عرض مشاركة واحدة
كتبت : 7600
-
الرجل أو المرأة فينا،تـُقاسُ قيمتـُهُما ويُقدَّرُ وزنـُهُما بمقاييس معدودة،لعلَّ أهمَّها وأخطرَها شبكة عِلاقاتِه

وإلى هذه الحقيقة،يُشيرُ شاعرُنا الحكيمُ بقوله :
[grade="00008B FF4500 32CD32 4B0082 4B0082"]
أنتَ في الناس تـُقاسُ ** بالذي اخترْتَ خلــــيلاَ
فاصْحبِ الأخيارَ تعلو ** وتـَنلْ حَــظـَّا جميــــلاً...
[/grade]
َمَنْ يعتقدُ أن الصداقة َهي مُجرَّدُ مَلْءِِ الأجندةِ بحشدٍ غفير من الأسماءِ التي تجمَّعَتْ في حياتنا اليوميةِ. لهم،حتى إذا جاءَ امتحانٌ بسيطٌ،استدعى وجُودُهم بالقرب منا،إلتفتنا،فإذ بنا لا نرى على امتدادِ الأفق غيْرَ الفراغ القاتل..!!!!

ورحِمَ الله دِعبلَ الخزاعي حين صاحَ :


[grade="00008B 4169E1 DC143C 4B0082"]ما أكثرَ الناسَ ! لاَ، بَلْ ما أقلـَّهُمُ ** اللهُ يعـــلمُ أنـــي لــــمْ أقلْ فندَا
إني لأفتحُ عيني حيـن أفــتـــحُها ** على كثير ولكنْ لا أرى أحَـــدَا..!!![/grade]

ومع قناعتي الراسخة أن الابتسامة المشرقة توقيعٌ صحيحٌ على سلامة العِلاقةِ بينه والآخرين،لأن (( تبسُّمُكَ في وجْهِ أخيكَ صدقة ٌ))،إلا أن الحياة علمتني أن لا أصنعَ منها حجَرَ الزاويةِ المركزي في دليل الصداقةِ الحَقـَّةِ...
وقد قرأتُ مرة ًأن صانعَ روسيا القوية،الرئيس جوزيف ستالين،فصلَ أحدَ كبار مقربيه في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأعلى،لأنه كان يوافقه على كل ما يُصدره من قرارات..!!!


الصديق الحقيقي،هو الذي لا تمنعه صداقتنا أن يقول في وجهي : لاَ..وبالفم الملآن،حينَ يَعِنُّ له شيءٌ في طبيعتي أو قراراتي أو طريقتي،يخالف قناعته...


أحب أن يكون أمامي صديقاً قويا،قد يشتبكُ معي-لأنه يحبني ويراني في نفسه-فيأخذ من رأيي ويَرُدُّ،من غير أن يُفسِد الأخذ والرد للود قضيََّــــة ً....

الصديق الحقيقي،هو الذي يُعفيني دائما مِنْ حَرج الطلب والمساعدة،فيكفي لساني مؤونة الحاجة،فيبادر-إن كان مستطيعاً-قبل أن أقولَ،حتى يَحمي حُرمَــة صداقتنا من كُلفةِ المجاهرة...


الصديق الحقيقي،هو ذاك الذي أراني في قلبه وعينيْه مجرَّداً من أي اعتبار مادي أو مصلحي أو وَجاهي غيْرَ كوني صديقـَه الذي أحبَّ لله وفي الله....

لهذه الاعتباراتِ-وغيْرها-يكون الصديق صديقاً..وعلى هذه الموازناتِ في عالم الصداقةِ يكونُ مَدَى الأثر والتأثير فيها...

ألمْ يقلْ حكيمٌ ذاتَ مرة :


الأصدقاءُ في الحياةِ ثلاثٌ ؛


ــ صديقٌ كالهواءِ..فنحن نحتاجُ وجودَهُ داخل حياتِنا في كل وقت...لا نستغني عنه أبداً.
ــ وصديقٌ كالدواء..نحتاجُه أحياناً دون أحيانٍ...!!!
ــ وصديقٌ كالداءِ..لا نحتاجُه أبَــــداً...!!!!


وهذا الصنف الأخير-وكان قد ماتَ-هو الذي عناه الشاعرُ الحكيمُ بقوله :


[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"] اللهُــــمَّ لاَ شماتَ بمَــــيِّتٍ ** ولكنْ زوَالَ القحْطِ بُشْرَى للـــــوَرَى..!!!![/grade]


و دمتي اختي