الشفاء بالقران الكريم

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : مامت ناهد
-

دعاء سيدنا يونس وهو في بطن الحوت
لماذا لا يستجيب الله دعاء كثير منا على الرغم من الدعاء ليلاً نهاراً، بينما نجد أن نبياً مثل يونس وهو في بطن الحوت قد استجاب الله له؟ لنقرأ هذه المعلومات التي نحن بحاجة ماسة لها في مثل هذا الزمن....



هل تخيَّلت يوماً ما أن تُلقى في ظلمات البحر فيلتهمك حوت عملاق يزن أكثر من مئة طن؟ ماذا ستفعل، ومن ستنادي، وهل تتصور بأن من تناديه قادر على الإجابة؟! هذه تساؤلات خطرت ببالي عندما كنتُ أتأمل قصة سيدنا يونس عليه السلام، مقارنة بواقعنا وما نراه اليوم من واقع يعيشه المسلمون، لم يعد لديهم إلا الدعاء لعلاج مشاكلهم، وعلى الرغم من الدعاء لا نجد الاستجابة السريعة من الله تعالى، ربما لأننا فقدنا الإخلاص.
الدعاء يا أحبتي له شروط ومن أهم شروطه أمران: الإخلاص والعمل، فالإخلاص يعني أننا نتوجه بقلوبنا وعقولنا إلى الله وحده أثناء الدعاء، وحتى نصل لهذه المرتبة ننظر إلى سلوكنا، هل تصرفاتنا وأعمالنا وأقوالنا ترضي الله، ولا نبتغي بها إلا وجه الله؟
أما العمل فيعني أننا نستجيب لنداء الخالق تبارك وتعالى، فندرس ونتعلم أسرار الكون والطبيعة وأسرار النفس، ومن ثم نفكر بطريقة علمية نطوّر بها أنفسنا، فتكون كل أعمالنا لله ومن أجل الله، عندها سيُستجاب الدعاء إن شاء الله.
ولكن المشكلة أن معظم المسلمين فقدوا الإخلاص والعمل، ولم يبقَ لديهم من أسباب استجابة الدعاء إلا المظاهر، ولكن القلوب هي الأساس. فالله تعالى لا ينظر لأشكالنا ولا لصورنا، ولا ينظر لمراكزنا في الدنيا، بل ينظر إلى قلوبنا، فهل قلوبنا نقية مثل قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
هل نحن متواضعون مثل تواضع الحبيب الأعظم عليه الصلاة والسلام؟ هل نتقرب من الفقراء وندنو من المساكين كما كان سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم؟ ماذا عن انفعالاتنا، هل نغضب لغضب الله ونرضى لرضاه عز وجل؟ وهل نشعر بمعاناة إخوتنا في الإيمان؟
والله لو طبَّق المسلمون حديثاً واحداً من أحاديث النبي، لكانوا أسعد الناس وأقوى الناس، وذلك عندما قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، فهل فعلاً تحب لأخيك ما تحبه لنفسك؟ للأسف هذا الحديث يطبقه اليوم الملحدون في الغرب، فتجدهم يتعاونون من أجل تحقيق مصلحة دنيوية، أفلا نتعاون من أجل مرضاة الله تبارك وتعالى؟
كل هذه الأشياء يا أحبتي تذكرني بذلك الموقف الصعب الذي أحاط بنبي كريم من أنبياء الله وهو سيدنا يونس عليه السلام، عندما قُذف به في البحر ليلاً، فالتقمه الحوت، فعاش لحظات في ظلمات متعددة: ظلام الليل، وظلام البحر، وظلام بطن الحوت، ولكنه لم ينسَ ربَّه فكان يسبح الله وهو في بطن الحوت، ونادى نداء عظيماً، يقول تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء: 87]، طبعاً (َذَا النُّونِ) هو النبي يونس، عندما غضب على قومه وتركهم دون أن يأخذ الإذن من الله وظن أن الله لن يبتليه ويختبره ويمتحنه ويقدر عليه، ولما وقع في هذا الموقف الصعب نادى الله تعالى بدعاء عجيب وهو: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)، هذا هو دعاء الكرب!
ونحن يا أحبتي اليوم ينبغي أن نتذكر هذا الدعاء وأن نكثر منه، عسى الله أن يكشف عنا الضر ويعطي كل إنسان مسألتَه، وينجينا من الغم، ولذلك فإن الله تعالى استجاب مباشرة لسيدنا يونس، ونجاه من الغم، لماذا؟ لأنه كان مؤمناً حقيقياً بالله تعالى، يقول تعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء: 88].
صورة رائعة عرضت على ناشيونال جيوغرافيك، ونرى فيها الحوت بقرب إنسان بالحجم الحقيقي لكل منهما، وهنا أود أن أتذكر قصة سيدنا يونس عندما ابتلعه الحوت، انظروا إلى هذا الحوت إلى حجم فمه وكيف يمكنه ابتلاع إنسان بسهولة، ولكن سيدنا يونس كان من المسبحين فقال: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء: 87]. إن هذا الدعاء كان سبباً في نجاة سيدنا يونس من هذا الغم، يقول تعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء: 88].
فيا أحبتي! هل تتصورون أن مشاكلكم وهمومكم هي أكبر من مشكلة سيدنا يونس وهو في هذا الموقف؟ إن الذي نجّى هذا العبد الصالح ببركة دعائه لربه، قادر على أن ينجيكم من أي موقف أو مشكلة تتعرضون لها، ولكن بشرط أن تتذكروا هذا الدعاء: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ). ندعو الله لجميع المسلمين أن يكشف عنهم الغمّ، إنه على كل شيء قدير.
كتبت : مامت ناهد
-


العلاج بالبكاء من خشية الله

هذه دراسة جديدة أجراها علماء أمريكيون عن تأثير البكاء وفوائده النفسية، ونتذكر أن القرآن تحدث عن هذه الفوائد، ولكن بشرط أن يكون البكاء من خشية الله جل وعلا....



لماذا نميل للبكاء أحياناً ومن الذي وضع فينا هذه الفطرة، فطرة البكاء؟ فالمولود منذ أول لحظة يخرج للدنيا نراه يبكي، والإنسان من شدة الفرح تجده يبكي، فالبكاء هو غريزة أودعها الله في البشر، وطالما اعتقد الملحدون أن البكاء لا فائدة منه، ولكن تأتي الأبحاث لتثبت عكس ذلك، وكذلك نجد أن القرآن ذكر البكاء كصفة جيدة ولكن بشرط أن يكون البكاء من خشية الله تعالى.
ونلاحظ اليوم أن بعض الباحثين النفسيين يطرحون فكرة العلاج بالبكاء!
فقد أفادت دراسة علمية أنجزها باحثون أميركيون وهولنديون بأن غالبية الناس يشعرون بتحسن في المزاج بعد البكاء، في حين تتدهور حالة شخص واحد من أصل عشرة فقط بعد ذلك. ووجد علماء نفس في جامعة جنوب ولاية فلوريدا الأميركية وجامعة تيلبيرغ الهولندية أن الأشخاص الذين بكوا ولقوا دعماً اجتماعياً كانوا يفيدون عن تحسن في مزاجهم.
وفي المقابل لوحظ أن مزاج حوالي ثلث الأشخاص الـ3000 الذين شملتهم أبحاث الدراسة لم يتحسن بعد البكاء. وربطت الدراسة، التي نشرت في مجلة علم النفس الأميركية، بين فوائد البكاء ومكان وساعة حصول هذا الأمر. ولاحظت الدراسة أن البكاء يعطي تأثيرا مهدئاً مثل التنفس بشكل أبطأ بحيث يساهم في تخفيض عدد دقات القلب. وتوقع الباحثون أن يكون هذا الأمر هو السبب وراء تذكر الناس للجانب المشرق من البكاء وتخطيهم للشعور بالتوتر.
وقام الباحثون بدراسة البكاء في المختبر فوجدوا أن نتيجته كانت غالباً شعوراً بالسوء، فرجحوا أن السبب هو الظروف المتوترة والتصوير والمراقبة، وهي أمور تخلق لديهم مشاعر سلبية تعيق الفوائد الإيجابية المرتبطة بالبكاء.
هذا خبر علمي يؤكد ما جاء في دراسات سابقة من فوائد للبكاء لمسها الباحثون في مجال علم النفس. ولكن الباحثين لا يعرفون طريقة البكاء الصحيحة والفعالة! فالبكاء قد يكون علاجاً لكثير من الأمراض، ولكن بشرط أن يكون البكاء من خشية الله تعالى، وهو ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى متحدثاً عن أولئك المؤمنين الخاشعين الذي تأثروا بكلام الله تعالى فماذا كان رد فعلهم؟ يقول عز وجل عنهم: (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) [الإسراء: 109].
وانظروا معي كيف ربط البيان الإلهي بين البكاء والخشوع، فكلاهما يمثل طريقة رائعة لعلاج الأمراض النفسية. فالبكاء من خشية الله يزيد المؤمن خشوعاً وخوفاً من الله، ويُنسيه همومه وأحزانه، لماذا؟ لأن الذي يتأثر بكلام الله ويتصور أهوال القيامة ويتذكر عظمة الخالق تبارك وتعالى، تتضاءل أمامه المشاكل والهموم مهما كان حجمها أو نوعها، وبالتالي ينسى مشكلته، وهذه أول خطوة على طريق علاج أي مشكلة، أن تنظر إلى هذه المشكلة على أنها شيء تافه وقابل للحل، وبالتالي سوف يتم حلّها بسهولة، وهذا ما يؤكده علماء النفس والبرمجة اللغوية العصبية في حل المشاكل والمصاعب.
ولذلك فإن الله تعالى ذكر البكاء في أكثر من موضع من كتابه المجيد، وجعله وسيلة للقرب من الله تعالى، ومؤشراً على صدق المؤمن في خشيته لخالقه جل جلاله. يقول تعالى: (أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ * وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ * فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) [النجم: 59- 61]. ففي هذا النص القرآني أمر لنا أن نبكي من خشية الله، وأن نبتعد عن اللهو وأن نبتعد عن كثرة الضحك، ولا يمنع ذلك من الابتسامة التي هي علاج أيضاً.
وأختم يا أحبتي: إن البكاء والخشوع والدعاء وصفة رائعة لعلاج أي توتر نفسي، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين قال فيهم: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90]. وما أحوجنا في هذا العصر للدعاء والخشوع والبكاء من خشية الله، عسى الله أن يفرّج همومنا ويرزقنا الصبر، فما أعطى الله عطاء أوسع من الصبر، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كتبت : مامت ناهد
-
align="right">
الشفاء الكامل (آيات الشفاء)
استجابة منا لطلبات القراء حول الآيات التي تعالج أمراضاً محددة، والتي يتم الشفاء بها بإذن الله، فإننا نقدم لهم هذا البحث ليكون دليلاً لهم للشفاء بإذن الله تعالى..


إن الله تعالى قد أودع في كل آية من آيات كتابه قوة شفائية إذا أصابت المرض برأ بإذن الله تعالى.
ويمكنني أن أخبركم إخوتي وأخواتي القراء أن الثقة بالله تعالى وبآياته مهمة جداً في الشفاء، والصبر مهم أيضاً، وأن تعلم أن الله لابد أن يستجيب لك دعاءك وقراءتك، ولكن بالطريقة التي يحددها الله تعالى، وليس أنت!!
مثلاً عندما أقرأ القرآن على نية شفاء مرض ما وبعد فترة أجد أن هذا المرض لم يُشفى، فماذا يعني ذلك؟ قد يظن البعض أن هذه القراءة لم تنفع!! ولذلك أقول لا يجوز لمؤمن أن يظن ذلك، لأن الله تعالى أخبرنا بأن القرآن شفاء، وكلام الله تعالى حق، ولكن قد يصرف الله عنا ببركة هذه الآيات مرضاً آخر لم نكن نحس به! وقد ينجينا الله تعالى من مصيبة كبيرة ببركة هذه الآيات التي قرأناها، وقد يؤخر لنا الله الاستجابة إلى يوم القيامة حيث سنكون بأمس الحاجة إلى الرحمة والمغفرة والنجاة من النار.
أيهما أفضل أن تُشفى من مرض مثل السرطان، أم أنك تكون يوم القيامة مع الأنبياء في جنة عرضها السموات والأرض؟! ولذلك لا تتعجل الشفاء لأن الأمر كله بيد الله هو يفعل ما يشاء، وعليك أن تعتقد جازماً أن الله تعالى يستجيب دعاءك بطريقة ما قد لا تدركها أنت، وأن أي آية تقرأها سوف تكون لك شفاء من مرض ربما تجهله، وربما هذه الآية تصرف عنك مرضاً كان سيصيبك بعد أيام ولكن قراءتك لهذه الآية كانت سبباً في صرف ذلك المرض من دون أن تشعر بذلك!
ما هي الأمراض التي يشفيها القرآن؟
اعلم أن القرآن شفاء لكل داء، وأن الله تعالى جعل في آيات كتابه لغة عجيبة تفهمها الخلايا ولذلك قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الأنفال: 24]، فهذه الآية تدل على أن الله قد أودع في آياته حياة لنا، فالخلية المصابة والمتضررة والتي أصبحت خاملة ومصابة بالأمراض، فإن كلام الله تعالى إذا وقع عليها تنشَّطت وعادت إليها الحياة من جديد وأصبحت أكثر قدرة على مقاومة الأمراض، ولذلك فإن تلاوة آيات محددة على أمراض محددة تؤثر على هذه الأمراض وتشفيها بإذن الله تعالى.
ولذلك فإنه يمكننا القول إن القرآن فيه شفاء لجميع الأمراض مهما كان نوعها سواء كانت أمراضاً نفسية أو جسدية أو كانت سحراً أو مسّاً أو غير ذلك. وينبغي على المريض أن يعتقد بذلك، لأن الاعتقاد السليم هو نصف الشفاء إن لم نقل الشفاء كله!

في كل آية من آيات القرآن أودع الله جل جلاله لغة خفية تؤثر على المرض فتذهبه بإذن الله تعالى، وهذه النتيجة مؤكدة ولكننا نجهل هذه اللغة الشفائية التي أودعها الله في آيات كتابه، لذلك علينا أن نجتهد في تلاوة الآيات ونوقن بأننا سنُشفى بإذن الله تعالى، واليقين بالشفاء يمثل نصف الشفاء أو أكثر.
كيف نقرأ القرآن على المريض؟
ينبغي علينا أن ندرك بأن أفضل من يقرأ القرآن هو المريض نفسه، لأن الأبحاث الجديدة في هذا المجال أثبتت أن صوت المريض هو الأكثر تأثيراً على مرضه، وأن الخلايا تستجيب للترددات الصوتية الناتجة عن صاحبها أكثر من استجابتها لصوت آخر، ولذلك فإنني أنصح كل مريض أن يقرأ على نفسه الآيات الخاصة بمرضه، وهذا ما سمَّيته "الرقية الذاتية".
ولكن أحياناً يكون المريض في حالة صعبة فلا يستطيع التركيز والقراءة الصحيحة فيمكن الاستعانة بمن يقرأ له، وينبغي على من يقرأ آيات الشفاء أن يركز تفكيره على المرض ويتخيل وكأن المرض قد شُفي تماماً ببركة هذه الآيات.
كما أنصح بأن تكون القراءة بصوت مرتفع قليلاً بحيث يسمعه المريض، أي أن تكون القراءة جهرية وليست سرية. وذلك لأن الأبحاث أثبتت أن الترددات الصوتية تؤثر على خلايا الجسد المريض وبخاصة مرض السرطان أعاذنا الله منه.
ما هو الوقت المفضل للقراءة؟
لا يوجد وقت محدد للعلاج بالقرآن إنما كل الأوقات مناسبة وبكل الوضعيات أي قائماً وجالساً ومضطجعاً، ولكنني أفضل أن يقرأ المريض على نفسه صباحاً ومساءً، أي بعد الاستيقاظ من النوم وقبيل النوم، وأن يكرر الآيات التي يراها مناسبة لمرضه سبع مرات لأن هذا الرقم له دلالات كثيرة وقد كان النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام يكرر بعض آيات الشفاء وأدعيته سبع مرات.
العلاج بسماع القرآن
ينبغي على المريض كعلاج مكمل أن يسمع القرآن كل يوم لعدة ساعات، وكلما أمكنه ذلك، وينبغي عليه أن يفكر في الآيات التي يسمعها، أن يتدبّرها لأن تدبر القرآن وفهم معانيه هو نوع من العلاج أيضاً.
ولكي يكون العلاج فعّالاً أنصح بأن يستمع المريض إلى القرآن المرتل أثناء النوم، لأن الدماغ يبقى في حالة نشاط ويستجيب لصوت القرآن حتى لو كان الإنسان نائماً! وهذه آية من آيات الله تبارك وتعالى، ولذلك قال: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [الروم: 23].
ما هي الرقية الشرعية الثابتة؟
هناك آيات محددة ينبغي على المريض أن يتلوها دائماً ولأي مرض كان لأنه ثبت أنها مفيدة لشفاء جميع الأمراض وهي:
1- قراءة سورة الفاتحة سبع مرات: وهذه خطوة مهمة في أي علاج لأن سورة الفاتحة هي أعظم سورة في القرآن الكريم. وقد أودع الله في كلماتها أسراراً لا تُحصى، وهي التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقّها: (والذي نفسي بيده لم ينزِّل الله مثلها في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان!). وسبب قراءتها سبع مرات هو أن الله تعالى سمَّاها بالسبع المثاني.
2- قراءة آية الكرسي: وهي الآية رقم 255 من سورة البقرة، وهي قوله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)، وهذه أعظم آية من القرآن كما أخبر بذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولذلك فهي مهمة جداً في الشفاء، لأن الله تعالى سيحفظ من يقرؤها من كل سوء أو شر أو مرض.
وأنا أنصح بقراءة آية الكرسي كل يوم صباحاً ومساءً لأن الله قد وضع فيها قوة حفظ لمن يقرؤها، إذن كإجراء وقائي فإن هذه السورة لها مفعول قوي جداً في حفظ الإنسان من شر الأمراض بأنواعها. لأن فيها قوله تعالى: (وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ).
3- آخر آيتين من سورة البقرة: وهما قوله تعالى: (آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ). وقد أخبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه من قرأ هاتين الآيتين في ليلة كفتاه من أي شر ومرض وهم وغم.
4- سورة الإخلاص: وهذه السورة تعدل ثلث القرآن كما أخبر بذلك الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام. وهي السورة التي أودع الله فيها صفات الوحدانية التي انفرد بها، ولذلك فهي سورة مهمة جداً في العلاج لجميع الأمراض. ويفضل أن نقرأها 11 مرة بعدد حروف (قل هو الله أحد)، ولأن هذا العدد له إعجاز مذهل في هذه السورة.
5- آخر سورتين من القرآن: وهما المعوذتين، سورة الفلق وسورة الناس، اللتين قال عنهما النبي الأعظم: ما تعوذ المؤمن بأفضل منهما، أي أن المؤمن عندما يلجأ إلى الله تعالى ويقرأ هاتين السورتين فإن الله سيحميه ويحصّنه من شر الأمراض.
وكما قلنا إن هذه السور نقرؤها في جميع حالات المرض، ولكننا نضيف لها الآيات المناسبة للمرض. وسوف أضرب لكم أمثلة على ذلك:
أمراض القلق والتوتر النفسي والخوف
بالإضافة للسور السابقة نقرأ قوله تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28]. ونكرر هذه الآية سبع مرات صباحاً ومساءً..
كذلك يمكننا قراءة سورة قريش: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) [سورة قريش]. وهذه السورة يمكن أن نكررها مرات كثيرة لأن الله تعالى أودع فيها الأمن من الخوف.
أمراض الإحباط والفصام والخمول
يمكن قراءة سورة يوسف لأن هذه السورة العظيمة نزلت في أصعب الأوقات التي مر بها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، نزلت لتواسيه في دعوته إلى الله وتثبته على الحق وهي سورة التفاؤل والسورة التي تجعل المؤمن أكثر صبراً وفرحاً.
كذلك يمكن قراءة قوله تعالى ثلاث مرات: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58]. ففي هذه الآية أودع الله سراً عظيماً حيث تبعث الفرح والسرور في قلب صاحبها.
أمراض السرطان بأنواعها
السرطان هو خلل في برنامج عمل الجسم، ولعلاجه لابد من تلاوة الآيات التي تصلح هذا الخلل، ومن الآيات الرائعة لعلاج هذا الخلل قوله تعالى على لسان سيدنا موسى عليه السلام: (إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) [يونس: 81-82]، وهذه الآيات مفيدة لعلاج السحر أيضاً. ويجب تكرار هذه الآيات سبع مرات على الأقل.
كذلك يمكن قراءة سورة يس كاملة على هذا المرض، ويمكن الاستماع كل يوم لسورة البقرة كاملة أو لجزء منها، وتكرار سماع سورة البقرة وذلك كل يوم حسب المستطاع. كذلك أنصح مرضى السرطان أن يقرأوا سورة الطور، وسورة الروم.
أمراض الجلد والأمراض المزمنة بأنواعها
نقرأ بالإضافة للرقية السابقة دعاء سيدنا أيوب الذي مسَّه المرض سنوات طويلة فكشف الله عنه هذا الضر ببركة هذا الدعاء: (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [الأنبياء: 83]. كذلك قراءة قوله تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [الزمر: 23].
أمراض الوساوس والقهر والخوف والغم والهموم
يقرأ دعاء سيدنا يونس وهو في بطن الحوت: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء: 87]. فقد استجاب الله لسيدنا يونس ببركة هذا الدعاء. وأنصح من أصيب بالوساوس أن يكثر من التسبيح أن يقول: (سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)، فإن التسبيح ينجي الإنسان من الغم والهم والحزن.
أمراض العقم والإنجاب
يدعو بدعاء سيدنا زكريا عليه السلام عندما طلب من ربه أن يهبه غلاماً زكياً فاستجاب الله له ببركة هذا الدعاء: (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ) [الأنبياء: 87]. كما أنصح من تأخر في الإنجاب أن يكثر من قراءة سورة الإخلاص، وسورة مريم.
مشاكل في السمع والبصر والتشوهات الخلقية
أنصح بقراءة سورة الأعلى سبع مرات مع الرقية الشرعية السابقة. والإكثار من قراءة فاتحة الكتاب. وكذلك سورة البلد.
من أجل أمراض السحر والحسد والعين والمس والعقد
أنصح بقراءة سورة البقرة على مراحل، كل يوم يقرأ ما يستطيع من هذه السورة العظيمة، كذلك يستمع إلى سورة البقرة حسب المستطاع كل يوم. مع الإكثار من قراءة المعوذتين.
العلاج بالدعاء
الأدعية النبوية كثيرة، وقد ثبت أنها تشفي بإذن الله، ومن أهم الأدعية: (اللهم أذهب الباس، رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً)، وتكرره ثلاث مرات. وتضع يدك على مكان الألم وتقول: (بسم الله) 3 مرات ثم تقول: (أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذِر) تكررها 7 مرات.
العلاج بالصدقة
حتى لو كنتَ فقيراً أنصحك بالتصدق وإعطاء شيء من المال للفقراء وسوف يكون هذا العمل بمثابة معلومة قوية تدخلها إلى دماغك فيتأثر بها، ويعطي تعليماته للجسد لإصلاح الخلل أو المرض الذي أصابك، أو الذي سيصيبك مستقبلاً، فالصدقة وقاية من الأمراض.
العلاج بالصلاة
الصلاة أيضاً معلومة تدخل إلى خلايا الدماغ خمس مرات في اليوم، هذه المعلومة تقوم بإصلاح الخلل الذي أصاب البرنامج الموجود في دماغك، لذلك حافظ على الصلوات الخمس وأكثر من صلاة الليل.
العلاج بالصيام
أقوى سلاح ضد جميع الأمراض هو الصوم، وهذه حقيقة علمية ثابتة، لذلك أكثر من الصيام، وسوف تجد تحسناً كبيراً مهما كان مرضك.
العلاج بأسماء الله تعالى
هناك طريقة رائعة للعلاج بأسماء الله الحسنى فلكل اسم عمل وتأثير وقوة شفائية وتستطيع اختيار الاسم الذي يناسب حالتك، فاسم (الغني) لعلاج الفقر والحاجة، واسم (السلام) لعلاج الخوف والقلق والإحباط، واسم (القوي) لعلاج الضعف بكافة أنواعه، واسم (البارئ) لعلاج كافة الأمراض... وهكذا. وتكرر أي اسم من أسماء الله الحسنى عدداً كبيراً من المرات حتى يتم الشفاء، طبعاً بالإضافة للآيات القرآنية السابقة. مع العلم أنه لا يوجد عدد محدد لتكرار الاسم، كلما ذكرت الله أكثر كان الشفاء أسرع!
العلاج بالصلاة على النبي
الصلاة على النبي من أجمل أساليب العلاج، وهي أن تصلي على سيدنا محمد كل يوم صباحاً ومساءً مئة مرة، أو أكثر، وهذه الصلاة مفيدة جداً في حالات أمراض القلب والرئتين، والأمراض الداخلية بشكل عام، وكذلك أمراض القلق الخوف ولعلاج التردد، والله تعالى أعلم.
العلاج بالاستغفار
استغفر الله كل يوم مئة مرة صباحاً ومساءً: (أستغفر الله العظيم وأتوب إليه)، فهذا الاستغفار مفيد للرزق وإصلاح الأولاد وسوف ينجيك الله من الأخطار والشرور ببركة الاستغفار، وهو شفاء للأمراض بجميع أنواعها.
العلاج بالتفكر في خلق الله
وهذه طريقة جديدة للعلاج بأن نتأمل مخلوقات الله مثل النباتات من حولنا، والنجوم والقمر والسماء في الليل، ونتأمل الحيوانات والحشرات وكيف أتقن الله صناعتها، نتأمل عالم النمل، وعالم النحل، وعالم الإبل.... إنها أرقى طريقة في العلاج، لأن التفكر في خلق الله تعالى يعطي قوة كبيرة للنظام المناعي للجسم، وهذا الكلام عن تجربة شخصية طويلة، وأنصح بها كل من يعاني من أمراض مستعصية جداً عجز الطب عن شفائها مثل السرطان، والتهاب الكبد الوبائي والالتهابات بأنواعها، والأمراض المزمنة والحادة مهما كان نوعها.
العلاج بالخشوع
هل جربت أن تحس بمراقبة الله لك في كل ثانية؟ هذه طريقة لعلاج أي مرض وهي أن تشعر بوجود الله بجانبك يسمعك ويراك ويستجيب دعاءك، وأن تحاول الوصول إلى الإحساس بالجنة والنار وأن تفكر بالموت وما بعد الموت وبالجنة ونعيمها، هذه سوف تدخل إلى دماغك معلومات فعالة تستطيع إصلاح الخلل الذي أصابك بنتيجة الأمراض. واعلم بأن الخشوع والخوف من الله هو أهم أسباب استجابة الدعاء.
العلاج بالماء
العلاج بالماء هو علاج مكمل، وهو أن تأخذ كأساً من الماء وتقرأ عليه الرقية الشرعية والأدعية وأسماء الله الحسنى وبعض سور القرآن المناسبة لمرضك، بصوت مرتفع قليلاً، ثم تشرب من هذا الماء وتسقي منه أي مريض، وتمسح به على وجهك ومكان الألم، هذا الماء يقوم بتخزين المعلومات الشفائية التي أودعها الله في الآيات التي قرأتها، وسوف تنتقل هذه المعلومات إلى كل خلية من خلايا جسدك، فيحصل الشفاء بإذن الله تعالى. وحبذا لو كان الماء من نبع زمزم، فهذا الماء له قدرة هائلة على الشفاء!
العلاج بالعسل وزيت الزيتون
أيضاً تقرأ الآيات القرآنية على العسل المذاب بالماء وتشربه، وكذلك تقرأ هذه الآيات على زيت الزيتون وتشربه أو تدهن به جسدك مكان المرض.
العلاج بالأعشاب
يمكنك أن تستشير المختصين بالأعشاب ما هي العشبة المناسبة لمرضك، وتغلي هذه العشبة بالماء ثم تقرأ عليها القرآن وتتناولها، فالقراءة دائماً تزيد من الطاقة الشفائية للعشبة.
العلاج بالأدوية الكيميائية
أحبتي في الله: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نداوي أنفسنا وينبغي ألا نهمل العلاج بالأدوية الكيميائية التي ينصح بها الأطباء، ولكن الخطأ أن نهمل العلاج بالقرآن ونعتمد كلياً على الطب الكيميائي، فالعلاج بالقرآن لا يكلف شيئاً، وقد جربته كما جربه الملايين من المسلمين وحصلوا على نتائج مبهرة، فلا تجعلوا اعتمادكم على الطب فقط، بل جربوا علاج القرآن، ولن تخسروا شيئاً، بل إن أثر القرآن مؤكد مئة بالمئة، نسأل الله تعالى أن يجعل القرآن شفاء لنا من كل داء.
كلمة أخيرة...
إخوتي وأخواتي: أساليب الشفاء لا حصر لها، وكلها وسائل هيَّأها الله لنا، ولذلك أنصح كل أخ وأخت بقراءة هذه المقالة قبل أن يصيبه المرض لأننا بحاجة إلى ثقافة الشفاء، لنكون مستعدين لمواجهة الأمراض، وتذكر بأن الثقة بالله تعالى هي نصف الشفاء إن لم نقل الشفاء كله!!
كما أنصح كل من يعاني من مرض أن يحاول قراءة أكبر عدد من سور القرآن، لأننا لا ندري أين الشفاء، فقد يكون شفاء مرض ما بقراءة سورة الرحمن مثلاً ولا ندري ذلك، وهكذا كلما قرأنا كمية أكبر من السور كلما زاد احتمال الشفاء، والله أعلم.
كتبت : مامت ناهد
-

تأثير الاستماع لصوت القرآن على القلب
القرآن يحدثنا عن تأثير الاستماع إلى آياته على القلب، والعلماء اليوم يؤكدون أهمية الاستماع إلى الأصوات التي يحبها الإنسان لعلاج قلبه من النوبات القلبية، بل ولعلاج معظم الأمراض...



الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذ بها، والقرآن فيه شفاء للمؤمن وخسارة للكافر، يقول تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) [الإسراء: 82]. وربما يعترض بعض الملحدين إذا قلنا له إن صوت القرآن يؤثر على القلب ويجعله مستقراً وهذا ما عبر عنه القرآن بقوله تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].
ولكن الاكتشاف الجديد أن أطباء من فنلندا عرضوا 60 مريضاً يعانون من نوبة قلبية إلى صوت الموسيقى ووجد أن للموسيقى أثر في شفاء القلب وزيادة مقاومته للمرض. ويقول الباحث Teppo Sarkamo من جامعة هلسنكي: الموسيقى يمكن أن تكون مهمة جداً لمرضى القلب والذين يعانون من نوبات قلبية وهي مادة رخيصة لا تكلف شيئاً.
لقد وجدوا أن النوبات القلبية التي يتعرض لها المريض تؤثر سلبياً على إدراكه وذاكرته، ولكن بعد أن تم وضع كل مريض في الجو الموسيقي الذي يرغب به أو الذي يرتاح لسماعه حدث تحسن ملموس في مستوى الذاكرة، واستقرار في أداء القلب.
ويؤكد الباحثون إن هذا البحث وللمرة الأولى يظهر تأثير الاستماع إلى الأصوات المرغوبة من قبل المريض وأثر هذه الترددات الصوتية على قلبه وبخاصة بعد تعرضه للنوبة القلبية مباشرة. حتى إن بعض هؤلاء الباحثين بدأ ينظر إلى أهمية الصوت في علاج المشاكل النفسية العصبية مثل مشاكل النطق التي عجز الطب عن علاجها.
قالوا إن بعض الترددات الصوتية تؤثر على مناطق معينة من الدماغ فتنشط الخلايا وتجعلها أكثر قدرة على العمل بكفاءة وترفع من قدرة نظام المناعة لدى المريض. ويتساءل هؤلاء الباحثين عن سر تأثير الترددات الصوتية على خلايا القلب والدماغ.
قلب الإنسان هو ذلك الجزء الصغير والذي حيَّر العلماء ولازال يحيرهم. ففي كل يوم تكتشف لنا الأبحاث الطبية شيئاً جديداً عن القلب وأمراضه وعلاجه وتأثيره الحاسم على حياة الإنسان. وكما نعلم إذا كان قلب الإنسان بخير فلا بد أن بقية أعضاء جسده ستكون بخير. أما إذا اختل توازن هذه العضلة فإن ذلك سيؤثر على الجسم كله.
يعتبر القلب مضغة دم من الدرجة الأولى يضخ كل يوم ثمانية آلاف ليتر من الدم!! و يقوم بأكثر من ألفي مليون ضربة!!! هذا الجزء المهم من جسد الإنسان يُعدُّ بمثابة المحرك للدورة الدموية، ونحن نعلم بأن الدم يقوم بحمل الغذاء والأوكسجين لجميع أنحاء الجسم ويعود بالفضلات والسموم ليطرحها.
وهذا يعني أن تعطل القلب وحركته أو حدث أي خلل فيه سيؤدي ذلك إلى خلل في الدورة الدموية وبالتالي خلل في نظام غذاء أجهزة الجسم وبالنتيجة سوف يمتد الخلل لكافة أعضاء الجسد. إذن صلاح هذه المضغة وهي القلب يعني صلاح الجسد كله، وفسادها يعني فساد الجسد كله. هذه الحقيقة العلمية اليقينية تحدث عنها البيان النبوي قبل أربعة عشر قرناً!
يقول الرسول الكريم عليه وعلى آله الصلاة والتسليم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) [البخاري ومسلم]. هذا الحديث موافق للحقائق الطبية الحديثة والتي تقرر الأهمية الفائقة للقلب وصحته وسلامته وتأثير ذلك على جسد الإنسان وصحته بشكل كامل.
إن مرض تضيق الشرايين والذبحة الصدرية يعتبر سبباً أساسياً في وفاة كثير من البشر. حتى إننا نجد علوم التغذية والطب الحديث والطب الواقي جميعها يركز اهتمامه على أهمية العناية بالقلب من خلال عدم تناول الشحوم والدسم والتأكيد على الأغذية الخفيفة مثل الفواكه والخضار.
ومن عجائب هذه المضغة القلبية أنها تربط شبكة من الأوعية، إذا وصلت مع بعضها لبلغ طولها (150) كيلو متراً!!! وتأمل قبضة الإعجاز الإلهي: عضلة لا يتجاوز حجمها قبضة اليد ووزنها الثلث كيلو غرام تقوم بضخّ الدم والوقود والغذاء إلى جميع أجهزة الجسم عبر شبكة من الأوعية الدموية يتجاوز طولها 150 كيلو متراً، وطيلة حياة الإنسان، فتبارك القائل: (صنع الله الذي أتقن كل شيء) [النمل: 88].
إذا تأملنا أقوال العلماء نجدهم يؤكدون على أهمية تأثير الصوت المرغوب فيه من قبل المريض، وأود أن أقول لكم قصة حدثت معي من باب اسأل مجرباً. فقد كنت في وقت سابق أعزف على عدة آلات موسيقية وأتفاعل مع الموسيقى لدرجة أنني لم أكن أتخيل الحياة من دون موسيقى!
وبعد سنوات من اللهو والاستماع إلى الموسيقى، صحيح كنتُ أتأثر بسماع الموسيقى ولكن كانت تسبب لي عدم ارتياح لأنني مؤمن بالله وأعلم أن العزف واللهو من أعمال الشيطان. وقدر الله لي أن استمع إلى حديث نبوي عظيم يقول: (من ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيراً منه)، وقد أثر في هذا الحديث لدرجة قلت معها: هل يوجد ما هو خير من الموسيقى؟ وتركت الموسيقى بالفعل وجلست أنتظر الخير من الله تعالى لأنني مؤمن بكلام الحبيب الأعظم عليه الصلاة والسلام.
وخلال أيام بدأتُ أحب الاستماع إلى القرآن! وسبحان الله كنتُ أتفاعل مع صوت القرآن لدرجة كبيرة لم يعد معها تأثير للموسيقى. وهذا ما جعلني أحفظ القرآن بطريقة الاستماع فقط. لاحظتُ بعدها أن صوت القرآن له تأثير قوي جداً، فأنت تشعر وكأنك تخرج من هذا العالم وتحلق في عالم الآخرة عندما تسمع القرآن.
وخلال سنة تقريباً لم يعد شيء يطربني ويفرحني إلا أن أستمع إلى صوت القرآن، فإذا ضاقت بي الأمور وتعرضت لأي مشكلة نفسية أو اجتماعية أو ضائقة مادية لجأت إلى القرآن فكنتُ أجد فيه العلاج والشفاء والراحة والسكون. وأود أن أخبركم أن تأثير القرآن على الإنسان أكبر بكثير من تأثير الموسيقى، فإذا كان علماء الغرب اليوم يتحدثون عن تأثير للموسيقى على الأمراض، فإنهم لو جرَّبوا القرآن لكانت النتائج مبهرة!
والآن يا أحبتي وبعد عشرين عاماً تقريباً وصلتُ إلى نتيجة وهي أن الله تعالى قد فطر كل خلية من خلايا دماغنا على صوت القرآن فإذا ما استمعنا إلى القرآن شعرنا بالحنين وكأن أحدنا طفلاً يحن إلى صوت أمه! حتى إنني وصلتُ إلى نتيجة ثانية وهي أن دماغ الإنسان يحوي خلايا خاصة لتخزين المعلومات القرآنية!!
وربما يعجب أحدكم من هذا الكلام ويقول أين المستند العلمي لذلك؟ وأقول: للأسف لقد قصَّرنا كثيراً بحق القرآن ونحن ندعي أننا نحب القرآن! أليس غريباً أن الغرب ينتج كل يوم أكثر من ألف بحث علمي، ونحن طيلة سنوات لم ننتج بحثاً قرآنياً واحداً نتباهى به أمام الغرب؟!
على كل حال سوف أحدثكم عن أحد المؤمنين الذي تعلق بالقرآن وكان يحافظ على تلاوته وحفظه والتلذذ بسماعه. أُصيب هذا المؤمن بعدة جلطات دماغية متتالية ففقد الذاكرة ولم يعد يذكر اسم ابنه! ولم يعد يتذكر أي شيء، ولكن الغريب أن ابنه كان يقرأ القرآن أمامه وأخطأ فصحح له الوالد قراءته!
إنه نسي كل شيء إلا القرآن! لماذا؟ إنه وهو على فراش الموت وقد عجزت المسكنات والدواء عن تخفيف الألم، ولكنه كان يطلب أن يستمع إلى القرآن فتجده يهدأ ويفرح بكلام الله وكان يشير إلى أهله أن يقرأوا له أكبر عدد من الآيات وكأنه يريد أن يتزود بها للقاء الله تعالى. ألا تثبت هذه الظاهرة أن هناك خلايا مسؤولة عن تخزين آيات القرآن في الدماغ؟
خلية عصبية من خلايا القلب، يؤكد بعض الباحثين من معهد رياضيات القلب أن لهذه الخلايا التي يبلغ عددها أبعين ألفاً تأثيراً قوياً على خلايا الدماغ، وأن للقلب دوراً مهماً في الإدراك والذاكرة وتخزين المعلومات والقلب يتأثر بالترددات الصوتية.
ويمكنني أن أقول إن هناك خلايا خاصة في القلب مسؤولة أيضاً عن تخزين آيات القرآن! فهناك أحد الحفاظ للقرآن مات وتوقف دماغه عن العمل وكل أعضائه ماتت ولكن القلب بقي ينبض! وقد حيرت الأطباء هذه الظاهرة فسألوا أهله فقالوا إنه كان يستمع ويقرأ القرآن في كل لحظة! وسبحان الله!! مات الدماغ وبقي القلب ينبض، ألا يدل ذلك على الأثر القوي جداً للقرآن على القلب، حتى بعد موته بقي قلبه يعمل!!!
لذلك نصيحتي لكل أخ وأخت: استمعوا إلى هذا القرآن قدر المستطاع، فكلما سمعت أكثر تأثر قلبك ودماغك أكثر حتى تصل إلى درجة لا تعاني معها من أي مرض، بل إن المرض يكون بمثابة تطهير لك من الذنوب ويساعدك على الاستماع أكثر إلى القرآن.
نشر البي بي سي شهادات لأناس تعرضوا لجلطات قلبية وحوادث سير وبعضهم تعرض لالتهاب السحايا وجلطات دماغية وغير ذلك من الأمراض وأجمعوا على أنهم استفادوا كثيراً من الموسيقى التي كانوا يحافظون على سماعها كل يوم. وبعبارة أخرى يؤكدون على أهمية الاستماع إلى الأصوات التي يحبها المريض، ولكننا كمؤمنين ندعي حبنا للقرآن هل هناك أحب إلينا من صوت القرآن؟
إن القرآن له أثر عظيم في الشفاء لأنه ليس مجرد نغمات موسيقية بل هو كلام له معاني ودلالات ولحروفه قوة تأثير على الدماغ والقلب، ولذلك إذا كانت الموسيقى تؤثر على المرض فإن تأثير القرآن هو أضعاف كثيرة، ببساطة لأن خالق المرض هو منزل القرآن وهو أعلم بأنفسنا منا.
وسؤالي: أليس الأجدر بنا ونحن أصحاب أعظم كتاب على وجه الأرض أن نستفيد من هذا الكتاب العظيم فنستمع إليه كل يوم ولو لمدة ساعة؟ لنتأمل هذه الآية العظيمة والتي تتحدث عن تأثير القرآن على أولئك الذين يخافون الله ويمكنك أن تطبق هذه الآية على نفسك لتختبر درجة خشيتك لله تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [ الزمر: 23].
كتبت : مامت ناهد
-

صلة الرحم والشفاء
تؤكد الأبحاث الجديدة على أهمية العلاقات الاجتماعية وتحذر من مخاطر العزلة، ولو تأملنا مبادئ الإسلام نجد أنه يحذر من العزلة أيضاً ويؤكد على صلة الرحم والإحسان للآخرين والرحمة بهم.....



لا نعجب إذا علمنا أن الله تعالى وصف نفسه في أول آية من القرآن بصفتين تدلان على الرحمة فقال: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة: 1]، وربما ليؤكد لنا على أهمية الرحمة بالنسبة للمؤمن. فمن لا يَرحم لا يُرحم، وإذا أردت أن يرحمك الله فارحم من حولك. وأولى الناس بالرحمة هم أقرب الناس إليك، ولذلك أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بصلة الرحم.
وفي هذه المقالة نتأمل ما يقوله العلماء حديثاً عن أهمية العلاقات الاجتماعية وأن العزلة تؤدي إلى أمراض خطيرة نفسية وجسدية. فقد قال باحثون إن الحياة الاجتماعية مفيدة لقلب الرجل. وأشارت دراسة أمريكية إلى أن الرجل الذي لا يحظى بعلاقات وثيقة مع أصدقاء وأفراد أسرته أكثر عرضة لأمراض القلب.
سبحان الله! أليس هذا ما أمرنا به الإسلام قبل أربعة عشر قرناً؟ فالآيات كثيرة والأحاديث كثيرة أيضاً. فقد أكد النبي لنا في عدة مناسبات أنه ما جلس قوم في بيت من بيوت الله يذكرون الله إلا حفَّتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله، وفي هذا إشارة إلى نبذ العزلة. كذلك فإن النبي جعل صلاة الجماعة تفضُل صلاة الفرد بسبعة وعشرين ضعفاً!! وهذه إشارة إلى نبذ العزلة.
يقول تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [الكهف: 28]. وتأملوا معي إلى صياغة الآية عندما قال: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) وهنا جاء الأمر بصيغة الجمع (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ)، فهذا أمر إلى كل مؤمن بضرورة التقرب من المؤمنين، ثم يقول: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا) وهنا جاء الأمر بصيغة المفرد، ولذلك فإن الذئب يأكل من الغنم القاصية!
نتابع نتائج هذه الدراسة، والتي أوضحت أن الانعزالي لديه مؤشرات في الدم على وجود التهابات تتمثل في ارتفاع معدل 4 مواد منها مادة "انترلوكين 6". وتعد هذه المواد بمثابة مؤشرات على وجود الالتهابات. ويذكر أن الالتهابات قد تلعب دوراً في الإصابة بتصلب الشرايين. وانتهت نفس الدراسة إلى أنه لا يوجد خلاف بين المرأة التي تعاني العزلة أو تلك النشطة اجتماعياً من حيث انعكاس ذلك على قلبها. ويذكر أن الدراسة شملت 3267 من الرجال والنساء من مختلف أنحاء الولايات المتحدة وكان متوسط أعمارهم 62 عاماً.
وهنا ربما ندرك لماذا أمر الله الرجال بصلاة الجماعة بينما المرأة غير مأمورة بذلك! فالمرأة بطبيعتها تحب بيتها وأطفالها وهذه هي سعادتها الحقيقية بعكس الرجل الذي خلقه الله ليسعى في الأرض، ولذلك خاطب الله نساء النبي فقال: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) [الأحزاب: 33]. وطبعاً لا يدل هذا على أن المرأة تترك العمل النافع أو التدريس أو الدعوة إلى الله، لا لأن المرأة مثلها مثل الرجل في الشؤون العامة للحياة، ولكن طبيعة المرأة أكثر تحملاً للعزلة أو للمكوث في البيت أكثر من الرجل، لأن الله خصها بتربية الأولاد وتدبير البيت وليسكن الزوج إليها.
نتابع ما يقوله الخبراء البريطانيون حول هذه القضية حيث يؤكدون أن المعزولين اجتماعياً هم أكثر ميلاً للتدخين، وأقل نشاطاً، وهي عوامل تزيد من مخاطر الإصابة بمرض القلب. ويقول إريك لوكس، من مدرسة الصحة العامة بجامعة هارفارد في بوسطن والمشارك في البحث: إن تحليلاتنا تشير إلى أنه من الأفضل للقلب أن يكون الإنسان اجتماعياً. وبصفة عامة فانه من الأفضل للصحة العامة أن يكون للإنسان علاقة وثيقة بأسرته وعائلته، وأن يكون له صلات بهيئات اجتماعية ودينية، وأن يكون له شريك في الحياة.
وسبحان الله! أليست هذه تعاليم النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم؟ أليس النبي هو من أمرنا بصلة الرحم؟ وهو من أمرنا بالإحسان للوالدين وأن نبرَّهما؟ وهو الذي أمرنا بالزواج وقال: (فمن رغب عن سنَّتي فليس مني)؟! إن النبي عندما أمرنا بذلك فإنه يريد لنا الخير والحياة السعيدة، أليس هذا هو ما توصل إليه العلماء بعد أبحاث طويلة؟
لنتابع: تقول كاثي روس من مؤسسة القلب البريطانية: إن نتائج هذه الدراسة تؤيد نتائج دراسات سابقة أشارت إلى أن الانعزالي أكثر ميلاً للتدخين وأقل نشاطاً، وهما عاملان يزيدان من خطر الإصابة بأمراض القلب، إن برامج إعادة التأهيل ومجموعات المساندة، مثل التي تنظمها مؤسسة القلب البريطانية، تقدم الدعم للمرضى وأسرهم وتزيد من الإحساس بالثقة وتقلل الشعور بالعزلة.
انظروا يا أحبتي كيف ينظمون إعادة تأهيل العلاقات الاجتماعية لأنها مفقودة لديهم، وانظروا كيف ينفقون الأموال لقاء ذلك ويلجأون إلى الأطباء وعلماء الاجتماع، بينما نجد هذه التعاليم هي من أصل ديننا الحنيف، فقاطع الرحم لا يدخل الجنة! يقول تعالى في حق من يقطع الرحم: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) [محمد: 22-23]، ويقول أيضاً في حق من يصل الرحم: (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ) [الرعد: 21].
نتابع: فقد حذرت دراسة أمريكية من أن الاكتئاب قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب. حيث وجدت دراسة أجرتها جامعة إيموري في أطلانطا أن المصابين بالاكتئاب قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدم انتظام ضربات القلب، مما يجعلهم عرضة لخطر الموت المفاجئ.
ولذلك فإن المؤمن لا يحزن أبداً بل تجده فرحاً برحمة الله تعالى، يقول جل جلاله: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139]. ويقول: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58].
فوائد هذه المقالة:
1- إن المؤمن يسعى دائماً لصلة رحِمِه، والتقرب من عباد الله الصالحين، وهذا هو منهج الأنبياء، فهذا هو سيدنا إبراهيم عليه السلام يقول: (رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [الشعراء: 83].
2- أثبت العلم فوائد الحياة الاجتماعية والتواصل مع الآخرين، وأثبت خطورة الانعزال والوحدة، ولذلك نجد تعاليم الإسلام تؤكد على صلة الرحم وإفشاء السلام وحب الخير، حتى إن النبي قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)!
3- العزلة تؤدي إلى الاكتئاب وقد تؤدي إلى الانتحار أو الموت المفاجئ، لذلك أمرنا النبي بالزواج فقال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج)، وأمرنا بالتقرب من المساكين، وأمرنا بالعطف على الفقراء، وحتى بعد موت المؤمن فقد أمرنا النبي باتباع جنازته!!
4- بالنسبة للنساء ليست هناك خطورة عليهن فيما لو بقين في بيوتهن واعتنين بأولادهن، وهذا يثبت أن المرأة تختلف عن الرجل، يقول تعالى: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى) [آل عمران: 36]. ولذلك أمر الله المرأة بعدم الاختلاط بالرجال إلا في الحدود الضرورية والمشروعة، وأمرها بالحجاب وأمرها أن تلزم بيتها وتطيع زوجها، إلا في الحالات التي يفضل للمرأة أن تخرج للعمل كطبيبة أو معلمة أو تعمل عملاً مفيداً لا يؤذيها ولا يؤذي غيرها، ويعود على المجتمع بالنفع.
5- إن التواصل مع الآخرين ومساعدتهم والتقرب من ذوي الحاجات لقضاء حاجاتهم هو أمر مفيد ويقي من أمراض القلب! ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نيسر على المعسر، وأن نكون كالبنيان المرصوص أو كالجسد الواحد، يقول تعالى: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة: 195].
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين قال في حقهم: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 71].
كتبت : مامت ناهد
-
فى نهايه موضوعى اتمنا من الله ان ينال
اعجابكم
و جزا الله الدكتور عبد الدائم الكحيل
خير الجزاء على هذا الشرح المتكامل
الصفحات 1  2  3 4  5  6 

التالي

علامات حب الله تعالى للعبد :شرح حديث إذا أحب الله عبدا .. الحديث(للعلامة بن عثيمين)

السابق

نور سات: أغلقنا "الرحمة" لأنها معادية للسامية ...

كلمات ذات علاقة
لمدة , مجموعة , الله , التي , الخاصة , السلام , العين , العزيز , النبي , النوم , النطق , القران , الكلمات , الكريم , اخواتى , بسيط , بسيطة , يبدأ , جديدة , يكون , رجيم , على , وسلم , طريقة , كلام