أمي وأبي سبب كراهيتي للدين والمتدينين !

مجتمع رجيم / الأمومة و الطفولة
كتبت : زهره الاسلام
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بدأ كلامه بقوله:
"إني كرهت الدين والمتدينين"، وصرت لا أحب الصلاة ولا الحديث حول الدين وأحكامه.

والمتدينين 13951488341.jpg

فسألته: وما سبب كراهيتك لهما؟

فنظر إلى أخته وقال لها: تحدثي واشرحي ما سبب كراهيتنا للدين والمتدينين. فقالت: دعني أشرح لك القصة من أولها؛ فأنا عمري الآن خمسة عشر عامًا، وأخي هذا أكبر مني بسنتين، وقد جئنا إليك نشكو لك والدينا؛ لأنهما سبب كراهيتنا للدين والمتدينين؛ فأمي امرأة محجبة وملتزمة بالدين ظاهرًا؛ ولكن سلوكها وأخلاقها ليس له علاقة بالدين.

ولما كنا صغارًا كثيرًا ما كانت تردد علينا عبارات كَرَّهتنا بالدين من حيث لا تشعر، فكانت تقول لنا: "الذي يكذب فإن الله يحرقه بالنار". وبالمقابل هي تكذب كثيرًا أمامنا؛ فنتساءل: لماذا الله يحرق الأطفال بالنار عندما يكذبون ولا يعذب الكبار؟! وكلما عملنا شيئًا أنا وأخي قالت: الله لا يحب من يفعل كذا. فصار عندنا شعور بأن الله لا يحبنا، وأنه يحرق الأطفال بالنار، فلماذا نعبده ونصلي له؟!

فقاطعها أخوها قائلاً: ومع ذلك فهي تصرخ علينا وتشتمنا وتضربنا، ونراها تنصح الناس بالدين، فما هذا الدين الذي تتحدث عنه؟!

أما والدنا فهو رجل أعمال ناجح وهو مصلٍّ وملتزم؛ ولكننا رأيناه غير مرة يشاهد أفلامًا إباحية، وفي جواله علاقات نسائية غير شرعية، ونعرف أنه يستغل أموال الشركة لحسابه الخاص، ومع هذا كله فهو يضربنا إذا لم نصلِّ أنا وأختي، فكرهنا الصلاة وكرهنا الدين كله، وكرهنا النفاق الديني الذي نشاهده يوميًّا في بيتنا.

ثم بدأتُ أتحدث معهما عن الفرق بين الدين والمتدينين؛ فالدين منهج للحياة، وهو عبارة عن أوامر ربانية للإنسان لو التزم بها يسعد في دنياه وآخرته؛ أما المتدين فهو إنسان ينتسب للدين وهو ليس الدين، فإذا كان هذا الإنسان قدوة حسنة قدم صورة طيبة للدين، وإذا كان قدوة سيئة مثل هذين الوالدين قدما صورة سيئة، والمشكلة هنا ليست في الدين؛ بل في المتدين، وهناك فرق كبير بينهما.

ثم تحدثتُ معهما عن دورهما في أن يكونا سببًا في تغير والديهما نحو التدين الصادق، إلا أن أكثر ما أثَّر بي من حديث هذا الشاب وأخته عندما وصفا والديهما بالنفاق الديني، فهما أمام الناس قدوة دينية مثالية؛ ولكنهما في الحقيقة ليسا كذلك، وكأنهما يستغلان الدين لتحقيق أهدافهما الخاصة في الحياة، حتى صار هذا الشاب يكره الدين ويفكر في الإلحاد.

ولهذا فإني أتساءل: هل نحن نربي أبناءنا على كراهية الدين أم نحببهم فيه؟
فأنا أعرف أمًّا تُكَذِّب ابنتها دائمًا عندما تجيبها عن سؤالها: هل صليت؟ فتخبرها ابنتها بصدق بأنها صلَّت، فترد عليها الأم بقولها: لا تكذبين علي. فتركت هذه البنت الصلاة، وصارت تكذب على أمها بسبب سوء ظن أمها لها.


وأعرف أمًّا أخرى متميزة في تعاملها مع أبنائها، وكان أسلوبها سببًا في صدق أبنائها وحبهم للصلاة، وتروي لي ابنتها فتقول: إن أمها كلما سألتها عن الصلاة تجيبها بأنها لم تصل بعد، فترد عليها: "شكرًا على صدقك يا ابنتي، وأتمنى حرصك على الصلاة". فقدمت المدح على الذم، وقدمت التشجيع على النقد، فكان هذا الأسلوب سببًا في حب الفتاة للدين وتعلقها بالصلاة.

إن أقوى أسلوبين مؤثرين يجعلان أبناءنا يحبون الدين ويتعلقون به (الأخلاق الصادقة، والقدوة الحسنة)؛ فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحَاسِنُهُمْ أَخْلَاقًا، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ وَلَا يُؤْلَفُ".صححه الالبانى

فالدين ليس تجارة نتكسب من ورائه، أو شكلاً نخدع الناس به، أو كلمات نستخدمها لكسب من أمامنا، أو لباسًا يظهر التزامنا، وإنما الدين هو أسلوب حياة نابع من قناعة داخلية، وإيمان بالغيب، وأخلاق صادقة، وتعامل حسن، وشكل طيب، فكلما كانت أخلاقنا راقية وقدوتنا عالية أثرنا فيمن أمامنا، وصرنا نقدم للآخرين نموذجًا للدين رائعًا، وهذا ما نفتقده في مجتمعنا وبيوتنا في هذا الزمان.

كتبت : نزف العيون
-
جزاك الله كل خير
حقا حبيبتى نحن لأولادنا قدوة بالفعل وليس القول
موضوع مهم جدا بارك الله فيكى
كتبت : Coeur de Rjeem
-
جزاك الله كل لخير حبيبتي موضوع رائع و فعلا قد يكون اباؤنا سببا للكره او الحب او حتى اشخاص اخرين
المهم ان نستطيع التفرقه بين الدين و التدين فالدين اوسع من ان نحصره في اشخاص او افعال
اعجبتني جدا اخر فقرة
فالدين ليس تجارة نتكسب من ورائه، أو شكلاً نخدع الناس به، أو كلمات نستخدمها لكسب من أمامنا، أو لباسًا يظهر التزامنا، وإنما الدين هو أسلوب حياة نابع من قناعة داخلية، وإيمان بالغيب، وأخلاق صادقة، وتعامل حسن، وشكل طيب، فكلما كانت أخلاقنا راقية وقدوتنا عالية أثرنا فيمن أمامنا، وصرنا نقدم للآخرين نموذجًا للدين رائعًا، وهذا ما نفتقده في مجتمعنا وبيوتنا في هذا الزمان.
كتبت : أمواج رجيم
-


















































































كتبت : Ganan Ahmed
-
جزاك الله خير الدراين
ومضات إيمانية رائعة

ترسخ فى النفس واعزها الاسلامى السمح

فلا عدمنا قلم سخر فى طاعة الله
كتبت : || (أفنان) l|
-

عزيزتي
جزاك ربي الجنان على موضوعك المهم والقيم
اتمنى من الكل الاستفادة منه
قال الله تعالى:

{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} (الأحزاب:21)،

هذه الآية: " الآية أصل كبير في التأسي برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أقواله وأفعاله وأحواله
لو ربطنا الطفل بالقدوة الحسنة وكنا نحن أول من يقتدي بٱلحـبيب مٰحـمٰد صل الله عليـه وسلم
في الآخلآق وآلعبٱدة ۉگل ٱمٰور ٱلحـيٱة ليرقي المجتمع


فتربية الأبناء على الأخلاق الحسنة لاتكون الإ بالقدوة
لكن من المؤسف والمؤلم هذا الامر منتشر واقع لانجهله
عندما تكون هناك موقف ازدواجي في تربية الأبناء
على سلوك ما ونجد ظاهره الصلاح وتطبيق العملي عكسه تماما

ولو تأملنا قول الله تعالى
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3))الصف
لوجدنا توجيه واضح وقاعدة يجب اتباعها

يحتاج منا إعادة نظر فى أنفسنا وتصرفاتنا حتى نصبح بحق القدوة الحسنة لأولادنا


عزيزتي
بارك الله فيك و جزيت الفردوس الاعلى لا حرمك الله من الاجر و الثواب



الصفحات 1 2 

التالي

الالفاظ البذيئه عند الاطفال وكيفيه علاجها

السابق

كيف تساعدين طفلك الخجول على التعامل فى المدرسة؟

كلمات ذات علاقة
ألي , للدين , سبب , وأبي , والمتدينين , كراهيتي