امرأة تسأل وتقول :الرجاء توضيح معنى الحديث مع توضيح أعوج ما في الضلع أعلاه .
مجتمع رجيم / الحديث الشريف وتفسيره
كتبت :
|| (أفنان) l|
-
الاستيصاء بالنساء خيراً
سؤال :
امرأة تسأل وتقول : في الحديث :
« استوصوا بالنساء خيرا ؛ فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج ، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه . . . »
(1) الرجاء توضيح معنى الحديث مع توضيح أعوج ما في الضلع أعلاه .
هذا الحديث صحيح ، رواه الشيخان في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « استوصوا بالنساء خيرا » (2)
هذا أمر للأزواج والآباء والإخوة وغيرهم أن يستوصوا بالنساء خيرا ، وأن يحسنوا إليهن ، وأن لا يظلموهن وأن يعطوهن حقوقهن
هذا واجب على الرجال من الآباء والإخوة والأزواج وغيرهم أن يتقوا الله في النساء ، ويعطوهن حقوقهن
هذا هو الواجب ولهذا قال : « استوصوا بالنساء خير » (3) .
وينبغي ألا يمنع من ذلك كونهن قد يسئن إلى أزواجهن وإلى أقاربهن بألسنتهن أو بغير ذلك من التصرفات التي لا تناسب
لأنهن خلقن من ضلع كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : « وإن أعوج ما في الضلع أعلاه » (4) .
ومعلوم أن أعلاه مما يلي منبت الضلع ، فإن الضلع يكون فيه اعوجاج ، هذا هو المعروف ، والمعنى أنه لا بد أن يكون في تصرفاتها شيء
من العوج والنقص ، ولهذا ثبت في الحديث الآخر في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
« ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن » (1) .
وقد فسر النبي - صلى الله عليه وسلم - نقص العقل بأن شهادة المرأتين تعدل شهادة الرجل ، وذلك من نقص العقل والحفظ
وفسر نقص الدين بأنها تمكث الأيام والليالي لا تصلي ، يعني من أجل الحيض وهكذا النفاس
وهذا النقص كتبه الله عليهن ، ولا إثم عليهن فيه
ولكنه نقص واقع لا يجوز إنكاره ، كما لا يجوز إنكار كون الرجال في الجملة أكمل عقلا ودينا
ولا ينافي ذلك وجود نساء طيبات خير من بعض الرجال ؛ لأن التفضيل يتعلق بتفضيل جنس الرجال على جنس النساء
ولا يمنع أن يوجد في أفراد النساء من هو أفضل من أفراد الرجال علما ودينا كما هو الواقع .
فيجب على المرأة أن تعترف بذلك وأن تصدق النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما قال ، وأن تقف عند حدها
وأن تسأل الله التوفيق وأن تجتهد في الخير ،
أما أن تحاول مخالفة الشريعة فيما بين الله ورسوله فهذا غلط قبيح ، ومنكر عظيم ، لا يجوز لها فعله
والله المستعان .
(1) صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (3153),صحيح مسلم الرضاع (1468),سنن الدارمي النكاح (2222).
(2) رواه البخاري في ( كتاب النكاح ) باب الوصاة بالنساء ، حديث رقم ( 4787 ) ورواه مسلم في ( كتاب الرضاع )
باب الوصية بالنساء ، حديث رقم ( 2671 ) .
(3) سنن الترمذي الرضاع (1163),سنن ابن ماجه النكاح (1851).
(4) صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (3153),صحيح مسلم الرضاع (1468).
(1) رواه البخاري واللفظ له ، في ( كتاب الحيض ) باب ترك الحائض الصوم ، حديث رقم ( 293 )
ورواه مسلم في ( كتاب الإيمان )
باب نقصان الإيمان بنقصان الطاعات ، حديث رقم ( 114 ) .
align="right">
مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله
باب عشرة النساء