الرفق
مجتمع رجيم / الحديث الشريف وتفسيره
كتبت :
أم رائد
-
الرفق
عن شريح بن هانئ رضى الله عنهما قال : ركبت عائشة – زوج النبى صلى الله عليه وسلم بعيرا ً ، فكانت فيه صعوبة ، فجعلت تٌرددُهُ ، فقال لها رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " عليك بالرفق ، فإن الرفق لا يكون فى شئ إلا زانه ، ولا ينزع من شئ إلا شانه " .
رواه مسلم في صحيحه
كان النبى صلى الله عليه وسلم رحيما بالحيوان كما كان رحيماً بالإنسان ، فهو صلى الله عليه وسلم ينبوع العطف والحنان والإحسان فى كل شئ .
فهذا البعير الذى ركبته عائشة كان فى طبعه شدة وجموح ، فحاولت عائشة رضى الله عنها أن ترده إلى الاعتدال فى مشيته بشئ من العنف كما يفعل كثير من الناس بركائبهم ، فقال لها النبى صلى الله عليه وسلم : " يا عائشة عليك بالرفق " أى الزميه فى شأنك كله ، ولا تكونى فظة غليظة القلب ، فإن الرفق خلق حسن وطبع جميل يزين صاحبه ويحول بينه وبين القبيح من الأقوال والأفعال ويدفعه إلى التأنى والتريث فى الأمور ، " فإن الرفق لا يكون فى شئ إلا زانه ولا ينزع من شئ إلا شانه " .
والمراد بالشئ هنا الإنسان ، كما يدل عليه سياق الكلام . والزين مأخوذ من الزينه وهى نوع من الجمال الظاهرى والباطنى .
الشين ضده وهو ما يؤدى إلى القبح فى المظهر والمخبر .
والرفق هو الرقة واللين ، والرأفة والرحمة ومعالجة الأمور فى تؤدة واتزان .
فهو جماع الخير كله ، وهو حسن الخلق فى أسمى درجاته ؛ لأنه فى الغالب يكون جبلة فى صاحبه وطبعاً له ,لا يفارقه ولا يتخلى عنه أينما كان .