عرض مشاركة واحدة
كتبت : مديرة اعمال زوجي
-



اخرج ابن ماجة وغيره عن عبد الله ابن ابي اوفى،قال :
(لما قدم معاذ من الشام سجد للنبي صلى الله عليه وسلم قال:(ما هذا يا معاذ؟ )،قال:اتيت من الشام فوافقتهم يسجدون لاساقفتهم وبطارقتهم ،فوددت في نفسي ان نفعل ذلك بك ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(فلا تفعلوا فاني لو كنت آمرا احدا ان يسجد لغير الله لامرت المراة ان تسجد لزوجها ،واللذي نفس محمد بيده لا تؤدي المراة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها ،وهي على قتب ،لم تمنعه)

فسجود معاذ رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم فما عليه جمهور اهل العلم والحديث انه سجود تحية لا عبادة ، وقد كان هذا السجود جائزا في الشرائع السابقة اذا سلموا على الكبير يسجدون له ،وبقي ذلك على الجواز من لدن آدم الى شريعة عيسى عليهما السلام ،فحرم هذا لهذه الملة بما في حديث معاذ رضي الله عنه، واصبح السجود مختصا لجناب الرب سبحانه وتعالى

،قال ابن كثير رحمه الله في معرض
قوله تعالى :{واذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين }الآية 34 البقرة .
فكانت الطاعة لله والسجدة لآدم اكرم الله آدم ان اسجد له ملائكته وقال بعض الناس كان هذا سجود تحية وسلام واكرام ،
كما قال الله تعالى:{ورفع ابويه على العرش وخروا له سجدا }اللآية 100 سورة يوسف،
وقد كان هذا مشروعا في الامم الماضية ولكنه نسخ في ملتنا ،قال معاذ:(..وذكر الحديث).هذا ولا يخفى ان السجود لغير الله على وجه العبادة شرك محرم في كل الشرائع السابقة فكيف يسوغ ان ينسب هذا الامر الجلل من عبادة غير الله الى هذا الصحابي الجليل اللذي اختاره النبي صلى الله عليه وسلم لمناضرة اهل الكتاب وتبليغهم التوجيد واصل الدين ؟ ثم ا نه _من ناحية اخرى_ لو كان السجود للعبادة لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم :(لو كنت آمرا احدا ان يسجد لغير الله لامرت المرأة ان تسجد لزوجها) .......

وحاشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يأمر با المعصية بله السجود لغير الله تعالى ،
قال الله عز وجل :{ولا يامركم ان تتخذوا والملائكة والنبيئين اربابا أيأمركم با الكفر بعد اذ انتم مسلمون }الآية80 آل عمران.


توجيه الاستدلال با النصوص الشرعية على العذر با الجهل في المسائل العقدية ............
لفضيلة الشيخ الدكتور ابي عبد المعز محمد علي فركوس
استاذ بكلية العلوم الاسلامية بجامعة الجزائر..............