كــــيـد الـــشـيـطان
مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت :
أم عمر و توتة
-
كيد الشيطان لنفسه قبل خلق ادم عليه السلام
كيد الشيطان لنفسه قبل خلق ادم عليه السلام
ســـــــــماء الابداع 2
كيد الشيطان لنفسه قبل خلق ادم عليه السلام
ســـــــــماء الابداع 2
الحمدلله، و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و سلم..
هذه مقتطفات ثمينة من كتاب "كيد الشيطان لنفسه قبل خلق ادم عليه السلام و معه بيان مذاهب الفرق الضالة " ..
تصنيف العلاّمة ابن الجوزى رحمه الله..تحقيق أبى الاشبال الزهيرى ..
ان شاء الله اقدم منها اجزاء على عدة حلقات..
نفعنى الله و اياكن بما تقرئن..
جاء فى الكتاب..
فاعلم أن الشيطان قد كاد لنفسه قبل كيده لآدم-عليه السلام- مع حواء ، ثم لم يقتصر على ذلك ، حتى كاد ذرية نفسه و ذرية آدم - عليه السلام.
1/ كــــــيــد الشــــيـطان لنفسه..
أما كيده لنفسه ،فإنه كان يطوف بأدم و هو صلصال كالفخار ،فيتعجب منه و يقول : لامر عظيم قد خُلق هذا ، و لئن سُلط علىّ لاعصينه ، و لئن سُلِّطت عليه لاهلكنه ( ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله )
فلما تم خلقُ آدم- عليه السلام- فى احسن تقويم ، رأى الملائكة منظرا لم يُشاهدوا أحسن منه ، فسجدوا له كلهم أجمعون بأمر ربهم ، فشق ذلك على ابليس ، فسولت له نفسه بأن فى سجوده لآدم غضاضة عليه ، إذ يلزم أن يخضع لمن دونه فى زعمه ، لكونه مخلوقا من نار ، و النار فى زعمه أشرف من الطين ، فالمخلوق منها خير من المخلوق منه ، و خضوع الافضل لمن دونه غضاضة عليه ، و هضم لمنزلته .
قال تعالى:"وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ" الاعراف (12)..
قال الحافظ ابن كثير- رحمه الله-:-
"و قول ابليس لعنه الله(أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ ) من العذر الذى هو أكبر من الذنب ،كأنه امتنع من الطاعة لانه لا يؤمر الفاضل بالسجود للمفضول_يعنى (لعنه الله)-انا خير منه فكيف تأمرنى بالسجود له؟
و عن الحسن البصرى فى قوله تعالى "خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ " قال : "قاس ابليس ، و هو اول من قاس "..بسندٍ صحيح.
و عن ابن سيرين قال :" اول من قاس ابليس ، و ما عُبدت الشمس و القمر إلا بالمقاييس"..و اسناده صحيح ايضا
فلما وقع هذا الفكر فى قلبه قارنه الحسد فأبى من السجود ، و عارض نص المعبود برأيه المردود ، و قال :" أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ" ، ثم قرر ذلك بحُجَّته الداحضة حيث قال :"خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ " ،و لم يعلم أنه لو امتثل أمره تعالى لكان فيه عِزُّهُ و سعادتُهُ ، و بالامتناع أهان نفسه كل الاهانة من حيث أراد رفعتها ، ففعل بنفسه ما لو اجتهد أعظم أعدائه أن يفعل به ذلك لم يبلغ ذلك المبلغ ، و من كان غِشُّهُ لنفسه هكذا ، كيف يختار العاقل أن يتبعه و يقبل وسْوستَهُ ؟
*******
2 / كــــــيــد الــشـــــــيـطان للأبوين ..
و أما كيده للابوين ، فقد قص الله تعالى علينا قصته معهما لتكون تلك القصة عِبرة و نصيحة لنا ؛ فإنه شامَلَهُمَا نظرٌ اليهما أين يميلان ، فأحس منهما ميلاً الى الخلود فى الجنة ، فَعَلِمَ أنّه لا يدخل عليهما إلا من هذا الباب ، و هذا الباب أعظم كيده فى الإضلال ، و من هذا الباب دخل على ابن آدم ؛ فإنه يجرى منه مجرى الدم ، و يصادف نفسه و يخالطها و يسألها عما تحبه و تؤثره ، فإذا عرف مقصودها يستعين به على إضلال العبد..
فإن اللعين لما عرف أن الابوين يريدان الخلود فى الجنة ، و علم أنهما إذا أكلا من الشجرة يخرجان من الجنة ، قال لهما : إنى خُلِقتُ قبلكما ، و إنى اعلم منكما فاتَّبعانى أُرشدكما الى شجرة الخلد ،فخدعهما حيث سمى تلك الشجرة(شجرة الخلد) ، فلما سَّماها كذلك و قال : ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا كراهية أن تأكلا منها و تُخَلّدا فى الجنة ، و لا تموتا ، و حلف لهما أنه ناصح أمين حتى اطمأن قلبهما به و أجاباه الى ما دعاهما إليه ، فجرى عليهما من المحنة و الخروج من الجنة و نزع اللباس عنهما ما جرى ، و كان ذلك بكيده و مكره الذى جرى به القلم ، و ردَّ الله تعالى كيدَهُ عليه ، و تدارك الأبوين برحمته و مغفرته ، و عادَ عاقِبةُ مكره عليه .
" وَلاَ يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ " فاطر 43.
" وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ (22) قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25)" الاعراف .
و الحاصل أن العدو بُلِىَ بالذنب ، و أصر ، و أحتج ، و عارض الأمر ، و قدح فى الحكمة ، و لم يندم على المعصية ، فلحقته الذلة و اللعنة .
و الحبيب - آدم عليه السلام- بُلِىَ بالذنب فاعترف و تاب ، و أُزِيل عنه العتاب ، و قُبِلَ منه المتاب ، و فُتح له من الرحمة و الهداية كل باب..
الموضوع القادم ان شاء الله تعالى..
كيد الشيطان لابنى آدم /المدة ما بن آدم و نوح من القرون / اول من تلاعب بهم الشيطان هم عُبَّاد الاصنام..
جزاكن الله خيرا للمتابعة..
كيـــد الشيطان 2
كيد الشيطان 3
