لا تَمُتْ في الظِّل !

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : سنبلة الخير .
-
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا تَمُتْ في الظِّل !
لا ندري إنْ كان من الأفضلِ، أم هو من الأسوأ أنْ يعيشَ الإنسانُ ويموتَ في الظلِّ، حيث
لا يعلمُ بحياتِه أحدٌ، ولا يدري بموتِه أحد، هكذا ببساطة أتى ومشى واغتذى وارتوى،
وفعلَ في الحياةِ ما فعل، ثمَّ رحل، لَم يأخذْ شيئًا من الحياةِ، ولم يضفْ شيئًا إليها !

لا تَمُتْ في الظِّل !

هنا يدرك المرءُ أنَّ ما قدَّمه لنفسِه من خيرٍ هو كلُّ ما سيرحلُ به
: {مَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ‌ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ هُوَ خَيْرً‌ا وَأَعْظَمَ أَجْرً‌ا} [المزمِّل: 20].
لكنَّ اللهَ -تعالى- لا يريدنا أن نرحلَ هكذا دون أثرٍ، وإلا لَمَا استحثَّنا النَّبيُّ -
صلَّى الله عليه وسلَّم- لترك عملٍ لا ينقطعُ بالموتِ، «إذا مات الإنسان
انقطع عنه عمله إلا من ثلاثةٍ : إلا من صدقةٍ جاريةٍ أو علمٍ ينتفع به
أو ولدٍ صالحٍ يدعو له» [رواه مسلم 1631].



لا تَمُتْ في الظِّل !

لذا؛ لا تدعْ نفسَك في الظِّل ، بينما ينيرُ غيرُك الحياةَ بعلمهم وعملهم، بل سابقْ
وسارعْ وأضف لرصيدِك شيئًا يبقى، ولو مجرد كلمةِ حقٍّ تُقرأُ فتُنقل فتؤثر
فتؤجر، لو خرج كلُّ المتقاعسين من الظلِّ، وحملوا بأيديهم قناديلَ الهدى والدَّعوةِ إلى
الخيرِ والإصلاح والعودةِ إلى الله ، لتغيرتْ أحوالُنا كثيرًا، ولتراجعتْ موجةُ الإضلال
والإفساد الَّتي تسعى لإغراق العقولِ والأجساد في الوَحْل المسمَّى تحضرًا، وما هو
إلا تقهقرٌ للعقلِ والفكر والدِّين والرُّشد، ولكلِّ ما هو حميد، عندما انزوينا في الظِّلال
انطلقَ دعاةُ الضَّلال للضَّوء وعلى مرأًى منَّا ومسمعٍ؛ عاثوا في البلاد فأغرقوا العبادَ
وأكثروا الفسادَ، وما جَعَلَنا نقفُ مُلْجَمي الأفواهِ إلا خشيتنا أنْ يُقال بأننا رجعيون إذا لم نسايرْهم
! نعم نحن رجعيون فعلًا منذُ زمنٍ طويلٍ، منذُ أنْ تراختِ الهممُ،
وتراجعْنا عن القِمم وتركناها لهم !


لا تَمُتْ في الظِّل !

لقد ترك رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحياةِ أعظمَ أثرٍ،
وترك صحابتُه آثارًا بقيت إلى يومنا تُذكر، ولكن وللأسف خَلَفَ من
بعدِهم خلْفٌ لم يتركوا سوى خيباتِهم وحسراتهم على ماضي أسلافهم.

لا تَمُتْ في الظِّل !

فلينظرْ كلٌّ منَّا لنفسِه، ولْيسألْها : ما الَّذي تركتُه لمن خلفي؟! إنْ لم تجد شيئًا
يستحقُّ فاعملْ على إيجادِ شيءٍ ذي قيمةٍ، لا تحقرنَّ شيئًا من الأعمال، فلربما كانتْ
هي الأعظمَ أثرًا، إنَّ كلمةً مؤثرة تكتبها، أو نصيحةً هينة تُسديها، أو بطاقةً لطيفة تهديها،
أو ابتسامةً صغيرة تُبديها قد تكون ذات أثرٍ كبيرٍ فاعلٍ على من حولَك !


لا تَمُتْ في الظِّل !

لا تعجبْ فالبسمةُ صدقةٌ ولها وقعها في القلوبِ الَّتي تذكرك بالخير وتدعو لك حتَّى
بعد رحيلِك، وعليها قِسْ كلَّ أعمالِك، واحسب أيًّا منها يستحقُّ أنْ تبقيه،
وأيًّا منها يجبُ أن تتخلَّصَ منه.

لا تَمُتْ في الظِّل !

لا تدعِ الأيامَ تنسابُ من بين يديك دون أن تضعَ لمسةً لك بها، ولو في محيطِك
الصَّغير؛ عائلتك، أصحابك، جيرانك، اغتنم الفرصَ فهي لا تتكرَّرُ كثيرًا، لا تمتْ
دونَ أن تضيءَ شمعةً لمن سيأتي بعدَك، أو تبذرَ بذرةً لشجرةٍ يستظلُّ بها من يخلُفُك،
ازرع زهرةً صغيرة، وإن لم تستطعْ زرعَها فارسمها، ولوِّن بألوانِها المشرقة حياةَ أناسٍ
لم يرَوْا في الحياةِ إلا جانبَها المظلم، كُنْ ذا أثرٍ في حياتِك ، كن ذا أثرٍ


مما راق لي وكــــــــــــــــــ هنا ــــــــــــــــــــان
كتبت : اصيله اصيل
-
بارك الله فيك الموضوع رائع
تقبلي مروري وتحياتى
كتبت : أم رائد
-
جزاك الله خير
وجعله فى ميزان حسناتك
وانار دربك بالايمان
ويعطيك العافيه على طرحك
ماننحرم من جديدك المميز
خالص ودى وورودى
كتبت : سنبلة الخير .
-
اطلاتكن المميزة اسعدتني

انارتن متصفحي

شكرا لكن من الاعماق

كتبت : (لؤلؤة الاوراس)
-
قال صلَّى الله عليه وسلَّم- لترك عملٍ لا ينقطعُ بالموتِ، «إذا مات الإنسان
انقطع عنه عمله إلا من ثلاثةٍ : إلا من صدقةٍ جاريةٍ أو علمٍ ينتفع به
أو ولدٍ صالحٍ يدعو له» [رواه مسلم 1631].
الحمد لله لي ذرية ان شاء الله يجعلها صالحة من بعدي
لتكون نورا في المجتمع
شكرا لطرحك الشيق للموضوع جزاك اجره
تقبلي مروري
احبكم في الله احبتي
كتبت : ام ناصر**
-
بارك الله فيك ونفع بك
اسال الله العظيم
ان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنان
وان يثيبك البارى على ما طرحت خير الثواب
فى انتظار جديك المميز
دمت بسعاده مدى الحياه
الصفحات 1 2 

التالي

علمتني المحن

السابق

أقول لكم من قلبي...

كلمات ذات علاقة
الظِّل , تَمُتْ