تحقيق ذكر الموت في القلب
مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
وقال عمر بن عبد العزيز : " ألا ترون أنكم تجهزون كل يوم غاديا أو رائحاً إلى الله عز وجل , تضعونه في صدع من الأرض , قد توسد التراب وخلف الأحباب وقطع الأسباب " .
فملازمة هذه الأفكار وأمثالها , مع دخول المقابر , ومشاهدة المرضى هو الذي يجدد ذكر الموت في القلب حتى يغلب عليه , بحيث يصير نصب عينيه فعند ذلك يوشك أن يسند له ويتجافى عن دار الغرور , وإلا فالذكر بظاهر القلب وعذبة اللسان قليل الجدوى في التحذير والتنبيه , ومهما طاب قلبه بشيء من الدنيا ينبغي أن يتذكر في الحال أنه لا بد له من مفارقته .
نظر ابن مطيع ذات يوم إلى داره فأعجبه حسنها ثم بكى , فقال : والله لولا الموت لكنت بك مسرورا , ولولا ما نصير إليه من ضيق القبور لقرت بالدنيا أعيننا , ثم بكى بكاء شديدا حتى ارتفع صوته .
يشغلِ الموتُ عنا مذ أعِد لنــــــا = وكلنا عنه باللذاتِ مشغـــــــــــولُ
وليس من موضع يأتيه ذو نَفَـسٍ = إلا وللموتِ سيفٌ فيه مسلــــــولُ
ومن يمت فهو مقطوع ومجتنب = والحي ماعاشَ مَغشي ومَوصولُ
كل ما بدا لك فالآكالُ فانيــــــــة = وكل ذي أكلٍ لابُد مأكــــــــــــولُ