ثم تلا عبد الله { اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } . قال أبو بكر الصدّيق إياكــــم والكــذب فإنه مجـانـب الإيمـــــان .
وعن سعد بن أبي وقاص قال المؤمن يطبع على الخلال كلها غير الخيانة والكذب .
وعن عمر رض الله عنه قال لا تبلغ حقيقة الإيمان حتى تدع الكذب في المزاح .



الكـــــذب الجـــائـــز
ويكون في مواضع ثلاثة : الحرب ، للإصلاح بين المتخاصمين ، وكذب الزوج على زوجته والعكس لأجل المودة وعدم الشقاق . عن أم كلثوم بنت عقبة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا رواه البخاري وعن أسماء بنت يزيد قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل الكذب إلا في ثلاث يحدث الرجل امرأته ليرضيها ، والكذب في الحرب ، والكذب ليصلح بين الناس رواه الترمذي، والحديث : حسنه الشيخ الألباني



وقد حرّم الشرع الكذب حتى في المزاح ، وأنه نهى أن يروّع المسلم سواء كان جادّا أو مازحا معه في الحديث أو الفعل . فهذا شرع الله فيه الحكمة والعناية بأحوال الناس وإصلاحهم .


كتبت : حنين للجنان
-
موضوع غايه في الاهمية
جزاك الله خيراً وجعله في ميزان حسناتك يارب
نفع الله بك ورفع قدرك وجعله في صحيفتك حجةً لك
نسأل الله عزوجل أن يطهر ألسنتنا من الكذب
وأن يحشرنا في زمرة الصديقين
إنه سميــعٌ مجيب
كتبت : حنين للجنان
-





انتبهى أختى الغالية وأذكر نفسى وإياك أن الله خلقنا لنعبده ،وأن نمتثل لشرعه فى كل شئ فى حركاتنا وسكناتنا ،فكيف نسوغ لأنفسنا الكذب ،ونضحك على أنفسنا بهذا الشكل .

فلابد أن تكون حياتنا لله .

قال تعالى
(وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا)( الاسراء_19)







فلابد من تحرى الصدق لأن الله أمرنا بهذا .

قال تعالى
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )(التوبة-119)

فانظرى ملازمة التقوى للصدق .




فالكذب من الأخلاق المرذولة ،والصفات القبيحة ،فهو خصلة من خصال النفاق ،وشعبة من شعب الكفر ،وهو عنوان سفه العقل ،وآية سقوط الهمة ،وخبث الطوية .


فاحذرى أخت الإسلام والعقيدة لايغرنك سفه السفهاء .

فلم يكن الكذب أبدا حلال فلا نقلب المنكر معروف حتى ليوم واحد .




ويوم القيامة لاينفع العبد وينجيه من عذاب الله إلا صدقه ،قال تعالى (هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )(المائدة119)

وقال تعالى ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )( الزمر/الآية33)






فالصدق فى الأقوال كاستواء السنبلة على ساقها ،والصدق فى الأعمال استواء أعمال القلب على الأمر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد ،والصدق فى الأحوال :استواء أعمال القلب والجوارح على الإخلاص ،واستفراغ الوسع وبذل الطاقة ،فبذلك يكون العبد من الذين جاءوا بالصدق .


فاليوم عمل ولاحساب وغدا حساب ولاعمل .

فهل من أجل كذبة يوم تضيعى دينك ....؟؟
وهل لهوى نفس تحرمى نفسك ريح الجنة ...؟؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب ، حتى يكتب عند الله كذابا .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6094
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]




قال مطرف : سمعت مالك بن أنس يقول: [قل ما كان رجل صادقاً لا يكذب إلا متع بعقله ولم يصبه ما يصيب غيره من الهرم والخرف] هذا من فوائد الصدق.































فتوى كذبة ابريل


السؤال

فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاءني أخ بخبر أدخل الفرح والغبطة في قلبي، ولكن سرعان ما نفى ذلك، وعندما سألته لم الكذب؟ قال لي: إنها كذبة أبريل! وفي اليوم الثاني أتاني آخر وزرع الرعب في قلبي بخبر كادت أعصابي أن تنهار، ولكن يدعي بأنها كذبة أبريل!.

سؤالي فضيلة الشيخ: هل تجوز مثل هذه الكذبة، دخول فرح كان أو حزن؟ وجزاكم الله خيراً.

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فالكذب – وهو الإخبار بخلاف الحقيقة محرم، عن ابن مسعود – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدِّيقاً، وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب، ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذَّاباً" متفق عليه عند البخاري(6134)، ومسلم(2607).

وروى مالك في الموطأ(1862) عن صفوان بن سليم قال: قلنا يا رسول الله: أيكون المؤمن جباناً؟ قال: "نعم"، قيل له: أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: "نعم"، قيل: أيكون المؤمن كذَّاباً؟ قال: "لا".
وهو من خصال المنافقين، وعليه الوعيد الشديد، عن سمرة بن جندب – رضي الله عنه- أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي: انطلق، وإني انطلقت معهما، فأتينا على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلُّوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه، ، وعينه إلى قفاه، ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل المرة الأولى"، فلما سئل عن ذلك، قيل: "إنه الرجل يغدو من بيته، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق" أخرجه البخاري(7047).

والكذب محرم ولو على الصغار؛ عن عبد الله بن عامر- رضي الله عنه- قال: دعتني أمي يوماً ورسول الله – صلى الله عليه وسلم- قاعد في بيتنا، فقالت: تعال أعطيك، فقال لها رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "وما أردت أن تعطيه؟" قالت: أعطيه تمراً، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "أما إنك لو لم تعطه شيئاً كتبت عليك كذبة" رواه أبو داود في سننه(4991).
ولا يستثنى من ذلك حال المزاح؛ بل الكذب فيه محرم أيضاً؛ عن أبي أمامة الباهلي – رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: "أنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً" رواه أبو داود(4800) بسند صحيح.

ولم يستثنى من هذا الحكم إلا الكذب للإصلاح بين اثنين، أو حال الحرب، أو في حديث الرجل لزوجته والمرأة زوجها؛ انظر ما رواه البخاري(2692)، ومسلم(2605) من حديث أم كلثوم بنت عقبة ابن أبي معيط – رضي الله عنها-.

وكذبة إبريل عادة رذيلة لدى بعض الشعوب إذا دخل شهر أبريل – وهو الشهر الرابع من السنة الشمسية- اخترع كل إنسان كذبة بهذه المناسبة، وربما حرص على أن تبلغ الآفاق.
ولا شك أن هذا مضاد لأخلاقيات المسلمين وأوامر الشرع لهم، ومن كذب فقد وقع في الإثم، فعلى المسلم أن يحذر من الكذب ويطهر لسانه منه.

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه وسلم.
المجيب : د. هاني بن عبدالله الجبير
قاضي بمحكمة مكة المكرمة
التصنيف الفهرسة/ العقائد والمذاهب الفكرية/المناهي اللفظية
التاريخ 12/03/1428هـ

في امان الله

كتبت : سنبلة الخير .
-
قال رسول الله ( كفى بالمرء كذبا أن يحدّث بكل
ما سمع ) رواه مسلم
إن الكذب من مساوئ الأخلاق ، وبالتحذير منه جاءت الشرائع ،
وعليه اتفقت الفطرة
وبه يقول أصحاب المروءة والعقول السليمة .
وفي شرعنا الحنيف جاء التحذير منه في الكتاب والسنة ،
وعلى تحريمه وقع الإجماع ،
وكان للكاذب عاقبة غير حميدة إما في الدنيا أو في الآخرة .
ومما انتشر بين عامة الناس ما يسمى ” كذبة نيسان ” أو ” كذبة أبريل ” وهي :
زعمهم أن اليوم الأول من الشهر الرابع الشمسي – نيسان – يجوز فيه الكذب من
غير ضابط شرعي ،
وقد ترتب على هذا الفعل مفاسد كثيرة ولم يأت في الشريعة هذا اليوم ولا أصل له ،
بل هو بدعة محدثة يحرم العمل بها ..



وإن ما انتشر بين الناس الكذب حتى وإن كان مازحاً ،
وهو العذر الذي يتعذرون به في كذبهم
في أول ” نيسان ” أو في غيره من الأيام ، وهذا خطأ ،
ولا أصل لذلك في الشرع المطهَّر ،
والكذب حرام مازحاً كان صاحبه أو جادّاً .



وهذه بعض فتاوي في تحريم كذبة ابريل ..









وقد تُوعِّد الله الكاذب بعقوبات دنيوية
مهلكة ، وبعقوبات أخروية مخزية ، ومنها :
1/ النفاق في القلب .
قال تعالى : { فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه
بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا
يكذبون } [ التوبة / 77 ] .
2/ الهداية إلى الفجور وإلى النار
3/ رد شهادته
4/ سواد الوجه في الدنيا والآخرة.
قال تعالى :
{ ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة } [ الزمر / 60 ]


بعض أقوال الرسول في الكذب ,


وأقوال السلف الصالح فيه:









ختاما حكم الإسلام في ” كذبة إبريل” خاصة
وفي الكذب عامة حكم واضح لا لبس فيه فقد
حرمة مطلقاً ولم يبحه إلا في مواطن محددة
في ثلاث حالات فقط للمصلحة التي تترتب عليه
وعدم وجود وسيلة أخرى تقوم مقامه من الوسائل التي هي في الأصل مباحة..
وقد أوضحها
النبي فعن أسماء بنت يزيد قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : “ لا يحل الكذب إلا في ثلاث : يحدث الرجل امرأته ليرضيها ،
والكذب في الحرب ،
والكذب ليصلح بين الناس “ .
رواه الترمذي ( 1939 ) .
والحديث : حسنه الشيخ الألباني في ” صحيح الجامع ” ( 7723 ) .
وعن أبي أمامة أن النبي قال:
( أنا زعيم ببيت في وسط الجنة
لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً )
(الترغيب والترهيب [4313] ج3 ص311)











كتبت : سنبلة الخير .
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة عطر الحب:
موضوع غايه في الاهمية

جزاك الله خيراً وجعله في ميزان حسناتك يارب
نفع الله بك ورفع قدرك وجعله في صحيفتك حجةً لك
نسأل الله عزوجل أن يطهر ألسنتنا من الكذب
وأن يحشرنا في زمرة الصديقين
إنه سميــعٌ مجيب
اللهم آمين ولكِ بالمثل إن شاء الله
اسعدني مرورك الجميل
وشكرا لك على ادعيتك الجميلة


class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة عطر الحب:




انتبهى أختى الغالية وأذكر نفسى وإياك أن الله خلقنا لنعبده ،وأن نمتثل لشرعه فى كل شئ فى حركاتنا وسكناتنا ،فكيف نسوغ لأنفسنا الكذب ،ونضحك على أنفسنا بهذا الشكل .
فلابد أن تكون حياتنا لله .
قال تعالى (وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا)( الاسراء_19)





فلابد من تحرى الصدق لأن الله أمرنا بهذا .
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )(التوبة-119)
فانظرى ملازمة التقوى للصدق .


فالكذب من الأخلاق المرذولة ،والصفات القبيحة ،فهو خصلة من خصال النفاق ،وشعبة من شعب الكفر ،وهو عنوان سفه العقل ،وآية سقوط الهمة ،وخبث الطوية .

فاحذرى أخت الإسلام والعقيدة لايغرنك سفه السفهاء .
فلم يكن الكذب أبدا حلال فلا نقلب المنكر معروف حتى ليوم واحد .

ويوم القيامة لاينفع العبد وينجيه من عذاب الله إلا صدقه ،قال تعالى (هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )(المائدة119)
وقال تعالى ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )( الزمر/الآية33)




فالصدق فى الأقوال كاستواء السنبلة على ساقها ،والصدق فى الأعمال استواء أعمال القلب على الأمر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد ،والصدق فى الأحوال :استواء أعمال القلب والجوارح على الإخلاص ،واستفراغ الوسع وبذل الطاقة ،فبذلك يكون العبد من الذين جاءوا بالصدق .

فاليوم عمل ولاحساب وغدا حساب ولاعمل .

فهل من أجل كذبة يوم تضيعى دينك ....؟؟
وهل لهوى نفس تحرمى نفسك ريح الجنة ...؟؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب ، حتى يكتب عند الله كذابا .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6094
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


قال مطرف : سمعت مالك بن أنس يقول: [قل ما كان رجل صادقاً لا يكذب إلا متع بعقله ولم يصبه ما يصيب غيره من الهرم والخرف] هذا من فوائد الصدق.

















فتوى كذبة ابريل

السؤال
فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاءني أخ بخبر أدخل الفرح والغبطة في قلبي، ولكن سرعان ما نفى ذلك، وعندما سألته لم الكذب؟ قال لي: إنها كذبة أبريل! وفي اليوم الثاني أتاني آخر وزرع الرعب في قلبي بخبر كادت أعصابي أن تنهار، ولكن يدعي بأنها كذبة أبريل!.
سؤالي فضيلة الشيخ: هل تجوز مثل هذه الكذبة، دخول فرح كان أو حزن؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالكذب – وهو الإخبار بخلاف الحقيقة محرم، عن ابن مسعود – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدِّيقاً، وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب، ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذَّاباً" متفق عليه عند البخاري(6134)، ومسلم(2607).
وروى مالك في الموطأ(1862) عن صفوان بن سليم قال: قلنا يا رسول الله: أيكون المؤمن جباناً؟ قال: "نعم"، قيل له: أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: "نعم"، قيل: أيكون المؤمن كذَّاباً؟ قال: "لا".
وهو من خصال المنافقين، وعليه الوعيد الشديد، عن سمرة بن جندب – رضي الله عنه- أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي: انطلق، وإني انطلقت معهما، فأتينا على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلُّوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه، ، وعينه إلى قفاه، ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل المرة الأولى"، فلما سئل عن ذلك، قيل: "إنه الرجل يغدو من بيته، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق" أخرجه البخاري(7047).
والكذب محرم ولو على الصغار؛ عن عبد الله بن عامر- رضي الله عنه- قال: دعتني أمي يوماً ورسول الله – صلى الله عليه وسلم- قاعد في بيتنا، فقالت: تعال أعطيك، فقال لها رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "وما أردت أن تعطيه؟" قالت: أعطيه تمراً، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "أما إنك لو لم تعطه شيئاً كتبت عليك كذبة" رواه أبو داود في سننه(4991).
ولا يستثنى من ذلك حال المزاح؛ بل الكذب فيه محرم أيضاً؛ عن أبي أمامة الباهلي – رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: "أنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً" رواه أبو داود(4800) بسند صحيح.
ولم يستثنى من هذا الحكم إلا الكذب للإصلاح بين اثنين، أو حال الحرب، أو في حديث الرجل لزوجته والمرأة زوجها؛ انظر ما رواه البخاري(2692)، ومسلم(2605) من حديث أم كلثوم بنت عقبة ابن أبي معيط – رضي الله عنها-.
وكذبة إبريل عادة رذيلة لدى بعض الشعوب إذا دخل شهر أبريل – وهو الشهر الرابع من السنة الشمسية- اخترع كل إنسان كذبة بهذه المناسبة، وربما حرص على أن تبلغ الآفاق.
ولا شك أن هذا مضاد لأخلاقيات المسلمين وأوامر الشرع لهم، ومن كذب فقد وقع في الإثم، فعلى المسلم أن يحذر من الكذب ويطهر لسانه منه.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه وسلم.
المجيب : د. هاني بن عبدالله الجبير
قاضي بمحكمة مكة المكرمة
التصنيف الفهرسة/ العقائد والمذاهب الفكرية/المناهي اللفظية
التاريخ 12/03/1428هـ

في امان الله
اضافة رائعة
جزاك الله خير الجزاء
لاحرمك الله الأجر
كتبت : * أم أحمد *
-
ما شاء الله تبارك الرحمن
حمله رائعه وهادفه وقيّمه
جعلها الله في ميزان حسناتكِ

وهذه أختي الغاليه مشاركتي في هذه الحمله المباركه




align="right"> مطوية كذبة إبريل


نبذة :
ماهي قصة كذبة إبريل؟ وماهو حكمها ..؟؟ وماهو اضرارها..؟؟ ومايحدث أثنا الكذب من تغيرات فيزيولوجية على الإنسان ..؟









نص المطوية :
align="right"> بسم الله... الحمد لله الذي أمر بالصدق ونهى عن الكذب في كل وقت وحين، والصلاة والسلام على نبينا محمد الملقب بالصادق الأمين وعلى آله وصحبه، وكل من حذر من كذب إبريل المشين... وبعد:

كذبة إبريل.. نيسان

قال تعالى: {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} [العلق: 16].

- الإعجاز العلمي في الصدق والكذب في كتاب الله عز وجل..

- ما هي قصة كذبة إبريل..؟؟؟

- ما هو حكم الإسلام في الكذب.... وما هي أنواعه...؟؟

- ماذا يحدث أثناء الكذب من تغيرات فيزيولوجية على الإنسان...؟؟

وأخيراً.... تحذير من الكذب....


كذبة إبريل/ نيسان


أيها الأحبة: عتاد كثير من النسا -وكذلك- كثير منا لصحف والمجلات على الكذب في الأول من إبريل/ نيسان، عن طريق إطلاق الشائعات والافتراءات، تحت ذريعة كذبة إبريل، لا يقصدون من وراء ذلك إلا الضحك والمزاح... ويطلق على من تنطلي عليه تلك الأكاذيب اسم (ضحية كذبة إبريل)....!!!

ما هي قصة كذبة إبريل؟

هناك عدة روايات أشهرها: أن هذه العادة بدأت في فرنسا عام (1564م)، بعد تحويل رأس السنة -لديهم- من أول إبريل على أول يناير؛ إذ كان الشخص الذي يرفض هذا التقويم الجديد ويستمر على التقويم القديم، يعمد بعض الناس إلى الكذب عليه في الأول من إبريل (وبعد تصديقه لهم)، يصبح محط سخرية للآخرين...!!!، وهكذا تحول الأمر إلى تقليد سنوي لديهم...!!!

ملاحظة هامة: لقد انتقل هذا التقليد القبيح إلى بعض المسلمين... إنا لله وإنا إليه راجعون.

أيها الأخوة: كم جَرَّت هذه الكذبة من ويلات على: الإخوة... والأقارب... والأهل... والأحباب... وغيرهم...!!!، وكم عطلت على الناس من مصالح... وكم أوقعتهم في خسائر مادية ومعنوية..!!!

1- منهم من أُخبر بطرده من وظيفته... أو بوقوع حريق في منزله... أو بحدوث تصادم في الطريق لأهله... فيصاب بشلل..!!، أو بجلطة...!!، أو ما شابهها من الأمراض..!!

2- ومنهم من تنقل له أخبار كاذبة عن زوجته..!!!، وأنها شوهدت مع رجل...!!!، فيسبب ذلك قتلها... أو تطليقها ..!!!

3- ومنهم من أخبر بوفاة: ولده... أو والده... أو زوجته... أو بعض أحبابه... فلم يحتمل الصدمة ومات..!!!، وهكذا في قصص لا تنتهي... وحوادث لا تنقضي...!!

حكم الإسلام في الكذب:

الكذب أم الرذائل... وأصل الموبقات... وبوابة كل شر... ومورث الهلاك والدمار في الدنيا والآخرة... وهو حرام مهما حاول البعض تلطيف حقيقته الخبيثة.... فكثير من الناس يسمونه: مزاحاً.... أو مجاملة أو دبلوماسيةً... أو سياسةً.... أو حنكةً ودهاءً.... وغير ذلك من الأوصاف، وكلها أسماء لحقيقة محرمة واحدة.

أيها الأحبة: جاء الإسلام ليتمم مكارم الأخلاق؛ فأمر بالفضائل ونهى عن الرذائل...

وما من شيء حاربه الإسلام وحذر منه بمقدار ما حذر من الكذب، وبين عواقبه في الدنيا والآخرة..

قال سبحانه: {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} [غافر: 28].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «... إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار...» [رواه البخاري].

وقال صلى الله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان» [رواه البخاري].

الصادق الأمين:

ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كان أصدق الناس، بحيث لا يدعى بين قومه إلا (بالصادق الأمين)، ولهذا عندما سأل هرقل ملك الروم -أبا سفيان- (وكان ذلك قبل إسلامه رضي الله عنه)، عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟"، قال: "لا"، فقال هرقل: "فما كان ليدع الكذب على الناس، ويذهب فيكذب على الله".

وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه (وهو يروي قصة إسلامه)، قال: « ... فلما تبينت وجهه -أي النبي صلى الله عليه وسلم- عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب...» [صححه الألباني].

من دلائل النبوة:

لو أن النبي صلى الله عليه وسلم جرب عليه الكذب، (وحاشاه من ذلك)، ولو مرة واحدة -فقط- في حياته، لما صدقه الناس ولو بعد خمسين سنة... أشهد أن لا غلا إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله... وكذلك الحال بالنسبة لكل من يكذب... فلن يصدق أبداً... فاحذروا.... فاحذروا.... فاحذروا...

من أنواع الكذب:

أولاً: الكذب على الله سبحانه:

وهو أشنع الكذب، كالعبادة لغير الله تعالى، أو الابتداع في دين الله سبحانه، أو الفتوى بغير علم، قال عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [النحل: 116].

ثانياً: الكذب على رسول الله عليه الصلاة والسلام:

ويكون باختلاق الأحاديث عليه... قال صلى الله عليه وسلم: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» [رواه البخاري].

ثالثاً: الكذب على عباد الله تعالى... وله أنواع... منها:

أولا: الكذب عند القاضي: قال صلى الله عليه وسلم: «"ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟" -ثلاثاً-، قالوا: "بلى يا رسول الله"، قال: "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين (وجلس وكان متكئاً) فقال:.. "ألا وقول الزور، وشهادة الزور"، فمازال يكررها حتى قلنا: ليته سكت» [رواه البخاري].

ثانياً: الكذب في المزاح: قال صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيم (ضامن) ... وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً...» [حسنه الألباني].

ملاحظة:

يجوز المزاح ولكن بشرط أن يكون المازح صادقاً، وهو الذي كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضي الله عنهم قال صلى الله عليه وسلم: «إني لأمزح، ولا أقول إلا حقا» [صححه الألباني].

ومن صور مزاحه صلى الله عليه وسلم أنه قال لامرأة عجوز: «... "يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز"، وانزعجت المرأة وبكت ظنا منها أنها لن تدخل الجنة، فلما رأى ذلك منها بَيَّنَ لها غرضه أن العجوز لن تدخل الجنة عجوزا بل ينشئها الله خلقا آخر فتدخلها شابة بكرا...» [صححه الألباني].

ثالثا: الكذب من أجل إضحاك الناس: قال صلى الله عليه وسلم: «ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب.. ويل له، ويل له» [حسنه الألباني].

رابعاً: الكذب في البيع والشراء: قال صلى الله عليه وسلم: «ومن غشنا فليس منا» [رواه مسلم].

خامسا: الكذب في الحلف أثناء البيع: قال صلى الله عليه وسلم: «"ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم"، قال فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار، قال أبو ذر: "خابوا وخسروا.. من هم يا رسول الله؟"، قال: "المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب"» [رواه مسلم].

سادساً: كذب الرؤساء والملوك: قال صلى الله عليه وسلم : «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم (قال أبو معاوية: ولا ينظر إليهم) ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر» [رواه مسلم].

سابعاً: الكذب على الأطفال: (وهذا ما يتساهل به كثير من الناس)، عن عبدالله بن عامر رضي الله عنه قال: «دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت: "ها تعال أعطيك"، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما أردت أن تعطيه؟"، قالت: "أعطيه تمرا"، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة"»[حسنه الألباني].

تحذير هام جداً:

يروي أن أحد الأشخاص طرق الباب على أحد معارفه، ففتح له صبي صغير، فسأله عن أبيه...؟، فقال الصبي: "مهلاً..."، ثم ذهب إليه أبيه وقال له: "إن أحد الأشخاص يريد مقابلتك"... فقال الأب لابنه: "أذهب إليه وقل له إن أبي غير موجود"....!!!، فذهب الصبي على الرجل وقال له: "إن أبي (يقول لك) أنه غير موجود".... ( وإنما قال الصبي ذلك، لأنه على الفطرة السليمة ولا يعرف الكذب)، وعندما علم الأب بذلك غضب منه...!!!، وقال لابنه: "فضحتني...!!!.. لماذا قلت له: (إن أبي ( يقول لك) أنه غير موجود ..!!، ولماذا لم تقل له مباشرة إن أبي غير موجود.!!!".

ولما جاء الرجل في المرة الثانية، يسأل عن أبيه ..؟، قال له الصبي مباشرة إن أبي غير موجود (مع أنه كان موجوداً....!!!)، وهنا تعلم الصبي الكذب... وهذا ما يحدث مع كثير من الناس.... فاحذروا أيها الآباء والأمهات وانتبهوا.... ولا تجنوا على أطفالكم ... فهم أمانة في أعناقكم ... وهذا ما نبهنا إليه نبينا صلى الله عليه وسلم عندما قال: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه» [رواه البخاري].

ملاحظة:

لم يرخص لنا رسولنا عليه الصلاة والسلام بالكذب إلا في حالات... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحل الكذب إلا في ثلاث: كذب الرجل على امرأته ليرضيها، والكذب في الحرب ، والكذب ليصلح بين الناس» [حسنه الألباني].

أثار الكذب:

للكذب آثار مدمرة على حياة الفرد والمجتمع، منها:

أولاً: آثار الكذب الاجتماعية: الصدق ضروري للحياة الاجتماعية، وبدونه لا يمكن أن يعيش الإنسان حياة هانئة مستقرة مريحة مع ، والديه... أو زوجته... أو أبنائه... أو جيرانه... أو أقربائه.. أو عماله وموظفيه... أو رؤسائه ومرؤوسيه... وغيرهم... فالصدق أساس الحياة: السعيدة... الطيبة... المباركة.

ثانياً : آثار الكذب الاقتصادية: كما أن الصدق ضروري للحياة الاجتماعية فهو كذلك ضروري للحياة الاقتصادية، وبدونه لا يمكن للإنسان أن تاجر أو يشارك أو يقرض أو يمارس أي نشاط اقتصادي بشكل آمن.

أيها الأحبة:

لقد فضحت الأزمة المالية الحالية -التي طحنت أموال الناس وأعصابهم- تلك الأكاذيب التي كانت تمارس من قبل بعض رؤساء مجالس الإدارات، أو المدراء، أو المحللين الاقتصاديين وغيرهم على الناس...!!؟؟، فأين تلك الشركات...؟؟؟، وأين تلك العقود...؟؟؟، وأين تلك الإرباح التي كان يعلن عنها...؟؟؟.. بل أكثر من ذلك اتضح أن أكثر من 35% من الشركات المدرجة في البورصة المحلية شركات وهمية كاذبة...!!!.. وكذلك الحال بالنسبة لبعض مناقصات الحكومة... أو مزادات الشركات... وغيرها.... كلها مؤامرات وعصابات (قائمة على الكذب)، اتفقت واجتمعت على سرقة أموال المسلمين...!!!، إنا لله وإنا إليه راجعون....

ثالثاً: آثارا لكذب الصحية: أثبت العلم الحديث، أن الإنسان عندما يكذب يستهلك دماغه طاقة أكبر مما يستهلكه في حالة الصدق...!!! (لأن الكذب عملية معقدة فيها: التصور... والتخيل.... والاختراع... والتركيب.... والتأليف... إلخ)، وهذا بدوره يؤثر -سلباً- على الذاكرة والقلب وضغط الدم وغيره...!!!

وأخيراً... إليكم -أيها الأحبة -:

بعض المعجزات القرآنية التي توصل إليها العلم الحديث حول (الكذب):

أولاً: قال تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ} [محمد: 30]؛ أي أن الله تعالى لو شاء لجعل نبيه صلى الله عليه وسللم يعرف كذب هؤلاء المنافقين الكاذبين من خلال علاماتهم الخاصة التي يتميزون بها (سيماهم)، والسمة -عادة ما- تظهر على الوجه، أي أن هذه الآية تؤكد أنه يمكن كشف الكذب من خلال تقاسيم وجه الكذاب، وهو ما توصل إليه العلماء في عصرنا الحاضر من خلال أبحاثهم...!!!؟.... ألله أكبر...

ثانيا: يقول تعالى عنهم في تتمة الآية السابقة: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} [محمد: 30]؛ ففي هذا الجزء من الآية إشارة واضحة –أيضاً- على معرفة أو إمكان كشف الكذب من خلال الصوت (لحن القول)، واللحن هو التغير الطفيف في الصوت أثناء الكلام، ولذلك فإن الآية أشارت إلى طريقة كشف الكذب من خلال الصوت...!!!

وهذا ما توصل إليه العلم مؤخراً... سبحان الله....

ثالثاً: أثبت العلماء حديثاً باستخدام -الأجهزة المتطورة- أن المنطقة الأمامية من الدماغ، أي مقدمة رأس الإنسان ، هي المسؤولة عن الكذب، (وهي ما نُسمية في اللغة العربية بالناصية)، وهذا ما أشار إله القرآن الكريم في قوله تعالى: {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ}[العلق: 16].

حقا إنه كلام الله تعالى....


وختاماً.... أخي الحبيب:

نظراً لكل ما سبق، أحذر الكذب لأجل: صحتك... وأسرتك... وسمعتك... ومالك... وحياتك.... وآخرتك....

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119].

نسأل الله تعالى، أن يجعلنا وإياكم وجميع المسلمين من الصادقين.... إنه ولي ذلك والقادر عليه....

ألا هل بلغت... اللهم فاشهد....




التحذير من كذبة أبريل وبيان خطورة التشبه بالكفار






وبهذه المناسبة أحذر إخواني المسلمين مما يصنعه بعض السفهاء من كذبة إبريل هذه الكذبة التي تلقوها عن اليهود والنصارى والمجوس وأصحاب الكفر فهي مع كونها كذبٌ والكذب محرم شرعاًففيها تشبه بغير المسلمين والتشبه بغير المسلمين محرم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم





(من تشبه بقومٍ فهو منهم)






قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إسناده جيد، وأقل أحواله التحريم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم، وهي مع تضمنها لهذين المحظورين؛ فيها إذلالٌ للمسلم أمام عدوه لأن من المعلوم بطبيعة البشر أن المقلد يفخر على من قلده ويرى أنه أقدر منه ولذلك ضعف مقلده حتى قلده فهي فيها إذلالٌ للمؤمن بكونه ذليلاً وتبعاً للكفار.







المحظور الرابع: أن غالب هذه الكذبة الخبيثة تتضمن أكلاً للمال بالباطل أو ترويعاً للمسلم؛ فإنه ربما يكذب فيكلم أهل البيت ويقول إن فلاناً يقول:ترى عندنا جماعة اليوم فيطبخون غداءً كثيراً ولحماً وما أشبه ذلك، أو ربما يخبرهم بأمرٍ يروعهم كأن يقول قيّمكم دعسته سيارة، وما أشبه ذلك من الأمور التي لا تجوز بدون أن تكون بهذه الحال؛ فعلى المسلم أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يكون عزيزاً بدينه فخوراً به معجباً به لأجل أن يهابه أعداء المسلمين ويحترموه، وأنا ضامن لكل من اعتز بدين الله أن يكون عزيزاً أمام الناس، ولكل من ذل أمام أعدائه أن يكون أذل وأذل عند الله وعند أعدائه، فلا تظن أيها المسلم أن متابعتك للكفار وأخذك أخلاقهم يعزك في نفوسهم؛ بل إنه يذلك غاية الذل وأنت تعلم ذلك فأنت الآن لو أن أحداً اقتدى بك في أفعالك لرأيت لنفسك فخراً عليه ورأيت أنه ذل أمامك حيث كان مقلداً لك وهذا أمرٌ معلوم معروف بطبيعة البشر، وكلما رأى أعداؤنا أننا أقوياء وأعزاء بديننا وأننا لا نبالي بهم ولا نعاملهم إلا بما يقتضيه شريعة الله التي هي شريعة كل العالم بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام






(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً)






وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال






(والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهوديٌ ولا نصرانيٌ ثم لا يؤمن بما جئت به إلا كان من أهل النار) فإذا كان هذا في أهل الكتاب وهم أهل كتاب فما بالك بغيرهم من الكفار كل من سمع بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم ولم يتبعه فإنه من أهل النار فإذا كان كذلك فما بالنا نحن المسلمين نذل أنفسنا ونتبع غيرنا وكلنا يعلم ما جرى في محاورة هرقل عظيم الروم مع أبي سفيان وهو كافر حينما تحرز أبو سفيان أن يكذب في حق النبي صلى الله عليه وسلم خوفاً من أن تؤخذ عليه هذه الكذبة مع أنه يود أن يكذب في ضد صالح الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا كان هذا كافر فما بالك أيها المؤمن تكذب والله الموفق.








الشيخ: محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى





المصدر: فتاوى نور على الدرب










الصفحات 1 2 

التالي

كيف تدعوا إلى الله في مقر عملك ؟

السابق

أداب الدعوة إلي الله ...

كلمات ذات علاقة
من , التحذير , ابريل , حملة , كذبة