فناء الذنوب لاصحابها ,, قصص من التاريخ ,,(حملة سماء الابداع )
مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى قسم التاريخ
كتبت :
زهره الاسلام
-
اثناء قرائى لكتاب البدايه والنهايه لابن كثير استوقفتنى احداث غريبه ...
قد نكون سمعنا عن الاعاصير والعواصف المدمره والامراض الوبائيه ولكن لم نتخيل حقيقه ويقين انه قد ينزل العذاب الان على بلدان على هذه الهيئه بسبب ذنوب اصحابها وقد يكون عدم يقيننا بذلك بسبب اننا لم نرى ذلك رأى العين !!
أسأل الله ان يعفوا عنا ويغفر ذنوبنا
فى سنة تسع وأربعين وأربعمائة هجريه كان الغلاء والفناء مستمرين ببغداد وغيرها من البلاد بحيث خلت أكثر الدور وسدت على أهلها أبوابها بما فيها ، وأهلها فيها موتى ، وصار المار في الطريق لا يلقى إلا الواحد بعد الواحد ، وأكل الناس الجيف والميات من قلة الطعام ، ووجد مع امرأة فخذ كلب قد اخضر وأروح ، وشوى رجل صبية في الأتون وأكلها فقتل ، وسقط طائر ميت من سطح ، فاحتوشه خمسة أنفس ، فاقتسموه وأكلوه .
وورد كتاب من بخارى أنه مات في يوم واحد ثمانية عشر ألف إنسان ، وأحصي من مات في هذا الوباء إلى أن كتب هذا الكتاب - يعني الوارد من بخارى - بألف ألف وخمسمائة ألف وخمسين ألف إنسان ، والناس يمرون في هذه البلاد ، فلا يرون إلا أسواقا فارغة وطرقات خالية ، وأبوابا مغلقة
وقال ابن الجوزي : وجاء الخبر من أذربيجان وتلك البلاد بالوباء العظيم ، وأنه لم يسلم إلا العدد القليل : ووقع وباءبالأهواز وأعمالها وبواسط والنيل والكوفة وطبق الأرض ، وكان أكثر سبب ذلك الجوع ، حتى كان الفقراء يشوون الكلاب ، وينبشون القبور ، ويشوون الموتى ويأكلونهم ، وليس للناس شغل في الليل والنهار إلا غسل الأموات وتجهيزهم ودفنهم ، وقد كانت تحفر الحفيرة ، فيدفن فيها العشرون والثلاثون ، وكان الإنسان يكون قاعدا فينشق قلبه عن دم المهجة ، فيخرج إلى الفم منه قطرة ، فيموت الإنسان من وقته ، وتاب الناس ، وتصدقوا بأكثر أموالهم ، وأراقوا الخمور وكسروا المعازف وتصالحوا ، ولزموا المساجد لقراءة القرآن ، وقل دار يكون فيها خمر إلا مات أهلها كلهم .
ودخل على مريض له سبعة أيام في النزع ، فأشار بيده إلى مكان فوجدوا فيه خابية من خمر ، فأراقوها فمات من فوره بسهولة .
ومات رجل بمسجد ، فوجد معه خمسون ألف درهم ، فلم يقبلها أحد ، فتركت في المسجد تسعة أيام لا يريدها أحد ، فدخل أربعة فأخذوها ، فماتوا عليها .
وكان الشيخ أبو محمد عبد الجبار بن محمد يشتغل عليه سبعمائة متفقه ، فمات وماتوا كلهم إلا اثنى عشر نفرا منهم ، رحمهم الله تعالى .
ولما اصطلح دبيس بن علي مع الملك طغرلبك رجع إلى بلاده ، فوجدها خرابا لقلة أهلها ، فأرسل رسولا منه إلى بعض النواحي ، فتلقاه طائفة ، فقتلوه وأكلوه .
قال ابن الجوزي : وفي يوم الأربعاء لسبع بقين من جمادى الآخرة احترقت قطيعة عيسى ، وسوق الطعام ، والكنيس ، وأصحاب السقط ، وباب الشعير ، وسوق العطارين ، وسوق العروس ، والأنماط ، والخشابين ، والجزارين ، والتمارين ، والقطيعة ، وسوق محول ، و الدجاج ، وسويقة غالب والصفارين والصباغين ، وغير ذلك من المواضع ، وهذه مصيبة أخرى ما بالناس من الغلاء والفناء .